تعد النجمة الإيرانية غولشيفته فرحاني واحدة من أشهر نجمات التمثيل في إيران، والتي تمكنت من تحقيق شهرة واسعة في الساحة العالمية، فقد بدأت مسيرتها في إيران، إلا أنها قررت تحدي القيود الثقافية والمجتمعية في بلدها إيران، لتسافر إلى أوروبا، وتحصل على شهرة عالمية في السينما الدولية، تعرف أكثر على مسيرتها الفنية وحياتها.
من هي غولشيفته فرحاني؟
راهوارد فرحاني، هي ممثلة إيرانية، ولدت في 10 يوليو عام 1983 في العاصمة الإيرانية طهران، وهي واحدة من أشهر النجمات الإيرانيات اللاتي حققن شهرة عالمية بمشاركتها في أفلام أوروبية وأمريكية.
بدأت فرحاني مسيرتها الفنية في إيران، وقد نشأت لعائلة فنية، فوالدها هو المخرج والممثل الإيراني بهزاد فرحاني، وبدأت التمثيل في سن مبكرة، وتمكنت من لفت الأنظار بموهبتها، وحصلت على أول دور سينمائي لها في نهاية التسعينات.
واصلت غولشيفته فرحاني التألق في العديد من الأفلام الإيرانية التي تناولت قضايا اجتماعية وسياسية حساسة، ولاقت أعمالها السينمائية استحسانًا عالميًا. انتقلت فرحاني إلى السينما العالمية، إلا أن رحلتها إلى العالمية لم تكن سهلة، فقد أثارت بعض مواقفها الفنية جدلًا واسعًا في إيران، اضطرتها في النهاية إلى مغادرة بلدها.
وخارج إيران، استمرت فرحاني في تقديم أعمال مميزة على الساحة الدولية، وشاركت في أفلام مع نجوم عالميين، مثل ليوناردو دي كابريو. وبجانب التمثيل، تملك فرحاني موهبة في الغناء والموسيقى.
لماذا قامت غولشيفته فراهاني بتغيير اسمها؟
اسم الممثلة غولشيفته فرحاني الحقيقي هو راهوارد، إلا أن والدها اخترع لها اسم "غولشيفته" والتي تعني بالفارسية "زهرة المحبة"، أما اسمها الحقيقي المسجل في الوثائق الرسمية، فيعني "هدية الطريق".
نشأتها وتعليمها
ولدت الفنانة الإيرانية غولشيفته فرحاني في العاصمة الإيرانية طهران في عائلة فنية، فوالدها هو المخرج والممثل المسرحي بهزاد فرحاني، وشقيقتها هي الممثلة شقايق فرحاني.
بدأت غولشيفته دراسة الموسيقى والبيانو في سن الخامسة، ثم التحقت بمدرسة موسيقية في طهران، وقد بدأت مسيرتها الفنية في سن مبكرة بعمر 14 عامًا، ولعبت أول أعمالها السينمائية في دور البطولة في فيلم للمخرج الإيراني داريوش مهرجوي، وهو الفيلم الذي حقق لها شعبية كبيرة في إيران.
زوج غولشيفته فرحاني
تزوجت الممثلة الإيرانية غولشيفته فرحاني عام 2003 من أمين مهدوي، وهو شقيق مصممة الديكور الإيرانية إنديا مهدوي، ولكنها انفصلت عنه في وقت لاحق.
في عام 2015، كانت على علاقة مع الممثل الفرنسي لويس جاريل، والذي شارك معها في بطولة فيلم Two Friends، ولكنها انفصلت عنه لاحقًا. تزوجت لاحقًا من كريستوس دورجي، واكر، لكنها انفصلت عنه سريعًا. في عام 2018، كشفت أنها على علاقة مع جيرمان هيبي، والتي التقت في أحد المهرجانات الموسيقية.
أفلام غولشيفته فرحاني في إيران
بدأت الممثلة الإيرانية غولشيفته فرحاني مسيرتها الفنية عام 1996، حيث لعبت دور البطولة في الفيلم الإيراني شجرة الكمثرى، مع المخرج داريوس مهرجوس، وكان تبلغ من العمر 14 عامًا.
حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا، وقد تلقى إشادة واسعة من النقاد، كما أشاد النقاد بتمثيل غولشيفته، وخاصة أنه أول عمل لها في السينما. حصلت على جائزة كريستال روك لأفضل ممثلة من القسم الدولي لمهرجان فجر السينمائي الدولي في طهران.
واصلت فرحاني بعده المشاركة من المزيد من الأفلام الإيرانية المميزة، منها فيلم بابا عزيز عام 2005، وفيلم "باسم الأب" والذي فاز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان فجر السينمائي الدولي.
