-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
الفئة
-
اللغة
-
الجنسية
-
بلد الإقامة
-
الزوجة
-
ارتبط اسم الروائي الفرنسي ماركيز دو ساد بالجدل والجرأة والفسوق، ورغم ذلك فهو يعد من أبرز الشخصيات الأدبية في القرن الثامن عشر، وقد عرف بأعماله التي تجاوزت الحدود الأخلاقية والاجتماعية في عصره، وهو ما جعله شخصية مثيرة للجدل حتى وقتنا هذا، تعرف أكثر على حياته وأهم أعماله.
اسمه الحقيقي دوناتيان ألفونس فرانسوا، هو كاتب فرنسي وناشط سياسي، ونبيل فرنسي ولد في 2 يونيو عام 1740، ويعد واحد من أكثر الشخصيات التاريخية المثيرة للجدل في التاريخ الثقافي.
اشتهر ماركيز بأعماله الأدبية التي تناولت موضوعات غير لائقة تجاوزت الحدود الأخلاقية في عصره، مثل الجنس الفاحش، والعنف، وصنفت العديد من أعماله ضمن الأدب الفاحش، كما تركزت كتاباته على السادية.
ركز دو ساد في أعماله على فلسفات تعارض القيم التقليدية والدينية، مجادلًا بأن البحث عن اللذة هو الهدف الأساسي للحياة، وأن القيود الأخلاقية والدينية هي قيود غير طبيعية تُفرض على الإنسان. أثارت فلسفاته جدلاً واسعًا، واعتبره البعض مروجًا للفساد والانحلال.
وبسبب سلوكه الفاضح، وأفكاره غير الأخلاقية والمثيرة للجدل، قضى دو ساد معظم حياته في السجون والمصحات النفسية، إلا أن ذلك لم يمنعه من مواصلة الكتابة داخل السجن. ورغم شخصيته المثيرة للجدل والمكروهة في زمنه، إلا أن أعماله أثرت في الأدب والفكر الفلسفي، وأعيد تقييمها في العصور اللاحقة، وتم تصنيفه ككاتب مهم عبّر عن الجوانب المظلمة للنفس البشرية.
تعتبر العديد من أعماله الآن من ضمن الكلاسيكيات التي تدرس لفهم تطور الفكر الادبي والفلسفي، وقد توفي دو ساد في مصحة نفسية، تاركًا خلفًا إرثًا معقدًا والعديد من النقاشات حول الحدود بين الفلسفة والأدب والفاحشة.
ولد ماركيز دو ساد في عائلة من النبلاء الإقليميين، وهو الطفل الوحيد لوالده كونت دي ساد وماري إليونور دي ماييه دي كارمان. كانت والده قائدًا لفرسان الفرسان، وعُهد إليه بمهام دبلوماسية إلى الإمبراطورية الروسية وبريطانيا، أما والدته كانت وصيفة الأمير كوندي.
عاش دو ساد أول أربع سنوات من حياته في فندق كوندي، وكان طفلًا مدللًا جدًا، ومتغطرسًا للغاية وسريع الغضب، لذا أرسل للعيش مع جدته في أفينيون بعد شجار مع رفيق في العالم، وبعدها وضع تحت رعاية عمه لأبيه، والذي عرف بأنه فاسق.
في عام 1750، وبعمر 10 سنوات، درس دو ساد في كلية لويس لو جراند اليسوعية في باريس، وفيها تعلم اللاتينية واليونانية والبلاغة، وشارك في العروض المسرحية، وفي هذه الفترة كان والده غارقًا في الديون، وتركته زوجته، وقد قيل إنه تعرض للتعنيف والضرب في المدرسة، وربما أثّر ذلك على نشأته وأفكاره لاحقًا.
