يعد المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي واحد من أعظم المدربين في كل العصور، وهو المدرب الأكثر تتويجًا في تاريخ دوري أبطال أوروبا، كما أنه المدرب الوحيد الذي فاز باللقب أربع مرات، تعرف على إنجازاته ومسيرته الرياضية في السطور التالية.
حياة كارلو أنشيلوتي
هو مدرب كرة قدم إيطالي محترف ولد في 10 يونيو عام 1959 في ريغيولو إيطاليا، وبدأ مسيرته المهنية كلاعب كرة قدم مع بارما عام 1974 وبدأ العمل كمدرب كرة قدم بداية من عام 1995 مع نادي ريجيانا في دوري الدرجة الثانية.
أنشيلوتي لديه طفلان، وهما ابنة اسمها كاتيا وابن اسمه دافيد من زوجته لويزا جيبليني الذي انفصل عنها عام 2008 بعد زواج دام 25 عامًا.
بعد الانفصال كان على علاقة مع مارينا كريو، ثم أعلن أنه على علاقة مع سيدة الأعمال الكندية ماريان، وفي يوليو عام 2014 تزوج من بارينا ماكلاي، أصبح أنشيلوتي جدًا للتوأم لوكاس وليون في يناير عام 2019 من ابنه دافيد.
مشواره الكروي كلاعب
بدأ كارلو أنشيلوتي مشواره الكروي عام 1974 مع نادي بارما، وظهر لأول مرة في الدوري الإيطالي في موسم 1977 وكان يبلغ من العمر 18 عامًا، وبرع في النادي حيث ساعد في الحصول على المركز الثاني في دوري الدرجة الأولى في موسم 1978.
انتقاله إلى روما
انتقل أنشيلوتي للعب في نادي روما في منتصف عام 1979 وظهر لأول مرة في الدوري الإيطالي في سبتمبر من العام نفسه تحت قيادة المدرب نيلز ليدهولم، ولعب كجناح أو لاعب خط وسط وأصبح أهم لاعبي النادي.
حقق أنشيلوتي مع النادي عدة ألقاب منها كأس إيطاليا في أول موسمين له مع النادي، وخلال مواسمه الثمانية مع النادي فاز بكأس إيطاليا 4 مرات، كما ساعد النادي على الفوز بالبطولة الإيطالية عام 1983.
في الموسم التالي ساعد روما على الفوز بلقب كأس إيطاليا والوصول إلى نهائي كأس أوروبا عام 1984، وعلى الرغم من غيابه المتكرر بسبب الإصابة ولكنه ساعد فريقه بالفوز بكأس إيطاليا.
انتقاله إلى ميلان
لعب كارلو أنشيلوتي مع نادي ميلان من عام 1987 إلى عام 1992 وكان جزءًا أساسيًا من الفريق، وساعد فريقه في الفوز بلقب دوري الدرجة الأولى الإيطالي عام 1988، وكأس أوروبا لعامين على التوالي 1989، و1990.
ساعد فريقه أيضًا في الفوز بكأس السوبر الأوروبي مرتين، وكأس السوبر الإيطالي، وكأس الانتركونتيننتال مرتين.
تعرض كارلو بعد ذلك لإصابة في ركبته اليسرى في ربع نهائي كأس أوروبا مما أجبره على التغيب عن الدور نصف النهائي، وأجبرته الإصابة في النهاية على التقاعد المبكر في سن 33 عامًا.
لعب كارلو مباراته النهائية في مسيرته مع النادي ضد نادي هيلاس فيرونا عام 1992، حيث نزل من على مقاعد البدلاء في آخر 20 دقيقة من المباراة وسجل هدفين وحظي بحفاوة من الجماهير.
مشواره الكروي مع المنتخب
انضم كارلو إلى المنتخب ولعب أولى مبارايات في عام 1981 ضد هولندا في الكأس الذهبية لأبطال العالم وسجل هدفه الأول والوحيد مع المنتخب، وكان من المحتمل له أن يشارك في بطولة كأس العالم 1982 ولكن منعته الإصابة من المشاركة.
في عام 1986 كان كارلو ضمن تشكيلة المنتخب في كأس العالم، ولكن تم استبداله بسبب الإصابة، كما كان ضمن التشكيلة الأساسية في بطولة يورو عام 1988 لكن منعته إصابة الغضروف في ركبته اليمنى من المشاركة في البطولة.
