مارك ويبر.. بطل سباقات الفورمولا 1 صاحب المسيرة المميزة

يعد مارك ويبر واحد من أبرز السائقين الأستراليين الذين تركوا بصمة لا تنسى في عالم سباقات الفورمولا 1، فكانت مسيرته الرياضية حالفة بالإنجازات والنجاحات، وواجه عمالقة هذه الرياضة، وتميز بأدائه الثابت وجرأته ومهاراته الاستثنائية، وهو ما جعله من أفضل السائقين في العالم، في السطور التالية تعرف على مسيرته وحياته.

من هو مارك ويبر؟

مارك آلان ويبر، هو سائق سباق أسترالي، وبطل في الفورمولا 1 بين عامي 2002، و2013 ولد في 27 أغسطس عام 1976 في نيو ساوث ويلز في أستراليا، وهو من أهم سائقي الفورمولا 1 في العالم.

بدأ ويبر مسيرته في عالم سباقات السيارات في أستراليا، وشارك في سباقات الفورمولا فورد، وحقق نجاحات مبهرة، ثم شق طريقه نحو الساحة العالمية، ولفت الأنظار في سباقات الفورمولا 3000 في أوروبا.

في عام 2002، انضم إلى بطولة العالم للفورمولا 1، ورغم بدايته المتواضعة مع فريق صغير، إلا أنه جذب اهتمام الفرق الكبرى، وحقق نتائج لافتة، ثم تألق مع فريق ريد بول، وحقق معهم أول فوز له في بطولة الفورمولا 1 عام 2009، وتبع ذلك انتصارات جعلته منافسًا قويًا في بطولة العالم.

كان ويبر عنصرًا أساسيًا في نجاح فريد ريد بول وتحقيقه العديد من الألقاب، وبعد مغادرته بطولة الفورمولا 1 عام 2013، لم يتخل عن عالم السابقات، وانضم إلى سباقات التحمل مع فريق بورشه، واستمر في تحقيق نجاحات.

نشأته وتعليمه

ولد مارك ويبر في أستراليا لوالدين من الطبقة المتوسطة. والده كان تاجر دراجات نارية ومالك محطة بنزين، وقد نشأ في بلدة كوينبيان الصغيرة، وكان جده لأبيه تاجر حطب، ولديه أخت أكبر منه اسمها ليان.

تلقى تعليمه في مدرسة KHS الثانوية، وخلال دراسته تفوق في رياضات مختلفة منها ألعاب القوى، والرجبي والكريكت والسباحة وكرة القدم، وشجعته والدته على المشاركة في المزيد من الرياضات.

في سن 13 عامًا، شارك مع فريق كانبيرا رايدرز للرجبي لمدة عام، وقد عمل في سنوات مراهقته في وظائف مختلفة، منها توصيل البيتزا، وسباك وحطاب.

بداية مسيرته في السباق

بدأ مارك، ويبر قيادة الدراجات النارية منذ سن الخامسة في مزرعة جده، ولم يتلق دعمًا من والده بسبب تعرض بعض أطفال الجيران لحوادث بسبب الدراجات النارية. في سن 13 عامًا، تحول إلى رياضة الكارتنج، وهي قيادة سيارات الكارت الصغيرة ذات الأربع عجلات.

طور ويبر نفسه، وشارك في سباقات محلية بالقرب من منزله، وهذه المرة تلقى دعمًا من والده، وحول محطة البنزين الخاصة به إلى وكالة سيارات لتمويل أنشطة الكارت التي يمارسها ابنه.

في سن 14 عامًا، تنافس ويبر في سباقات رياضة الكرات على مستوى الناشئين، وفاز عام 1992 ببطولة إقليم العاصمة الأسترالية، كما فاز بكأس كانبيرا، وعدة ألقاب محلية.

في عام 1994، شارك لأول مرة في سباقات السيارات، وتنافس في بطولة أستراليا للفورمولا فورد المكونة من 8 جولات، وحقق المركز الثالث، وعدها حصل على دعم من شركات رعاية في أستراليا.

في عام 1995، شارك في بطولة أستراليا للفورمولا فورد، واحتل المركز الرابع في الترتيب العام بحصوله على 3 انتصارات، وثلاثة مراكز أولى، ثم انتقل إلى لندن لمواصلة مسيرته في السباقات.

