برز اسم الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة بشكل كبير خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة بداية من أحداث 7 أكتوبر 2023، وكان له دور كبير في القطاع الطبي في قطاع غزة، وخاصة في مستشفى الشفاء، وقد تم اختياره مؤخرًا رئيسًا لطلاب جامعة غلاسكو، تعرف أكثر على مسيرته المهنية وإنجازاته.
من هو الدكتور غسان أبو ستة؟
غسان أبو ستة هو طبيب فلسطيني يحمل الجنسية البريطانية ولد في عام 1969 في الكويت، وهجرت عائلته من بئر السبع عام 1948 إلى خان يونس في قطاع غزة.
يعد الدكتور غسان من أبرز الأطباء العاملين في القطاع الطبي في غزة، وبرز اسمه بشكل خاص بداية من الحرب الأخيرة على غزة في السابع من أكتوبر، وقد عمل على مدار 30 عامًا في القطاع وشاهد الكثير من الحروب وعمل تحت وطأة الحرب خلالها.
يعمل الدكتور غسان جراح تجميل وترميم، وقد شغل عدة مناصب خلال مسيرته المهنية،ومنها رئيس قسم الجراحة التجميلية والترميمية في المركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت، ومدير برنامج طب النزاعات في معهد الصحة العالمي في الجامعة نفسها ومناصب أخرى.
نشأته ودراسته
ولد الدكتور غسان أبو ستة في الكويت، وهو من عائلة فلسطينية من بئر السبع هجرت عام 1948 إلى منطقة خان يونس في قطاع غزة. درس غسان الطب في جامعة غلاسكو في المملكة المتحدة، وبعد التخرج تدرب في لندن.
تمكن غسان فيما بعد أن يحصل على 3 زمالات في الجراحة، الأولى زمالة جراحة القحف والجمجمة للأطفال في مستشفى غريت أورموند ستريت للأطفال المرضى، وزمالة جراحة الحنك المشقوق من المستشفى نفسها، والثالث زمالة إعادة ترميم الإصابات في مستشفى لندن الملكي.
مسيرته المهنية
عمل الطبيب غسان أبو ستة كطبيب جراح في بريطانيا، وخلال فترة عمله كان يعود إلى قطاع غزة للعمل خاصة في فترات الحروب، وأبرزها الحرب الأخيرة على غزة.
في عام 2011 انضم أبو ستة إلى المركز الطبي في الجامعة الأمريكية في بيروت وفي العام التالي شغل منصب رئيس قسم الجراحة التجميلية والترميمية في المركز نفسه، كما أصبح مسؤولًا طبيًا في برنامج إصابات الحرب للأطفال وإصابات الحرب.
في عام 2015 كان أبو ستة من ضمن المؤسسين لبرنامج طب النزاعات في معهد الصحة العالمي في الجامعة الأمريكية في بيروت وشغل منصب المدير لهذا البرنامج. وبعد 5 سنوات عاد مجددًا إلى المملكة المتحدة وعمل في الجراحة التجميلية والترميمية في القطاع الخاص.
بجانب ذلك الدكتور أبو ستة هو محاضر في جامعة إمبريال كوليدج في لندن في مركز دراسات إصابات الانفجار، كما أنه محاضر زار في فريق أبحاث الصراع والصحة في جامعة كينغز كوليدج في لندن.
يشغل أبو ستة كذلك منصب المسؤول الطبي لمبادرة "الرضوح" في المكتب الإقليمي لشرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية، كما أنه يشغل عضوا في مجلس إدارة جمعية إنارة، وهي جمعية خيرية توفر الجراحات الترميمية للأطفال مصاحبي الحرب في الشرق الأوسط.
يشغل الدكتور غسان أبو ستة كذلك عضوا في مجلس أمناء مؤسسة المعونة الطبية للفلسطينيين في المملكة المتحدة، وقد عرف بمقالات التي ينشرها في الصحف ووسائل الإعلام مثل CNN، وBBC، والتلغراف والتي ينقل شهاداته على الحروب.
تخصصه في طب الحروب
كانت مشاركة غسان أبو ستة الأولى كجراح حرب عام 1989 حينما تطوع في الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وبعدها تكررت التجربة في حرب جنوب لبنان وفي العراق والحروب الأربعة في قطاع غزة.
