علي القره داغي.. رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

يعد الداعية الإسلامي علي القره داغي من أبرز العلماء المسلمين، فهو يشغل منصب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وكان أمينًا عامًا للاتحاد لسنوات، ويعد من أهم العلماء المتخصصين في الاقتصاد الإسلامي وله إسهامات كثيرة في هذا المجال.

من هو علي محي الدين القره داغي؟

علي محيي الدين القره داغي هو داعية إسلامي عراقي ولد في عام 1949 في مدينة قره داغ في محافظة السليمانية في كردستان العراق وهو رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين منذ عام 2024.

تخصص القره داغي في الاقتصاد الإسلامي وقد تدرج في الدراسات الأكاديمية حتى حصل على درجة الأستاذية في التسعينيات عملت في عدد من المعاهد والكليات، كما أنه عمل في الفتوى والرقابة الشرعية في البنوك الإسلامي.

اشتهر الداعية الإسلامي بعمله الدعوي والإغاثي وقد عرف بمواقفه القوية فيما يتعلق بالقضايا الإسلامية والإنسانية التي تخص الإسلام والمسلمين.

نشأته وأسرته

ولد الداعية علي القره داغي في منطقة قره داغي في كردستان العراق لأسرة متدينة وعلمية تعود نسبها إلى الحسين رضي الله  عنه، وقد أثرت تربيته الدينية على نشأته نشأة دينية محافظة فتعلم مبادئ الدين الإسلامي وتأثر بوالدته التي حصرت على تربية أبنائها تربية إسلامية.

حفظ القره داغي القرآن الكريم والعقيدة في طفولته بمساعدة والدته التي كانت تدعو بأن يكون خادمًا للدين مثل الإمام الشافعين وبإرشاد من والده الذي حرص أن ينير لابنه طريق العلم فنصحه بقراءة عدد من الكتب كانت مهمة في تشكيل وعيه الديني وهما كتاب "إحياء علوم الدين" للإمام أبو حامد الغزالي، وكتاب عقائد ابن تيمية.

تأثر القره داغي كذلك بعمه نجم الدين الذي تتلمذ على يده وتعلم منه، كما تأثر بخاله مصطفى الذي كان يعمل قاضيًا وفقيهًا كما أنه نصحه لحفظ بعض الكتب والتعلم منها.

تعليم الشيخ علي القره داغي

بدأ الشيخ علي القره داغي تعليمه أولًا على يد أفراد عائلته فحفظ القرآن الكريم وقرأ الكتب الدينية ثم انتقل إلى منطقة السليمانية وتتلمذ على  عدد من علمائها ومنهم خاله الشيخ مصطفى القره داغي وعمه نجم الدين.

انتقل بعدها إلى بغداد وتلقى العلم على يد أبرز علمائها منهم عبد الكريم محمد المدرس وعبد القادر الخطيب ودرس العلوم الشرعية كما درس الشعر العربي والكردي والفارسي وبرع في حفظ الشعر.

في عام 1970 حصل على الإجازة العلمية وتخرج في المعهد الإسلامي وكان طالبًا متفوقًا فكان الأول على الإقليم، ثم أكمل دراسته في كلية الإمام الأعظم في مدينة بغداد وتخرج فيها عام  1975.

ومن بغداد إلى القاهرة حيث حصل على درجة الماجستير في الفقه المقارن والقانون من جامعة الأزهر عام 1980، ثم حصل على الدكتوراه من الجامعة ذاتها في العقود والمعاملات المالية عام 1985.

كان موضوع الدكتوراه عن "مبدأ الرضا في الشريعة الإسلامية والقانون المدني" وقد ضمت دراسته المادة الفقهية الثمانية فضلًا عن القوانين المدنية الإنجليزية والفرنسية والعراقية والمصرية، وقد ترجمت هذه الرسالة إلى عدة لغات بطلب من اللجنة المشرفة على الرسالة.

خلال دراسته تأثر الشيخ علي القره داغي بعدد من علماء المسلمين منهم أمجد الزهاوي ومحمد أحمد الراشد وكمال الدين الطائي وعبد الكريم زيدان وأبو الأعلى المودودي وأبو الحسن الندوي وغيرهم.

مسيرته المهنية

بعد حصوله على درجة الدكتوراه من جامعة الأزهر انضم إلى هيئة التدريس في كلية الشريعة في قطر عام 1985، وفي عام 1990 أصبح علي القره داغي مساعدًا في الكلية ثم أصبح بروفيسورًا بعد 5 سنوات.

درّس القره داغي في قطر لأكثر من 25 عامًا في العديد من الكليات والمعاهد الدينية، وخلال إقامته في قطر ساهم في تأسيس مؤسسات خيرية عدة شاركت في الإغاثة ودعم اللاجئين وبناء المستشفيات والمساجد.

شارك كذلك في تأسيس المنظمات الخيرية، كما شارك في مؤتمرات وندوات علمية محلية ودولية، وكانت من أبرز أدواره في القضايا الإنسانية قضايا المصالحات في الدول الإسلامية مثل الشيشان وداغستان، وشارك في الوساطة بين الحكومة اليمنية والحوثيين عام 2010 مع عدد من علماء المسلمين في الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين.

أيضًا كان رئيسًا للوفد الإسلامي للوساطة بين شعبي القرغيز والأوزبك في قرغيزستان وتمكن الوفد من إنهاء القتال والصراع الداخلي بينهما وإعلان الصلح.

رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

شغل الشيخ علي القره داغي منصب أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عدة سنوات منذ عام 2010، وفي شهر يناير عام 2024 تم انتخابه رئيس الاتحاد بعد حصوله على نسبة 9.51% من الأصوات.

وقد تمت الدورة السادسة لاجتماع الجمعية في مدينة الدوحة في قطر وشارك فيها 651 عامًا من مختلف الدول العربية والإسلامية.

أهم المناصب التي شغلها

شغل الشيخ علي القره داغي عددًا من المناصب الهامة طوال مسيرته، منها عضو هيئة الفتوى والرقابة الشرعية في البنوك الإسلامية وشركات التأمين في قطر، والأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ونائب رئيس مجموعة الاتصال الدولية للسلم والاعتدال.

أيضًا شغل مؤخرًا منصب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، كما أنه عضو في جمعية علماء الشريعة في التمويل الإسلامي، وخبير في مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي في جدة.

كتب الشيخ علي محيي الدين القره داغي

ألف الشيخ علي القره داغي العديد من الكتب الدينية والإسلامي ولعل أهم هذه الكتب هي كتاب "فقه الميزان" الذي عمل على تأليفه لأكثر من ربع قرن ويؤصل فيه معايير فهم القرآن والسنة من خلال دراسة تحليلية.

ألف كذلك أكثر من 30 كتابًا في علوم الدين والفقه، وخاصة في المجال الاقتصادي، ومنها كتاب "التأمين التكافلي الإسلامي"، و"المدخل إلى الاقتصاد الإسلامي"، و"حقيبة طالب العلم في الاقتصاد الإسلامي والمعاملات المالية الإسلامية" وصدر الكتاب في 12 مجلدًا.

من مؤلفاته الأخرى كتاب "التور المصرفي"، و"الأزمة المالية العالمية"، و"فقه القضايا الطبية المعاصرة" وغيرها من الكتب، فضلًا عن مئات الأبحاث العلمية عن المعاملات المالية الإسلامية.