واصل كارلو اللعب في كأس العالم 1990 في سن 31 عامًا على الرغم من الإصابة التي همشت حضوره مع المنتحب، ولكنه ساعد إيطاليا في الفوز على إنجلترا وتحديد المركز الثالث.
شارك كارلو في 26 مباراة دولية مع المنتخب، وأعلن اعتزاله اللعب الدولي في عام 1991، وكان آخر ظهور له مع المنتخب الإيطالي تحت قيادة أريجو ساكي.
عمله كمدير فني
بدأ كارلو أنشيلوتي عمله كمدرب لأول مرة عام 1995 مع نادي ريجيانا في دوري الدرجة الثانية، وساعد الفريق في الوصول إلى دوري الدرجة الأولى الإيطالي، وغادر النادي بعد تحقيق 17 فوزًا، و14 تعادل، و10 هزائم في موسمه الوحيد مع النادي.
تدريبه في نادي بارما
في الموسم التالي انضم كارلو إلى نادي بارما، وقام بالعديد من التغييرات في النادي، حيث نفذ تشكيل 2-4-4، واحتل النادي المركز الثاني في دوري الدرجة الأولى الإيطالي موسم 1996-97 مما ضمن مكانًا في دوري أبطال أوروبا.
في الموسم التالي تم إقصاء بارما من الدور الأول من دوري أبطال أوروبا، وأصبح النادي في المركز السادس من دوري الدرجة الأولى الإيطالي، وتم طرده في نهاية الموسم رغم تأهله لكأس الاتحاد الأوروبي.
تدريبه في نادي يوفنتوس
في عام 1999 تم تعيينه كارلو مدربًا لنادي يوفنتوس، ومع النادي أصبح أقل صرامة في تشكيل الفريق، ولكنه فشل في تحقيق نجاحات مع النادي حيث تم طرده دون تحقيق أي ألقاب وأنهى تدريبه في النادي ب63 فوزًا، و33 تعادلًا، و18 خسارة.
تدريبه في نادي ميلان
في عام 2001 تم تعيين كارلو أنشيلوتي مدرب نادي ميلان، وقاد ميلان إلى تأهل دوري أبطال أوروبا، وتمكن الفريق من الوصول إلى المركز الرابع في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، ووصل إلى نصف النهائي في كأس الاتحاد الأوروبي.
فاز ميلان في نهائي دوري أبطال أوروبا 2003، وتحت إدارة كارلو فاز ميلان بسوبور كوبا إيطاليانا عام 2004، وكان وصيف في دوري الدرجة الأولى ليوفنتوس، وقاد النادي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2005.
بعد رحيل المهاجم أندريه شيفتشينكو ابتكر نظام جديد وهو مبتكرًا نظام 4-3-2-1 الذي سيعرف فيما بعد باسم "شجرة عيد الميلاد". فاز النادي بدوري أبطال أوروبا للمرة الثانية، وكان هذا لقب كارلو الرابع بشكل عام، واحتل النادي المركز الرابع في دوري الدرجة الأولى.
فاز النادي أيضًا بكأس السوبر الأوروبي عام 2007، وكأس العالم للأندية ليصبح أول مدرب يفعل ذلك مع فريق أوروبي.
في الموسم الأخير لكارلو مع ميلان تمكن النادي من الوصول إلى المركز الثالث في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، وحسم مكانًا في دوري أبطال أوروبا.
تدريبه في نادي تشيلسي
في عام 2009 انتقل كارلو أنشيلوتي كمدير جديد لنادي تشيلسي خلفًا للمدرب جوس هيدينك وحصل على راتب أكثر من 5 ملايين جنيه إسترليني سنويًا، وأصبح رابع مدير دائم للنادي خلال 21 شهرًا.
فاز كارلو بأول لقب له كمدير تشيلسي بالدرج الإنجليزي عام 2009، وفي عام 2010 قاد النادي للفوز بلقب الدوري الإنجليزي وأنهى الفريق الدوري برصيد 103 أهداف ليصبح أول فريق في الدوري الإنجليزي يسجل أكثر من 100 هدف في موسم واحد.
فاز النادي أيضًا بالدوري الممتاز وأصبح كارلو أول مدرب إيطالي يفوز به، وخامس مدرب في مواسم الدوري الثمانية عشر، وفاز النادي كذلك ببطولة كأس الاتحاد الإنجليزي.
