عفاف راضي صوت مصري أصيل، تربي الصغار على أغانيها وعشقها الكبار، حققت انتشارا فنيا كبيرا خلال مسيرتها التي بدأت عام 1970 وهي بعمر 16 عاما.
كما شاركت في مسرحيات وأفلام سينمائية، وغابت عن الساحة الغنائية لسنوات طويلة لكنها عادت مؤخرا لتغني مجددا كما حظيت بتكريم رئاسي مصري من زوجة رئيس الجمهورية، مسيرتها وأبرز المعلومات عن حياتها في السطور التالية...
ولدت عفاف عبد الحليم راضي في يوم 5 مايو من عام 1954، في مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية في دلتا مصر، وانتقلت إلى القاهرة مع أسرتها، حيث نشأت في أسرة فنية فعمها هو الفنان والمخرج الكبير السيد راضي وعمها الآخر هو المخرج محمد راضي.
كان لدي عفاف ميول فنية منذ صغرها حيث تعلمت العزف على البيانو في عمر 10 سنوات، والتحقت بالكونسرفتوار، وحصلت على درجة البكالوريوس بامتياز في عمر الثامنة عشر، وأعدت دراسات عليا في أكاديمية الفنون بمصر وحصلت على درجتي الماجستير والدكتوراه.
بدأت عفاف مسيرتها الفنية مبكرا قبل أن تكمل 16 عاما، وكانت البداية مع أغاني الأطفال في التلفزيون المصري حيث انضمت في أواخر الستينات لبرنامج للأطفال.
وتميزت في هذا النوع من الغناء وارتبط بها الأطفال وما زالت أغانيها تحقق انتشارا وقبولا لدى المستمعين الصغار حتى الآن، كما حصلت على لقب "كريستالة الغناء المصري".
الغناء للأطفال لم يمنعها من تقديم مختلف ألوان الغناء، حيث قدمت الأغاني الرومانسية وتعاونت مع كبار الملحنين والشعراء وشاركت في الحفلات الغنائية مع كبار المطربين المصريين والعرب.
كما ظهرت في حفلات أضواء المدينة، كما تميزت في الغناء الاستعراضي سواء في الأفلام أو المسرحيات، وخلال عقد السبعينات من القرن الماضي شاركت في عدد من المسرحيات الغنائية.
ومنها "الأرملة الطروب" و"على فين يا دوسة"، ووصل رصيدها على المسرح إلى 5 مسرحيات وفيلم واحد هو "مولد يا دنيا" ومسلسل آخر، كما قدمت ألوان أخرى من الغناء منها الوطني والشعبي.
وقدمت "كريستالة الغناء المصري" أكثر من 50 أغنية مميزة منها "ردوا السلام"، و"وحدي قاعدة في البيت"، و"هوا يا هوا"، و"عطاشى"، و"النبي تبسم".
ومن أشهر أغاني عفاف "تعالي جنبي"، و"تسأل يا حبيبي"، و"مصر هي أمي"، و"ابعد يا حب"، و"المولد"، و"تساهيل"، و"تعالي جنبي"، و"جرحتني عيونه السودا".
وبرعت أيضا في "حبيتك"، و"راح وقالوا راح"، و"ردوا السلام"، و"سلم سلم"، و"طير يا حمام الدوح"، و"شاق الليل"، و"عطاشى"، و"عوج الطاقية"، و"قضينا الليالي".
وحققت شهرة من خلال "كله في المواني"، و"لمين يا قمر"، و"هو الطريق"، و"هوا يا هوا"، و"النبي ده حرام"، و"عدي ع الغربة"، و"لما بيهل المسا"، و"يا وابور الساعة 12"، و"يلا يا دنيا".
وبالإضافة إلى الأغاني العاطفية قدمت عددا من أشهر أغاني الأطفال منها: "هم النم"، و"سوسة سوسة"، و"يلا بينا"، وكتب الشاعر الكبير سيد حجاب معظم الأغاني التي قدمتها عفاف راضي للأطفال وقام بتلحينها وتوزيعها الموسيقار الكبير عمار الشريعي.
