مالك رياض.. قطب العقارات بين النجاح والملاحقة القضائية

يعد رجل الأعمال الباكستاني مالك رياض أحد أبرز رجال الأعمال في باكستان، ومن الأسماء المؤثرة في قطاع التطوير العقاري، فقد بدأ من خلفية متواضعة، ونجح في أن يصبح رمزًا للابتكار في التخطيط العمراني، فهو مؤسس شركة "بحرية تاون" للتطوير العقاري، والتي تمتلك وتدير العديد من العقارات في جميع أنحاء باكستان، وهو ما جعله شخصية محورية في البلاد، في السطور التالية  تعرف على قصة نجاحه ومسيرته، وتعرف على سبب تعرضه للملاحقة القضائية.

من هو مالك رياض؟

مالك رياض حسين، هو رجل أعمال باكستاني، ولد في 8 فبراير عام 1954 في مدينة سيلكوت في باكستان، وهو قطب عقارات باكستاني، وأبرز رجال الأعمال فيها، وهو مؤسس شركة "بحرية تاون" واحدة من أكبر شركات التطوير العقاري المملوكة للقطاع الخاص في باكستان.

نشأ مالك في أسرة متوسطة، وقد اضطر إلى ترك المدرسة بسبب ظروف عائلته، وبدأ مسيرته بالعمل في وظائف مختلفة، وتعلم عن قطاع الإنشاءات من خلال وظائفه المختلفة.

أسس مالك رياض مشروعه الأهم والأكبر في مسيرته وهو "بحرية تاون" عام 1996، وسرعان ما أصبح أكبر مشروع تطوير عقاري في جنوب آسيا، وأصبح المشروع نموذجًا للتطوير الحضري الحديث.

واصلت شركته فيما بعد بإنشاء العديد من المدن السكنية والعقارات في جميع باكستان، وركزت مشروعاته على مفهوم "المجتمعات المسورة" أي يبنى مجمعات سكنية تضم كل المرافق التي يحتاجها السكان، مثل المدارس، والمولات والمستشفيات والمرافق الرياضية وغيرها.

ورغم نجاحاته، واجاه مالك تحديات قانونية وانتقادات، وهو حاليًا مطالب للتسليم لباكستان بسبب قضايا فساد.

نشأته وتعليمه

ولد مالك رياض في عائلة ميسورة الحالة، فقد كان والده مقاولاً خاصا، لذا كانت نشأته في البداية ميسورة. تغير حال الأسرة ماديًا بعدما فشلت أعمال والده، وحينها اضطر مالك ترك المدرسة الثانوية، وبدأ العمل في وظائف مختلفة لمساعدة عائلته.

بدأ مالك العمل ككاتب في هيئة الهندسة العسكرية، وعمل أيضًا بدوام جزئي كرسام، ثم انتقل للعمل كمقاول في الجيش، وقد أكسبته تلك المهن خبرات متنوعة في قطاع العقارات، وذلك قبل إنشاء شركته الخاصة.

زوجته وأبنائه

تزوج مالك رياض مرتين، المرة الأولى عندما كان صغيرًا، وتوفيت زوجته مبكرًا. تزوج للمرة الثانية من سيدة باكستانية اسمها بيان رياض، ولديه منها 5 أبناء.

ابنه أحمد مالك رياض، ولد في عام 1978، وهو يشغل حاليًا منصب الرئيس التنفيذي لشركة بهريا تاون التي أسسها والده.

بداية مسيرته المهنية

بدأ مالك رياض مسيرته بالعمل كموظف في إحدى شركات الإنشاءات، وخلال الثمانينات قرر أن يصبح مقاولًا، وأسس شركته للإنشاءات باسم "حسين جلوبال". في عام 1995، وقعت شركته للإنشاءات واحدة من أهم مشروعاتها السكنية على الإطلاق، والتي كانت سببًا في ثروته، وشهرته كمطور وقطب للعقارات في باكستان.

وقعت شركة رياض مالك اتفاقية مع مؤسسة البحرية الباكستانية الخيرية، والمعروفة باسم "بحرية فاونديشن" لتطوير مجتمع مسوّر للبحرية الباكستانية، وهو مشروع "بحرية تاون".

بعد انتهاء المشروع، واصل مالك استخدام كلمات مثل Bahria/Maritime/Navy لمشاريع البناء الخاصة به، وحصل على حكم محكمة عام 2001 للسماح له بمواصلة استخدام كلمة "بحرية" أو Bahria في مشروعاته العقارية.

مالك رياض ومجموعة بحرية تاون

وسع رجل الأعمال مالك رياض إمبراطوريته العقارية تحت الاسم التجاري Bahria Town Group، وتمتلك مجموعته مشروعات عقارية في العديد من المدن الباكستانية، منها  لاهور وراولبندي وإسلام آباد وموري وكراتشي.

