يعد الإعلامي والشاعر العماني عبد الله بن صخر العامري من أبرز الأصوات الإذاعية في عمان، وقد عمل في التدريس قبل دخول الإذاعة وكان من أوائل المعلمين العمانيين، ثم ترك الدراسة واتجه إلى الإذاعة حيث عمل معدًا ومخرجًا لمعظم برامجها، كما عرف بشعره وخاصة شعره الوطني، تعرف أكثر على مسيرته وحياته.
من هو عبد الله بن صخر العامري؟
هو إذاعي وشاعر وصحفي ومعلم عماني ولد في مسقط في عام 1942 ويعد من أهم الأسماء والقامات الإعلامية في عمان،وأبرز الشعراء الذين عرفوا بوطنيتهم وعشقهم بلادهم واشتهروا بالشعر الوطني.
لم يكن عبد الله بن صخر متخصصًا في الإعلام، ولكنه كان إعلاميًا وإذاعيًا بالسليقة، فقد امتلك موهبة إذاعية فذة برزت في البرامج الإذاعية التي أعدها وأخرجها وشارك فيها، ولعله اكتسب براعته تلك من متابعته للإذاعة في بداياته منها إذاعة القارة وإذاعة صوت العرب.
عمل بن صخر في التدريس لمدة 14 عامًا، ثم ترك التدريس من أجل العمل بالإذاعة، وقد عرف بثقفاته وقراءاته وسع اطلاعه وهو ما ساعده على تقديم برامج ثقافية متنوعة في الإذاعة، كما أنه كان واعيًا ويملك رؤية متميزة وواسعة.
كان الراحل متواضعا محبوبا من الجميع، طابعه الحسن، صوته عذب، ويتمتع بإتقان اللغة العربية دون تكلف، ويظل قريبا من الناس، مخلصا لوطنه، ومجتهدا في عمله، ومستعدا لدعم ومساعدة كل مبتدئ في مجالات الفن والثقافة والإعلام.
مسيرته المهنية
عمل عبد الله بن صخر العامري في التدريس لمدة 14 عامًا، وبدأ حياته المهنية بالعمل في المدرسة السعيدية الابتدائية، وكان من أوائل المعلمين في عمان.
بعد سنوات من العمل في التدريس قرر العماري ترك هذه المهنة والاتجاه إلى الإذاعة بعد افتتاح الإذاعة العمانية عام 1970، وعمل مذيعا ومعدًا ومخرجًا للكثير من البرامج.
تدرج العامري في المناصب حتى أصبح مديرًا للإذاعة العمانية وذلك في عام 1973، ثم ترك الإذاعة وعمل في وزارة الخارجية وتحديدًا في الدائرة السياسية حيث تم تكليفه بشؤون جامعة الدول العربية.
عمل بعدها عضوًا في البعثة الدبلوماسية العمانية في المملكة العربية السعودية، كما عمل مساعدًا لوكيل وزارة الأراضي والبلديات. شغل الراحل كذلك منصب مدير عام وزارة الأشغال العامة.
وبعد سنوات من العمل السياسي والإداري عاد العامري للعمل في وزارة الأعمال وشغل عدة مناصب فيها، منها مدير عام الإعلام، ومدير عام دار صحيفة عمان. شغل الراحل أيضًا منصب رئيس تحرير صحيفة عمان اليومية، كما أشرف على صحيفة الأوبزيرفر التي كانت تصدر عن دار عمان.
في منتصف الثمانينات تم اختياره لشغل وظيفة وكيل وزارة الداخلية وقد ظل يشغل هذا المنصب من عام 1985 إلى عام 1988، أما آخر المناصب التي تقلدها كانت منصب مستشار وزارة التراث والثقافة.
دوره في الإذاعة
كما ذكرنا سابقًا فإن الإعلامي عبد الله بن صخر العامري من أبرز الأصوات في الإذاعة العمانية، فقد اشتهر بصوته القوي المعبر، وعمل في قراءة نشرات الأخبار ومقدمًا للبرامج، كما قدم تعليقات سياسية بعد النشرة المسائية.
