-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
مكان وتاريخ الميلاد
-
الوفاة
-
الزوجة
-
أسماء الأولاد
-
عدد الأولاد
-
سنوات النشاط
-
-
معلومات خفيفة
-
البرج الفلكي
-
السيرة الذاتية
برز اسم الفنان والنحات الكولومبي الشهير فرناندو بوتيرو بسبب أسلوبه المميز في لوحاته وتصميماته، فقد عرف بحبه لرسم الشخصيات كبيرة الحجم وضخمة البنية والتي استخدمها من أجل النقد السياسي أو الفكاهة، وقد حققت أعماله شهرة عالمية ويعتبر واحد من أهم رواد الفن المعاصر في القرن العشرين.
يعد بوتيرو من الفنانين غزيري الإنتاج، وقد اشتهر بأنه لا ينتمي إلى أي تيار فني، بل جعل من شغفه بالألوان هي محركه للإبداع والإنتاج، وقد وصفته العديد من الصحف الكولومبية والعالمية بأنه أعظم فنان كولومبي على الإطلاق، تعرف أكثر على مسيرته الفنية وحياته.
من هو فرناندو بوتيرو؟
فرناندو بوتيرو أنغولو هو فنان ونحات ورسام كولومبي ولد في 19 أبريل عام 1932 في مدينة ميديلين ثاني أكبر المدن الكولومبية، واشتهر بأسلوبه الفريد في لوحاته ومنحوتاته حيث تميز برسم أجساد ضخمة وممتلئة في كل أعماله.
صمم بوتيرو العديد من اللوحات والمنحوتات التي تجسد المشاعر الإنسانية العميقة والتي عالجت موضوعات مختلفة مثل الحرب والسياسة والحب والحياة اليومية، وأصبحت أعماله بأشكالها الضخمة والأجساد الممتلئة التي يرسمها علامة تجارية خاصة به.
اعتبر بوتيرو أنه الأجسام الضخمة يمكنها التعبير عن المشاعر الإنسانية بشكل أقوى وأعمق، كما رأى أن الأجساد الممتلئة تمثل الجمال الحقيقي للإنسان.
بجانب الرسم والنحت كان بوتيرو ناقدًا فنيًا وكاتبًا بارزًا، فقد نشر العديد من المقالات وكتب عدة كتب حول الفن، كما أنه ألقى العديد من المحاضرات في جامعات حول العالم، وترك ورائه إرثًا فنيصا غنيًا وأصبح مصدر إلهام للأجيال القادمة.
نشأته وتعليمه
ولد الفنان فرناندو بوتيرو في مدينة ميديلين، وقد توفي والده عندما كان في الرابعة من عمره، حيث كان والده يعمل بائعًا متجولًا ويسافر على ظهور الخيل من أجل البيع. بعد وفاة والده عملت والدته في الخياطة حتى تعيل أسرتها.
تولى تربيته بجانب والدته عمه الذي لعب دورًا كبيرًا في حياته، فرغم أن عمله لم يكن يفهم الفنون في المتاحف والمعاهد لكنه كان له الفضل في تعريف بتوير على الأسلوب البراوكي للكنائس والمعمار في مدينته.
تلقى بوتيرو تعليمه الابتدائي في مدينة أتينيو أنتيوكينيو، وقد واصل تعليمه الثانوي بمنحة دراسية في المدرسة اليسوعية في بوليفار، وبعدها درس في مدرسة مصارعي الثيران لمدة عامين بداية من عام 1944، وقد تأثرت الكثير من أعماله ورسوماته الأولية من مشاهد مصارعة الثيران.
بدأ بوتيرو الرسم في سن مبكرة، وقد تسببت رسوماته وحبه لرسم الأجساد العارية مشكلات في مدرسته الكاثوليكية، حيث تم طرده من المدرسة بعدما داف عن فن بابلو بيكاسو في إحدىا لمقالات التي كتبها.
أول رسمة نشرها بوتيرو عندما كان يبلغ من العمر 16 عامًا في جريدة إل كولومبيانو التي كانت أهم الصحف في مدينته، وقد استخدم الأموال التي حصل عليها لحضور المدرسة الثانوية.
