فاديا خطاب

أول امرأة تصبح نقيب الفنانين في سوريا، واكتشفها دريد لحام واشتهرت بدورها في باب الحارة، إنها الفنانة السورية فاديا خطاب التي قدمت العديد من الأعمال الفنية منذ كانت طالبة في المرحلة الثانوية، وأثرت الدراما السورية بالعديد من الأعمال الناجحة، في السطور التالية تعرف على مسيرتها الفنية وحياتها.

حياة فاديا خطاب ونشأتها

اسمها الحقيقي فهيمة خطاب هي ممثلة سورية ولدت في 9 يونيو عام 1950 في مدينة حلب، وظلت في حلب حتى المرحلة الإعدادية، ثم انتقلت إلى العاصمة السورية دمشق عام 1967.

شقيقتها هي الممثلة السورية أميرة خطاب التي كانت راقصة في فرقة الرقص الشعبي، وبعدها أكملت مشوارها الفني كممثلة، أما شقيقتها الثانية صباح خطاب فهي زوجة الممثل السوري القدير ياسر العظمة التي اعتزلت الفن والتمثيل بعد زواجها منه.

وقد تحجبت شقيقتها صباح وتفرغت لرعاية أسرتها وإعطاء دروس في القرآن الكريم، حيث حصلت على إجازة فيه.

أكملت فاديا دراستها في مدارس دمشق، وحصلت على الشهادة الثانوية فيها، ثم التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، وتخرجت فيها عام 1981، وانضمت إلى نقابة الفنانين السوريين عام 1982.

ضمت دفعتها عدد من الفنانين السوريين، منهم أيمن زيدان، وفايز قزق، وجمال سليمان، وأمانة والي، وجمال قبش، ووفاء موصللي وغيرهم.

تزوجت الفنانة فاديا خطاب مرة واحدة فقط من رجل من خارج الوسط الفني، وقد توفي زوجها بعد  عام واحد فقط من زواجها بعد أن أنجبت منه ابنتها الوحيدة علا، ولم تتزوج بعدها إذ تفرغت لتربية ابنتها.

بدايتها الفنية

بدأت الفنانة فاديا خطاب مشوارها الفني خلال المرحلة الثانية، حيث يعود الفضل إلى اكتشافها هو الفنان السوري الكبير دريد لحام الذي اختارها لتشارك معه في مسرحية "ضيعة تشرين" أواخر عام 1974، وكانت حينها طالبة.

لم تكن فاديا تفكر في التمثيل إطلاقًا رغم أنها كانت مميزة في النشاط الفني في المدرسة، وكانت تشارك في التمثيليات والرقصات، كما كانت بارعة في فن الإلقاء والخطابة.

شاركت فاديا لأول مرة في التمثيل مع نجوم كبار بجانب دريد لحام، منهم نهاد قلعي، وياسر العظمة، وملك سكر، وأسامة الروماني، وقدمت دورًا صغيرًا، وقد وثق الفنان دريد لحام في موهبتها رغم أنها كانت خائفة ومرتبكة في أول بروفة لها على المسرح لتنطلق في مسيرتها الفنية وتقدم عشرات الأدوار في المسلسلات التاريخية والدرامية والشامية والأعمال الإذاعية والمسرحية كذلك.

بعد مسرحية "ضيعة تشرين" شاركت خطاب في مسلسل "نمر عدوان" عام 1975، ثم شاركت في فيلم "زواج على الطريقة المحلية" عام 1978، وشاركت في الجزء الأول من مسلسل مرايا مع الفنان ياسر العظمة عام 1984، وأصبحت واحدة من نجماته.

أهم أعمالها في التلفزيون

شاركت الفنانة فاديا خطاب فيما يزيد عن 100 عمل فني أغلبهم في التلفزيون، وتنوعت مشاركاتها التلفزيونية ما بين الدراما الاجتماعية والتاريخية وأعمال البيئة الشامية.

في الفترة ما بين عام 1985 حتى عام 1990 شاركت فاديا في عدد كبير من المسلسلات الناجحة، ومنها "حصاد السنين"، و"بهلوة"، و"الطبيبة" وهو أول عمل من تأليفها وتجربتها الوحيدة في التأليف.