بعد سلسلة من النجاحات عانى الفريق من هزائم متتالية في دوري أبطال أوروبا والدوري الممتاز، وبعدها تم طرده بعد هزيمة تشيلسي أمام إيفرتون في مايو عام 2011 وتلقى تعويضات بقيمة 6 ملايين جنيه إسترليني.
أنهى أنشيلوتي برصيد 67 فوزًا و 20 تعادلًا و 22 خسارة في 109 مباريات، كانت نسبة فوز أنشيلوتي في تشيلسي (اعتبارًا من مايو 2016) ثالث أعلى نسبة في تاريخ الدوري الإنجليزي، خلف جوزيه مورينيو والسير أليكس فيرجسون.
عمله كمدير فني في باريس سان جيرمان
بداية من عام 2011 بدأ كارلو عمله مع نادي باريس سان جيرمان وحصل على راتب 6 ملايين يورو سنويًا، ولكن خسر النادي عدة مبارايت منها خسارة لأول مرة في دوري الدرجة الأولى الفرنسي تحت قيادته.
أوصل كارلو النادي إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا،ولكن خسر أمام برشلونة، وفي مايو عام 2013 غادر كارلو النادي وانضم إلى نادي ريال مدريد.
نادي ريال مدريد وبايرن ميونيخ
انضم كارلو إلى ريال مدريد في عام 2013 ووقع عقدًا لمدة 3 سنوات، وفاز بأول لقب له كمدرب لريال مدريد في نهائي كأس ملك إسبانيا بعد فوزه على برشلونة، واحتل النادي المركز الثالث في الدوري الإسباني.
فاز ريال باللقب العاشر لدوري أبطال أوروبا، وأصبح كارلو ثاني مدرب بعد بوب بزيلي يفوز بالبطولة في 3 مناسبات، وأول رجب يفوز بدوري أبطال أوروبا مرتين كلاعب، و3 مرات كمدرب حتى يومنا هذا.
في الموسم التالي فاز النادي بكأس السوبر الأوروبي، وسجل الفريق رقمًا قياسيًا محققًا 22 انتصارًا متتاليًا في جميع المسابقات، وأنهى الموسم بأربعة ألقاب.
في عام 2015 تم اختياره أفض مدرب في الفيفا، وبعدها قرر الرحيل عن مدري، وانتقل للتدريب في نادي بايرن ميونيخ الألماني.
بداية من 20 ديسمبر عام 2015 انتقل كارلو للتدريب في بايرن ميونيخ، وشارك في كأس الأبطال الدولية، وفاز في كأس السوبر الألماني عام 2016، وقاد النادي للحصول على لقب الدوري الألماني، ومع ذلك تم إقصاء النادي من دوري أبطال أوروبا.
تمكن ميونيخ عام 2017 من الاحتفاظ بكأس الدوري الألماني الممتاز، ومع ذلك تم فصل كارلو بعد خسارة النادي أمام باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا.
التدريب في أندية نابولي وإيفرتون والعودة إلى ريال مدريد
في مايو عام 2018 تم تعيين كارلو أنشيلوتي مدربًا لنادي نابولي ووقع عقدًا مدته 3 سنوات، ولكن تم طرده في ديسمبر 2019 على الرغم من فوز النادي ضد جينك في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا.
انتق لبعد ذلك للتدريب في إيفرتون في صفقة مدتها 4 سنوات ونصف ولكن تم طرده بعد أول مباراة له بسبب سوء السلوك بعد محادثة على أرض الملعب مع الحكم كريس كافانا.
واصل أنشيلوتي تسجيل ثمانية انتصارات وخمسة تعادلات وست هزائم في الدوري في موسمه الأول مع البلوز حيث احتل إيفرتون المركز الثاني، واختير كارلو مدير شهر سبتمبر في الدوري الإنجليزي الممتاز.
في يونيو عام 2021 استقال كارلو من منصبه في نادي إيفرتون وانضم إلى ريال مدريد مرة أخرى ووقع عقدًا حتى عام 2024، وفي سبتمبر عام 2021 وصل كارلو إلى 800 مباراة في الدوري كمدرب.
على الصعيد المحلي قدم كأسان من أصل ثلاثة، وفاز بالدوري الإسباني وكأس السوبر الإسباني. فاز أنشيلوتي بجميع الألقاب الستة المتاحة في مدريد، بالإضافة إلى كونه أول مدرب يفوز بجميع البطولات الخمس الكبرى في أوروبا.