كيف يحاول علماء دمج خلايا الدماغ بأنظمة الذكاء الاصطناعي؟

  • DWWbronzeبواسطة: DWW تاريخ النشر: الأربعاء، 21 أغسطس 2024 آخر تحديث: الأحد، 25 أغسطس 2024
كيف يحاول علماء دمج خلايا الدماغ بأنظمة الذكاء الاصطناعي؟

توصل العلم حديثًا إلى إنتاج أعضاء اصطناعية يطلق عليها اسم العضويات Organoids، وهي نسخ طبق الأصل من أعضاء جسم الإنسان تمت زراعتها في المختبر من الخلايا الجذعية. وعلى الرغم من أن هذه الهياكل الحية ثلاثية الأبعاد صغيرة الحجم ولا تعمل بكامل طاقتها، إلا أنها تحاكي السمات الرئيسية لأعضاء في الجسم مثل الكبد والرئة والأمعاء.

ويسعى العلماء لاستخدام هذه العضويات لدراسة الأمراض وفحص التآثيرات الدوائية واختبارات السمية وإنشاء بنوك حيوية للاستخدامات الطبية، وفقًا لدراسة منشورة على موقع المكتبة القومية للطب في الولايات المتحدة NIH.

ويبدو أن نجاح العلماء في إنتاج العضويات يدفعهم لتحقيق المزيد حيث يحاول باحثون الآن تطبيق نفس التكنولوجيا ولكن مع خلايا الدماغ، وفقًا لموقع مجلة فوربس. ويستكشف الباحثون حاليًا إمكانية دمج عضويات الدماغ، وهي كتل صغيرة من الخلايا العصبية الشبيهة بالمراحل المبكرة لتكوين الدماغ البشري، مع أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كان علماء قد أعلنوا العام الماضي عن بناء حاسوب حيوي هجين يجمع بين أنسجة المخ البشري المزروعة في المختبر ودوائر إلكترونية، بحسب ما نشره موقع "ناتشر" العلمي، بهدف معالجة المعلومات والتعلم بطرق تتفوق على رقائق السيليكون التقليدية.

ويأتي ذلك ضمن مفهوم علمي حديث يُطلق عليه اسم ”الذكاء العضوي" أو Organoid Intelligence (OI) حيث تتلاقى البيولوجيا والتكنولوجيا لخلق شكل جديد من أشكال الحوسبة.

ويشرح موقع مجلة "فوربس" أن علماء يحاولون تسخير الكفاءة الطبيعية الخارقة التي تتمتع بها الدماغ البشري ودمجها، من خلال العضويات المزروعة في المختبر، مع إمكانات الذكاء الاصطناعي لخلق تكنولوجيا أكثر ذكاءً وأكثر استدامة. فالدماغ البشرية، على سبيل المثال، تتمتع بقدرات عالية تسمح للإنسان بالتعرف على الكلام وفهم اللغة وتفسير البيانات البصرية بكفاءة ودقة. ولكن على الجانب الآخر، تعاني أنظمة الذكاء الاصطناعي لدي محاولتها القيام بنفس المهام حيث يتطلب الأمر كميات هائلة من البيانات والطاقة.

وعلى الرغم من أن تكنولوجيا الذكاء العضوي تحمل وعوداً مذهلة، لا تزال هناك عقبات كبيرة يجب التغلب عليها حتى يمكن تطوير الحاسوب الحيوي. ويأتي في مقدمة هذه العقبات أنه لا يستطيع حتى الآن التعامل مع نفس وظائف الحاسوب الرقمي العادي، كما أن العمر الافتراضي لهذه العضويات يصل لحوالي 100 يوم فقط مما يستلزم تجديدها بانتظام.

وتثير الطبيعة المعقدة لأجزاء الدماغ المزروعة في المختبرالكثير من المخاوف الأخلاقية أيضًا، وفقًا لموقع صحيفة "إندبندنت" البريطانية، خاصة لدى محاولة لإجابة على سؤال: عند أي نقطة بالتحديد يمكن اعتبار أنسجة الدماغ المزروعة إنساناً ذو وعي؟

د.ب.

القيادي الآن على واتس آب! تابعونا لكل أخبار الأعمال والرياضة