كلاوس مايكل كوهن.. ملياردير الشحن أغنى رجل في ألمانيا

واحد من أبرز رجال الأعمال في ألمانيا، وأحد أعمدة المنظمة اللوجستية في ألمانيا وأوربا، إنه رجل الأعمال الألماني كلاوس مايكل كوهن، المالك لشركة النقل الدولية كون+ ناجل، وأغنى رجل في ألمانيا، والذي يعد رمزًا لريادة الأعمال والاستثمار الذكي، في السطور التالية تعرف على مسيرته المهنية وقصة نجاحه.

من هو كلاوس مايكل كوهن؟

كلاوس مايكل كوهن، هو رجل أعمال وملياردير ألماني، ولد في 2 يونيو عام 1937، وهو الرئيس الفخري والمالك لشركة النقل الدولية كون+ناجل، التي شارك في تأسيسها جده أوغست كوهن.

ولد كلاوس في أسرة ثرية لها ارتباط وثيق بقطاع الشحن والنقل، وهو الارتباط الذي كان النواة التي بنى عليها مستقبله، حيث انضم إلى شركة كوهن+ناجل، وحولها من شركة نقل متوسطة، إلى عملاق عالمي في الخدمات اللوجستية وسلاسل الإمداد.

تحت قيادته، توسعت الشركة لتصبح من أبرز شركات النقل الجوي والبحري والبري في العالم، ولم يكن هذا التوسع سهلًا، بل جاء نتيجة قرارات استراتيجية دقيقة، منها الاستحواذ على شركات منافسة، والدخول في الأسواق الناشئة.

كلاوس مايكل كوهن يمتلك أغلب أسهم الشركة، وهو ما جعله من أثرى الرجال في ألمانيا. وإلى جانب نشاطه في مجال الأعمال، فهو يولي اهتمامًا كبيرًا بالأعمال الخيرية.

نشأته وعائلته

ولد كلاوس مايكل كوهن في هامبورغ، ودرس فيها حتى المرحلة الثانوية، ثم حصل على دورة تدريبية مدتها عامين، وعمل كموظف في بنك مونشماير وشركاه في هامبورغ.

ولد كوهن في عائلة  تعمل في ريادة الأعمال، فجده هو رجل الأعمال الألماني أوغست كون، المشارك في تأسيس شركون كوهن ناجل بالتعاون مع فريدريش ناجل، أما والده، هو رجل الأعمال ألفريد كوهن، الذي واصل العمل في شركة العائلة، وتولى قيادة الشركة بعد وفاة والده.

لدى عائلة كوهن علاقة وثيقة بالحزب النازي، فوالده ألفريد كان عضوًا في الحزب النازي، وأثرت تلك العلاقة بشكل كبير على أعماله فيما بعد. كلاوس هو الابن الوحيد لوالده ألفريد، وورث أعمال العائلة بعد وفاة والده.

زوجته وحياته الشخصية

تزوج كلاوس مايكل كوهن من سيدة ألمانية اسمها كريستين عام 1989، ولم يرزق أي أطفال من زوجته. يقيم كلاوس في مدينة شينديليجي في سويسرا في عام 1975، حيث يقع المقر الرئيس لشركته.

مسيرته المهنية في شركة Kühne + Nagel

بدأ رجل الأعمال كلاوس مايكل كوهن العمل في شركة كوهن+ناجل في عام 1963، حيث انضم إلى والده ألفريد كشريك صغير في الشركة. خلال السبعينات، ووسط أزمة أسعار النفط الأولى والثانية، حاول كوهن تأسيس شركة شحن خاصة به، ولكنه تعرض لضغوطات مالية شديدة، ولم يتمكن من تحقيق هذا الهدف.

في عام 1981، وبعد وفاة والده ألفريد، تولى كوهن أعمال العائلة، كونه الوريث الوحيد لوالده، إلا أنه تعرض لضغوطات مالية شديد، اضطر بسببها لبيع 50% من أسهم شركته إلى مجموعة Lorho مقابل 90 مليون مارك ألماني.

