ماري كالاهان إردوس.. أقوى امرأة في عالم التمويل الأمريكي

تعد السيدة المصرفية الأمريكية ماري كالاهان إردوس واحدة من الشخصيات النسائية المؤثرة والرائد في مجال البنوك، فهي السيدة المصرفية الوحيدة التي ضمتها قائمة فوربس لأغنى السيدات العصاميات في أمريكا لعام 2024، وهي واحدة من أكبر مديري الاستثمار والبنوك والخاصة من الشخصيات الأكثر احترامًا في العالم في مجال البنك، تعرف أكثر على مسيرتها المهنية وإنجازاتها.

من هي ماري كالاهان إردوس؟

هي سيدة أعمال ومديرة استثمار أمريكية ولدت في 13 أغسطس عام 1967 في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، وتشغل منصب المدير التنفيذي لقسم إدارة الأصول والثروات في بنك جي بي مورغان، وهو البنك الذي تعمل فيه منذ 1996.

تعد إيردوس واحدة من أكبر مديري الاستثمار والبنوك الخاصة وأكثرهم احترامًا في العالم، حيث تدير أصولًا تصل قيمتها إلى 5 تريليونات دولار أمريكي.

منذ انضمامها إلى الشركة قبل أكثر من 25 عامًا، تقلدت إيردوس عدة مناصب قيادية في إدارة الأصول والثروات، إلى أن تولت منصب الرئيس التنفيذي في عام 2009، وأصبحت جزءًا من لجنة تشغيل جي بي مورجان تشيس، وهي أعلى هيئة إدارية في الشركة.

نشأتها وتعليمها

ولدت ماري كالاهان إردوس في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، والدها كان شريكًا سابقًا في شركة الخدمات المصرفية الاستثمارية لازارد، فيما والدتها كانت ربة منزل.

نشأت ماري في عائلة مكونة من 3 أشقاء، ولكونها الابنة الأكبر، فقد ساعدت في تربية إخوتها، وتعزى نجاحها المهني على هذه النشأة فهي متسلطة قليلًا، وتحب أن تكون مسؤولة.

نشأت ماري في إلينوي كعائلة مسيحية كاثوليكية، وقد التحقت بأكاديمية القلب المقدس الرومانية الكاثوليكية للبنات، ثم التحقت بجامعة جورج تاون، وحصلت على البكالوريوس في الرياضيات، وكانت المرأة الوحيدة التي تخصصت في الرياضيات في هذه الجامعة في ذلك الوقت.

حصلت ماري بعدها على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية هارفارد للأعمال، وهي حاليًا تشارك في مجالس إدارة مجلس الأعمال الأمريكي الصيني ومؤسسة روبن هود في نيويورك، بالإضافة إلى كونها عضوة في مجلس إدارة جامعة جورج تاون، كما تساهم في المجلس الاستشاري العالمي لجامعة هارفارد.

منذ عام 2012، تم إدراج كالهان إردوس في قائمة بلومبرغ ماركتس لأكثر 50 شخصية تأثيرًا، ومنذ مارس 2013، أدرجتها بيزنس إنسايدر في قائمة أكثر 25 امرأة نفوذًا في وول ستريت، منذ عام 2016، تم تصنيف كالهان إردوس كواحدة من أقوى النساء في العالم من قبل مجلتي فوربس وأمريكان بانكر.

زوجها وأطفالها

تزوجت ماري كالاهاي إردوس من فيليب إردوس، وهو رجل أعمال أمريكي، منذ عام 1993، حيث التقت به خلال دراستها في كلية هارفارد للأعمال، ولديها منه 3 بنات، وتعيش الأسرة في مدينة نيويورك.

مسيرة نجاح مع بنك جي بي مورغان

بدأت ماري كالاهي إردوس مسيرتها المهنية بالانضمام إلى شركة جي بي مورغان في قسم الخدمات المصرفية الخاص بالشركة، وعملت في إدارة محافظ الدخل الثابت لعملاء الأثرياء.

