تعد الكاتبة والأديبة الإماراتية فاطمة المزروعي من بين أهم الكاتبات العربيات المعاصرات، فقد ساهمت بأعمالها الأدبية المتنوعة أن تثري المشهد الثقافي العربي، فضلًا عن إتقانها فنونا مختلفة من الكتابة ما بين القصة القصيرة والصحافة والمسرح والرواية وهو ما جعلها تحصد مكانة مهمة في الإمارات والوطن العربي، تعرف أكثر على مسيرتها الأدبية وحياتها.
من هي فاطمة المزروعي؟
فاطمة سلطان المزروعي هي كاتبة وشاعرة إماراتية ولدت في عام 1985 في أبوظبي وتعد واحدة من أبرز الكاتبات المعاصرات في الإمارات والخليج، وهي تشغل منصب رئيس الأرشيفات التاريخية في الأرشيف الوطني.
تنوعت الإنتاجات الأدبية للكاتبة فاطمة ما بين مسرح ورواية وقصة قصيرة وسيناريو وكتب الأطفال والصحافة أيضًا، وقد نشرت خلال مسيرتها الأدبية ما لا يقل عن 20 إصدارًا وحققت بسبب هذه الأعمال العديد من الجوائز والتكريمات.
ترجمت أيضًا عددًا من مؤلفاتها إلى لغات أجنبية من الأردية والألمانية والإنجليزية، وقد اهتمت في كتاباتها بموضوعات مختلفة منها قضايا المجتمع ومشكلاته والموضوعات الإنسانية والعلاقات بين البشر، وتحب أن تكتب في إطار الحياة الواقعية.
اهتمت المزروعي كذلك بالكتابة إلى الطفل وأنتجت عدداً قليلاً من الأعمال الأدبية الموجهة للأطفال.
نشأتها وتعليمها
نشأت الكاتبة فاطمة المزروعي في إمارة أبوظبي وقد نشأت في بيئة مشجعة للثقافة والقراءة وهو ما شجعها على أن تبدأ بهواية الكتابة منذ سن مبكرة، فقد كتبت أول أعمالها الأدبية في سن 17 عامًا فقط. وقد نشرت خلال مسيرتها الأدبية ما يصل إلى 20 عملًا أدبيًا.
درست المزروعي التاريخ والآثار في جامعة الإمارات عام 2004 وتخصصت في العلوم السياسية، وحاليًا تدرس الدكتوراه في نفس التخصص.
ورثت المزروعي حب القصص والخيال من جدتها التي كانت تحكي لها العديد من القصص الشعبية المشهورة، كما أنها نمّت موهبتها الأدبية من خلال المكتبة المدرسية التي وفرت لها فرصة الاطلاع على مئات الكتب التي أثرت موهبتها في الكتابة.
اهتمت المزروعي بقراءة أعمال عدد من الكتاب العرب والعالميين منها نجيب محفوظ وتشيخوف وبورخيس وأدباء آخرين.
مسيرتها الأدبية
بدأت الكاتبة فاطمة المزروعي مسيرتها الأدبية في سن مبكرة، فقد كتبت أول قصة قصيرة لها بسن 17 عامًا، وقد اهتمت في البداية بكتابة القصة القصيرة وأنتجت عدة أعمال أدبية في هذا النوع الأدبي ثم تنوعت أعمالها فيما بعد إلى الرواية والمسرح والمقالة والسيناريو كذلك.
نشرت المزروعي خلال مسيرتها الأدبية العديد من المقالات التي نشرت في صحف وجرائد محلية وعربية، ومنها صحفية البيان الإماراتية، كما أنها برعت في مجال الشعر وصدر لها ديوان شعري باسم "بلا عزاء" صدر عن مشروع قلم من هيئة أبوظبي للثقافة والتراب، وقد حصلت على العديد من الجوائز الأدبية.
اتجهت المزروعي إلى الرواية بعدما شعرت أن القصة لا تكفي للتعبير عن كل أفكارها، ورغم أنها معروفة بغزارة إنتاجها الأدبي إلا أنها تتأنى في إصدار أعمالها الروائية.
اهتمت المزروعي في كتابة القضايا الاجتماعية في أعمالها الأدبية، وخاصة الموضوعات التي تتعلق بقضايا المرأة في المجتمع الخليجي والعربي، لذا يرى البعض أن أعمالها شائكة وتثير الجدل في بعض الأحيان.
