قصة حب سميحة وصلاح واحدة من أشهر قصص الحب في السينما المصرية في مرحلة الخمسينات، والتي جسدتها النجمة لبنى عبد العزيز في أول أعمالها في السينما وهو الفيلم الشهير الوسادة الخالية.
استطاعت لبنى أن تخطف الأنظار إليها بمجرد ظهورها الأول، وتثبت أنها لم تكن بطلة العمل الواحد، وإنما قدمت بطولة 20 فيلما من أروع الأفلام في السينما المصرية، ولكنها هاجرت لظروف عائلية مع زوجها لأمريكا وظلت هناك 30 عاما وابتعدت عن الفن والأضواء، حتى عادت مرة أخرى في نهاية التسعينات، مسيرتها الفنية وأبرز المعلومات عن حياتها في السطور التالية...
نشأة لبنى عبد العزيز وحياتها
ولدت لبنى عبد العزيز في القاهرة، يوم 11 أغسطس عام 1935، درست في مدارس سانت ماري للبنات، وبعدها التحقت بالجامعة الأمريكية، كانت "لبنى" تعشق التمثيل فانضمت لفريق المسرح بالجامعة، وشاركت في العديد من العروض المسرحية وهي في الجامعة ولقبت بـ"فتاة الجامعة".
كانت "لبنى" أحد نجوم الإذاعة وهي في سن صغير، فبدأت وهي في العاشرة من عمرها المشاركة في برنامج ركن الأطفال، واستطاعت أن تقدم البرنامج وعمرها 14 عاما، وساعدها في ذلك إجادتها للغة الإنجليزية والفرنسية، إلى جانب اللغة العربية.
استمرت في تقديم برنامج ركن الأطفال، وحينما بلغت السادسة عشر من عمرها والتحقت بالجامعة الأمريكية، كانت "لبنى" تعد البرمج وتخرجه أيضا إلى جانب التقديم.
ولأنها تنتمي لواحدة من كبار العائلات المثقفة والعريقة، حينما علم والدها برغبتها في التمثيل صفعها على وجهها، أما عن دخولها المجال الفني، فجاء في عام 1957، حينما تم تكليفها بإجراء تحقيق صحفي تقارن فيه بين السينما الأمريكية والسينما المصرية.
ذهبت لبنى إلى ستوديو الأهرام، والتقت بالمخرج صلاح أبو سيف، والمنتج الشهير رمسيس نجيب، فاستنبطوا موهبتها منذ الحديث معها، وعرضا عليها التمثيل ولكنها رفضت في البداية خوفا من العائلة.
فذهب المنتج رمسيس نجيب إلى والدها ليقنعه، فترك والدها لها القرار، وبعد أن طلبت من المنتج رمسيس نجيب مهلة للتفكير، وفي اليوم الثاني طلب العندليب عبد الحليم حافظ لقاءها، وذهب للقائه ووجدت بصحبته صديق والدها الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس ومؤلف أول أعمالها وهو الوسادة الخالية، ومعهم المخرج صلاح أبو سيف.
استطاع الثلاثة إقناعها بالموافقة على البطولة الأولى لها من خلال الفيلم الشهير الوسادة الخالية، وحصل على أجر حوالي 100 جنيه مصري عن هذا الدور، وحقق الفيلم نجاحاً كبيراً، وأصبحت قصة حب "سميحة" و"صلاح" واحدة من أشهر قصص الحب في السينما المصرية.
شاركت لبنى بعدها في بطولة حوالي 19 فيلما ومن أشهرها فيلم واسلاماه، غرام الأسياد، أنا حرة، رسالة من امرأة مجهولة، عروس النيل، وكان آخر أفلامها في عام 1967 وهو فيلم إضراب الشحاتين مع المخرج حسن الإمام والنجم كرم مطاوع.
بعدها هاجرت مع زوجها الدكتور إسماعيل برادة، الذي سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، واستقروا هناك ثلاثين عاما لأسباب سياسية، وحصلت على درجة الماجستير من جامعة كاليفورنيا، وعادت في عام 1998، وشاركت بعدها في مجموعة من الأعمال.
مسيرتها الفنية
كان أول ظهور لها في عام 1957 من خلال فيلم الوسادة الخالية مع العندليب عبد الحليم حافظ، في العام التالي 1958 قدمت فيلم هذا هو الحب، وفي عام 1959 تألقت في فيلم أنا حرة وفيلم هدى.
