وراء ابتسامتها الرائعة ووجهها الجميل تُخفي مارلين مونرو العديد من الحكايات الحزينة والأسرار الغامضة، عُرفت بأنها أيقونة الجمال والأناقة والإغراء، أبدعت في الغناء، والتمثيل وعرض الأزياء ولكن حياتها مليئة بالكثير من الأحزان والأحداث التي كانت جزءًا منها سببًا في موتها.
نورما جين مورتنسن وسُميت عند مولدها نورما جين بيكر هي ممثلة، ومغنية وعارضة أزياء أمريكية ولدت في الأول من يونيو عام 1926 في مدينة لوس أنجلوس، وأعطتها أمها اسمها الأول "نورما" تيمنًا بالفنانة "نورما تالمادج".
والدها إدوارد مورتنسن هو رجل من كاليفورنا من أصول نرويجية كان يعمل في الكشف على عدادات الغاز، ولم تعش مع والدها، وإنما أنكرت طوال حياتها أن مورتنسن والدها على الرغم من أنها طفلة شرعية.
والدتها هي غلاديس بيرل مونرو ولدت في المكسيك لوالدين أمريكيين، وتزوجت للمرة الأولى في عام 1917 من جون نيوتن بيكر التي أخذت مونرو اسم العائلة عنه على الرغم من أنه ليس والدها.
أنجبت والدتها غلاديس طفلين، وهما روبرت كيرمت الذي توفي وهو بعمر 16 عامًا، وبيرنيس إنيز غلاديس التي كانت مقيمة في المستشفى لإصابتها بالشيزوفرنيا.
عانت والدة مارلين من مشاكل نفسية وصحية كثيرة بسبب خوضها العديد من العلاقات العاطفية الفاشلة، وهو ما أثر على حياة أطفالها ونفسيتهم.
تزوجت والدة مارلين للمرة الثانية من مارتن إدوارد مورتنسن وحملت في طفلتها مارلين ولكنها انفصلت قبل إنجابها؛ ولهذا السبب لم تعرف مارلين والدها.
بالإضافة إلى ذلك لم تتمكن مارلين من العيش مع والدتها، وإنما عاشت مع أسر مختلفة، وكانت تُفضل أن تقول للآخرين أنا والدتها متوفية بدلًا من الاعتراف بإقامة والدتها في مؤسسة رعاية نفسية.
في أول سبع سنين من حياتها عاشت مارلين مع ألبرت وإدوارد بولندر أقارب جدتها في كاليفورنيا، وفي عام 1933 عاشت فترة مع والدتها وفي هذه الفترة عانت أمها من كارثة هيستيرية أجبرتها على الإقامة في المصحة النفسية. وفي عام 1935 أصبح الوصي على مارلين غراس ماكي أعز أصدقاء والدتها.
![مارلين مونرو Marilyn Monroe أيقونة الجمال المليئة بالأسرار الغامضة]()
زوج مارلين مونرو
في عام 1941 تعرفت على جارها جيمس دوجيرتي الذي يكبرها بخمس سنوات، ويعمل في المصنع الأول للطائرات بلا طيار.
وفي العام التالي تزوجت من جيم وهي بعمر 16 عامًا بعد أن تركت دراستها، وفي هذا الوقت عملت في اختبار أجنحة الطائرات والمظلات في مصنع زوجها، وفي المصنع التقط المصورون العسكريون صورها في إطار توضيح مشاركة النساء في جهود الحرب.
تطلقت مارلين من زوجها جين في عام 1946 لكي تركز على عرض الأزياء، كما لم تكن العلاقة بينهما قوية نظرًا لبعدهما عن بعضهما البعض.
طول مارلين مونرو
طولها 152.
التقطت أول صورة احترافية لمارلين مونرو في عام 1944 عن طريق المصور ديفيد كونفر، وكانت وقتها تعمل في مصنع طائرات، وكانت الصورة لتوضيح مشاركة النساء في جهود الحرب، وبعد عدة أشهر ظهرت صورها في غلاف 30 مجلة إغرائية، وأصبحت تُعرف باسم "Mmmmm girl".
وبعد تلك الشهرة تركت عملها في المصنع لتركز على عرض الأزياء الذي كان خطوتها الأولى نحو السينما، ففي عام 1945 أجرت أول اختبار لوكالة Blue Book Modeling لكي تصبح عارضة لملابس السباحة، وفي عام 1946 صبغت شعرها من أجل حملة دعائية لماركة شامبو.
ظلت مارلين تصبغ شعرها باللون الأشقر وترسم حسنتها الشهيرة على وجهها بالقلم لكي تخفي بقعة على وجهها، وحينها اكتشفها الممثل الأمريكية بين ليون الذي أجرى لها اختبارًا وانبهر بأدائها في التمثيل.