ركزت المزروعي في أعمالها الأدبية على موضوعات القهر والانعزال، كما نجد تكرر الموت في أعمالها الأولى في إشارة منها إلى القهر الذكوري أو صعوبة الحياة الاجتماعية، وقد استخدمت الموت لتمثل المسكوت عنه في المجتمع والأسرة والعلاقات الإنسانية وإشارة إلى الحرية والخروج من القهر. نجد في أعمالها أيضًا اهتمامها بقيم الحداثة في المجتمعات التي جعلت الإنسان مهمشًا.
قصص فاطمة المزروعي
نشرت الكاتبة الإماراتية فاطمة المزروعي عددًا من القصص القصيرة، ومنها مجموعة قصصية بعنوان "ليلة العيد" نشرت عام 2003، ومجموعة قصصية أخرى اسمها "وجه امرأة فاتنة" نشرت عن هيئة التراث والثقافة عام 2008، وقد ترجمت هذه المجموعة القصصية إلى اللغة الألمانية والأردية.
أعمالها الأدبية الأخرى
برعت المزروعي كذلك في الرواية والمقال والشعر كذلك، فقد نشرت رواية بعنوان "زاوية حادة" وقد ترجمت هذه الرواية إلى اللغة الإنجليزية. من رواياتها أيضًا رواية "كمائن العتمة" التي وصفتها بأنها من أقرب أعمالها الأدبية إليها.
تستعد الكاتبة فاطمة أيضًا إلى نشر رواية تاريخية ستتناول التطورات الاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها الإمارات العربية في فترة الأربعينات والخمسينات.
برعت كذلك في مجال الصحافة وقد ساهمت في كتابة المئات من المقالات التاريخية والتراثية التي نشرت في صحف إماراتية وخليجية ومنها مجلة "تراث"، ومجلة "الفجيرة الثقافية"، ومجلة "الشارقة الثقافية"، ومجلة "مرواد" كما تنشر مقالات بشكل دوري في صحيفة البيان الإماراتية، وقد نشرت لها مجموعة من مقالاتها في كتاب حمل عنوان "أفكار بعد منتصف الليل".
كتبت كذلك في مجال المسرح، ومن المسرحيات التي ألفتها "الطين والزجاج" التي حصدت عدة جوائز وعرضت على مسرح دبي للشباب عام 2009، ومسرحية و"حصة" والتي حصدت عدة جوائز كذلك.
أما في مجال السيناريو فقد كتب سيناريو "تفاحة نور" وقد فازت بالمركز الثالث في مهرجان الخليج في دبي عام 2009.
برعت فاطمة المزروعي أيضًا في الشعر وقد نشرت ديوان بعنوان "بلا عزاء" عام 2010 وترجم الديوان إلى اللغة الألمانية وصدر عن هيئة الثقافة والتراث في أبوظبي عام 2011، وقد ضم الديوان 49 نصًا شعريًا من الشعر النثري الحديث.
ومن القصائد التي نشرت في الديوان قصيدة بعنوان "ليتني كنت الصمت وحده" وتقول فيها:
لا شيء سوى المرآة
وجسدين يمضيان متلاصقين
في ثرثرة صاخبة
العالم فارغ
وثمة عيون تراقب
تتضارب كالفؤوس
والخشية
أن يكسر أحد ما صورة الجسدين في المرآة
أريده لي
لي وحدي مثل قوس المصير
إذ .. كم سهل أن نضيع في الحياة
ولكن أن نجد قلبا ..
ذلك هو السؤال
إنجازات فاطمة المزروعي
حصدت الكاتبة فاطمة المزروعي العديد من الجوائز والتكريمات طوال مسيرتها الأدبية والتي زادت عن 15 جائزة، ومن أهم هذه الجوائز جائزة الشيخة شمسة بنت سهيل في مجال الأدب والإعلام والثقافة عام 2013.
حصلت المزروعي على جائزة أندية الفتيات بالشارقة عام 2001 عن مجموعتها القصصية "ليلة العيد"، كما حصلت على المركز الثاني في جائزة المرأة الإماراتية في الآداب والفنون عن مجموعة "قرية قديمة في جبل" عام 2004.
حصلت أيضًا على الجائزة التشجيعية في مسابق غانم غباش عن قصة "أنفاس متعبة". من الجوائز الأخرى التي حصلت عليها الجائزة التشجيعية في مسابقة القصة القصيرة للأطفال عن مجموعة "ذاكرة الحكايا"، و"جائزة المرأة الإماراتي في الآداب والفنون عن مجموعتها الشعرية "ليتني كنت وردة".
حصلت أيضًا على جائزة العويس لأفضل إبداع روائي عن رواية "كمائن العتمة"، وجائزة "لوفتسيال" للمرأة العربية في فرع الأدب والثقافة.