لي جون.. مؤسس شاومي الذي غيّر قواعد سوق الهواتف الذكية

يعد رجل الأعمال الصيني لي جون واحد من أبرز رجال الأعمال وقادة التكنولوجيا في العالم، فهو مؤسس شركة شاومي، واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، واشتهر برؤيته المبتكرة في تقديم أجهزة إلكترونية عالية الجودة بأسعار تنافسية، مما ساعده على تحويل شاومي إلى عملاق عالمي في سوق الهواتف الذكية، وقاد توسع الشركة إلى سوق السيارات الكهربائية كذلك، في السطور التالية تعرف على مسيرته المهنية وإنجازاته.

من هو لي جون؟

هو رجل أعمال صيني، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة شاومي، ولد في 16 ديسمبر عام 1969 في مدينة شانتاو في مقاطعة هوبي في الصين، وهو واحد من أبرز قادة التكنولوجيا في العالم، وصاحب واحدة من أكبر الشركات التكنولوجية.

كان لي جون شغوفًا بالتكنولوجيا منذ صغره، وهو ما دفعه إلى دراسة علوم الحاسوب، وخلال دراسته الجامعية، بدأ اهتمامه بالتكنولوجيا وريادة الأعمال. بعد تخرجه، انضم إلى واحدة من شركات البرمجيات في الصين، وساهم في تطوير العديد من المنتجات التقنية.

في عام 2010، قرر جون تأسيس شركة شاومي بهدف تقديم هواتف ذكية ذات مواصفات عالية وبأسعار تنافسية، واستخدم في البداية نموذج عمل يعتمد على البيع المباشر عبر الإنترنت لخفض التكاليف.

حققت شركته نجاحًا سريعًا، وأصبحت شركة شاومي خلال سنوات قليلة واحدة من أكبر الشركات المصنعة للهواتف الذكية في العالم، وتفوقت على شركات كبرى، منها أبل وسامسونج في بعض الأسواق.

توسعت شركته فيما بعد، وشملت تطوير منتجات أخرى، منها الأجهزة الذكية، وأجهزة إنترنت الأشياء، وأدوات المنزل الذكي، ثم دخلت شركته مجال السيارات الكهربائية، وسرعان ما أصبحت منافسة قوية في هذا القطاع، ونافست شركات كبرى، منها تيسلا وعلامات تجارية فاخرة مثل مرسيدس وبي إم دبليو في السوق الصينية.

لا يزال لي جون يقود شركة شاومي برؤية طموحة، ويركز على الذكاء الاصطناعي والسيارات الكهربائية، وبفضل استراتيجيته الذكية ونهجه المبتكر، يعتبر واحد من أهم رواد الأعمال في العصر الحديث.

نشأته ودراسته

ولد لي جون في شيانتاو في مقاطعة هوبي، وكانت مقاطعة غير متطورة في ذلك الوقت. عمل والداه مدرسين، وكانت هذه المهنة غير مجدية بعد الثورة الثقافية، حيث كانت الصين تعتمد على الصناعة بشكل كبير في اقتصادها.

كان جون مهتمًا بالتكنولوجيا والإلكترونيات منذ صغره، فقد كان يحب تفكيك الأجهزة وإعادة تجميعها مرة أخرى، وهو الأمر الذي شجعه عليه والده. في طفولته، كان جون يحب صناعة منتجات صغيرة، فقد تمكن من صناعة مصباح كهربائي في قريته باستخدام بطاريتين ومصباح وصندوق خشبي صنعه بنفسه ومجموعة من الأسلاك.

في المدرسة، كان جون طالبًا متفوقًا، فقد درس في مدرسة شيانتاو، وبعدها التحق بجامعة ووهان، حيث درس علوم هندسة الكمبيوتر، وتخرج عام 1991، وكان طالبًا متفوقًا. تزوج لي جون من سيدة صينية اسمها تشانغ تونغ، ولديه طفلان.

بداية مسيرته المهنية

بدأ لي جون مسيرته المهنية خلال السنة الأخيرة من دراسته الجامعية. بعد التخرج، انضم إلى شركة كينجوسفت للبرمجيات كمهندس، وسرعان ما أثبت مهارته في الشركة، وفي عام 1998 أصبح الرئيس التنفيذي لها، وقاد الشركة نحو الطرح العام الأولي في بورصة هونج كونج  عام 2007.

في عام 2007، قرر جون الاستقالة من منصبه في الشركة لأسباب صحية، وفي عام 2011، عاد إليها مجددًا، وشغل منصب رئيس مجلس الإدارة فيها.

وبجانب عمله في شركة كينجسوفت للبرمجيات، قاد جون مشرعات تجارية خاصة به، ففي عام 2000 أسس  موقع Joyo.com، وهو موقع تجارة إلكترونية، وتمكن من بيع الموقع إلى شركة أمازون الأمريكية عام 2004 مقابل 75 مليون دولار.

استثمر جون كذلك في عدد من الشركات، ومنها شركة yy عام 2005، واستثمر فيها بمبلغ مليون دولار، وبلغت قيمة الأسهم عام 2012 مئة وتسعة وعشرين مليون دولار، وذلك بعدما الطرح العام الأولي للشركة. في عام 2008، كان جون كذلك رئيسًا شركة UCWEB.

تأسيس موقع شاومي

في عام 2010، قرر لي جون تأسيس شركة شاومي مع مجموعة من الشركاء، ومنهم لين بن، المدير التنفيذي السابق لشركة جوجل، وكان الهدف من تأسيس الشركة هو تقديم منتجات عالية الجودة بأسعار تنافسية.

