العالم لا يهمه من أين أتيت أو ما هو تاريخك السابق وذلك حين تكون قادرا على التأثير في الأحداث، وفي هذه الحالة نتحدث عن تغيير مجرى التكنولوجيا في العالم على يد شاب سوري اسمه عمر الحموي.
الذي خدمت فكرته - وفق تقديرات المتخصصين - نحو 90% من سكان كوكب الأرض ووفرت مليارات الدولارات على مستخدمي المحمول.
منذ نحو 30 عاما هاجر عمر إلى الولايات المتحدة الأمريكية بحثا عن حياة أفضل وتعليم متخصص يناسب مهاراته التكنولوجية، حلمه قاده إلى فكرة جعلته من أهم الشخصيات في عالم التكنولوجيا ومنحته صفقة مع "جوجل" بنحو 750 مليون دولار أمريكي، مسيرته وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية...
هو شاب سوري لا تتوفر كثير من المعلومات عن حياة عمر الحموي الشخصية خلال تواجده في سوريا سوى أنه ولد في "حماة" وسافر في مطلع التسعينيات إلى الولايات المتحدة لاستكمال دراسته.
حيث بدأ دراسة علوم الحاسب الآلي في جامعة كاليفورنيا حتى حصل على البكالوريوس في عام 1998، ثم حصل على ماجستير إدارة الأعمال من كلية وارتون في جامعة بنسلفانيا في عام 2006.
خلال فترة الدراسة للحصول على الماجستير أسس عمر شركة "Foto Shater" في عام 2005، وعملت الشركة على توفير تقنية تسمح بتبادل الصور بين مستخدمي الهاتف المحمول، وهو ما كان طفرة تكنولوجية في ذلك الوقت ولفتت أنظار الشركات العالمية.
حققت الشركة الناشئة نجاحا باهرا واستفاد من خدماتها ملايين المستخدمين، وقررت شركة "ويندوز" التقدم بعرض مالي لشراء "Foto Shater" ووافق الشاب السوري على بيع الشركة بقيمة 120 مليون دولار أمريكي لتكون تلك أول صفقة كبرى في حياته.
في نفس العام الذي حصل فيه الحموي على الماجستير قرر تأسيس شركة ثانية وهي "AdMob" اختصارا لجملة "Advertising on Mobile" أو "الإعلانات على الموبايل" وظهرت الشركة للنور في أبريل من عام 2006 لتصبح فيما بعد ثورة حقيقية في عالم التكنولوجيا.
فكرة الشركة كانت بسيطة ولكنها ثورية، حيث جعلت تطبيقات الهاتف المحمول مجانية على أجهزة المستخدمين مقابل ظهور الإعلانات فقط دون دفع أي مبالغ مالية من المستخدم، وقدمت الشركة حلولا تقنية لإتاحة الإعلانات على المنصات المختلفة ومنها "أندرويد"، و"آي أو إس"، و"ويب أو أس"، و"أدوبي فلاش لايت"، و"ويندوز فون".
ومثلما فعلت شركة "ويندوز" حاولت شركات أخرى الاستحواذ على شركة الحموي الجديدة، لكنه رفض عرضا من عملاق التكنولوجيا "جوجل" لشراء شركة "AdMob" مقابل 450 مليون دولار، كما رفض عرضا آخر من شركة "أبل".
في نوفمبر 2009 قدمت "جوجل" عرضا جديداً للاستحواذ على "AdMob" مقابل 750 مليون دولار، وهي الصفقة التي جعلت الحموي يدخل نادي المليارديرات، ووافق الشاب السوري على العرض واكتملت صفقة الاستحواذ في مايو 2010.
الحموي اشترط على "جوجل" عدة شروط للموافقة على الصفقة منها استمراره في منصب المدير التنفيذي لشركة "AdMob"، بجانب استمرار جميع العاملين الذين شاركوه في نجاح الشركة حتى أصبحت منافسا لشركة "جوجل أدسنس".