زوجته وأبنائه
تزوج فرناندو بوتيرو مرتين، المرة الأولى من غلوريا زيا، التي أصبحت مديرة المعهد الكولومبي للثقافة، وأنجب منها 3 أبناء وهم فرناندو ولينا وخوان كارلوس وقد انفصل عن زوجته عام 1960.
حكم على ابنه فرناندو بالسجن لمدة 30 شهرًا بعد اتهامه في فضيحة فساد، وقد كان ابنه سياسيًا في كولومبيا وشغل منصب وزير الدفاع في البلاد.
بعد انفصاله بعام انتقل للعيش في مدينة نيويورك وعاش فيها لمدة 12 عامًا ثم انتقل إلى باريس واستقر فيها. تزوج للمرة الثانية من الفنانة اليونانية صوفيا فاري، وقد أقام معها في باريس في مدينة مونتي كارلو حتى وفاتها في شهر مايو عام 2023 ولم ينجب منها أطفالًا.
وفاة ابنه
في عام 1964 بدأ علاقة مع سيسيليا زامبرانو ورزق منها بابن اسم بيدرو، وقد قتل ابنه في عام 1974 في حادثة سيارة خلال إجازتهم في إسبانيا، حيث فقدت شاحنة السيطرة على الطريق واصطدمت بسيارتهم وكان ابنه بيدرو في الرابعة من عمره حينها، وبسبب هذه الحادثة فقد بوتيرو إصبعه الأيمن الصغير.
تأثر بوتيرو بشكل كبير بوفاة ابنه بسبب الحادث، وقد رسم لوحة باسم "بيدريتو كابالو" مستواحه من ابنه الراحل ورسم هذه اللوحة بعد أشهر من وفاة ابنه. أثرت الحادثة بشكل كبير على علاقة بوتيرو بحبيبته وانفصلا عام 1975.
أعمال الفنان فرناندو بوتيرو
نظّم فرناندو بوتيرو أول معرض له عام 1951، حيث انتقل إلى العاصمة بوغوتا وأقام معرضًا هناك، ثم انتقل إلى باريس وعاش فيها لعدة سنوات، وبعدها انتقل إلى فلورنسا في إيطاليا.
حظيت أعمال بوتيرو باهتمام كبير من متحف الفن الحديث في الستينيات، فقد اشترت أمينة متاحف نيويورك عام 1961 لوحة لبوتيرو بعنوان "الموناليزا في الثانية عشرة من عمرها" وقد كان هذا الاختبار مفاجئًا حيث صورت اللوحة الموناليزا طفلة ممتلئة الخدود وشكلها غير مألوف، وقد عرضت اللوحة في متحف متروبوليتان للفنون أصناء عرض لوحة موناليزا الأصلية.
زاد اهتمام متحف الفن الحديث بأعمال بوتيرو وقد ساعده ذلك على تحقيق المزيد من الشهرة وأصبحت أعماله مركز اهتمام العديد من المعارض حول العالم منها متحف هيرشورن وحديقة النحت في واشنطن وكانت أعماله كلها فيها سمة واحدة مشتركة وهي رسم أجساد ضخمة وبدينة.
كان بوتيرو يرسم رجال السلطة بنكهة ساخرة أو نقدية، ورغم أن أعماله كانت تحمل طابعًا هزليًا وكانت الشخصيات تظهر بأحجام مبالغ فيها، فإنه كان يولي اهتمامًا خاصًا لإضفاء لمسة من الكرامة عليها.
تنوعت الشخصيات التي رسمها بوتيرو، بدءًا من صور للسيد المسيح التي كانت مثيرة للعواطف، وصولاً إلى لوحات تصوّر السلطة مثل "الكاردينال" و"السفير الإنجليزي" و"السيدة الأولى"، ورسم أيضًا صورًا لشخصيات تاريخية مثل ديليكروا وإنجريه وغياكوميتي.
كانت العديد من الشخصيات التي رسمها بوتيرو متميزة بسمنتها، حيث كانت اللحمة تنتفخ من ثيابهم والفساتين لم تكن كافية لتغطية أجسادهم الضخمة، ولكنه كثيرًا ما أكد أنه لم يكن يستهدف الأشخاص البدينين بشكل مباشر، بل كان يسعى إلى تمجيد جاذبية الحياة.