نشر غسان كتاب طبي بعنوان إعادة بناء المريض المصاب في الحرب"، كما أنه أعلن عن كتاب له سيصدر قريبًا بعنوان "علاج الطفل المصاب في الحرب" وكلها كتب عن تجربته في العمل في مناطق الحروب في الشرق الأوسط منها غزة، والجنوب اللبناني، واليمن والعراق وسوريا أيضًا.
وعن ما ألهمه في التخصص في طب الحروب والنزاعات أوضح أنه تعرف خلال حرب جنوب لبنان على لطبيبة سوي تشي إنج طبيبة الحروب في منظمات دولية التي توطدت العلاقة معها لاحقًا وشاركت في تدريبه عام 2006 في مستشفى لندن الملكي.
عمل أبو ستة مع الطبيبة تشي في علاج مصابي تفجيرات لندن عام 2005، كما سافرا معًا إلى غزة لإسعاف المصابين في الحرب عام 2007، ووثقا تجربتهما في حرب لبنان في كتاب بعنوان "من بيروت إلى القدس.. جراح غزة".
دوره البارز في حرب غزة الأخيرة
كان الدكتور غسان أبو ستة متواجدًا في الحروب الأربع التي حدثت في قطاع غزة ونقل شهادته لما رآه في تلك الحروب في كتب أو مقالات أو حوارات صحفية وتلفزيونية.
وقد كان له دور بارز في حرب غزة الأخيرة، التي بدأت أحداثها في السابع من أكتوبر 2023، فقد سافر إلى القطاع في شهر ديسمبر وقضى 43 يومًا في غزة تحت الحصار في مستشفى الشفاء.
خرج أبو ستة على العالم بعد مجزرة مستشفى لمعمداني وحكى الفظائع التي شاهدها في هذه الليلة الدموية، حيث اضطر هو والكثير من الأطباء إجراء عمليات جراحية بدون تخدير، واستخدام المكاس لإقفال الجروخ والمريض بكامل وعيه.
وعن هذه الجريمة قال أبو ستة: "العدو خلق الكارثة في قطاع غزة ودمر كل شيء وترك للكارثة أن تغذي نفسها، الأطفال سيموتون من البرد وبسبب الظروف التي خلقها الاحتلال من دون إطلاق نار".
عمل أبو ستة في قسم الجروح في مستشفى الشفاء، ومع اشتداد الحرب تحولت المستشفى إلى مركز لإيواء النازحين، وقد ذكر في شهادته أن الطاقم الطبي في المستشفى اضطر إلى فرز المرضى بسبب عدم توافر الأدوية والعلاج لهم، كما أكد أن عائلات الجرحى ساعدت الكوادر الطبية على فرز المرضى لتقديم العلاج وفقًا للأكثر حاجة.
وأكد غسان أبو ستة في شهادته أن الأطباء اضطروا إلى استخدام بدائل بدائية بسبب عدم توافر العلاج الكافي، فاستخدموا المياه المغلية والخل لتعقيم الأدوات الطبية.
وعن تجربة مداواة مريض بدون تخدير أوضح أبو ستة أنه كان يشعر بأنه مجرم وقال: "صعب أن تسمع صراخ أي إنسان تتسبب أنت بآلامه حتى لو بسبب الحاجة ولكن لم يكن هناك بديل".
رئيس جامعة اسكتلندا
تمكن الجراح الفلسطيني غسان أبو ستة من الفوز بمنصب رئيس جامعة غلاسكو الاسكتلندية لمدة 3 سنوات بعد حصوله على 80% من الأصوات وذلك وفقًا لما أعلنته الصفحة الرسمية للجامعة على منصة إكس.
ورغم ما تعرض له لهجوم شديد للمعارضين له، خاصة بسبب تبنيه الرواية الفلسطينية ودعمه لأهالي قطاع غزة إلا أنه فاز بأغلبية ساحقة، وقد ركز في برنامجه الانتخابي على القصف المستمر لقطاع غزة، واستشهد بالطالبة ديما الحج، وهي إحدى طالبات جامعة غلاسكو والتي استشهدت في قطاع غزة.