قاد كلاوس الشركة نحو تحقيق المزيد من التوسع والنجاحات، وتمكن في عام 1992 من شراء الأسهم التي باعها مرة أخرى في صفقة بلغت قيمتها 340 مليون مارك، وبعدها بعامين، قاد الشركة لطرحها الأولي في البورصة.

في عام 1996، تولى كلاوس مايكل كوهن منصب الرئيس التنفيذي للشركة، وفي عام 1998، ترك  منصب الرئيس، وتولى منصب رئيس وموفد مجلس الإدارة. أسس كلاوس فيما بعد شركة جانبية اسمها Kühne Holding AG، والتي يمتلك أسهمها بالكامل، ومن خلال تلك الشركة، احتفظ بحصة قدرها 55.75% في شركة Kühne + Nagel International AG.

التوسع من خلال الاستحواذ

نجح رجل الأعمال كلاوس مايكل كوهن من توسيع أعمال شركته لتصبح عملاق النقل الجوي والبحري والبري والخدمات اللوجستية في ألمانيا وأوربا من خلال سلسلة طويلة من عمليات الاستحواذ على الشركةا لأخرى.

في عام 2008، أصبح كوهن شريكًا في شركة الشحن Hapag-Lloyd، وامتلك فيها حصة قدرها 30%. في عام 2016، استحوذ على نسبة 20.3% في شركة VTG للخدمات اللوجستية والسكك الحديد، لكنه باعها عام 2018.

يدير كوهن أيضًا شركة Kühne Holding AG، والتي استحوذت على 20% من شركة VTG، وفي عام 2020، زاد حصته في شركة الشحن  Hapag-Lloyd إلى 30%، وأصبح من أكبر المساهمين في الشركة.

في عام 2022، ضاعف حصته في شركة الطيران Deutsche Lufthansa AG، والتي تعد واحدة من أكبر شركات الطيران في ألمانيا.

علاقته العائلة بالحزب النازي

كان والد كلاوس مايكل كوهن، ألفريد كوهن، عضوًا في الحزب النازي في ألمانيا، وقد بنيت ثروة العائلة بسبب النهب المنظم لأصول يهود أوروبا على يد النازيين.

أثر تاريخ عائلة كوهن بالنازيين المعقد على أعماله فيما بعد، حيث بذل الكثير من الجهود لتقليل العلاقة بين ثروته وبين الهولوكوست، وذلك من خلال الأعمال الخيرية المختلفة.

ثروة كلاوس مايكل كوهن وممتلكاته

يعد رجل الأعمال الألماني كلاوس مايكل كوهن من أغنى رجال الأعمال في ألمانيا وأوروبا، ففي عام 2020، قدرت بثروته بحوالي 14.2 مليار دولار أمريكي، واحتل المرتبة الخامسة بين أغنى الأفراد في ألمانيا، والمرتبة 47 عالميًا.

في عام 2021، احتل المرتبة 38 على مؤشر بلومبرج للمليارديرات، وقدرت ثروته 34.4 مليار دولار. في عام 2023، صنفت فوربس ثروته ب31.5 مليار دولار أمريكي. في مارس 2024، وصلت ثروته إلى 39.2 مليار دولار، وأصبح أغنى رجل في ألمانيا.

يمتلك كوهن أسهمًا في العديد من الشركات الألمانية، منها شركة لوفتهانزا ستوك، وشركة هاباك لويد، فضلًا عن امتلاكه حصة بنسبة 55.75% من شركة كوهن+ نوجل.

أعماله الخيرية

يعد كلاوس مايكل كوهن من الرجال الأعمال الفاعلين في العمل الخيري، فهو مؤسس مؤسسة كوهن غير الربحية، التي تقدم تبرعات بقيمة 5 مليارات فرنك سويسري سنويًا، وهي المؤسسة التي سترث لاحقًا أصول شركته كونه ليس لديه أبناء.

أسس كوهن كلية هامبورغ للخدمات اللوجستية عام 2003، وانبثقت منها فيما بعد جامعة كون للخدمات اللوجستية. تعاونت شركته مع جامعة برلين التقنية لإطلاق قسم شبكات اللوجستيات الدولية. في عام 2007، حصل كوهن على لقب أستاذ فخري من مجلس الشيوخ في هامبورغ لدوره في تشييد قاعدة حفلات إلبفيلهارموني.