أجرى العامري في الإذاعة المقابلات وأعد مختلف البرامج الإذاعية الثقافية منها والسياسة والتاريخية وبرامج المنوعات أيضًا، وقد تميز بخامة صوت الإذاعية الفريدة التي علقت في أسماع كل مستمعي الإذاعة في ذلك الوقت.
تمكن العامري من اللغة العربية وأساليبها أشد تمكين، وكان بارعًا في الحوار ويعتبر من أمهر المذيعيين في الشرق الأوسط رغم أنه لم يكن متخصصًا في الإعلام، كما لم يكن على دراية بالعمل الإذاعي قبل تجربة الإذاعة.
كانت التجربة الإذاعية الأولى لعبد الله بن صخر العامري قبل إذاعة عمان هي دورة سريعة استمرت لمدة أسبوعين في إذاعة صوت الساحة في الشارقة عام 1970، وقد امتلك الراحل موهبة إذاعية استمدها من استماعه للإذاعات العربية الشهيرة في ذلك الوقت مثل إذاعة القاهرة وإذاعة صوت العرب.
عمله في الصحافة
بجانب العمل الإذاعي عمل عبد الله بن صخر العامري في مجال الصحافة فقد قدم مجموعة من المقالات الدراسات والبحوث والمحاضرات، وشغل منصب رئيس تحرير عدد من الصحف العمانية.
تعاون العامري مع الكاتب الأديب سالم الغيلاني في مجلة "السراج"، وشغل منصب رئيس تحرير المجلة لفترة، كما كان يكتب عمودًا أسبوعيًا في جريدة "الوطن" وتحدث عن موضوعات مختلفة ثقافية وفنية وأدبية واجتماعية وغيرها. ألف الراحل كتابًا واحدًا صدر عام 1986 تحت عنوان "خواطر الأيام".
أشعار عبد الله بن صخر العامري
عرف عبد الله بن صخر العامري بحبه للشعر، وقد بذل مجهود كبير في هذا المجال، وتركزت مساهماته الشعرية في كتابة القائد الغنائية التي تغنى بها عدد من المطربين في عمان الذين قدموا له الدعم والتشجيع.
أراد الراحل أن ينشر ديوانا مطبوعا له ولكنه رحل قبل تحقيق هذا الهدف، وقد تولى هذه المهمة ابنه أحمد الذي جمع نتاج والده الشعري وطبعه في كتاب على نفقته الخاصة.
ومن قصائده الشهيرة قصيدة بعنوان "كان حلمًا" ويقول فيها:
كان حلما.. أصبح الحلم حقيقة
وحياتي.. كلها صارت دقيقة!!
فالهنا غرد لحنا
والصفا أبعد حزنا
ودقيقة.. تركت من بعدها ذكرى رقيقة
يا هوى النفس الذي أضفى جمالا
يا مناها.. والذي فاض دلالا
سعدت بالحب نفسي
والتقى يومي بأمسي
والحقيقة.. أن حبي لم يكن لإلا
وثيقة
أنت من يعلم كم في الحب معنى
وتيقنت بعمق.... فترفق بالمعنى
وعلى طول الليالي
أنت دوما في خيالي
والحقيقة... تركت ذكراك آثارا
عميقة
اشتهر العامري كذلك بكتابة القصيدة الوطنية، ولعل أهم قصائده الوطنية وأكثرها شهرة قصيدة "كنت بالأمس عماني"، والتي يقول فيها:
كنت بالأمس عُماني
وأنا اليوم عُماني
وغداً أبقى عُماني
ومدى الدهر .. عُماني
أنا مهما عشت للعليا أنادي
أنا مهما غبت لن أنسى بلادي
افتديها بفؤادي
فعمان هي أسمى ما عرفت من مبانِ
ومن أغنياته الرائعة أيضًا أغنية لحنها الموسيقار محمد عبد الوهاب في عام الشبيبة العماني عام 1983، والتي يقول فيها:
عام الشبيبة في بلادي للمروءة والحمى
عام به الآمال ترقى سلّما
عام سما فتبسّما
يحكي لأهل الأرض أن عمان ترقى الأنجما