خلال شغلها هذا المنصب تعلمت إردوس درسًا مهمًا عن أهمية التواصل الشخصي، بعد أن خسر أحد عملائها 20 مليون دولار خلال الأزمة المالية عام 1998؛ بسبب ارتفاع عائدات السندات.

وفي قمة فوربس للسيدات عام 2014، استرجعت إردوس تلك اللحظة وقالت: "اكتسبت الشجاعة لأستقل طائرة، وأذهب إلى لويزيانا، حيث جلست أمام العميل واعتذرت، موضحة ما حدث وأسبابه، ثم تابعنا مسيرتنا بعد ذلك".

في عام 2004 أصبحت إردوس مرشحة لإدارة بنك جي بي مورغان الخاص، ورغم مهارتها وقدراتها، إلا أن هناك تشكيكاً كبيراً عن قدرتها على إدارة وتولي هذه المسؤولية كأم لطفلتين صغيرتين.

حصلت إردوس على الوظيفة، ولكن تم تعيين زميل رجل كرئيس مشارك للبنك الخاص، وقد كانت ترفض أن يتم تعيين رجل معها في الوظيفة لذا تعلمت الجانب التشغيلي لهذه الوظيفة، وتمكنت أخيرًا من أن تصبح الرئيسة التنفيذية الوحيدة للبنك.

وعن هذه الفترة تقول إردوس: "في ذلك الوقت، أدركت أن الشعور بعدم الارتياح يمكن أن يكون مفيدًا. يمنحك القوة لطرح الأسئلة وتحدي نفسك يوميًا".

الرئيسة التنفيذية لقسم إدارة الأصول والثروات

في عام 2009، ورغم الاضطرابات الاقتصادية والركود العالمي تم ترقية ماري كالاهان إردوس كمديرة تنفيذية لقسم إدارة الأصول والثروات في بنك جي بي مورغان، وأدارت في ذلك الوقت أصول تبلغ نحو 1.7 تريليون دولار.

نجحت ماري في هذه المهنة، ففي عامها الأول وتحت قيادتها شهد فريق مستشاري العملاء الدوليين للبنك نموًا بنسبة 32%، بالإضافة إلى استحواذ البنك على حصة الأغلبية في شركة  Gávea Investimentos، شركة الاستثمارات البديلة البرازيلية التي يديرها أرمينيو فراغا، الرئيس السابق للبنك المركزي البرازيلي.

على مدى السنوات الـ15 التالية، قام قسم إدارة الأصول في جي بي مورغان، بقيادة إردوس، بتوسيع قاعدة عملائه من ذوي الثروات العالية بشكل كبير.

وتركزت الجهود على تعزيز قائمة المستشارين، وتوسيع الوصول إلى الاستثمارات البديلة، بالإضافة إلى تنمية الاستثمارات في التكنولوجيا واستخدام البيانات.

في عام 2023، استقطب البنك 490 مليار دولار من التدفقات الداخلة، وحقق صافي دخل قدره 5 مليارات دولار من إيرادات بلغت 20 مليار دولار، محققًا بذلك مستويات قياسية، وتجاوزت الأصول الخاضعة للإدارة الآن 5 تريليونات دولار، وبسبب كفاءتها في العمل تعتبر ماري كالاهان إردوس خليفة محتلمة لقيادة البنك خلفًا لجيمي ديمون.

تواصل ماري نجاحاتها البنك ومواجهة التحديات في هذه المهنة، فقد أوضحت في عام 2024 أن المصرف الأمريكي يتعرض لقرابة 45 مليار محاولة اختراق يومي وهو ضعف معدلات العام الماضي، وقد أوضحت أن البنك يوظف حوالي 62 ألفاً متخصصاً تقنياً للدفاع عن البنك ضد محاولات الاختراق.

ثروة ماري كالاهان إردوس

قدرت مجلة فوربس ثروة ماري كالاهان إردوس 300 مليون دولار أمريكي، وقد صنفتها المجلة في قائمة النساء العصاميات في أمريكا لعام 2024.

تملك إردوس حصة في بنك جي بي مورغان تبلغ 0.02%، وهو ما يجعلها ثالث أكبر مساهم فردي من بين المسؤولين التنفيذيين في الشركة.