أحد أبرز الدعاة الذين حصلوا على ملايين المعجبين بسبب طريقته في الدعوة، قدم الداعية المصري عمرو خالد العديد من البرامج الدينية المميزة التي تمكن من خلالها من استقطاب آلاف الأشخاص وخاصة الشباب، ورغم اختفاء الأضواء عنه قليلًا إلا أنه لا يزال مؤثرًا على منصات التواصل الاجتماعي، في السطور التالية تعرف على مسيرته وحياته.
حياة عمرو خالد ونشأته
عمرو محمد حلمي خالد هو داعية مصري ومؤسس جميعة صناع الحياة، ولد في 5 سبتمبر عام 1967 في مدينة الإسكندرية، وحصل على شهادة البكالوريوس في التجارة من جامعة القاهرة عام 1988.
خلال دراسته الجامعية كان رئيس اتحاد طلاب كلية التجارة عام 1988، كما كان رئيس اتحاد كليات جامعة القاهرة، وكان ضمن فريق الناشئين في النادي الأهلي المصري عام 1985.
بعد التخرج عمل محاسبًا في أحد المكاتب لمدة 7 سنوات، وبعدها افتتح مكتب محاسبة خاص في القاهرة، وهو متزوج من الدكتورة علا عبد اللطيف وله منها ولدان وهما علي وعمر.
اتجه الداعية عمرو بعدها إلى دراسة العلوم الشرعية، فحصل على دبلوم الدراسات الإسلامية من المعهد العالي للدراسات الإسلامية في الجيزة، وبعدها حصل على درجة الدكتوراه في الشريعة الإسلامية عام 2010 من جامعة ويلز البريطانية، وكان عنوان رسالته "الإسلام والتعايش مع الغرب".
مسيرته الدعوية
بدأ الداعية عمرو خالد في إلقاء الدروس الدينية في نادي الصيد في حي الدقي بالقاهرة، وبعدها أعطى دروسًا في عدة مساجد، منها مسجد الحصري ثم مسجد المغفرة في العجوزة.
تلقى الداعية عمرو شهرة واسعة وكانت تمتلئ المساجد التي يُدرّس فيها، لذا انتقل إلى مسجد الحصري في مدينة 6 أكتوبر وهناك ذاع صيته بشكل كبير وبدأ الشباب بحضور دروسه قادمين من أماكن بعيدة.
قدم الداعية عمرو العديد من الدورات المتخصصة لأكثر من 40 إعلاميًا في بيروت عام 2003، وقد تعرض خلال هذه الفترة إلى مضايقات اضطرته للسفر إلى لبنان لفترة، وقد غادر لبنان عام 2005 بعد مقتل الحريري وانتقل إلى بريطانيا.
حقق الداعية عمرو شهرة في الوطن العربي بعدما انتقلت دعوته من الندوات والدروس الدينية في المساجد إلى التلفزيون، وقدم العديد من البرامج الدينية ونجح في أن يكون له دور فعال في مجال التنمية من خلال برامجه ومحاضراته.
تميز في بدايته بابتعاده عن اتخاذ مواقف طائفية أو متطرفة تجاه أي فكر، وكان دائمًا يدعوا فكرة التعايش وتقبل الآخر والعيش في مجتمع وسطي دون تفريط في الحقوق أو الهوية.
برامجه التلفزيونية
قدم الداعية عمرو خالد طوال مسيرته الدعوية أكثر من 40 برنامجًا تلفزيونية بداية من عام 2000، وكان أول برنامج ديني قدمه اسمه "ونلقى الأحبة" على قناة اقرأ التي كانت منصة للعديد من الدعاة الشباب وقتها.
تم تقديم البرنامج على مدار سنتين، وتناول حياة الصحابة وكيف كانوا يعيشون ويتعاملون مع المجتمع وكيف كان إسلامهم، وحقق البرنامج نجاحًا كبيرًا.
قدم بعدها برامج ناجحة منها "إسلامنا" على التلفزيون المصري، و"حتى يغيروا ما بأنفسهم"، و"خواطر قرآنية"، و"محاضرات رمضانية على قناة ART الفضائية وبعدها بدأ بتقديم واحد من أهم برامجه.
في عام 2004 قدم الداعية الإسلامي المصري عمرو خالد هذا البرنامج الديني الذي كان يهدف من خلاله إلى النهضة بشباب الأمة الإسلامية، وقد أسس جمعية خيرية تحمل الاسم نفسه لمساعدة الأسر الفقيرة في مصر.
من برامجه الناجحة أيضًا برنامج "على خطى الحبيب" الذي يحكي فيه السيرة النبوية وركز على الصعوبات التي واجهها النبي في بداية دعوته، وقد استكمل هذا الدروس في مسجد المجمع الإسلامي في مدينة الشيخ زايد وعرضت الدروس على الإنترنت.
