كيف تحمي نفسك من السكري؟ خطوات وقائية لمرحلة ما قبل السكري

هل تعلم أن 90% من المصابين بمرحلة ما قبل السكري يمكنهم تجنب الإصابة بالسكري إذا اتخذوا خطوات بسيطة؟

تُعتبر هذه المرحلة إشارة تحذيرية وفرصة ذهبية للتدخل وتجنب تطور الحالة إلى مرض السكري.. في هذا المقال، سنتعرف على ماهية هذه المرحلة، أسبابها، ومخاطرها، وكيفية الوقاية منها.

ما هي مرحلة ما قبل السكري؟

مرحلة ما قبل السكري تُعتبر بمثابة جرس إنذار يشير إلى أن الجسم بدأ يواجه صعوبة في التعامل مع السكر بشكل طبيعي. في هذه المرحلة تكون معدلات السكر في الدم أعلى من الطبيعي وأقل من المعدل التشخيصي لمرض السكري. 

الأشخاص في هذه المرحلة لديهم فرصة كبيرة لتجنب الإصابة بالسكري إذا قاموا باتخاذ إجراءات مناسبة لتحسين صحتهم، تشخيص وعلاج حالة ما قبل السكري تقلل من خطر الإصابة بمضاعفات السكري التي تبدأ في هذه المرحلة المبكرة. 

” أسباب مرحلة ما قبل السكري”

 مرحلة ما قبل السكري تحدث نتيجة خلل في استجابة الجسم للأنسولين أو نقص إفرازه، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم عن المعدل الطبيعي.

 الأسباب الرئيسية تشمل:

1. مقاومة الأنسولين

• تحدث عندما تصبح خلايا الجسم (مثل خلايا العضلات والدهون والكبد) غير قادرة على استخدام الأنسولين بشكل فعال.
• يؤدي ذلك إلى بقاء السكر في الدم بمستويات أعلى من الطبيعي.

2. ضعف وظيفة خلايا بيتا في البنكرياس

• خلايا بيتا هي المسؤولة عن إفراز الأنسولين.
• مع مرور الوقت، يمكن أن تُجهد هذه الخلايا بسبب محاولة التعويض عن مقاومة الأنسولين، مما يؤدي إلى انخفاض قدرتها على إنتاج الأنسولين بشكل كافٍ.

3. العوامل الوراثية

• وجود تاريخ عائلي للإصابة بمرض السكري يزيد من خطر مرحلة ما قبل السكري.
• تلعب الجينات دورًا في تحديد حساسية الجسم للأنسولين.

4. الوزن الزائد والسمنة

• الوزن الزائد، وخاصة الدهون المتراكمة حول البطن، هو عامل خطر رئيسي.

5. نمط الحياة غير الصحي

• قلة النشاط الفيزيائي:  عدم ممارسة الرياضة وقلة الحركة.

6.اضطرابات هرمونية

• متلازمة تكيس المبايض (PCOS): النساء المصابات بـ PCOS يعانين من صعوبة استجابة خلايا الجسم للأنسولين، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.  
• الارتفاع المزمن لهرمونات الذكورة (الأندروجينات) المرتبط بـ PCOS قد يساهم في مقاومة الأنسولين.

7. عوامل أخرى

• ارتفاع ضغط الدم. 
•  ارتفاع مستوى الكولستيرول والدهون الثلاثية في الدم. 
• النساء اللواتي تعرضن لسكري الحمل أكثر عرضة لمرحلة ما قبل السكري.  

 ما هي الأعراض و التشخيص لهذه المرحلة؟

عادةً لا توجد أعراض لحالة ما قبل السكر وتوصي الجمعية الأمريكية للسكري بعمل تحليل لمستوى السكر في الدم لأي شخص عمره  45  سنة أو أكثر، وخاصة الذين يعانون من السمنة أو لديهم تاريخ عائلي للسكر.

هناك 3 أنواع من التحاليل التي تستخدم في تشخيص حالة ما قبل السكري وهما: 

1.  اختبار السكر الصيامي (Fasting Blood Glucose – FBG)
2.  اختبار تحمل الغلوكوز الفموي (Oral Glucose Tolerance Test – OGTT)
3.  اختبار السكر التراكمي (HbA1c)

ماهي المخاطر المحتملة في هذه المرحلة؟

إذا تُركت دون علاج، فإن مرحلة ما قبل السكري يمكن أن تتطور إلى:  

1. مرض السكري من النوع الثاني.
2. زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
3. مشاكل صحية مزمنة أخرى مثل تلف الأعصاب والكلى.

“كيفية الوقاية والعلاج”

• اتباع نظام غذائي صحي: تناول حصة من الشوفان في الإفطار بدلاً من الخبز الأبيض. 
• ممارسة النشاط البدني بانتظام.
• التقليل من التوتر والشدة النفسية: الإجهاد المزمن يزيد من مستويات الكورتيزول، مما يضعف استجابة الجسم للأنسولين.
• الحفاظ على وزن صحي. 
• الحصول على نوم كاف ومنتظم: النوم لمدة 7-8 ساعات يوميا ضروري لتنظيم هرمونات الجوع والشبع.
• إجراء الفحوصات الدورية.

• العلاج الدوائي: في بعض الحالات، قد يُوصي الطبيب باستخدام أدوية مثل:

• الميتفورمين (Metformin): يساعد في تقليل مقاومة الأنسولين وخفض إنتاج الجلوكوز في الكبد.
• الأدوية الأخرى قد تُستخدم في حالات معينة، لكنها ليست الخيار الأول.

الخلاصة: 

مرحلة ما قبل السكري ليست حكمًا بالإصابة بالسكري، بل هي إنذار مبكر يدعو إلى العمل على تحسين نمط الحياة. من خلال التغذية السليمة، زيادة النشاط البدني، إدارة الوزن، والحفاظ على الصحة العامة، يمكن تقليل خطر تطور السكري بشكل كبير. 

التدخل المبكر هو المفتاح الأساسي للتغلب على هذه المرحلة، فكل خطوة صغيرة نحو تحسين العادات اليومية تُحدث فرقًا كبيرًا في الوقاية من مضاعفات قد تؤثر على جودة الحياة. لا تتردد في استغلال هذه الفرصة الذهبية لاستعادة صحتك والعيش بنمط حياة صحي ومستدام.