كيم ساي رون.. النجمة الشابة ضحية التنمر الإلكتروني

عُرفت الممثلة الكورية الشابة كيم ساي رون بموهبتها الفذة منذ الطفولة، فقد بدأت مسيرتها الفنية في سن مبكرة، وأثبتت قدرتها على تقديم أعمال فنية مميزة وشخصيات معقدة، على الرغم من صغر سنها، وواصلت مسيرتها الفنية، واكتسبت شهرة واسعة لتصبح واحدة من أبرز الممثلات في جيلها، إلا أنها تسببت في أزمة وجدل في كوريا كان سببًا لتعرضها للتنمر الإلكتروني وتوقف مسيرتها المهنية بسبب ذلك، في السطور التالية تعرف على مسيرتها وسبب انتحارها.

من هي كيم ساي رون؟

خي ممثلة كورية جنوبية، ولدت في 31 يوليو عام 2000 في العاصمة الكورية الجنوبية سيول، وبدأت مسيرتها الفنية منذ  الطفولة، حيث عملت في البداية كعارضة أزياء للأطفال، وانتقلت للتمثيل في سن التاسعة.

حققت ساي رون شهرة واسعة بفضل مشاركتها في عدة أفلام بارزة جعلتها من أشهر نجمات التمثيل، وتنبأ الجميع لها بمستقبل واعد. نجحت ساي رون كذلك في عالم الدراما، وقدمت مسلسلات متنوعة أثبتت فيها قدرتها على تقديم أدوار شابة بأسلوب احترافي.

وعلى الرغم من صغر سنها، حصدت كيم ساي رون على العديد من الجوائز والتكريمات، وهو ما جعلها من أكثر الممثلات الواعدات في صناعة الترفيه الكورية، واكتسبت محبة الجمهور.

وفي عام 2022، انقلبت حياتها رأسها على عقب بعد اتهامها بقيادة السيارة تحت تأثير الكحول، وهي القضية التي كانت سببًا في إبعادها عن التمثيل وسحب الإعلانات منها، ودخولها في أزمة استمرت لفترة طويلة.

نشأتها وتعليمها

ولدت الممثلة كيم ساي رون في سيول، وهو البنت الكبرى بين 3 أطفال، وكلتا شقيقاتها كيم أر ون وكيم يي رون يعملان في التمثيل. درست ساي رون في مدرسة يانغ إيل المتوسطة، ثم التحقت بمدرسة الفنون المسرحية في سيول. في عام 2018، التحقت بقسم الفنون المسرحية ودراسات الأفلام في جامعة تشونغ آنج.

بداية مسيرتها الفنية

بدأت المثملة كيم ساي رون مسيرتها الفنية عام 2001، حيث ظهرت كعارضة أزياء للأطفال، وكانت لا تزال طفلة رضيعة. بعد سنوات من العمل كعارضة أزياء، انتقلت ساي رون إلى التمثيل عام 2009، حيث لعبت دور البطولة في فيلم  A Brand New Life للمخرج الفرنسي الكوري أوني ليكومت.

في هذا الفيلم، لعبت ساي رون دور طفلة تبلغ من العمر 9 سنوات اسمها جين هي، تخلى  عنها والدها في دار الأيتام بعد زواجه للمرة الثاني، وتبناها لاحقًا زوجان فرنسيان. استعرض الفيلم حياة الطفلة بعد التبني والتحديات التي واجهتها.

حقق الفيلم شهرة واسعة، وعرض الفيلم لأول مرة في مهرجان كان السينمائي، حيث حضرت ساي رون المهرجان، وكانت حينها أصغر ممثلة يتم دعوتها إلى المهرجان.

فيلمها مع وون بين

في عام 2010، شاركت كيم ساي رون دور البطولة مع الممثل الكوري الشهير وون بين في فيلم  The Man From Nowhere، والذي أصبح من أعلى الأفلام رحًا في كوريا الجنوبية عام 2010.

في الفيلم، قدمت ساي رون دور طفلة صغيرة اسها جونغ سو مي والدتها مدمنة على المخدرات، اختطفتها عصابة جريمة للاتجار بالبشر، وتكوّن علاقة صداقة مع جارها المنطوي، والذي يلعب دوره وون بين، حيث يقرر مساعدتها وإنقاذها من العصابة ثم يتولى تربيتها فيما بعد.

الفيلم كان به الكثير من المشاهد الدموية، ولم يسمح لساي رون بمشاهدة إلا مشاهدها الخاصة في الفيلم فقط. وبفضل دورها في الفيلم، فازت بجائزة أفضل ممثلة جديدة في جوائز الفيلم الكوري.

مسيرتها بعد فيلم The Man From Nowhere

بعد هذا الفيلم، لعبت ساي رون دور مميزة في فيلم I Am a Dad مع الممثل كيم سونغ وون، حيث لعبت دور ابنته في الفيلم. في عام 2011، شاركت ساي رون في أول دور لها في التلفزيون في مسلسل "استمع إلى قلبي"، وظهرت في 4 حلقات في المسلسل وتلقت إشادة من الجمهو روالنقاد.

