كريم العراقي واحد من أبرز الشعراء المعاصرين الذين أثروا المكتبة العربية بالعديد من الأشعار الغنائية التي تغنى بها كبار النجوم في الوطن العربي ولعل أبرزهم كاظم الساهر الذي شكل معه ثنائي بارز منذ التسعينيات، في السطور التالية تعرف على مسيرته الفنية وحياته.
من هو كريم العراقي؟
كريم عودة هو شاعر عراقي معاصر ولد في 18 فبراير عام 1955 في حي كرادة مريم في العاصمة العراقية بغداد، وقد درس علم النفس وموسيقى الأطفال وحصل على الدبلوم من معهد المعلمين في بغداد.
يعد العراقي واحد من أشهر الشعراء المعاصرين، وقد تنوعت مؤلفاته الشعرية بين الشعر الشعبي والشعر الغنائي والمسرح، كما كتب عدة مقالات في صحف عراقية وعربية. اهتم العراقي بالثقافة والأدب منذ سن مبكر، وقد بدأ تجاربه مع الكتابة الصحفية منذ الصغر.
حصل العراقي على العديد من الجوائز بفضل أشعاره وأغنياته التي ألفها، وقد شكل مع الفنان كاظم الشاعر ثنائي مميز منذ التسعينات، كما تعاون طوال مسيرته الفنية مع كبار المطربين في العراق والوطن العربي.
كتب العراقي العديد من الأغنيات التي حققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا، ليس في العراق فحسب، بل في العالم العربي كله.
وفاة الشاعر كريم العراقي
توفي يوم الجمعة الموافق 1 سبتمبر 2023 الشاعر العراقي كريم العراقي عن عمر 68 عامًا في أحد مستشفيات أبوظبي بعد صراع مع مرض السرطان. وقد أعلن عن وفاته عارف الساعدي، رئيس الوزراء العراقي للشؤون الثقافية، عبر حسابه على فيسبوك.
وكتب الساعدي: "أنعي لكم الشاعر الكبير كريم العراقي الذي رحل عن عالمنا فجر اليوم، في أحد مستشفيات أبو ظبي".
وقبل وفاته عانى الشاعر كريم من مرض السرطان، وقال في تصريحات صحفية إنه فقد نظره في أحد عينيه وتساقط شعره بسبب العلاج. وعلى مدار 4 سنوات خضع العراقي إلى أكثر من 90 جرعة كيمياوي وما يزيد عن 25 عملية جراحية.
وقد نعاه الكثير من النجوم في العراق والوطن العربي وأولهم الفنان كاظم الساهر الذي كتب في وفاته:" الصديق ورفيق الدرب الأستاذ كريم العراقي في ذمة الله، رحم الله الفقيد وألهمنا وذويه الصبر والسلوان، إنّا لله وإنّا اليه راجعون".
كما نعاه الفنان حاتم العراقي، والصحفي جاسم الشمري، والإعلامية ريما نعيسة، والصحفي إياد الدليمي، كما نعاه رئيس العراق عبد اللطيف رشيد، ورئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي أمر بنقل جثمانه من الإمارات إلى العراق ليدفن فيها.
مسيرته المهنية
عمل الشاعر كريم العراقي معلمًا في مدارس واستمر في مهنة التدريس لعدة سنوات، ثم انتقل للعمل كمشرف متخصص في كتابة الأوبريت المدرسي. بدأ العراقي كتابة الشعر منذ صغره، وقد كان ينشر كتاباته في مجلات عراقية كثيرة، ومنها "المتفرج"، و"ابن البلد"، و"الراصد"، و"الشباب" وغيرها.
ومنذ أن كان طالبًا كشف عن موهبة فذة واهتمام كبير بالشعر والكتابة، وقد تنوعت كتاباته ما بين الشعر الشعبي والأغنيات والمسرحيات والمقالات، فضلًا عن اهتمامه الكبير بالأدب والثقافة.
بداية مسيرته الفنية
بدأ الشاعر كريم العراقي مسيرته الفنية بكتابة أغاني الأطفال منذ السبعينيات، وأصبح بعدها واحد من أهم كتاب أدب الأطفال في العراق في مجال المسرحيات والقصص. كانت البداية مع أغنية "الشميسة"، و"يا خالة يالخياطة" عام 1974 وهي أغنيات للأطفال قدمها كريم وهو طالب في المرحلة المتوسطة.
قدم بعدها أغاني ناجحة تعاون من خلالها من كبار النجوم في العراق، ومنها "تهانينا يا أيام"، للفنان صلاح عبد الغفور، و"دار الزمان ودارة" لسيتاهاكوبيان"، و"جنة جنة"، للفنان رضا الخياط، و"عمي يبو مركب"، و"وي هلة"، و"عرفت روحي أنان"، و"هلة بيك"، و"ويا أمي" وغيرها.