بعد أن أجرت اختبارًا في شركة أفلام فوكس الذي كان يديرها الممثل الأمريكي نورما جين، وقعت عقدها الأول لمدة 6 أشهر في يوليو عام 1946 مقابل أجر 125 دولاراً أسبوعيًا، واتفقت على اسم "مارلين مونرو" كاسم شهرة لها، واستلهمت اسمها الأول من الممثلة مارلين ميللر، واسمها الثاني من والدتها.
ظهرت على الشاشة لأول مرة عام 1947 في فيلم "شجار على شقراء"، وفيلم "أعوام خطرة"، وبعدها وقعت عقد مع شركة كولومبيا لمدة 6 أشهر، ولم تجدد عقدها معهم بسبب فشل فيلمها الموسيقي من إنتاجهم.
بعد ظهورها في فيلم "صيد الكنز" انبهر بها المنتجون وبعثوها لنيويورك للترويج للفيلم، وهناك أثارت انتباه جون هايد وحصل لها على دور في فيلم "حين تنام المدينة"، وفي عام 1950 شاركت في فيلم "حواء" بجانب الممثل بيتي ديفيس.
وفي العام التالي التحقت بجامعة كاليفورنيا لدراسة الأدب والفنون، وفي هذا الوقت ظهرت في أفلام صغيرة، ولم تُرشح مُطلقًا للأوسكار.
وفي عام 1952 عانت من مشكلات مادية اضطرتها للظهور عارية من أجل طباعتها على تقويم ميلادي، ولم تلطخ هذه الصور سمعتها، وإنما زادت شهرتها حيث ظهرت على غلاف مجلة "لايف" ووصفت حينها ب"حديث هوليوود".
![مارلين مونرو Marilyn Monroe أيقونة الجمال المليئة بالأسرار الغامضة]()
وشاركت في أفلام ناجحة في هذه الفترة، وأهمها فيلم "الشيطان يستيقظ مبكرًا"، كما شاركت في أفلام كوميدية ودراما وفي عام 1953 صورت فيلم "كيف تتزوجين مليونيرًا" وساعد هذا لفيلم على زيادة شهرتها.
في عام 1954 أنشأت شركتها للإنتاج السينمائي، وأوقفت تعاقدها رسميًا مع شركة فوكس للإنتاج عام 1955، وفي هذا العام أخذ دورات في الكوميديا، وشاركت في مسرحية "آنا كريستي" ولاقت نجاحا كبيرًا.
أعجب بها الممثل والمخرج لي ستراسبرج وقرر أن يأخذها تحت حمايته، وشجعها على دراسة التحليل النفسي لكي تفهم الشخصية التي تؤديها، وفي هذا الوقت حقق فيلمها "حكة السنة السابعة" نجاحًا كبيرًا.
وبفضل هذا النجاح وقعت عقدًا جديدًا مع شركة فوكس بقيمة 100 ألف دولار على الفيلم، 500 دولار أسبوعيًا، فضلًا عن إمكانية عملها مع شركات إنتاج أخرى.
وبعدها شاركت في فيلم "موقف الأوتوبيس" ورشحت لجائزة غولدن غلوب أفضل ممثلة، وبعدها شاركت في فيلم "الأمير والراقصة" الذي فشل فشلًا ذريعًا.
كانت مارلين تُعاني من رهبة المسرح، وفي عام 1985 غابت عن الشاشة وعاشت مع زوجها آنذاك آرثر وعانت من الإجهاض مرتين، فشجعها زوجها على العودة للتمثيل، فشاركت في فيلم "البعض يفضلونها ساخنة".
حقق هذا الفيلم نجاحًا كبيرًا ورُشح لخمس جوائز أوسكار، وحصلت مارلين على جائزة غولدن غلوب أفضل ممثلة، وفي الستينات وصلت لقمة شهرتها بعد مشاركتها في فيلم "الملياردير" وشكل الفيلم فشلًا تجاريًا وبدأت مشكلات مارلين النفسية تظهر.
وفي عام 1960 شاركت في فيلم "غير الأسوياء" ولكن بسبب مشكلتها النفسية لم تتمكن من أداء الدور ونقلت للمستشفي، وكانت تتناول الحبوب المنومة، والكحوليات، وعلى الرغم من مشكلاتها النفسية كانت ملزمة بعمل فيلم أخير مع شركة فوكس.
فوافقت مارلين على سيناريو فيلم "شيء لا بد من منحه" وفي هذا الوقت كانت تُعاني من مرض الجيوب الأنفية المزمن، كما كانت تهرب من التصوير كثيرًا، وعانت من نوبات هلع أثرت على قدرتها على حفظ النصوص.