شاركت بعدها في فيلم باربي بجانب شقيقتها آه رون، والفيلم يتحدث عن التبني الدولي، وكان الفيلم أول فيلم كوري يفوز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان جيفوني الدولي في كامبانيا. شاركت بعدها في فيلم The Neighbors.

في عام 2013، لعبت دور طالبة في مسلسل The Queen's Classroom، وحصلت على جائزة أفضل ممثلة شابة في حفل توزيع جوائز قناة MBC الكورية.

شاركت بعدها في دور البطولة في فيلم A Girl at My Door، وعرض الفيلم في مهرجان كان السنيمائي، وشاركت فيه ساي رون للمرة الثانية، وتلقت إشادة من النقاد، ووصف أدائها ب"الساحر" في الفيلم، كما فازت بجائزة أفضل ممثلة جديدة في مهرجان بلو دراجون،.

الحصول على الأدوار القيادية

بدأت الممثلة كيم ساي رون الحصول على أدوار قيادية بداية من عام 2014، وكان أول دور بطولة لها في المسلسل الرومانسي للمراهقين Hi! School: Love On، كما شاركت في فيلم الإثارة Manhole، حيث لعبت دور فتاة تعاني من ضعف السمع تتعرض للاختطاف من قاتل متسلسل.

في عام 2015، لعبت دور البطولة في مسلسل Snowy Road، والمسلسل كان يتحدث  عن فتيات المتعة في كوريا تحت الاحتلال الياباني. شاركت كذل في مسلسل Glamorous Temptation.

كان أول دور لها كنجمة بالغة في عام 2016 من خلال المسلسل التاريخي الرومانسي Secret Healer. في عام 2018، لعبت دور البطولة في فيلم الأكشن The Villagers، كما شاركت في المسلسل الرومانسي Love Playlist. وفي عام 2021، شاركت في مسلسل The Great Shaman Ga Doo-shim.

تدمير سمعتها بسبب القيادة تحت تأثير الكحول

بحلول عام 2022، كانت النجمة كيم ساي رون من أبرز نجمات التمثيل في كوريا الجنوبية، إلا أنها في هذا العام، تعرضت لحادث سيارة، حيث اصطدمت بعمود نور، وتبين فيما بعد أنها تقود تحت تاثير الكحول، وتم توجيه التهم إليها.

وبسبب الحادث، تعطلت الكهرباء في المنطقة لمدة 3 ساعات، وتسببت بأضرار للتجار في المنطقة. كانت هذه القضية سببًا في تدمير سمعتها كنجمة شابة، وتعرضت لانتقادات حادة وحملة تنمر إلكتروني واسعة.

بعد الحادث، نشرت ساي رون اعتذارًا مكتوبًا بخط اليد على حسابها على إنستغرام، وقلت فيه: "لقد ارتكبت خطأ فادحًا أثناء الشرب وأعتذر عن ذلك، كان ينبغي أن أتصرف بحذر ومسؤولية".

ورغم الاعتذار، ودفعها تعويض للأضرار، إلا أنها واصلت تلقي الانتقادات الحادة من الجمهور، وذكرت الصحف حينها أنها دفعت كل ما جمعته من أموال خلال مسيرتها الفنية لدفع نفقات التسوية.

وبسبب الحادث، تم سحب اسمها من عدة مشروعات فنية، منها مسلسل Trolley، واضطرت ساي رون حينها للعمل بدوام جزئي بسبب تدهور وضعها المادي. في مارس 2023، حكم عليها بغرامة قدرها 20 مليون وون، ثم تم تخفيف الغرامة إلى 4 ملايين وون بسبب ظروفها المادية الصعبة.

انتحار كيم ساي رون

لم تواجه الممثلة كيم ساي رون صعوبات مالية فحسب، بل أيضًا عانت بشدة حتى تتمكن من العودة إلى التمثيل مرة أخرى بسبب غضب الجمهور الكوري الجنوبي منها. في أبريل عام 2024، تم الإعلان عن عودتها إلى التمثيل، إلا أن الشركة المنتجة أعلنت انسحابها بسبب مشكلات صحية.

قبل وفاتها، شاركت ساي رون في مسلسل نتفلكس الشهير "صيد خارج الحلبة"، وقد تم تقليص دورها في المسلسل بسبب الانتقادات، رغم أنها كانت من بين أبطال العمل.

وفي 16 فبراير 2025، كشفت الصحف الكورية بأنه تم العثور على جثمان كيم ساي رون ميتة في منزلها، ووفقت للتحقيقات، فإن الشرطة لم تجد أي شبهة جنائية، ثم كشفت الشرطة أنها ماتت منتحرة عن عمر 24 عامًا، كما لم يتم العثور على أي وصية أو رسالة انتحار في منزلها.

وسلط انتحارها الضوء على التنمر الإلكتروني والضغط الحاد من الجمهور الكوري على صناع الترفيه في كوريا الجنوبية الأمر الذي يدفعهم إلى الانتحار.