في إحدى المرات، صرّح بوتيرو قائلاً: "درست أعمال الفنانين الإيطاليين مثل جيوتو، ولكني انبهرت بالحجم الذي كانوا يستخدمونه. في الفن الحديث، كل شيء يبدو مبالغاً فيه، لذا فشخصياتي الضخمة كانت مبالغًا فيها أيضًا".
رغم أن بوتيرو كان يُعتبر من الفنانين الذين يجسدون الحياة بأبعادها المختلفة في أعماله الفنية، إلا أن رؤيته للعالم لم تكن دائماً مرحة أو سعيدة. في فترة الستينيات والسبعينيات، قدّم سلسلة من البورتريهات لحكام دكتاتوريين في أمريكا اللاتينية، حيث استخدم التضخيم بشكل مفرط ليعكس استحالة رضاهم عن ذواتهم بشكل ساخر.
لوحاته عن سجن أبو غريب
رغم أن العديد من أعمال فرناندو بوتيرو كان تمتزج بروح مرحة وخفيفة الظل إلا أن الجمهور تفاجئ حينما عرض بوتيرو بعد من لوحاته التي تحدثت عن التعذيب والمعالمة السيئة التي تعرض لها السجناء في سجن أبو غريب الأمريكي في العراق والتي بلغ عددها من 80 إلى 100 لوحة ورسم، وقد أهدى هذه الأعمال لمكتبة جامعة بيركلي في كاليفورنيا لأنها منعت من البيع بسبب موضوعها الخطير.
عبر بوتيرو عن سخطه من الظلم والانتهاكات التي حدثت في العراق وحول العالم من خلال هذه اللوحات، فقال: "هذه اللوحات هي نتاج سخط شعرت به بسبب الانتهاكات التي حدثت في العراق وفي بقية العالم".
أشاد الكثير من النقاد الفنيين لوحات الفنان فرناندو بوتيرو وقد وصفها البعض بأنها لوحات "تعيد كرامة السجناء وإنسانيتهم"، كما تم إعادة النظر في أعمال بوتيرو بسببها فقد أبدع في رسم لوحات بمنظور سياسي.
منحوتات فرناندو بوتيرو
اتجه فرناندو بوتيرو إلى فن النحت بداية من سبعينيات القرن الشعرين، وقد كانت منحوتاته أيضًا تصور أشخاصًا بدينين وكبيري الحجم، وبعد منحوتاته الأولى تلقى عروضًا عدة من مدن كبرى حول العالم بعرضه منحوتاته في الطرق الرئيسية.
عرضت منحوتة له في طريق بارك إفينيو ف يمدينة نيويورك عام 1993، كما لديه منحوتة أخرى معروضة في ردهة مركز دويتشه المالي في نيويورك وفي صالة منتجع غراند وايليا في هاواوي. منح بوتيرو 23 منحوتة برونزية ضخمة إلى متحف أنيتوكيا في مسقط رأسه في مدينة ميديلين.
وقد سببت العديد من المنحوتات التي عرضت في الشوارع في مدن عالمية إلى شل حركة المرور وجذب الجماهير حولها في مدن مثل لندن وباريس ومدريد، فمثلًا في عام 1993 تم تكريمه بنصب تذكاري في شارع الشانزيليزيه في باريس وقد أدى تجمهر الناس حول النصب التذكاري إلى تعطيل حركة المرور.
وضعت أيضًا محنوتته باسم "فينوس" عام 1989 بالقرب من محطة ليفربول ستريت في مدينة لندن وأصبحت هذه المنطقة الآن منطقة جذب سياحي من جميع أنحاء العالم.
تمثال حمامة السلام
تعرضت إحدى منحوتاته لعملية غرهابية أدت إلى وفات 27 قتيلًا وهي منحوتة "حمامة السلام" في ساحة سان أنطونيو في مدينة ميديلين في كولومبيا.
كانت المنحوتة تسلط الضوء على التناقض بين رؤيته الإيجابية للحياة وبين الواقع القاسي، وقد تم عرض المنحوتة عام 1995 في حفل موسيقي كبير وخلال الحفل نظمت مجموعة فارك الثورية المسلحة قنبلة تم إخفاؤها تحت المنحوتة وأدى الإنفجار إلى مقتل 27 شخصًا وإصابة 200 آخرين.
