ماذا تعرف عن النجم قلب العقرب؟

أفادت الجمعية الفلكية بجدة أنه رصد مؤخراً في سماء الوطن العربي، اقتران القمر في طور التربيع الأول، بالنجم قلب العقرب، حيث فصل بينهما 1.4 درجة فقط باتجاه الأفق الجنوبي، في منظر كان مرئياً بالعين المجردة.

وقالت الجمعية في منشور لها عبر صفحتها الخاصة على موقع فيسبوك، إن قلب العقرب هو ألمع نجم ضمن نجوم العقرب، لافتة إلى أنه نجم أحمر ضخم عملاق، بحيث إن الشمس لا تعتبر شيء مقارنه به.

وأردفت إن كتلة قلب العقرب تبلغ من 15 إلى 18 ضعف كتلة الشمس، كما يزيد نصف قطره على 448,793,612 كيلومتر، مشيرة إلى أنه لو كان قلب العقرب مكان الشمس، فإن سطحه سيمتد إلى ما بعد مدار المريخ، ويغطي تقريبا 60% المسافة إلى كوكب المشتري.

وأشارت فلكية جدة إلى أن قلب العقرب يبعد حوالي 550 سنة ضوئية عن الأرض، وعمره حوالي 12 مليون سنة فقط، وبالتالي فهو في خريف عمره.

وأكملت أن النجوم مثل قلب العقرب، والتي تكون في المراحل النهائية من حياتها، تفقد كتلتها بسرعة، لافتة إلى أن هذا يؤدي إلى ان الغازات تتدفق بطريقة حلزونية حول النجم.

ولفتت الجمعية إلى أن النجوم ذات اللون الأحمر التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة، تعتبر نادرة إلى حد ما، مشيرة إلى أن كل النجوم الحمراء الساطعة التي نراها في سماء الليل بالعين المجردة، هي إما عمالقة حمراء (مثل النجم الدبران)، أو عمالقة ضخمة حمراء (مثل النجوم قلب العقرب ومنكب الجوزاء).

وبينت أن اللون الأحمر لقلب العقرب يشير إلى درجة حرارة سطحه المنخفضة، التي تبلغ حوالي 3,200 درجة مئوية، لافتة إلى أن هذا على النقيض من درجة حرارة سطح الشمس البالغة 5,700 درجة مئوية والتي تتمتع بلون أصفر.

ونوهت الجمعية إلى أن الأمر يختلف عند مقارنة قلب العقرب مع نجم ساخن جداً ، مثل السماك الأعزل الأبيض المزرق، الذي يتميز بدرجة حرارة سطح تبلغ حوالي 22,100 درجة مئوية.

وتابعت أن قلب العقرب مثل كل النجوم، فهو يشرق مبكراً بـ 4 دقائق كل ليلة، أو ساعتين مبكراً مع نهاية كل شهر، وذلك نتيجة لحركة الأرض حول الشمس، لافتة إلى أنه بحلول شهر أكتوبر، فإن هذا النجم سيكون من العسير رؤيته في الأفق الجنوبي الغربي، وذلك لوقوعه في ضوء شفق غروب الشمس.

وقالت فلكية جدة إن فترة التربيع الأول، حيث يظهر نصف القمر مضاء ونصفه الآخر مظلم، تعتبر الوقت المثالي لرصد تضاريس سطح القمر بواسطة المنظار أو تلسكوب صغير.

وأوضحت أن ذلك لأن الجبال والفوهات وغيرها تكون واضحة جداً، خاصة على طول الخط الذي يفصل بين الجانب النهاري والجانب الليلي، نظراً لتداخل الضوء والظلال، وهو ما يعطي منظراً ثلاثي الأبعاد.

وأضافت الجمعية أنه خلال الأيام القليلة المقبلة، ستزداد المسافة بين القمر والشمس في قبة السماء كل يوم، وذلك مع اقتراب القمر من البدر المكتمل، مشيرة إلى أنه بدلاً من شروق القمر بعد الظهر، سوف يتأخر إلى أن يشرق مع غروب الشمس.

وأرفقت منشورها بصورة، والتي تظهر محاكاة حاسوبية للاقتران الذي حدث مؤخراً بين القمر والنجم قلب العقرب.