علوية جميل لقبت برائدة المسرح لبراعتها، وقفت أمام عمالقة الفن، ومثلما تألقت في المسرح كان لها بصمة خاصة في السينما في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، كان لملامحها الحادة دورا كبيرا في حصرها في أغلب الأدوار في دور السيدة المتسلطة، ويبدو أن الأمر انعكس على حياتها فلقبها زوجها الفنان القدير محمود المليجي بـ "المرأة الحديدية"، مسيرتها وأبرز المعلومات عن حياتها في السطور التالية....
نشأة علوية جميل وحياتها
ولدت اليا صابات خليل مجدلاني، في قرية طماي الزهايرة بمحافظة الدقهلية، في 15 ديسمبر عام 1910، ترجع أصولها إلى عائلة يهودية لبنانية جاءت إلى مصر بعد إشهار إسلامهم.
التحقت "علوية" بمدرسة الراهبات في مدينة الإسكندرية، كانت تعشق التمثيل منذ صغرها، وهي في الخامسة عشر من عمرها عام 1925، بدأت مسيرتها الفنية بالالتحاق بفرقة رمسيس، وانضم معها للفرقة الفنان القدير يوسف وهبي، وهو الذي اختار لها اسمها الفني علوية جميل بدلا من اليا صابات.
بدأت تتناقل بين الفرق الفنية ما بين فرقة جورج أبيض، ومنها إلى سلامة حجازي، وفرقة عزيز عيد، حتى لقبت برائدة المسرح، دخلت عالم السينما في عام 1930، وتألقت فيها وقدمت عدد كبير من الأفلام، وفي عام 1967 بعد نكسة يونيو اعتزلت التمثيل، وشاركت فقط في 1986 بمسلسل إذاعي الشيطان والخريف بعد 19 عاما من الاعتزال.
أما عن زوج علوية جميل وأولادها، تزوجت مرتين الأولى وهي في سن صغير وأنجبت 3 أبناء وهم إيزيس، مرسي، وجمال، وانفصلت عنه، تعرفت علوية على الفنان محمود المليجي في بداياته الفنية في فرقة يوسف وهبي.
وأثناء وجودهم في مدينة الإسكندرية توفيت والدته ولم يكن يملك الأموال للسفر والجنازة، فباعت "علوية" مصوغاتها الذهبية وأعطته 20 جنيها من أجل السفر وإتمام إجراءات الدفن، فلم ينس لها محمود المليجي ذلك الموقف وتزوجها في عام 1939.
لم يكن محمود المليجي ينجب أيضا، ورغم ذلك قررت "علوية" الاستمرار معه في الزيجة فلم ينس لها هذا الموقف أيضا، ولكنه كان يعاني من تحكماتها الشديدة حتى لقبها بالمرأة الحديدية.
فلم تكن تسمح له باستضافة أي من أصدقائه في المنزل، أو السهر في الخارج، وكانت تراقبه دائما، وأحب "المليجي" الفنانة لولا صدقي ولكن حينما علمت أجبرته على الانفصال عنها قبل أن يتزوجها.
أحب للمرة الثانية الفنانة درية أحمد والتي كانت تعمل معه في فرقة إسماعيل ياسين، وتزوجها سرا ولكن "علوية" حينما علمت أجبرته على الطلاق منها بعد 3 أيام فقط من الزواج، وطلبت من إسماعيل ياسين طردها من الفرقة.
توفي محمود المليجي في عام 1983، وتوفيت علوية جميل يوم 16 أغسطس عام 1994 بعد وفاة "المليجي" بتسع سنوات، واتضح بعد وفاتهما زواجه سرا من الفنانة سناء يونس والتي حافظت على مشاعرها ولم تكشف عن الزيجة إلا بعد وفاتها.
مسيرتها الفنية
كان أول مشاركة لها في السينما في عام 1930 من خلال فيلم زينب مع النجوم زكي رستم وبهيجة حافظ، وفي عام 1940 قدمت فيلم يوم سعيد مع النجم محمد عبد الوهاب.