قدم كذلك برنامج "باسمك نحيا" الذي عرض على قناة اقرأ، وفيه فسّر أسماء الله الحسنى، وبرنامج "دعوة للتعايش" وتناول فيه حياة الأئمة الأربعة في المذهب السني وهم أبو حنيفة، ومالك، والشافي، وبن حنبل.
من برامجه أيضًا "الجنة في بيوتنا" و"قصص القرآن" وتناول فيه قصص أهل الكهف وأصحاب الأخدود، ومريم، وقابيل وهابيل، وذو القرنين، وبرنامج "مجددون" الذي تحاور فيه مع الشباب ويتم إسناد مهام تنموية وحضارة ورياضية لهم ويحصل الفائز على جائزة مالية لإدارة مشروع تنموي خاص به.
ابتعد الداعية عمرو بعدها عن التلفزيون واتجه إلى الدعوة من خلال منصات التواصل الاجتماعي وخاصة يوتيوب، فلديه قناة على اليوتوب قدم فيها العديد من البرامج الدينية، وحاليًا يقدم برنامج "الفهم عن الله" ويعرض في رمضان.
مؤلفاته
للداعية عمرو خالد العديد من المؤلفات الدينية التي ترجم الكثير منها إلى عدة لغات أجنبية، ومنها كتب "دعوة للتعايش"، و"قصص القرآن"، و"باسك نحيا"، و"على خطى الحبيب"، و"صناع الحياة"، و"يوسف"، و"خلفاء الرسول"، و"منازل الروح"، و"إني جاعل في الأرض خليفة".
من مؤلفاته أيضًا "الجنة في بيوتنا"، و"رافي بركات"، و"حتى يغيروا ما بأنفسهم"، و"إصلاح القلوب"، و"الصبر والذوق"، و"خواطر قرآنية"، وغيرها.
حملات وجمعيات أسسها
نظّم الداعية عمرو العديد من الحملات التوعوية، ولعل أهمها حملة "حماية" التي هدفها التوعية بخطر الإدمان، وقدمت الحملة برامج العلاج ضد إدمان المخدرات وتم إذاعة الحملة في عدد من الفضائيات العربية.
لاقت الحملة صدى واسعًا بين أوساط الشباب في الوطن العربي، وشارك في الحملة منذ بدايتها عام 2008 أكثر من 5 ملايين شخص، وشاركت منظمات دولية فيها منها شرطة دبي والأمم المتحدة.
وبسبب نجاح الحملة تم رعايتها من الحكومة المصرية، حيث وجه رئيس الوزراء آنذاك أحمد نظيف برعاية الحملة وتقديم تعاون مثمر بين أطراف الحملة والحكومة متمثلة في وزارة الصحة، وبمشاركة الأمم المتحدة.
أسس أيضًا جمعية "صناع الحياة" التي كان هدفها تحسين أحوال المسلمين، فقد كان محور رسالته الدعوية هو جذب الشباب إلى الدين وتنشئة جيل واع فاهم لدينه، ويرى أن كل مسلم له دور في النهضة.
ومن خلال الجمعية تم تقديم وتنفيذ العديد من المشروعات التنموية وتقديم المساعدات الخيرية للأسرة الفقيرة ودعمهم بمشاريع.
أطلق أيضًا مبادرة العلم قوة عام 2011 بعد الثورة، وهدفها محو الأمية في مصر خلال خمس سنوات، وتم اختيار العديد من المتطوعين وتوزيعهم على الفصول.
أطلق كذلك حملة "إوعى" وهي حملة هدفها التوعية ضد المخدرات وأطلقها عام 2012 وكان لها صدى كبير.
تأثيره
نجح الداعية عمرو خالد من تفعيل دور الشباب في مجال التنمية وذلك من خلال المحاضرات والدروس والبرامج التي قدمها، وقد طرح العديد من المشروعات التنموية في العديد من المجالات وخاصة في مجال الإدمان والبطالة والصحة.
وكان لمشروع صناع الحياة، وحماية دور كبير في توعية الشباب ضد المخدرات، ولهذا تم اختياره عام 2009 في المرتبة الـ14 ضمن 50 شخصية مؤثرة في العالم، وفي عام 2007 اختارته مجلة تايم الأمريكية ضمن قائمة 100 شخصية مؤثرة في العالم.
أيضًا اختارته مجلة فورين بوليسي الأمريكية في المرتبة السادسة ضمن أشهر 20 شخصية مؤثرة في العالم، واختير ضمن قائمة الطبقة المتميزة لنيوزويك عام 2008.