في عام 1960 قدمت فيلم بهية مع النجم رشدي أباظة، وفي عام 1961 تألقت في 3 أفلام وهي وا إسلاماه ولعبت دورها الشهير "جهاد" مع النجم أحمد مظهر، والنجم رشدي أباظة.
في نفس العام قدمت فيلم غرام الأسياد مع النجوم أحمد مظهر وعمر الشريف، وفيلم لا تذكريني، في عام 1962 قدمت فيلم رسالة من امرأة مجهولة مع الفنان فريد شوقي، وفيلم آه من حواء.
في عام 1963 تألقت في فيلم عروس النيل مع النجم رشدي أباظة، وفي عام 1964 قدمت فيلم أدهم الشرقاوي، وفي عام 1965 قدمت فيلم هي والرجال وفيلم باسم الحب، وأيضا فيلم نار على الجليد.
في عام 1966 قدمت فيلم العنب المر، وفي عام 1967 قدمت 3 أفلام وهي العيب، المخربون، وفيلم إضراب الشحاتين، وبعدها هاجرت إلى أمريكا.
عادت في عام 1998 وقدمت المسلسل الإذاعي الوسادة لا تزال خالية، وفي عام 2007 قدمت مسلسل عمارة يعقوبيان، وفي عام 2009 شاركت في مسلسل قوت القلوب.
في عام 2010 قدمت مسرحية سكر هانم، وفي عام 2012 عادت للسينما من خلال فيلم جدو حبيبي.
زوج لبنى عبد العزيز وأولادها
تزوجت لبنى عبد العزيز مرتين، المرة الأولى كانت من المنتج رمسيس نجيب، الذي وقع في غرامها منذ أن رآها لأول مرة عام 1957، وجمعتهم قصة حب كبيرة، وأسلم من أجل الزواج منها.
ولكن بعد عدة سنوات جاءت المفاجأة بخبر الانفصال، وكانت مفاجأة للوسط الفني ككل بعد قصة حب كبيرة، وقالت "لبنى" إنها لم تفقد الأمر في قدرتهم على التغلب على المشاكل الزوجية، حتى فاجئها المحامي بطلب حضورها لاستلام ورقة الطلاق.
وفي نفس العام 1965 تزوجت للمرة الثانية من الدكتور إسماعيل برادة، بعد قصة حب نشأت بينهما داخل الإذاعة، وأثمر الزواج عن إنجاب ابنتين هما سارة ومريم.
وفي عام 1968 اضطر الدكتور إسماعيل برادة الهجرة لأمريكا لاستكمال دراسته إلى جانب أسباب سياسية، فقررت الهجرة معه، والتخلي عن كل الشهرة وفضلت الاستقرار والحياة الأسرية عن الشهرة، وعاشوا في أمريكا لمدة 30 عاما، حصلت خلالها لبنى على درجتي الماجستير والدكتوراه.
وقالت إنها وعدته أن تقف بجواره، وأن تحافظ على حياتهم الزوجية وتربية أبنائهم، فقررت التخلي عن أي أمر أخر من أجل البيت والأولاد.
عادت هي وزوجها الدكتور إسماعيل برادة واستقروا في مصر في عام 1998 بعد 30 عاما من الهجرة، وفي نفس العام الذي عادت فيه، عادت لبيتها الأول الإذاعة من خلال تقديم مسلسل الوسادة لا تزال خالية مع النجوم عمر الحريري، صباح، شريف منير، سمير صبري، وزهرة العلا، والمخرج أحمد فتح الله. وبعدها قدمت مسلسل عمارة يعقوبيان، وفي 2010 قدمت مسرحية فتافيت السكر.
لبنى عبد العزيز وعبد الحليم حافظ
جمعت لبنى وعبد الحليم علاقة صداقة قوية بعد فيلم الوسادة الخالية، وقالت إنه كان يرغب عدم مشاركتها فريد الأطرش فيلم رسالة من امرأة مجهولة، إلا أنها أصرت بسبب إعجابها بالدور، ونجح الفيلم نجاحا كبيرا.
كما أنها حينما علمت بخبر وفاة العندليب وهي في أمريكيا أصيب بانهيار عصبي، وقالت إنها حزنت كثيرا لوفاته، وأوضحت أنه كان شخصاً صريحاً وأن مشاهدهم سويا مشاهد تاريخية.
كما جمعتها علاقة صداقة قوية بالنجم رشدي أباظة وتشاركوا 5 أفلام من أصل 20 فيلما قدمتهم في السينما وحققت جميع الأفلام نجاح كبيراً، وهي آه من حواء، بهية، واإسلاماه، العيب، عروس النيل.