بعد الانفجار طلب بوتيرو من السلطات الكولومبية بعدم إزالة المنحوتة التي تشوهت وأهدى المدينة منحوتة أخرى بجانب الأولى وحفر عليها أسماء الضحايا الذين وقعوا في الحادث.
فرناندو بوتيرو وبابلو إسكوبار
وبالرغم من تجنبه للتركيز على الجوانب السلبية من الحياة، إلا أنه لم يستطع تجاهل الواقع المرير لوطنه، حيث تحولت مدينته الأصلية إلى واحدة من أخطر المناطق في العالم، خاصةً خلال فترة سيطرة بابلو إسكوبار الذي يعد أشهر أباطرة المخدرات في كولومبيا والعالم.
في عام 2004، أنتج سلسلة من اللوحات تصوّره فيها، بينما يتم مطاردته في إحدى اللوحات، وفي الأخرى يعكس المشهد العنف الذي اجتاح كولومبيا خلال التسعينيات بسبب تجارة المخدرات.
بعد وفاة إسكوبار اكتشف بوتيرو أن اثنين من لوحاته في منزله وهو ما أثار غضبه، وقد رسم بويترو لوحتين عن إسكوبار بعنوان "موت بابلو إسكوبار". لم ينتهي العنف وتجارة المخدرات في مدينته بعد موت إسكوبار فبعد وفاته تم اختطاف بوتيرو عام 1994، كما تم تفجيره أحد تماثيله عام 1995.
ثروة فرناندو بوتيرو
حقق الفنان فرناندو بوتيرو ثروة هائلة بفضل أعماله ورسوماته ولوحاته التي باعها حول العالم، فقد كان يملك منازل عديدة في أوروبا وأمريكا، كما كان يملك سيارة رولز رويس ويختًا اسمه "لعبتي المفضلة".
وقد أهدى بوتيرو العديد من لوحاته ومنحوتاته إلى معارض وجامعات حول العالم، منها لوحاته عن سجن أبو غريب التي منعت من بيعها بسبب موضوعها الشائك، وأهداها إلى مكتبة جامعة بيركلي أمريكا.
في عام 2000 أهدى أكثر من 100 لوحة ومنحوته إلى متحق بلدية بوغوتا، وقد شملت اللوحات مجموعة خاصة لمارك شاغال وبيكاسو والكثير من الرساملين الانطباعيين.
أيضًا أهدى متحف أنتيوكيا في مسقط رأسه مدينة ميديلية ما يصل إلى 100 لوحة فنية و23 منحوتة برونزية ضخمة من أعماله.
وفاة الفنان فرناندو بوتيرو
توفي الفنان الكولومبي فرناندو بوتيرو في 15 سبتمبر عام 2023 عن عمر يناهز 91 عامًا في موناكو بسبب مضاعفات الالتهاب الرئوي، وقد توفي بعد 4 أشهر من وفاة زوجته اليونانية صوفيا فاري التي توفيت في شهر مايو من العام نفسه بعد زواج دام 48 عامًا.
قبل وفاته كان بيترو يعيش مع أبنائه الثلاثة من زوجته الأولى كما كان يعيش مع شقيقه رودريغو وأحفاده.
بعد وفاة فرناندو بوتيرو نعاه الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو على حسابه على منصة إكس، حيث كتب: "مات فرناندو بوتيرو، رسام مزايانا وعيوبنا، رسام العنف والسلام في هذا العالم. رحل الذي رسم الحمامة التي أُوقعت ألف مرّة، ووُضعت ألف مرّة على عرشها".
بعد وفاته أيضًا تصدر اسم في الصحف الكولومبية، وقد وصفته الصحافة في كولومبيا بأنه أعظم فنان كولومبي على الإطلاق، فيما أعلنت مدينة ميديلين الحداد لمدة 7 أيام على وفاته.
نقل جثمان بوتيرو إلى مدينته وتم تكريمه هناك، ثم عاد الجثمان إلى إيطاليا حيث دفن في مدينة بييتراسانتا شمال مدينة توسكانا الإيطالية ودفن بجانب مقبرة زوجته النحاتة اليونانية صوفيا فاري.