أغاني كريم العراقي
تعاون الفنان كريم العراقي مع المغني سعدون جابر والملحن بليغ حمدي في 3 أغنيات في عام 1981، وقد كتب لصلاح عبد الغفور أغنيات منها "تحياتي"، و"هنا يمن كتلي اعتمد"، و"شكد صار أعرفك، كما كتب أغنية "الشمس شمسي والعراق عراقي" ولحنها وغناها الفنان جعفر الخفاف.
في عام 2005 نشر الفنان كريم كاسيت بصوته لأول مرة من إنتاج شركة روتانا وحمل عنوان "دللول" وفيها أصدر أبرز قصائده التي أداها بنفسه ومعظمها أغنيات في حب العراق.
تعاون العراقي مع كبار النجوم والنجمات في الوطن العربي، فقد كتب للفنان أصالة أغنية "لا تشك للناس"، ولحاتم العراقي أغنية "راجع"، كما كتب أغنيات لصابر الرباعي وأمل حجازي ورجاء بلمليح وسعد لمجرد، ولطيفة وأسيل عمران وشاكر حسن، ورباب وعادل مختار وآمنة فاخر وغيرهم من النجوم.
كريم العراقي وكاظم الساهر
تعرف الشاعر كريم العراقي على الفنانة كاظم الساهر عام 1987 خلال الخدمة العسكرية الإجبارية، ومن بعدها بدأت علاقة أبرز ثنائي فني في الوطن العربي. كان أول تعاون بينهما في أغنية مسلسل "شجاهة الناس" من ألحان الخفاف.
تعاون بعدها مع كاظم في أغنيات "ناس وناس"، و"أفراح ولا تحرموني منها"، ويعد العراقي من أبرز الشعراء الذين كتبوا أغنيات لكاظم الساهر، فقد كتب له أكثر من 70 أغنية، منها "يا مدلل"، و"دلع النساء"، و"المستبدة"، و"المحكمة"، و"كل ما تكبر تحلى"، و"عيد وحب" وغيرها.
وقد ساهم الثنائي العراقي والساهر في نشر اللهجة العراقية والأغنية العراقية في الوطن العربي، وكانت الانطلاقة الحقيقية للعراقي مع كاظم خلال تواجدهما في مصر، ليتعاون بعدها مع كبار النجوم في مصر والوطن العربي.
أشعار كريم العراقي
في عام 1974 نشر الشاعر كريم العراقي ديوان "للمطر وأم الضفيرة" وهو شعر شعبي عراقي، وله العدي من الأشعار الشهيرة والناجحة، ومن أبرز قصائد كريم العراقي قصيدة "تذكر" التي غناها كاظم الساهر.
له أيضًا قصائد أخرى ناجحة منها "ذات مرة"، و"الشارع المهاجر"، و"الخنجر الذهبي"، و"سالم يا عراق" وغيرها، وكانت قصيدة لا تشك للناس جرحًا واحدة من أهم الأشعار التي كتبها العراقي والتي يقول في مطلعها:
لا تَشْكُ للناس جُرْحَا أَنْتَ صَاحِبُهُ
لا يُؤْلِمُ الجَرْحُ إلا مَن بِهِ ألَمُ
شَكْوَاكَ لِلنَّاسِ يا ابنَ النَّاس منْقصَةٌ
ومَن مِنَ النَّاسِ صَاحِ مَا بِهِ سَقَمُ
فالهمُّ كالسّيْلِ والأحزان زاخِرَةٌ
حُمْرُ الدَّلائلِ مَهْمَا أهْلُها كَتمُوا
فَإِنْ شَكَوْتَ لِمَنْ طَابَ الزَّمَانُ لَهُ
عَيْنَاكَ تَغْلِي وَمَنْ تَشْكُو لَهُ صَنَمُ
وَإِذَا شَكَوْتَ لِمَنْ شَكْوَاكَ تُسْعِدُهُ
أَضَفْتَ جُرْحًا لِجُرْحِكَ اِسْمُهُ النَّدَمُ
هَلِ الْمُوَاسَاةُ يَوْمًا حرَّرَتْ وَطَنا
أم التّعازي بَدِيلٌ إنْ هَوَى العَلَمُ
مَنْ يُنْدبُ الْحَظَّ يُطْفِئُ عَيْنَ هِمّتِهِ
ومن أشعار كريم العراقي الأخرى:
اليَأسُ ثَوبِي وَلَا الأحزانُ تَكسِرُنِي جُرحي عَنِيدٌ بِلَسعِ النَّارِ يَلتَئِمُ اشرَب دُمُوعَكَ وَاجرَع مُرَّهَا عَسَلًا يَغزُو الشُّمُوعَ حَرِيقٌ وَهِيَ تَبتَسِمُ وَالجِم هُمُومَكَ وَاسرِج ظَهرَهَا.
كَمْ خَابَ ظَنِّي بِمَن أَهدَيتُهُ ثِقتَي فَأَجْبَرَتْنِي عَلَى هجْرَانِهِ التُّهَمُ كَمْ صرتُ جِسْرًا لمَن أَحبَبتُهُ فَمَشَى عَلى ضُلُوعي وَكُم زَلَّت بهِ قَدَمُ فَدَاسَ قَلْبي.