فاطمة الهاشمي.. أول فنانة أوبرالية إماراتية

تعد الفنانة فاطمة الهاشمي صوتا إماراتيا استثنائيا في عالم الأوبرا، فقد جمعت بين أصالة التراث ورقي الفن الكلاسيكي الغربي، وحققت نجاحًا كونها من أوائل الفنانات الإماراتيات اللاتي اقتحمن عالم الأوبرا العالمي، وحققت إنجازات لافتة بفضل موهبتها الفريدة وصوتها العذب، وفي السطور التالية نسلط الضوء على مسيرتها الفنية وقصتها.

من هي فاطمة الهاشمي؟

فاطمة حسين الهاشمي هي عازفة وفنانة أوبرالية إماراتية تعد من أوائل الفنانات الأوبراليات في الإمارات العربية المتحدة، ومن النماذج النسائية البارزة في مجال الفن.

بدأت فاطمة الهاشمي مسيرتها الفنية في سن مبكرة بفضل نشأتها في عائلة محبة للفنون والموسيقى، وتلقت دعمًا كبيرًا من عائلتها التي علّمتها العزف على الموسيقى، وشجعتها على متابعة طموحاتها.

درست فاطمة الموسيقى بشكل أكاديمي، وكانت من أوائل الطلبة الإماراتيين الذين حصلوا على شهادة التخرج من معهد الموسيقى العالمي في أبوظبي، وبعدها قدمت العديد من الحفلات في الإمارات، ومنها عرض أوبرالي في دار الأوبرا في دبي، وحظيت بإشادة واسعة.

ولم تقتصر إنجازات فاطمة على الحفلات المحلية فحسب، بل صدحت بصوتها في مسارح عربية وعالمية، منها تألقها في مهرجان جرش للثقافة والفنون، ومشاركتها في حفلات أوبرالية من حول العالم.

تبرع فاطمة في ألوان موسيقية مختلفة، فجانب إبداعها في العزف، فهي تغني الأغنيات الشرقية والأغاني الغربية الكلاسيكية، ويمكنها الغناء بأكثر من لغة.

شغف بالموسيقى منذ سن مبكرة

بدأ شغف الفنانة فاطمة الهاشمي بالفن والموسيقى في سن مبكرة، ويعود الفضل في ذلك إلى عائلتها التي تضم العديد من العازفين ومحبي الموسيقى والفنون المختلفة، فوالدها هو أول خطاط إماراتي يحصل على إجازة الخط من تركيا، كما أن العديد من أفراد أسرتها يعزفون على العود أو يغنون، ومنهم أعمامها وإخوتها، وخاصة أختها مريم الهاشمي.

تعلمت فاطمة العزف على الآلات الموسيقية منذ سن السادسة، فتعلمت العزف على آلة العود وآلة الأوكرديون، وقد عملت المدرسة على تنمية موهبتها الموسيقية، حيث كانت ضمن فرقة المدرسة الموسيقية كعازفة على آل الأكورديون.

في عام 2013، حصلت فاطمة على شهادة في أداء البيانو من كلية ترينيتي في لندن، وبعدها التحقت بمركز البيانو التابع لوزارة الثقافة وتنمية المعرفة، وخلال تلك الفترة، كانت لها مشاركات مهمة في حفلات موسيقية.

التحقت فاطمة كذلك بالمعهد الموسيقي العالمي في أبوظبي، وكانت من أوائل الطالبات اللاتي حصلت على شهادة التخرج من المعهد، وبعدها حصلت على عضوية أسوشيتد بورد من المدرسة الملكية للموسيقى في بريطانيا.

وبجانب دراستها الموسيقى، درست فاطمة الهندسة المعمارية، إلا أنها لم تحصل على فرصة للعمل في مجال دراستها، وفضلت التألق في المجال الموسيقي والغناء التي وصلت فيه  إلى مراتب عالية من التميز. تتابع فاطمة حاليًا تحضير رسالة ماجستير في إدارة الفنون الأدائية من جامعة السوربون أبوظبي.