في أغسطس عام 2011، أطلقت شاومي أول هاتف ذكي لها باسم Mi 1، واكتسب الهاتف شهرة واسعة بفضل أدائه الجيد، بجانب سعره المميز. اعتمدت شركة شاومي في البداية على استراتيجية تسويقية مميزة، ألا وهي الاعتماد  على بيع المنتجات عبر الإنترنت لتقليل التكاليف.

ركزت شاومي كذلك على بناء مجتمع من المستخدمين المخلصين من خلال منصات التواصل الاجتماعي والمنتديات. بحلول عام 2014، أصبحت شاومي الأولى في السوق الصينية من حيث مبيعات الهواتف الذكية، وتجاوزت مبيعاتها شركات عريقة مثل آبل وسامسونج.

قاد لي جون بعدها توسعات الشركة خارج السوق الصينية، ففي يوليو 2014، دخلت شاومي السوق الهندية، وسرعان ما أصبحت من بين الشركات الأعلى مبيعًا للهواتف الذكية هناك، كما توسعت في أوروبا وأمريكا اللاتينية والكثير من الدول الآسيوية، وبلغت القيمة السوقية لشركة 45 مليار دولار، وأصبحت الشركة الناشئة الأعلى قيمة في العالم في ذلك الوقت.

الطرح الأولي للشركة وتوسع في قطاعات أخرى

في عام 2018، قاد جون شركة شاومي إلى الطرح في بورصة هونغ كونغ، وجمعت الشركة 4.7 مليار دولار في عملية الاكتتاب العام الأولي للشركة. توسعت شركة شاومي إلى أكثر من 100 دولة حول العالم، وأصبحت واحدة من أفضل خمس شركات مصنعة للهواتف الذكية عالميًا.

اهتم لي جون كذلك بتقديم الشركة  تقنيات متطورة في قطاعات أخرى، فقد اهتمت بالذكاء الاصطناعي، وطورت الشركة مساعدها الرقمي Xiao Ai، وهو مساعد ذكي شبيه لسيري، كما اهتمت الشركة بتصنيع أجهزة متطورة أخرى، مثل أجهزة التلفاز.

التوسع في سوق السيارات الكهربائية

بداية من عام 2024، قرر لي جون  دخول قطاع السيارات الكهربائية، وهو القطاع الذي حقق نجاحًا سريعًا، وسرعان ما أصبحت شركة شاومي من أكبر المنافسين في هذا القطاع، لتنافس شركات كبرى، وعلى رأسها شركة تيسلا.

في مارس عام 2024، أطلقت شاومي أول سيارة كهربائية في الصين، واتبع جون في استراتيجيته التسويقية على السعر التنافسي كذلك، حيث أصدرت سيارة من طراز سيدان SU7 بسرعة  تنافسي يقل عن 3 آلاف دولار، وهو أرخص بنحو 4 آلاف دولار مقارنة بسيارة تسلا موديل 3 في الصين.

وبعد إطلاق هذه السيارة، ارتفعت إيرادات الشركة بشكل قياسي بنسبة 30.5% خلال الربع السنوي الثالث، كما زاد الطلب على السيارة، وبلغت الإيرادات الفصلية حوالي 12.77، متجاوزة  تقديرات المحللين.

وخلال عام، سلّمت الشركة أكثر من 135 ألف سيارة، وتهدف الشركة إلى تسليم أكثر من 387 ألف سيارة بحلول عام 2025. وقد تمكنت شركة شاومي من تحقيق هذا النجاح السريع في قطاع السيارات الكهربائية بفضل قيادة لي جون الحكيمة، فقد امتلك استراتيجية تسويقية مميزة، فضلًا عن شخصيته الجذابة التي انجذب إليها فئة الشباب في الصين، وهم الفئة الأكثر استخدامًا لتقنيات وأجهزة الشركة الرائدة.

ما مدى ثروة لي جون؟

حقق لي جون ثروة هائلة بفضل نجاح شركة شاومي، التي يشغل فيها منصب الرئيس التنفيذي. في أبريل عام 2024، وصلت ثروته إلى 13.8 مليار دولار وفقًا لفوربس، وذلك بعد شهر واحد فقط من إطلاق الشركة أول سيارة كهربائية.

في شهر فبراير 2025، وصلت ثروة لي جون إلى 35.5 مليار دولار، وذلك بعدما ارتفعت أسهم الشركة بنسة 250% خلال الأشهر الـ12 الماضية، وفقًا لتقديرات فوربس، ليصبح خامس أغنى شخص في الصين.

جوائز وتكريمات

حصد الملياردير ورجل الأعمال الصيني لي جون العديد من الجوائز خلال مسيرته المهنية، منها حصوله على لقب الأستاذ الفخري من جامعة ووهان التي درس فيها عام 1998، كما نظمت الجامعة منحة دراسية على اسمه.

في عام 2003، تم تعيينه أستاذًا فخريًا في معهد تشنغتشو للتكنولوجيا. في عام 2012، اختير من قبل التلفزيون الصيني المركزي كأحد أفضل 10 قادة للأعمال. في عام 2013، كان ضمن أكثر 11 رجل أعمال تأثيرًا في آسيا، وفقًا لمجلة فورتشن الأمريكية.

في عام 2014، اختارته مجلة بازار ضمن أبرز رواد الأعمال، كما حصل على لقب رجل أعمال العام من قبل مجلة فوربس.