تعد الإعلامية والمذيعة غادة عويس من أشهر الإعلاميات اللبنانيات في الوطن العربي وأكثرهن جرأة وصراحة فيما يتعلق بعملها، وهذه الجرأة أيضًا ما سبب لها العديد من المشكلات لاحقًا، فمن هي؟ وكيف بدأت مهنتها كصحفية؟ وما مسيرتها المهنية؟
غادة كرم عويس هي صحفية وإعلامية ومذيعة ومقدمة أخبار لبنانية ولدت في مدينة بيروت بلبنان في 6 نوفمبر عام 1977.
ولدت غادة لعائلة مارونية مسيحية، وهي أصغر أشقائها، أما والدها كان يعمل خبيرًا في وزارة الصحة، ووالدتها تعمل مدرسة لغة فرنسية ولكنها تفرغت لأسرتها وتركت العمل.
درست غادة في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية، وتخرجت فيها عام 1999، وعاشت معظم طفولتها وصباها في أجواء الحرب الأهلية اللبنانية، وهو ما زرع فيها حب العدالة وحرية التعبير.
بالإضافة إلى ذلك فإن طبيعة والدها ساهمت في نشأتها، فهو مستقل سياسيًا ودينيًا، وهو ما رسخ فيها استقلاليتها وحيادها الصحفي.
بعد تخرجها في كلية الإعلام حصلت على دورات تدريبية متخصصة في الصحافة، ولعل أهمها الدورة الصحفية مع قناة BBC البريطانية عام 2004 والتي امتدت لمدة شهرة، وتلاها دورة أخرى مع ذات المؤسسة ولكن في مدينتها بيروت في عام 2005.
وأثناء تدريبها كصحفية شاركت في العديد من المؤتمرات الإعلامية المتخصصة في دول أوروبية وعربية وأجنبية مختلفة، مثل الدوحة، وبروكسل، وفيينا، والولايات المتحدة الأمريكية.
تزوجت غادة في عام 2018 من رجل فرنسي يُدعى "جيرمي جورجيت" ولكن لا توجد أي معلومات أخرى عن حياتها الشخصية وعائلتها وأولادها، فهي لا تهتم بنشر حياتها الشخصية.
بدأت غادة عويس رحلتها مع الإعلام كصحفية في مجلة الأفكار في بيروت، وتخصصت في مجال التحقيقات وهو ما يعكس طبيعتها المحبة للمغامرة والاكتشاف.
كما عملت في إذاعة "صوت لبنان" قبل تخرجها من الجامعة وقدمت من خلاله عدة برامج إذاعية على الهواء مباشرة.
كذلك عملت كمراسلة وصحفية لعدد من الصحف والمجلات اللبنانية قبل أن تنتقل للعمل في تلفزيون الجديدة كمحررة ومراسلة ميدانية، وأيضًا مراسلة متخصصة في تغطية النشاط البرلماني في لبنان.
فضلًا عن تخصصها في إنتاج نشرات الأخبار، وهي بداية انتقالها لتقديم النشرات والبرامج الإخبارية المختلفة.
وفي نهاية عام 2004 انتقلت غادة للعمل مع قناة ANB اللبنانية كمذيعة، ومراسلة، ومنتجة وغطت في فترة عملها مع القناة أحداثًا سياسية ساخنة سواء من الاستوديو أو الميدان.
وأهم الأحداث التي غطتها غادة طوال مسيرتها المهنية هي حادثة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني "رفيق الحريري" فضلًا عن أحداث مختلفة شهدتها لبنان عقب حادثة الاغتيال.
بدأت غادة عملها مع قناة الجزيرة في أبريل عام 2006 بعد عامين من عملها مع قناة ANB، وبدأت عملها كمذيعة نشرات أخبار.
وبعدها أوفدت غادة إلى تغطيات ميدانية مختلفة ولعل أهمها تقديم النشرة المغاربية من العاصمية المغربية الرباط، وبعدها قدمت برنامج "عين على السودان" من مدينة الخرطوم.
وأيضًا غطت الحرب على غزة عام 2009 وانتقلت إلى غزة لتغطية الحرب هناك، فضلًا عن تغطيتها استفاء انفصال جنوب السودان عام 2011، والانتخابات الرئاسية اليمنية عام 2012.
أيضًا غطت زيارة بابا الفاتيكان إلى لبنان، وأجرت حوارًا مع البطريرك لبنان بشارة الراعي وذلك في عام 2012.
أيضًا غطت غادة عويس الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2012 وتغطيات خاصة في مدينة حلب شمال سوريا عام 2013 في بداية الحرب السورية.
كذلك غطت مؤتمر مونترو وجنيف الثاني والانتخابات البرلمانية التونسية عام 2014، وواصلت عملها مع قناة الجزيرة حتى تقديم استقالتها منها عام 2020.
ولعل أهم الأخبار التي نُشرت عن غادة ولكنها نفتها تكرارًا هو موضوع تعرضها لمحاولة اغتصاب في مدينة حلب في شمال سوريا.
ففي عام 2013 سافرت إلى مدينة حلب لتغطية الأحداث الجارية والمعارك التي تشهدها تلك المدينة، وبعد أيام انتشرت أخبار تؤكد تعرضها للاغتصاب من قبل ميليشيات الحر.
ولكن تم نفي هذا الخبر من أكثر من جهة، ومنها غادة نفسها وقناة الجزيرة القطرية، مؤكدين على أن قصة الاغتصاب تلك بعيدة عن الحقيقة تمامًا.
وفي رواية قصة الاغتصاب أنه كان من المفترض أن تقوم المذيعة بمقابلة مع أمير من التنظيم الإسلامي ووصلت برفقة طاقم العمل، ولكن الأمير رفض دخول الطاقم وسمح باستضافة غادة فقط.
وعند إصرار الفريق على الدخول تصدت له ميليشيا الحر، وبعد الحادثة سافرت المذيعة إلى الحدود السورية التركية ومنها عادت إلى قطر.
وفور عودتها إلى قطر تقدمت إلى القياديين في جبهة النصر لمحاسبة الجاني، ولكن تأخروا في تنفيذ الطلب فلاذ الفاعل بالفرار إلى منطقة هنانو وسط مدينة حلب السورية.
نالت غادة على جوائز عدة طوال مسيرتها المهنية، ولعل أهمها جائزة مي شدياق بالعمل الصحفي عام 2013، كما نالت جائزة Arab Muslims for Palestine في مدينة شيكاغو بعد تغطيتها العدوان على غزة.
في 15 أبريل عام 2020 تم اختراق هاتف الإعلامية غادة بغرض التوشية، ووفقًا لموقع "دويتشه فيله" الألماني أن شركة التجسس الكبيرة "بيغاسوس" وراء هذا الاختراق.
وتم استهداف هاتف الإعلامية من خلال رسالة بعثها شخص مجهول من المغرب على تطبيق واتساب للمراسلة، وهو ما أدى على تعطل نظام الهاتف، وتمكن المخترقون من سرقة ما لا يقل عن 43 ميغا بايت من البيانات الشخصية على الهاتف.
وبعدها تم نشر صور شخصية لها على الإنترنت لتقع ضحية لقضية تشهير إعلامي كبير، وبعد هذا الاختراق وقف العديد من الإعلاميين والصحفيين الزملاء لمساندة زميلتهم بعد هذا التشويه الذي تعرضت له.
وبعدها لجأت عويس إلى القضاء الأمريكي واستعانت بمكتب محاماة في مدينة ميامي الأمريكية وقدمت دعوى ضد المشاركين في عملية التجسس تلك.