استغلت عفاف موهبتها الغنائية من خلال المشاركة في عدد من المسرحيات الاستعراضية والتي تألقت فيها وحققت نجاحا لدى الجمهور، بدأتها بمسرحية "ياسين ولدي" في عام 1971.
ثم مسرحية "دنيا البيانولا" في عام 1974، وبعدها مسرحية "الشخص" في عام 1982، ومسرحية "آه يا غجر" في عام 1993.
وكان أخر ظهور لها على خشبة المسرح في مسرحية "أراجوز للبيع" عام 1996، وعلى الشاشة الصغيرة قدمت مسلسل "زمن الحلم الضائع" في عام 1992.
أما في السينما فقد شاركت في بطولة الفيلم الشهير "مولد يا دنيا" عام 1976، وقامت بدور "زبدة"، وشاركها البطولة محمود ياسين وعبد المنعم مدبولي ولبلبة وسعيد صالح، وحقق الفيلم نجاحا كبيرا واستمر عرضه في السينما لأكثر من 30 أسبوعا.
ومنذ عام 2002 غابت النجمة الكبيرة عن الساحة الفنية لمدة طويلة تجاوزت 17 عاما، وقالت إن السبب يرجع إلى اختلاف المناخ الفني في الوقت الحالي بجانب المعوقات التي تواجه الإنتاج الفني في مصر ومشاكل الدعاية والتسويق للأعمال الفنية.
ولكنها عادت للغناء بعد غياب في عام 2019 حيث أحيت حفلا في "أوبرا دمشق"، وبعد عودتها كتبت على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "أعتذر إليكم عن الابتعاد الفترة الماضية، انتظرونا مع انفرادات جديدة.. وكل عام وأنتم بخير".
تزوجت "كريستالة الغناء المصري" من الدكتور كمال خلوصي، وأنجبت ابنتها الوحيدة "مي" التي ورثت موهبة الغناء وقدمت عددا من الأغاني المميزة خلال الفترة الأخيرة كما ظهرت في إحدى الحفلات وتغني مع والدتها.
المطربة "مي كمال" نجلة النجمة عفاف راضي قالت إن البيئة الموسيقية التي نشأت فيها هي التي ساعدتها على احتراف الغناء.
حيث بدأت دراسة الغناء بمركز تنمية المواهب بدار الأوبرا المصرية، وقامت بالغناء في الحفلات المدرسية وبعد الانتهاء من دراسة الإعلام في الجامعة الأمريكية قامت بدراسة الغناء الأوبرالي بدعم من والدتها.
تم تكريم الفنانة عفاف راضي خلال الاحتفال بيوم المرأة المصرية من السيدة انتصار السيسي قرينة رئيس الجمهورية، وقالت الفنانة الكبيرة: "التكريم كان مشرفا وسعدت به جدا.. وشجعني على العمل والتواجد بشكل أكبر".
وخلال ظهورها في أحد البرامج التلفزيونية خلال شهر رمضان، تحدثت عن رأيها في أغاني المهرجانات وقالت: "المهرجانات حالة وتصنع هيصة جيدة وأتمنى أن يضعوا في أغانيهم كلمات تحث على التوعية، مثل فن المونولوج قديمًا الذي كان يقدمه إسماعيل ياسين ومحمود شكوكو"، وأضافت أنها تستمع بالصدفة لأغاني الراب والمهرجانات والأغاني الشعبية.
كما قالت إنها أصبحت من متابعي السوشيال ميديا بشكل كبير لمعرفة الأخبار والمعلومات التي تريد الحصول عليها خاصة المتعلقة بالأغاني والأنظمة الغذائية المختلفة.
كما حكت الفنانة الكبيرة موقفا مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، حيث ظهرت في إحدى الصور معه وهي حزينة، وقالت إنه حضر إلى إحدى الحفلات ومعه أنبوبة أكسجين ومحاليل وحقن وعلاج كثير.
وبعد الانتهاء من جلسة الأكسجين صعد العندليب إلى المسرح وقام بالغناء كأنه ليس مريضا وبعد نجاح الحفلة والتفاعل الكبير من الجمهور عاد إلى غرفته مرة أخرى وتم تركيب أنبوبة الأكسجين.