في عام 1754 درس دو ساد في أكاديمية شيفو ليجير العسكرية، وبعمر 15 عامًا أصبح ملازماً ثان في حرس مشاة الملك، وشارك في حرب السنوات السبع، وبعد 13 شهرًا، تم ترقيته إلى نقيب في سلاح الفرسان، وفي هذه الفترة اشتهر بعلاقاته النسائية، والمقامرة، وهو ما أثر على ترقيته.
بعد انتهاء حرب السنوات السبع، تم تسريحه وعاد إلى باريس، وعاش حياة من المتعة، رغم أن والده المريض كان مثقلًا بالديون، لذا حاول والده التخلص من مسؤوليته بتزويجه من ابنة عائلة مونتروي، وهي عائلة برجوازية ثرية جدًا.
رغم محاولة دو ساد تجنب هذا الزواج، إلا أنه رضخ في النهاية لطلب والده، وتزوجها عام 1763، وأنجب منها ولدين وبنتًا، وقد أصبحت زوجته، رينيه بيلاجي، شريكته في بعد في جرائمه الجنسية.
عاش ماركيز دو ساد حياة المجون، وقد قضى بسبب ذلك معظم حياته داخل السجون والمصحات النفسية، وذلك بسبب الجرائم والسلوكيات الفاضحة التي كان يقوم بها.
قضى دو ساد ما يقرب من 32 عامًا من حياته في السجون، أو المصحات النفسية، أو تحت المراقبة، ورغم ذلك لم يتوقف عن أعماله الفاضحة وجرائمه، كما أنه واصل الكتابة، واستخدمها للتعبير عن أفكاره وتطويرها.
دخل دو ساد السجن أكثر من مرة، منها بسبب فضيحة مارسيليا عام 1772، حيث اتهم بتسميم بائعات هوى، والاعتداء عليهن، وقد حكم عليه بالإعدام غيابيًا، ولكنه تمكن من الهرب إلى إيطاليا، وعفى عنه لاحقًا، لكنه أصبح ملاحقًا قضائيًا.
سجن بعد ذلك في شاتو دو لا كوست؛ بسبب اتهامات بالفساد الأخلاقي والعنف، فبعد عودته من إيطاليا، استمر دو ساد في سلوكياته الفاضحة، وسجن لمدة 3 سنوات، وبعد خروج من السجن اتهم بالخطف والاعتدا، ونقل إلى سجن فينسينس، ظل فيه لمدة عدة سنوات، وخلال هذه الفترة، بدأ في كتابة العديد من أعماله الأدبية الشهيرة.
في عام 1784 انتقل إلى سجن الباستيل، وفي السجن كتب عدة مؤلفات، ولكنه نقل إلى مصحة شارنتون النفسية، وبعد خروجه من المصحة، اعتقل مجددًا بأمر من نابليون بونابرت عام 1801، بتهمة كتابة ونشر أدب فاحش، وقضى آخر سنوات حياته في مصحة شارنتون النفسية، وعمل على كتابة العديد من المسرحيات التي عرضت داخل المصحة.
كانت مؤلفات ماركيز دو ساد وكتبه ومثيرة للجدل، وتناولت أعماله موضوعات جريئة وشائنة، وهو ما جعله يواجه انتقادات شديدة وملاحقة قانونية طول حياته، ورغم ذلك تعتبر أعماله الأدبية لها كبير الأثر على الأدب الفرنسي.
من أعماله الشهيرة رواية "120 يومًا من سدوم" وهي تعتبر واحدة من أكثر روايته شهرة وإثارة للجدل، وتحكي عن قصة 4 رجال أثرياء يختطفون 24 ضحية يمارسون عليهم مختلف أنواع العذاب والفساد في قلعة منعزلة، وبسبب هذه الرواية سجن في الباستيل، ولم تكمل قبل وفاته.
رواية "جوستين" لماركيز دو ساد واحدة من أشهر رواياته، وتحكي عن قصة فتاة بريئة اسمها جوستين نعاني من سلسلة من الاعتداءات والمحن، بينما تحاول التمسك بفضيلتها وأخلاقها، وقد نشرت عدة نسخ من هذه الرواية، وتعد الأجرأ على الإطلاق.
