حققت الاقتصادية الأمريكية كلوديا جولدن العديد من الإنجازات طوال مسيرتها المهنية، فهي أول امرأة يتم تعيينها بشكل ثابت في قسم الاقتصاد في جامعة هارفارد، وقد ركزت بحوثاته حول مجموعة من الموضوعات منها القوى العاملة النسائية وعدم المساواة في الدخل والتغير التكنولوجي وغيرها، في السطور التالية تعرف على مسيرتها المهنية وحياتها.
من هي كلوديا جولدن؟
كلوديا ديل جولدن هي مؤرخة واقتصادية أمريكية ولدت في 14 مايو عام 1946 في مدينة نيويورك لعائلة يهودية، وتدرس الاقتصاد في جامعة هارفارد.
كلوديا هي مدير مشارك في مجموعة واسعة من الدراسات الاجتماعية في المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية، كما أنها كانت مديرة برنامج تطوير الاقتصاد الأمريكية من عام 1989 حتى عام 2017.
اهتمت كلوديا طوال مسيرتها المهنية بموضوعات متنوعة منها المساواة بين الجنسين في الأجور والتغيرات التكنولوجية والهجرة والتعليم وعمالة القوى النسائية وغيرها، وقد أصدرت العديد من الكتب الاقتصادية آخرها عام 2021 عن عمالة المرأة.
تركز كلوديا أعمالها على دراسة المرأة ونتائج ذلك على سوق العمل وتأثيره على مجالات الاقتصاد والتاريخ. وقد شغلت كلوديا عدة مناصب منها رئيسة للجمعية الاقتصادية الأمريكية في عام 2013.
دراستها
نشأت كلوديا جولدين في مدينة نيويورك وعاشت في مجمع سكني في برونكس، وقد كانت منذ صغرها مصممة على أن تصبح عالمة آثار. أحبت كلوديا القراءة منذ صغرها، وقد درست في مدرسة برونكس الثانوية للعلوم والتحقت بجامعة كونيل لدراسة الأحياء الدقيقة.
في سنتها الثانية من الجامعة التحقت كلوديا بفصل دراسي مع الخبير الاقتصادي ألفريد إدوارد، وأعجبت كثيرًا بعالم الاقتصاد، وأصبحت مفتونة بالتنظيم الصناعي، لتقرر تغيير دراستها إلى الاقتصاد.
حصلت كلوديا على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة كورنيل، ثم التحقت ببرنامج الدكتوراه في الاقتصاد في جامعة شيكاغو، وكانت دراستها حول التنظيم الصناعي.
انجذبت كلوديا بعدها إلى التاريخ الاقتصادي، وكتبت أطروحتها عن العبودية في مدن ما قبل الحرب الأمريكية عن الصناعة الجنوبية، وحصلت على درجة الدكتوراه عام 1972.
حصلت كلوديا على الدكتوراه الفخرية من العديد من الجامعات منها الجامعة الأوروبية، وجامعة زيورخ، وجامعة لوند وجامعة نبراسكا، وكلية دارتموث، وغيرها.
بالإضافة إلى عملها الأكاديمية عملت كلوديا محررة في مجلة التاريخ الاقتصادي من عام 1984 حتى عام 1988.
حياتها الشخصية
تزوجت كلوديا جولدن من زميلها في جامعة هارفرد الاقتصادي الأمريكي لورانس إف كاتز عام 1970. تربي كلوديا مع زوجها كلب اسمه بيكا.
مسيرتها المهنية
بعد تخرجها في الجامعة عملت غولدن محاضرة في جامعة ويسكونسن ماديسون، وجامعة برينستون، وجامعة بنسلفانيا، ثم انضمت إلى قسم الاقتصاد في جامعة هارفارد عام 1990 ولا تزال تدرس في الجامعة حتى الآن كأول امرأة يُعرض عليها هذا المنصب.
عملت جولدن كذلك في المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية NBER، وفي عام 1999 تم انتخابها رئيس جمعية التاريخ الاقتصادية، وفي عام 2013 تم انتخابها رئيس الجمعية الاقتصادية الأمريكية.
