اشتهر رجل الأعمال الأمريكي من أصول هندية فيفيك راماسوامي بأعماله في مجال التكنولوجية الحيوية والاستثمارات والسياسة، فقد عرف بشخصيته القيادية وأفكاره الرائدة، وأسس عددًا من الشركات المتخصصة في تطوير العلاجات البيولوجية، إلا أن شهرته الحقيقية في أمريكا وحول العالم حققها بفضل دخوله عالم السياسة، فهو من أبرز المؤيدين لدونالد ترامب، الذي عينه حديثًا في حكومته، تعرف أكثر على مسيرته وحياته.
من هو فيفيك راماسوامي؟
فيفيك جاناباثي راماسوامي هي رجل أعمال وسياسي أمريكي من أصول هندية، ولد في 9 أغسطس عام 1985 في أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو مؤسس ورئيس عدد من شركات الأدوية في أمريكا، وقد تم تكليفه مع إيلون ماسك بقيادة وزارة كفاءة الحكومة تحت حكم دونالد ترامب.
بدأت مسيرة فيفيك بعد تخرجه من جامعة هارفارد، ومن ثم حصوله على درجة الدكتوراه في القانون من جامعة ييل، فقد أسس شركة Roivant Sciences، المتخصصة في تطوير الأدوية، واكتسب بفضل تلكا لشركة على شهرة واسعة في مجال التكنولوجيا الحياة، حيث قاد العديد من مشاريع البحث والتطوير التي تركيز على توفير أدوية للأمراض المستعصية.
واصل راماسوامي في تأسيس المزيد من الشركات التابعة، وابتكر نماذج تجارية جديدة لتطوير العلاجات، وتمكن من جذب اهتمام كبار المستثمرين، كما تم وصفه كأحد أبرز رواد الأعمال في القطاع الصحي.
وبجانب عمله في قطاع الأعمال والطب الحيوي، برز راماسوامي كشخصية سياسية منذ انتخابات 2024، حيث رشح نفسه لانتخابات الرئاسة الأمريكية، ثم انسحب، وأصبح من أبرز المؤيدين لدونالد ترامب، وقد حصل على لقب "ترامب الصغير".
نشأته وأصوله
ولد فيفيك راماسوامي في ولاية أوهايو لمهاجرين من الهند من عائلة هندوسية، وتعود أصولهما إلى ولاية كيرالا. نشأ فيفيك في عائلة ذات مستوى تعليمي عال، فوالده جاناباثي راماسوامي خريج المعهد الوطني للتكنولوجيا في كاليكوت، كما أنه عمل مهندسًا ومحاميًا لبراءات الاختراع في شركة جنرال إلكتريك.
أما والدته، جيثا راماسوامي، فهي خريجة كلية الطب ومعهد الأبحاث في ميسور في الهند، وتعمل طبيبة نفسية متخصصة في أمراض الشيخوخة. هاجر كلا والديه من كيرالا، واستقرا في أوهايو في الولايات المتحدة.
تربى فيفيك على الديانة الهندوسية، فقد كان يحضر بانتظام إلى المعبد الهندوسي المحلي مع عائلته، إلا أنه رغم ذلك عرف بإيمانه واحترامه للقيم المسيحية، حيث تأثر بشكل كبير بمدرس البيانو المسيحي المحافظ الذي كان يعطيه دروسًا في البيانو من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الثانوية.
دراسته
التحق فيفيك راماسوامي بالمدارس العامة حتى الصف الثامن، بعدها التحق بمدرسة سانت كزافييه الثانوية، وهي مدرسة كاثوليكية، وكان يلعب التنس بشكل احترافي خلال المدرسة، ولم تؤثر على تفوقه الدراسي، فقد تخرج بتفوق من المدرسة عام 2003.
التحق فيفيك بعدها بجامعة هارفارد، وتخرج عام 2007 بدرجة البكالوريوس في الآداب في علم الأحياء، وقد اشتهر في الجامعة بأنه ليبرالي، ووصف بأنه "ليبرالي وقح وواثق من نفسه".
في عام 2011، حصل فيفيك على زمالة الدراسات العليا، وقد واصل دراسته العليا، وحصل على درجة الدكتوراه في القانون عام 2013 من جامعة ييل، وخلال دراسته، كان عضوًا في جمعية المناقشة الفكرية اليهودية "شبتاي".
زوجته وأطفاله
تزوج فيفيك راماسوامي من أبورفا تيواري، وهي طبيبة حنجرة وجراحة تعرف عليها خلال دراسته في جامعة ييل، حيث كان يدرس القانون، بينما كانت هي تدرس الطب. تزوجا في عام 2015، ولديه منها ولدان.
مسيرته المهنية
بدأ فيفيك راماسوامي مسيرته المهنية بعد التخرج من جامعة هارفارد عام 2007، فقد أسس مع رجل الأعمال ترافيس ماي شبكة Campus Venture، وهي شبكة أسست موقعًا خاصًا للتواصل بين طلاب الجامعات الراغبين في أن يبدؤوا مشاريعهم التجارية الخاصة، وقد بيعت الشركة عام 2009.
عمل فيفيك بعدها في صندوق التحوط QVT Financial من عام 2007 إلى 2014، وقد أدار محفظة التكنولوجيا الحيوية للشركة، واستثمرت الشركة في عدة استثمارات تكنولوجية تحت إدارته، وحقق أرباحًا جيدة من هذه المشاريع.
