فلفل كرجي.. قارئ المقام العراقي الذي فرّ من العراق

يعد قارئ المقام العراقي فلفل كرجي من أهم الأسماء في عالم المقام في العراق الذي حقق شهرة واسعة في العراق بفضل موهبته الفنية وتألق اسمه بجانب عمالقة المقام العراقي مثل ناظم الغزالي ومحمد القبانجي وغيرهم، إلا أن سيرته مختلفة إذ إنه فرّ من العراق ولكنه واصل غناء المقام العراقي، تعرف أكثر على مسيرته وحياته.

من هو فلفل كرجي؟

اسمه الحقيقي إلياس جورجي هو قاري مقام عراقي ولد في منطقة سوق جنون الشعبي في العاصمة العراقية بغداد في عام 1935، وينحدر من عائلة عراقية يهودية تعمل في التجارة كغالبية اليهود في العراق.

لا يُعرف سبب تسميته فلفل كرجي حتى الآن، ولكنه  الاسم الذي اشتهر وعرف به طوال حياته وبعد مماته وحتى الآن.

يُعرف فلفل بموهبته المميزة، فقد أجاد الغناء العراقي بكل أنواعه وأبدع بشكل خاص في المقام وأصبح واحد من أعمدة المقام العراقي والفن الراقي في العراق، وأصبح من أهل النخبة في مجتمع بغداد.

مسيرته الفنية

تتلمذ فلفل كرجي على يد الفنان العراقي حسن خيوكة، الذي كان من أهم أعمدة المقام العراقي، وقد تعلم على يده المقام كما أبدع في كتابة الشعر كذلك.

على الرغم من أنه يهودي إلا أنه تلقى تعليمًا إسلاميًا كلاسيكيا، فأصبح يقرأ القرآن الكريم أيضًا، وقد عرف بكتابة الشهر بالغة العربية الفصحى وكان من ضمن النجوم الذين أحدثوا ثورة في عالم الموسيقى العراقية.

لحن كرجي معظم أغنياته بنفسه، وقد عرف بتجديده الأغاني الفلكلورية العراقية القديمة وتقديمها بشكل جديد، وكان هذا سبب شهرته في بغداد والعراق كلها.

فراره من العراق

في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي بدأت عملية "فرهود اليهود" في العراق، تم تسمية الفرهود لوصف الهجمة الوحشية التي تعرض لها يهود العراق من خلال أجندات خارجية.

على الرغم من أن اليهود العراقيين عاشوا في البلاد بسلام لقرون طويلة، مثل أي مكون آخر من مكونات الشعب العراقي. تم استخدام حجة لتبرير هجرتهم إلى فلسطين، حيث تأسست دولة إسرائيل في عام 1948.

في ضوء هذه الأحداث، لم يعد كرجي قادرًا على البقاء وإخفاء هويته اليهودية في العراق، لذا قرر الهرب إلى إيران في عام 1950، ومن هناك هاجر نهائيًا إلى إسرائيل، وبذلك فقدت "الأوساط المقامية" في العراق واحدًا من أهم مبدعيها، وأصبح مواطنًا لدولة أخرى لم يكن يتخيلها قبل تلك الفترة.

استمراره في الغناء خارج العراق

وعلى الرغم من مغادرته العراق إلا أنه ظل متمسكًا بالموروث العراقي لسنوات، حيث استمرت شعبيته بين اليهود العراقيين الذين كانوا يرغبون بأن يكونوا على صلة بالعراق بأي شكل.

كان فلفل كرجي يكتب كلمات أغانية باللغة العربية الفصحى وباللهجة العراقية ويحلنها ويقدمها بنفسه، كما أنه جدد من أغاني الفلكلوري العراقي وواجه انتقادات من الحريديم المتشددين.

كانت أغانيه تذاع عبر إذاعة "صوت إسرائيل باللغة العربية" وهو ما جعله له جمهور كبير في العراق والوطن العربي أيضًا، كما أنه قدم عددًا من الحفلات في عدة دول العالم المحبة للفن العراقي والمتعطشة للمقام العراقي كذلك.

وفاة فلفل كرجي

توفي فلفل كرجي في عام 1983 عن عمر 48 عامًا في فناء بيته في إسرائيل.