في عام 1941 تألقت في فيلم انتصار الشباب مع النجوم أنور وجدي، أسمهان، وفريد الأطرش، وفي عام 1942 قدمت فيلم أولاد الفقراء مع النجوم يوسف وهبي، محمود المليجي، وأمينة رزق.
في عام 1944 قدمت عدة أفلام وهي وحيدة، فيلم سيف الجلاد مع يوسف وهبي، فيلم برلنتي مع يوسف وهبي ونور الهدى، وفيلم ابن الحداد مع النجوم يوسف وهبي، محمود المليجي، ومديحة يسري.
في عام 1945 تألقت في عدد كبير من الأفلام ومن أشهرها، كازينو اللطافة، قتلت ولدي، المظاهر، الحياة كفاح، الحب الأول، الجيل الجديد، وفيلم أحلام الحب.
استمر تألق علوية جميل في السينما في عام 1946 وقدمت مجموعة من الأفلام وهي، عادت إلى قواعدها، الملاك الأبيض، وفيلم الخير والشر.
في عام 1947 قدمت عدد كبير من الأفلام ومن أشهرها، غدر وعذاب، زهرة السوق، العقل في إجازة، البدوية الحسناء، الأب، وفيلم أسير الظلام. وفي عام 1948 قدمت فيلم المغامر مع النجوم فريد شوقي، سامية جمال، ومحمود المليجي.
استمرت علوية جميل في التألق في السينما في فترة الخمسينات، ففي عام 1951 قدمت فيلم الشرف غالي مع النجم محمود شكوكو، وفي عام 1952 قدمت مجموعة من الأفلام وهي، ناهد مع يوسف وهبي، محمود المليجي، وعمر الحريري.
وفي نفس العام قدمت فيلم قدم الخير مع النجوم شادية، علي الكسار، وإسماعيل ياسين، وفي نفس العام تألقت في فيلم الأم القاتلة مع النجوم شادية وتحية كاريوكا.
في عام 1953 قدت فيلم نساء بلا رجال مع النجوم عماد حمدي، هدى سلطان، كمال الشناوي، وزوزو حمدي، وفي عام 1954 قدمت فيلم دلوني يا ناس مع محمود المليجي وعبد السلام النابلسي، وفيلم الناس مقامات مع شكري سرحان ودرية أحمد.
في عام 1955 تألق "علوية" في مجموعة من الأفلام وهي نحن بشر مع النجمة هدى سلطان، الله معنا مع النجمة فاتن حمامة، الغائبة مع النجم كمال الشناوي، وفيلم الحبيب المجهول مع النجوم حسين صدقي، ليلى مراد، كمال الشناوي، وسراج منير.
أشهر أعمال علوية جميل
في عام 1956 قدمت فيلم معجزة السماء مع محمد فوزي ومديحة يسري، وفي عام 1957 قدمت مجموعة من الأفلام وهي، نهاية حب مع شكري سرحان، ليلة رهيبة مع شكري سرحان أيضا، وطريق الأمل مع فاتن حمامة وشكري سرحان.
وفي نفس العام قدمت فيلم سجين أبو زعبل مع محمود المليجي ومحسن سرحان، وفيلم المتهم مع محمد عبد المطلب، في عام 1958 قدمت أفلام مع الأيام، عواطف، شباب اليوم، وفي عام 1959 قدمت فيلم المبروك وفيلم أبو أحمد.
في عام 1960 قدمت فيلم بين إيديك، وفي عام 1961 قدمت فيلم التلميذة، وفي عام 1962 قدمت فيلم القصر الملعون، وفي عام 1963 قدمت فيلم سجين الليل، وآخر أفلامها المعروضة في السينما هو فيلم زوجة من باريس في عام 1966 مع النجوم رشدي أباظة، نبيلة عبيد، صلاح ذو الفقار، وفؤاد المهندس.
وفي التلفزيون كانت علوية صاحبة مشاركة متميزة في مسلسل القط الأسود في عام 1964 مع النجوم عمر الحريري وتوفيق الدقن. أما في المسرح فمن أشهر مسرحياتها أولاد الفقراء، الأخرس، ومسرحية راسبوتين.