مسيرتها الفنية

بدأت الفنانة فاطمة الهاشمي مسيرتها الفنية في سن مبكرة، فبعد انضمامها إلى مركز البيانو التابع لوزارة الثقافة وتنمية المعرفة، شاركت فاطمة في حفلات موسيقية مختلفة حضرها الدبلوماسيون وسفراء الدول في الإمارات، كما شاركت في الكثير من النشاطات مع أوركسترا "إن إس أو"، وأوركسترا "ماهلر للشباب" العالمية.

وقد مثّلت فاطمة بلدها الإمارات في العديد من الحفلات حول العالم، فقد سافرت إلى التشيك عام 2010، وقدمت الموسيقى العربية أمام جمهور عريض، كما شاركت مع عازفين كبار حول العالم، ومنهم العازف الصيني لانغ لانغ.

وفي 2024، تألقت فاطمة الهاشمي في فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون، والذي أقيم في شهر يوليو، وقدمت فيه الأغنيات الشرقية والأغاني الغربية الكلاسيكية، وخلال الحفل غنت أغاني كلاسيكية عربية، ومنها "أنا قلبي دليلي"، و"يا زهرة في خيالي"، كما غنت مقطوعات من التراث الإماراتي، ودمجتها مع موسيقية كلاسيكية شرقية وإيقاعات عالمية.

شاركت فاطمة في العديد من الحفلات الموسيقية في الإمارات، ومنها مشاركتها في حفل يوم المرأة الإماراتية  على مسرح مكتبة محمد بن راشد في شهر سبتمبر عام 2023.

التألق في المسارح العالمية

وصل إبداع الفنانة فاطمة الهاشمي إلى المسارح العالمية، فقد غنت بلغات مختلفة في مسارح حول العالم، ومنها مشاركتها في الأسبوع الثقافي الإماراتي في رومانيا، من تنظيم وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بالتعاون مع السفارة الإماراتية في رومانيا في عام 2019، وغنت مع أوركسترا جورج إنيسكو الفيلهارمونية.

وخلال تلك الحفلة، قدمت أداء أوبراليًا للفنان الإيطالي كريستوف ويليبالد فون جلوب من أوبرا باريس وهيلين. شاركت فاطمة كذلك في فعالية الأسبوع الثقافي الإماراتي في باريس عام 2018، وقدمت العديد من المقطوعات الموسيقية الشهرية والمقطوعات العربية المعاصرة.

مواهبة فنية متنوعة

لم تبدع فاطمة الهاشمي فقط في الغناء والعزف، بل برعت في فنون أخرى، ومنها الرسم، فهي بارعة في الرسم بالرصاص وألوان الباستيل وألوان الزيت، وشاركت في مسابقة العويس في فئة الشباب، وحصلت على الجائزة الأولى في دورتين.

تبرع فاطمة كذلك في الغناء الشرقي والكلاسيكي، ويمكنها الغناء بالفرنسية والإيطالية واللاتينية والإسبانية، ولكنها تميل أكثر للموسيقى الكلاسيكية الغربية، ولهذا ركزت على تعلم العزف على البيانو.

ولم يقتصر دور فاطمة الهاشمي على العزف فحسب، بل شرعت في تعليم الموسيقى كذلك، فهي تدرس الموسيقى منذ 4 سنوات، كما أنها تهدف إلى نشر الفنون الموسيقية في بلدها الإمارات، وتنادي إلى تدريس الموسيقى في المدارس الإماراتية، وتتمنى أن تصبح الموسيقى في الإمارات مهنة لا هواية.

تشغل فاطمة منصب رئيس قسم الموسيقى في وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، وقد كشفت عن خططها لتشكيل أول أوركسترا وطنية، والتي ستصبح مستقبلًا منصة للمواهب الموسيقية في الإمارات، وتقدم العروض الموسيقية داخل الإمارات وخارجها.

جوائز وتكريمات

وخلال مسيرتها الفنية، حصلت الفنانة فاطمة الهاشمي على العديد من الجوائز تقديرًا لإسهاماتها الفنية والموسيقية، ومنها حصولها على جائزة التميز أفضل عازفة إماراتية بعدما حصلت على المرتبة الرابعة على مستوى الخليج في مسابقة شوبان الخليج الأول. حصلت فاطمة كذلك على جائزة العويس في دبي.