قصة السقوط الحزين لياهو

ياهو يعرض للبيع مجدداً، ويبدو أن صفحة حزينة أخرى من تاريخ تلك الشركة سيطوى قريباً، فربما لم تمر شركة تقنية حديثة بمثل ما مرت به ياهو.

بدأت قصة ياهو عام 1995 على يد طالبين من جامعة ستانفورد، هما جيري يانج ودافيد فيلو. وقد بدأ ياهو كدليل للإنترنت أصبح في وقت قصير أهم اداة يستخدمها الناس كمصدر للمعلومات من على الشبكة، في تلك الفترة لم يكن هناك مثيل على الإنترنت قادر على منافسة ياهو، وظل متربعاً على عرش الإنترنت حتى مع الأزمة التقنية التي حدثت عام 2000.

مع تعدد الخدمات التي يقدمها جوجل وألتا فيستا، قام ياهو بتطوير نفسه وإضافة عدد كبير من الادوات ليتمكن من مجاراة الموقعين الأخرين، فقدم خدمات مثل البريد الإلكتروني، الأخبار، أرشفة الصور، المجموعات، الإعلانات، وتطبيق المحادثة وغيرها من الخدمات التي اختفت مع مرور الوقت واحدة تلو الأخرى.

أكثر ما أضر الشركة هو الاعتماد على عدد من المدراء التنفيذيين مفتقدي الكفاءة عديمي الرؤية المطلوبة لقيادة شركة كانت بهذه الضخامة والقوة.

وضعت الأمور على المحك عندما تم تعيين تيري سيميل مديراً تنفيذياً للشركة عام 2001 وحتى منتصف عام 2007. وكانت أولى قراراته هي شراء شركة جيوسيتيز بمبلغ 4.6 مليار دولار، وبعدها شراء برودكاست دوت كوم بمبلغ 5.7 مليار دولار. مما يعني فعلياً تبديد 10 مليار دولار على لاشئ، حيث لم تستطع تلك الشركات أن تحقق أي عائد يتناسب مع القيمة التي تم شراءها بها.

على عكس تلك الخدمات استطاع ياهو سبورت أن يحقق نجاحات منقطعة النظير مع بداياته، فمع كل كتاب التقارير المتخصيين في مجالات الرياضة، والتغطية المتميزة للعديد من الرياضات، تمكن الموقع من القفز نحو قمة المواقع الرياضية حول العالم، ولكن كباقي خدمات ياهو خفت نجم ياهو سبورت دون تفسير. نعم، فلم يستطع أحد أن يفسر السبب وأن يفهم الاستراتيجية التي أدت في النهاية إلى إنتهاء حقبة تألق ياهو سبورت.

الغريب في الأمر أنه لطالما اعتمدت ياهو على عقول متميزة في كافة المجالات التقنية، فعلى مدى تاريخها من التألق وحتى السقوط وظفت ياهو المتميزين تقنياً، ومع الأسف الضعفاء إدارياً، مما أدى لعدم توفير البيئة الإدارية والاقتصادية الناجحة والمساعدة على بزوغ وتألق النواحي التقنية للشركة.

حالياً الشركة معروضة بالكامل للبيع، وتؤكد التقارير إلى أن الأقرب للفوز بتلك الصفقة هي شركة فيرايزون التي قدمت عرضاً بمليارات لم يتم الإفصاح عنها حتى الأن. ويبقى السؤال الأخير: ما الذي ينتظر ياهو في المستقبل، إنكان لها مستقبل من الأساس؟