وكان هذا السبب في العديد من المشكلات والدعاوى القضائية بينها وبين شركة فوكس، واختفت لفترة عن الصحافة، ولكن بدأت المفاوضات من جديد مع الشركة، وفي سبيل استعادة صورتها أمام الجمهور أجرت العديد من الحوارات الصحفية.
بالإضافة إلى ذلك ناقشت مشاريع أفلام مختلفة، ولكن في نهاية يوليو أصيبت مونرو بالاكتئاب وأجرت العديد من المكالمات قبل وفاتها وفي أغسطس 1962 توفيت مارلين مونرو منتحرة وسط شكوك باغتيالها.
كانت مارلين مونرو على علاقة بالرئيس الأمريكي جون كينيدي، وشقيقه السياسي البارز والمرشح لرئاسة الجمهورية بوبي كينيدي.
وفي 19 مايو عام 1962 ظهرت مارلين علنًا للمرة الأخير في مناسبة هامة بمناسبة عيد ميلاد الرئيس وكانت شبه مخمورة، وغنت "كل عام وأنت بخير يا سيدي الرئيس".
كانت مارلين مونرو حاملًا من بوبي كيندي، ولكنه أقنعها أن تجهض لأنه كان متزوجًا وأبًا لسبعة أطفال، ولما توقف الشقيقان على التواصل معها عزمت على فضحهما، وكان ذلك سببًا لوفاتها.
في 5 أغسطس قلقت ربة المنزل أن تكون مارلين مونرو محبوسة في غرفتها، واتصلت بطبيبها النفسي الذي كسر زجاج غرفتها، واكتشفا جثتها ملقاة على السرير وفي يدها سماعة الهاتف، وبجانبها أقراص متناثرة.
وتلقت الشرطة بلاغاً بانتحار الممثلة، وتحدث الطبيب الشرعي بعدها عن انتحار محتمل بسبب جرعة زائدة من دواء الباربيتورات، وبسبب نقص الأدلة لم يستطع المحققون تأكيد ما إذا كانت الوفاة انتحارًا أم اغتيالًا، وأجريت الجنازة في 8 أغسطس عام 1962 في مقبرة وستوورد في لوس أنجلوس، وقد شكلت وفاة مارلين مونرو صدمة كبيرة لمحبيها.
تمكن أحد الصحفيين من الوصول إلى تسجيلات لها مع طبيبها النفسي، وظهرت فيه مارلين مهووسة بجوائز الأوسكار، وترغب في أداء عمل لشكسبير لكي تؤخذ على محمل الجد، ووفقًا للصحفي فإنه من المستحيل أن تلك المرأة قد انتحرت، فقد كان لديها مشروعات مستقبلية ترغب في تحقيقها.
أغلقت قضية وفاة مارلين على أنها انتحار، على الرغم من ظن الكثيرين بأنها قد قُتلت، وبعد مرور 56 عامًا على وفاتها تم كشف سر غامض في حياة مارلين حينما خرج الشرطي "مايك روثميلر" وكشف حقيقة وفاتها من مستندات سرية وجدها في أرشيف دائرة الشرطة في لوس أنجلوس.
كتب الشرطي كتاب عنوانه" القنبلة: ليلة قتل بوبي كنيدي مارلين مونرو" حيث ذكر أن بوبي كيندي شقيق الرئيس الأمريكي جون كيندي كان قد وعد مارلين بالزواج، ولكن فجأة توقف الشقيقان عن التواصل معها، فعزمت على فضحهما على الملأ.
فزارها بوبي في منزلها وطلب منها تسليمه يومياتها، ولكنها غضبت فأعد بوبي الشراب المسموم الذي شربتها معتقدة أنه وضع فيها مهدئًا لها، ولما ماتت فتش المنزل بحثًا عن اليوميات ولكن دون جدوى.
أفلام تناولت قصة مارلين مونرو الحقيقيه
هناك الكثير من الأفلام التي تناولت القصة الحقيقية لمارلين مورنو، ومنها في Blonde ولعبت بطولته الممثلة الكوبية أن دي أرماس.
أيضًا تم تصوير حياة مارلين مونرو في فيلم My Week with Marilyn للمؤلف البريطاني كولين كلارك وشارك في بطولة الفيلم ميشيل ويليامز التي ترشحت لجائزة أوسكار عن دورها في هذا الفيلم.
من أهم الأفلام التي تناولت حياة مارلين مونرو فيلم Say Goodbye to the President حيث صور الفيلم علاقة مارلين مونرو بالرئيس الراحل جون كينيدي وشقيقه، وتم إنتاج الفيلم عام 1988.