ومن أكبر مشروعاته العقارية مشروع "بحرية  تاون كاراتشي 2" والذي يعتبر أكبر مشروع عقاري خاص في باكستان. اعتمدت مشروعات مالك رياض العقاري على نظام المجتمعات المسوّرة، حيث تبني شركته مجمعات سكنية مسوّرة بداخلها كل المرافق، من المدارس والمستشفيات والمولات والملاعب ومنتجعات الجولف والفنادق وغيرها.

وفي غضون سنوات، أصبحت بحرية تاون من أكبر وأهم الشركات العقارية في البلاد، كما ظهرت في المجلات ووكالات الأنباء العالمية، ووصفت بأنها "الوجه المزدهر لباكستان".

ومن ضمن مشروعاته الضخمة، توقيعه اتفاقية مع شركة فنادق حياة لتطوير 4 عقارات في باكستان قيمتها تزيد عن 600 مليون دولار، وذلك في عام 2016. تمتلك مجموعته العديد من المولات ومراكز التسوق في مدن باكستانية مختلفة.

ومن ضمن العقارات المهمة التي أسستها شركته برج الأيقونة البحري، والذي يعد أطول مبنى في باكستان، ويبلغ ارتفاع 300 مترًا ومكون من 62 طابقًا.

ثروة مالك رياض

تقدر ثروة رجل الأعمال الباكستاني مالك رياض 1.5 مليار، وذلك وفقًا لآخر تقديرات في عام 2019.

ملاحقة قضائية واتهامات بالفساد

واجه رجل الأعمال مالك رياض قضايا فساد في باكستان، ففي عام 2018، فتحت وكالة مكافحة الجريمة الوطنية في المملكة المتحدة تحقيقًا في أملاك مالك رياض، بطلب من السلطات الباكستانية، وتمكنت السلطات البريطانية من التحفظ على مبلغ 140 مليون جنيه إسترليني من ثروته.

يواجه مالك حاليًا دعاوى قضائية من قبل السلطات الباكستانية، حيث اتهمته بأنه أنشأ عقارات على أراض سيطر عليها بطرق غير قانونية، وأن علاقته القوية بالجيش الباكستاني ساعدته على بناء إمبراطورية ضخم.

تقرب مالك من رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، بداية من عام 2018، وقد حكم على خان بالسجن بتهم فساد. انتقل مالك إلى الإمارات في منفى اختياري، وتطالب السلطات الباكستانية تسليم الإمارات له. ورغم تلك الأحكام، يواصل مالك نفى كل التهم الموجهة إليه، وأكد محاميه أنها مجرد ادعاءات لم تثبت بالأدلة في المحكمة.

يواصل مالك رياض مشروعاته في دبي، حيث أطلق شركة عقارية في دبي اسمها "بي تي العقارية" وقد حظيت الشركة باهتمام كبير من مستثمرين من جميع أنحاء العالم، فيما وصف ما يتعرض له من السلطات الباكستانية بأنه "ابتزاز" وأكد أنه التزم بقوانين كل دولة أسس فيها مشروعاته، وعلى رأسها بلده باكستان.

وقد جاءت هذه التصريحات بعدما حذّر مكتب المساءلة الوطني في باكستان المستثمرين من التعامل مع مشروعات مالك رياض في دبي، كما أدت المكتب بأن السلطات الباكستانية ستتعاون مع سلطات دبي لمنع تضليل الأبرياء في أنشطة غير قانونية تتعلق بمشروع مالك رياض.

أعماله الخيرية

اشتهر رجل الأعمال مالك رياض بأعماله الخيرية، فقد أسس العديد من المبادرات والجمعيات الخيرية في بلده باكستان، ومنها مبادرة "بحرية داتسارخوان" والتي تهدف إلى الحد من الجوع في باكستان، وتقدم الجمعي وجبات مجانية مرتين في اليوم لكل من يزور مقر المبادرة.

أنشأ رياض مجموعة من المستشفيات الخيرية في باكستان تقدم الرعايةا لصحية بشكل مجاني، ويتبرع كل شهر بمبلغ 9.7 مليون روبية لنظام الرعاية الصحية، والذي يشمل تقديم العلاج للفقراء، والمعدات الطبية والطعام للمرضى وغيرها من الخدمات.

يهتم رياض كذلك بالتعليم، وأنشأ مجموعة من المدارس والجامعات التي تقدم التعليم بالمجان، كما أنه يقدم قروضًا صغيرة للطلاب لمتابعة دراستهم الأكاديمية.