من رواياته الشهيرة أيضًا "جولييت" وتعتبر تكملة رواية "جوستين" وتحكي قصة أخت جوستين، جولييت، التي تتبنى نهجًا مختلفًا في الحياة، وتنغمس في الفساد من أجل السلطة والثروة.
من رواياته أيضًا "الفلسفة في الحجرة"، و"الأيام الأخيرة لرجل محكوم عليه بالإعدام"، و"ألونزو وكورامان". كتب كذلك عددًا من المسرحيات مثل"سوبرنور"، و"أوسكتيرن".
كتب كذلك عدد من الحكايات منها "حوار بين كاهن ورجل يحتضر"، وجادل فيه حول عدم وجود الله والحياة الآخرة، والمادية والحتمية. خلال اعتقاله في مصحة شارنتون للأمراض العقلية كتب 3 روايات تاريخية وهي "أديلايد من رونزويك"، و"التاريخ السري لإيزابيل من بافاريا، والماركيزة دي جانج".
في عام 1801 اعتقل ماركيز دو ساد بأمر من نابليون بسبب كتاباته، حيث سجن في سجن سانت بيلاجي، وتمت مصادرة كتابه "جوستين وجولييت"، وبعدها نقل إلى ملجأ بيسيتر، وهي مستشفى عسكرية.
تدخلت عائلته بعد ذلك، ونقلته إلى ملجأ شارينتون، وهناك واصل الكتابة، ولم يتوقع عن كتابة أعمال فاضحة وغير أخلاقية، كما عرضت بعد من مسرحياته داخل المصحة النفسية، وأعمل عددًا من الروايات التاريخية.
وفي عام 1813 أمرت الحكومة بتعليق جميع العروض المسرحية التي ألفها دو ساد، وتوفي في النهاية في 2 ديسمبر عام 1814؛ بسبب الغرغرينا عن عمر 74 عامًا.
تلقت أعمال ماركيز دو ساد ومؤلفاته انتقادًا واسعًا في زمنه، وتعرضت مؤلفاته للرفض والإدانة، واعتبرت فضائحية ومثيرة للاشمئزاز، ونظرت السلطات والمجتمع إلى كتاباته بأنها تهدد الأخلاق العامة، والنظام الاجتماعي، بل إن العديد من أعماله كانت محظورة، وتمت مصادرتها.
ونتيجة لمحتوى أعماله الصادم قضى معظم حياته في السجون والمصحات النفسية، أو في المنفى، وهو ما عكس مدى رفض المجتمع لأفكاره. استمر هذا الرفض في القرن التاسع عشر، وأوائل القرن العشرين، واعتبرت كتاباته غير أخلاقية، وتم قمعها.
إلا أنه في النصف الثاني من القرن العشرين، شهدت أعماله إعادة تقييم جذرية من قبل العديد من النقاد الأدبيين والفلاسفة، ومع ظهر حركات أدبية وفكرية جديدة، بدأت كتابته تدرس ضمن سياقات مختلفة، مثل الأدب، والفلسفة، والنقد الأدبي، وعلم النفس.
وفي الوقت الحالي تعتبر أعمال دو ساد موضوعًا مهمًا للدراسة الأكاديمية، وتدرس بعض أعماله في جامعات ضمن مناهج الأدب والفلسفة، ويستخدم النقاد بعض أعماله لفهم الظواهر الاجتماعي والنفسية، مثل السادية، والحرية الشخصية، وقيود المجتمع.
ورغم أن معظم أعماله لا تزال مثيرة للجدل، إلا أنها أصبحت جزءًا من الإرث الأدبي والفلسفي في فرنسا، وتم النظر إلى دو ساد على أنه مفكر راديكالي أثار قضايا هامة مسكوت عنها مثل الحرية الشخصية.