في عام 1996، شارك في بطولة فورمولا فورد البريطانية، واحتل المركزان الثاني والثالث على التوالي، وفاز بأربعة سباقات في السلسلة البريطانية، كما فاز بسباق جائزة أستراليا الكبرى لفورمولا هولدن.

في عام 1998، بدأ مارك ويبر سباقات الفورمولا 3000 الدولية، وقد استخدم سيارة  AMG Mercedes، وحقق نجاحًا كبيرًا في هذه الفئة، وحصل على المركز الثالث في بطولة العام عام 2000.

مسيرة نجاح مع فورمولا 1

بدأ البطل مارك ويبر مسيرته مع الفورمولا 1 عام 2002 مع فريق ميناردي، وهو فريق صغير في البطولة، ولم يكن يملك القدرة التنافسية العالية مقارنة بالفرق الكبرى، ورغم محدودية إمكانيات الفريق، إلا أن ويبر استطاع جذب الأنظار إليه في أول سباق له.

شارك ويبر في سباق الجائزة الكبرى الأسترالي، وحقق المركز الخامس في ظهوره الأول، وكان هذا السباق بمثابة مفاجأة وأبرز قدراته على التأقلم والمنافسة حتى مع سيارات أقل تنافسية.

في عام 2005، انتقل ويبر إلى فريق ويليامز، وهو أحد الفرق الأكثر شهرة في تاريخ الفورمولا 1، وكانت خطوة مهمة في مسيرته، إلا أنه واجه  تحديات كبيرة في مسيرته؛ بسبب مشاكل تقنية متكررة، وعدم الاستقرار في الأداء.

أحد أبرز نتائجه مع الفريق سباق الجائزة الكبرى في موناكو عام 2005، حيث حصل على المركز الثالث، وصعد لأول مرة على منصة التتويج.

التألق مع ريد بول

في عام 2007، انضم مارك ويبر إلى فريق ريد بول في الفورمولا 1، وكان سببًا في تألقه في هذه البطولة، ومع مرور الوقت أثبت نفسه كسائق أساسي في الفريق، وساهم في تطور الفريق يصبح أحد أكبر الأسماء في الرياضة.

في عام 2009، حقق ويبر أول فوز له في الفورمولا 1 في سباق الجائزة الكبرى الألماني على حلبة نوربورغرينغ، وكانت لحظة تاريخية في مسيرته، وفاز في الموسم نفيه بسباق الجائزة الكبرى البرازيلي.

في عام 2010، تألق ويبر وخاض منافسات شرسة على لقب بطولة العالم للفورمولا 1، وفاز في 4 سباقات خلال الموسم في إسبانيا وموناكو وبريطانيا والمجر، وكان قريبًا من التتويج، وسباقه الأخير في أبوظبي كان قويًا، ولكنه خسر بفارق بسيطه= أمام منافسه سيباستيان فيتل، وأنهى الموسم في المركز الثالث.

في عامي 2011، و2012، واصل مارك ويبر تألقه، وكان جزءًا مهمًا من الفريق، ورغم أن زميله فيتل كان له نصيب الأسد في الانتصارات والألقاب، إلا أن ويبر كان منافسًا قويًا. في عام 2011، حصل على الجائزة الكبرى البرازيلي، وفي العام التالي حقق فوزين في موناكو وبريطانيا.

كان عام 2013 هو الموسم الأخير لويبر في الفورمولا 1، وحقق المركز الثاني في سباق الجائزة الكبرى الياباني، وأعلن اعتزاله سباقات الفورمولا 1، وانتقل إلى سباقات التحمل مع فريق بورشه.

المشاركة في سباقات التحمل والاعتزال

انضم مارك ويبر إلى سباقات التحمل مع بورشه عام 2013، وفي عام 2014 حصل على المركز الثالث في سباق سيلفرستون 6 ساعات الافتتاحي، وتأهل فريقه للمركز الثاني ولكنه انسحب بعد 22 ساعة بسبب مشكلات تقنية. ظل ويبر في بورشه في بطولة 2016، وفي عام 2017، قرر الاعتزال من سباقات السيارات.