تأسيس شركة رويفانت للعلوم والشركات التابعة
في عام 2014، أسس فيفيك راماسوامي شركة رويفانت للتكنولوجيا الحيوية، وقد تمكن من الحصول على ما لا يقل من 100 مليون دولار من رأس المال الأولي من عدد من المستثمرين.
اعتمد فيفيك في تأسيسه للشركة على استراتيجية شراء براءات الاختراع من شركات الأدوية الكبرى التي لم يتم تطويرها بنجاح، ثم طرحها في السوق، وقد أسس فيما بعد عدد من الشركات التابعة للشركة الأمل، منها ديرمافنت، ويورفانت، وسينوفانت، وسيتوفانت.
في عام 2015، أسس فيفيك شركة "أكسوفانت" والتي أصبحت الشركة المفضلة في وول ستريت، حيث طرحها للاكتتاب العام، وجمعت 315 مليون دولار في طرحها العام الأولي، وارتفعت القيمة السوقية للشركة إلى ما يقرب من 3 مليارات دولار، رغم أنها لم تضم إلا 8 موظفين فقط في ذلك الوقت، بما فيه شقيقه ووالدته.
ادعى فيفيك حينها بأنه سينتج أدوية يمكن أن تساعد الملايين من المرضى، إلا أن شركة أكسوفانت أعلنت عن فشل تجربتها السريرية الكبيرة عام 2017، وانخفضت قيمة الشركة بشكل كبير بنسبة 75% في يوم واحد فقط، وقد حاول فيفيك حماية الشركة من الانهيار، لكنه أغلقها في النهاية عام 2023.
في عام 2021، تنحى فيفيك من منصبه كرئيس تنفيذي لشركة رويفانت ساينز وبعد استقالته، تم إدراج الشرطة في بورصة ناسداك، وفي عام 2023، تنحى من منصبه كرئيس لشركة رويفانت للتركيز على حملته الرئاسية. ورغم استقالته، يظل فيفيك راماسوامي سادس أكبر مساهم في الشركة، ولديه نسبة 7.17% فيها.
ثروة فيفيك راماسوامي
في عام 2024، قدرت فوربس ثروة فيفيك راماسوامي بأكثر من 960 مليون دولار، وتأتي ثروته من شركات التكنولوجية الحيوية والمالية التي أسسها وشغل منصب الرئيس التنفيذي لها لسنوات، إلا أنه في عام 2023، صرح فيفيك بأن صافي ثروته تجاوزت مليار دولار.
يملك فيفيك أسهمًا بنسبة 7.17 في شركة ريوفانت، كما يملك أسهمًا في عدد من المؤسسات الأخرى، منها شركة الإعلام الأمريكية BuzzFeed التي استحوذ على حصة 8.4% فيها. يملك فيفيك عقارًا وحيدًا في أوهايو تقدر قيمته ب2 مليون دولار.
من الطب الحيوي إلى السياسة
خلال مسيرته المهنية، اهتم فيفيك راماسوامي بالسياسة بشكل كبير، فقد امتلك وجهات نظر ليبرالية، ورغم ديانته الهندوسية فهو داعم كبير للقيم الهندوسية، واشتهر بتبنيه خطابا معاديًا للمثليين ومنهاجًا للإجهاض، كما أنه يهاجم العلمانية بشدة.
خلال حياته، كان راماسوامي يصف نفسه بأنه "غير سياسي"، ولم يكن لديه ميول سياسية واضحة، فقد قدم مساهمات مالية لكل من الديمقراطيين والجمهوريين، إلا أنه أصبح جمهوريًا أكثر بداية من عام 2020، حيث دعم دونالد ترامب، وخلال 3 سنوات، تبرع بملغ 30 ألف دولار للحزب الجمهوري في أوهايو.
في عام 2023، دخل راماسوامي مجال السياسة، حيث أعلن عن ترشحه لرئاسة الولايات المتحدة في 2024 عن الحزب الجمهوري، إلا أنه لم يحظ برعاية مالية كبيرة، وتشكلت معظم التبرعات لحملته من أمواله الخاصة.
خلال حملته الانتخابية، سعى راماسوامي إلى جذب الناخبين المسيحيين اليمينيين، والقوميين المسيحيين، والذين يشكلون جزءًا مهمًا من القاعدة الجمهورية، إلا أنه لم يحظ بتشجيع من الكثير من الجمهوريين لأنه هندوسي.
أثناء حملته الانتخابية، هاجم راماسوامي العلمانية، وأشاد بالقيم اليهودية والمسيحية، وقال بأنه "يؤمن بإله واحد"، فيما وصف نفسه بأنه قومي أمريكي". لم يتمكن فيفيك في النهاية من الحصول على الدعم الكافي، لذا أنهى حملته السياسية في يناير 2024، وأعلن تأييده لدونالد ترامب في الانتخابات.
واصل فيفيك نشاطه السياسي بتمثيل حملة ترامب الانتخابية، فقد حضر فعاليات الحملة نيابة عنه، وتحدث في العديد من المؤتمرات الانتخابية.
قيادة وزارة كفاءة الحكومة مع إيلون ماسك
بعد فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية، أعلن عن قيادة إيون ماسك وفيفيك راماسوامي وزارة كفاءة الحكومة الجديدة. قد صرح ترامب بأن الوزارة الجديدة ستعمل على تفكيك البيروقراطية الحكومية، وتخفض النفقات الباهظة، وستعيد هيكلة الوكالات الفيدرالية.