كلوديا هي زميلة في العديد من المنظمات الاقتصادية، ومنها الأكاديمية الأمريكية للعلوم السياسية والاجتماعي، وجمعية اقتصاديي العمل، والأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم، كما أنها عضو في الأكاديمية الوطنية للعلوم.
في عام 2015 أطلقت كلوديا جولدن تحدي النساء الجامعيات في الاقتصاد بتمويل من مؤسسة الفريد بس سلون، وهدفت من هذا التحدي إجراء تجارب عشوائية لمحاولة زيادة عدد تخصصات الاقتصاد النسائية.
إنجازاتها في مجال الاقتصاد
أجرت كلوديا غولدين بحوثًا مكثفًا حول تجارب النساء المتعلمات بالجامعات في تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والأسرة.
أجرت بحوثًا أيضًا حول كيف أعاق عصر كوفيد-19 بشدة تقدم المرأة، ومع ذلك كيف يمكن أن يكون نمو العمل المرن عن بعد هو الجانب المشرق من الوباء
ترى غولدين أن قوانين مكافحة التمييز والمديرين غير المتحيزين، على الرغم من قيمتها، ليست كافية، وأن التغييرات الأساسية في الطريقة التي نعمل بها وكيف نقدر تقديم الرعاية ضرورية لتحقيق المساواة بين الجنسين والمساواة بين الزوجين.
تشمل أوراقها البحثية أيضًا مشاركة النساء المتزوجات في القوى العاملة، والفصل المهني حسب الجنس، ودور الحرب العالمية الاثانية في توظيف المرأة.
من أوراقها البحث بحث حول قوة حبوب منع الحمل وقرارات المرأة في التنمية الاقتصادية، وكان معظم أبحاثها تصب حول المساواة بين الرجل والمرأة ومنح المرأة حقوقاً متكافئة مع الرجل.
كتب كلوديا جولدن
قامت كلوديا غولدين بتأليف العديد من الكتب، منها: "المهنة والأسرة: رحلة المرأة على مدى قرن نحو العدالة"، وفي هذا الكتاب، تقدم غولدن نظرة جديدة ومتعمقة على التجارب المتنوعة للنساء المتعلمات في الجامعات من القرن العشرين وحتى اليوم.
يفحص الكتاب التطلعات التي شكلتها المرأة، والعوائق التي واجهتها من حيث الحياة المهنية والوظيفة والزواج والأطفال. وهي توضح عدد المهن "الجشعة"، التي تدفع أجورًا أعلى بشكل غير متناسب مقابل ساعات العمل الطويلة والعمل في عطلة نهاية الأسبوع، وكيف يؤدي ذلك إلى إدامة الفوارق بين النساء والرجال.
من كتبها أيضًا كتاب: "السباق بين التعليم والتكنولوجيا" في هذا الكتاب، تستكشف غولدن مع المؤلف المشارك لورانس إف كاتز التفاعل بين التعليم والتكنولوجيا في تشكيل عدم المساواة الاقتصادية في الولايات المتحدة خلال القرن الماضي
ساهمت غولدين أيضًا في العديد من المجلدات المحررة والمجلات الأكاديمية، وقد تم الاستشهاد بأبحاثها على نطاق واسع وكانت مؤثرة في مجالات اقتصاديات العمل والتاريخ الاقتصادي.
من كتبها الأخرى كتاب "العبودية الحضرية في الجنوب الأمريكي" الذي كان أطروحة لدرجة الدكتوراه. كتبت أيضًا كتاب "التكلفة الاقتصادية للحرب الأهلية الأمريكية" بالتعاون مع فرانك لويس.
ألفت أيضًا كتاب: "فهم الفجوة بين الجنسين: تاريخ اقتصادي للمرأة الأمريكي" وروت في الكتاب صعود توظيف المرأة في الولايات المتحدة منذ القرن الثامن عشر حتى أواخر القرن العشرين ودور المرأة في تحقيق النمو الاقتصادي.
حصولها على جائزة نوبل في الاقتصاد
أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم فوز الباحثة الاقتصادية الأمريكية كلوديا جولدن بجائزة نوبل في الاقتصاد عام 2023، وتبلغ قيمة الجائزة 11 مليون كرونة سويدية، أي ما يعادل 999137 دولارا.