لعبت كذلك دور البطولة في فيلم "نصف القمر"، وهو إنتاج دولي مشترك بين إيران والنمسا وفرنسا والعراق، كما شاركت في فيلم Mim Mesle Madar، وقد حقق الفيلم إيرادات عالية، ويعد أعلى الأفلام تحقيقا للإيرادات في السينما الإيرانية، وترشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية.
وكان آخر فيلم إيراني تشارك فيه غولشيفته قبل مغادرة إيران فيلم "عن إيلي" هو فيلم درامي إيراني صدر عام 2009، والذي يتناول علاقات الطبقة المتوسطة في إيران، وقد نال الفيلم استحسانًا عالميًا، وفاز المخرج أصغر فرهادي بجائزة الدب الفضي لأفضل مخرج في مهرجان برلين السينمائي، وتنافس الفيلم في قسم الأفلام الأجنبية في جوائز أوسكار.
جدل فيلم Body of Lies
في عام 2008، شاركت الممثلة غولشيفته فرحاني في الفيلم الأمريكي Body of Lies من بطولة ليوناردو دي كابريو وراسل كرو، وتدور قصة الفيلم حول عميل استخبارات أمريكية يسافر إلى الأردن للقبض على إرهابي هناك.
قدمت غولشيفته دور ممرضة في عمان اسمها عائشة، وهي حبيبة العميل الميداني لوكالة المخابرات المركزية فيريس، والذي يقوم بدوره الفنان أوسكار إسحاق.
بعد ظهورها في هذا الفيلم، أعلنت السلطات الإيرانية منع غولشيفته من مغادرة إيران، وذلك لأنه يجب على الحصول على إذن من السلطات إذا شاركت في فيلم أجنبي، ومع ذلك، كانت غولشيفته قادرة على مغادرة البلاد، وشاركت في الترويج لفيلمها "عن إيلي"، إلا أن الفيلم منع من العرض في إيران كعقاب لها.
إلا أن منعها من التمثيل في إيران كان بسبب عدم ارتدائها الحجاب في الفيلم الأمريكي، حيث كانت غولشيفته أول ممثلة إيرانية تظهر في فيلم هوليوودي منذ ثورة عام 1979.
متى انتقلت غلشيفته فراهاني إلى فرنسا؟
في عام 2012، ظهرت الممثلة الإيرانية غولشيفته فرحاني عارية في غلاف مجلة مدام فيجارو الفرنسية، وبالنسبة لمجتمع محافظ مثل إيران، أثار ما فعلته غولشيفته حفيظة الشعب والسلطة الإيرانية، والتي انتقدت ما قامت به.
وقد نشرت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية تصريحات نقلًا عن مسؤولين في الحكومة الإيرانية تفيد بأن إيران لا تحتاج إلى ممثلات مثل غولشيفته، وأنها لن تعد قادرة على العودة إلى بلادها والتمثيل مرة أخرى.
ورغم الانتقادات، ظهرت غولشيفته مرة أخرى عارية في فيلم قصير بالأبيض والأسود للمخرج جان باتيست مونديون، وترشح الفيلم لجوائز سيزار الفرنسية، كما ظهرت عارية في غلاف مقال افتتاحي مجلة غيويست.
أصبحت غولشيفته بسبب تلك الصور والمشاهد منفية من بلادها، وانتقلت للعيش في فرنسا، وحصلت لاحقًا على الجنسية الفرنسية، لكنها لم تعد قادرة على المشاركة في أي أفلام إيرانية منذ عام 2012.
أفلام غولشيفته فرحاني خارج إيران
بعد مغادرتها بلدها إيران، واصلت غولشيفته فرحاني المشاركة في أفلام أوروبية، ففي عام 2012، لعبت دور البطولة في الفيلم الفرنسي الأفغاني المشترك The Patience Stone والذي يتناول الحرب الأفغانية الفرنسية، وتم ترشيح الفيلم لجائزة أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية، فيما ترشحت فرحاني لجوائز سيزار أفضل ممثلة واعدة.
في عام 2016، لعبت دور البطولة في الفيلم الدرامي Paterson، وترشح الفيلم لجائزة السعفة الذهبية، كما حصل على عدة جوائز في مهرجانات أخرى. في عام 2017، شاركت في فيلم قراصنة الكاريبي، ولعبت درو ساحرة البحر شانسا، وفي عام 2020، شاركت في فيلم الأكشن Extraction.
كانت غولشيفته مرشحة للمشاركة في بطولة الفيلم الأمريكي After Yang، إلا أنها منعت من دخول أمريكا بسبب قوانين حظر السفر على الإيرانيين، وتم استبدالها بالممثلة جودي ترنر سميث.