نجاح "AdMob" المدوي جعلها تدخل ضمن قائمة أكبر 10 شركات في مجال الإعلانات على الهاتف في عام 2009، وفي العام التالي حصلت على جائزة "الهاتف"، وأصبحت واحدة من أهم شركات "وادي السيليكون" في الولايات المتحدة.
وبعد الاستحواذ عليها من قبل "جوجل" استمر نمو شركة "AdMob" أو "أدموب" لتصبح واحدة من أكبر شركات الإعلانات على الهاتف المحولة واللوحات الذكية على مستوى العالم، وتشير التقديرات إلى إن إعلاناتها تظهر أكثر من 7 مليارات مرة شهريا على الهواتف ومواقع الويب.
كما أعلنت شركة "جوجل" إعادة بناء منصة "AdMob" بالكامل خلال مؤتمر "جوجل آي أو" السنوي منذ نحو 8 سنوات، وذلك من خلال استخدام تقنيات منصات أخرى تابعة لها ومنها "Google Adsense - جوجل أدسنس" في محاولة لدعم مطوري التطبيقات التي تشهد دائما ابتكارات من المتخصصين في التكنولوجيا.
وارتفعت أسهم شركة "AdMob" بشكل كبير وشهدت إقبالا كبيرا من المعلنين ومطوري تطبيقات الهواتف، وانضم إليها مستثمرون من شركات التكنولوجيا الناشئة وشركات أخرى كبيرة.
ولذلك عندما تتصفح التطبيقات على هاتفك أو تقوم بتحميل تطبيق جديد يجب أن تتذكر أنك تفعل هذا "مجانا" ليس بفضل الشركات الغربية الكبرى ولكن الفضل يرجع لشاب عربي جعل الخدمة متاحة أمام الجميع دون مقابل.
بعد صفقته الكبيرة مع عملاق التكنولوجيا "جوجل"، قرر الشاب السوري تأسيس شركة جديدة وعدم الاكتفاء بالنجاح الباهر الذي وصل إليه، ليدشن شركة "Maybe" للتصويت الاجتماعي في عام 2012، ليستكمل مسيرته الناجحة مع الابتكار.
فكرة الشركة تقوم على التصويت للحصول على المعلومات الاجتماعية الصحيحة وأصبحت "Maybe" مصدرا هاما للمعلومات الموثوقة ومرجعا معلوماتيا للشركات والدول.
ويمكن لأي شخص أن يستخدم تطبيق "Maybe" ليسأل عن أي شيء يريد الحصول عليه سواء خدمة أو سلعة أو رأي حول بلد أو مطعم على سبيل المثال ويحصل على إجابة من خلال مشاركة الآخرين تجاربهم، وبعد نجاح شركة "Maybe" تلقي الحموي عروضا من عمالقة التكنولوجيا للاستحواذ عليها أيضا.
وبالإضافة إلى شركة "Maybe"، شارك الحموي في تأسيس شركة "Sequoia Capital" واستمر مشاركا أساسيا فيها من عام 2013 وحتى عام 2019، وتعمل الشركة على تقديم الخدمات التكنولوجية حول العالم ولديها استثمارات بقطاعات متعددة منها الرعاية الصحية والطاقة والهاتف المحمول وخدمات الإنترنت.
وبعد ذلك أصبح الحموي شريكا في شركة "Mucker capital" منذ نهاية عام 2019، ليخلد اسمه بين أشهر رواد الأعمال ومطوري التكنولوجيا على مستوى العالم بفضل ابتكاراته التي يمكن أن نقول إنها "غيرت من استخدامات التكنولوجيا في التاريخ البشري".
لا توجد تقديرات دقيقة عن ثروة عمر الحموي ولكن مجلة "فوربس" الاقتصادية المتخصصة كشفت في تقرير لها قبل سنوات عن عدد من المليارديرات التي وصفتهم بـ"المغمورين".
وتتراوح ثرواتهم من 2 إلى 4 مليارات دولار أمريكي، ووضعت بينهم اسم الشاب السوري الذي هاجر من بلده بحثا عن العلم فأصبح من أهم الشخصيات في العالم.