شاركت كذلك في مسلسلات "وداعًا زمن الصمت"، و"البيادر"، و"عذاب"، و"لعبة للمستقبل"، "عيون ترقب الزمن"، و"البركان، وغيرها.

في الفترة ما بين عام 1991 على عام 2000 شاركت الفنان فاديا في عدة مسلسلات ناجحة، ومنها "هجرة القلوب إلى القلوب"، و"المحكوم"، و"الانهيار"، و"السوداء"، و"ياقوت"، و"زمن المجد"، و"ابتسامة على شفاه جافة"، وبنت الضرة"، و"الخشخاش".

حققت الفنانة فاديا نجاحًا كبيرا في مسلسل "الزير سالم" عام 2000، حيث قدمت شخصية البسوس التي أشعلت الحرب العربية الأولى أو حرب البسوس، والتي وقعت بين قبيلة تغلب وقبيلة بني شيبات، والمسلسل كان من إخراج حاتم علي، وكان هذا الدور من أشهر أدوارها التاريخية.

في الفترة ما بين أعوام 2001 و2010 شاركت في مسلسلات أخرى ناجحة، ومنها "زينون وزنون"، و"اللوحة السوداء"، و"البطرني"، و"أبناء القهر"، و"نساجة ماري"، و"العودة القاتلة"، و"أمهات"، و"أنا وعمتي أمينة"، و"جريمة بلا نهاية"، و"الخط الأحمر"، و"على موج البحر"، و"صور عائلية".

شاركت كذلك في مسلسلات "نساجة ماري"، و"ربيع بلا زهور"، و"قتل الربيع"، و"حمام القيشاني"، و"على موج البحر"، و"دوار القمر"، و"اللوحة السوداء"، و"الوصية"، و"إمبراطورية نون".

وفي الفترة ما بين عام 2011 إلى 2020 شاركت في مسلسلات "كشف الأقنعة"، و"بومب أكشن"، و"زمن البرغوت"، و"عطر الشام"، و"وردة شامية"، و"فرصة أخيرة"، و"ناس من ورق"، و"شوارع الشام العتيقة"، و"في قلب اللهب" وغيرها.

أما أهم مشاركاتها الدرامية خلال هذه الفترة هو مسلسل "باب الحارة" في جزئه العاشر الذي عرض عام 2019، وقدمت فيه شخصية أم رسمي، ورغم أنها كانت ضيفة شرف، ولكن مشاركتها حققت لها نجاحًا كبيرًا.

في عام 2023 شاركت فاديا خطاب للمرة الثانية في مسلسل "باب الحارة" في الجزء العشرين، وقدمت نفس الشخصية، ولكن كان دورها أساسيًا في الدراما وحققت نجاحًا كبيرًا.

في العام نفسه شاركت في الجزء الثاني من مسلسل "مقابلة مع السيد آدم" من بطولة غسان مسعود، ومحمد الأحمد، ورنا شميس، ويزن خليل، وجيانا عنيد.

أعمالها السينمائية

للفنانة فاديا خطاب عدة مشاركاته في السينما، وأولها كانت فيلم "زواج على الطريقة المحلية" عام 1978، من بطولة ناجي جبر، ورفيق السبيعي، وولد توفيق.

في عام 1993 شاركت في الفيلم التلفزيوني "تراب الزريعة"، وفي عام 2002 شاركت في فيلم "زواج سعيد"، وفي عام 2007 شاركت في فيلم "صرخة قلب حنون" من بطولتها أمام الفنان عبد المنعم عمايري، وكانت هذه آخر مشاركاتها السينمائية.

اختيارها نقيبا للفنانين

تولت الفنان فاديا خطاب مهام نقيب الفناني في سوريا عام 2010 بعدما حققت المركز الأول في انتخابات المجلس المركزي للنقابة، فيما حل النقيب السابق محسن غازي المرتبة الثانية، لتصبح فاديا أول سيدة تتولى هذا المنصب.

وبعد تعيينها نقيبًا للفنانين قالت فاديا: "أرجو الله أن يوفقني في عملي في النقابة، المهمة ليست سهلة، وهي تكليف لا تشريف، سأعمل مع زملائي وزميلاتي على التقدم خطوة إلى الأمام".