عبد الرحمن دمشقية.. الداعية والمناظر اللبناني الشهير

اشتهر الداعية اللبناني عبد الرحمن دمشقية بمناظراته مع الطوائف والأديان المختلفة، وبمؤلفاته الدينية التي يرد فيها على شبهات الطوائف والأديان الأخرى، وقد ترجمت العديد من كتبه إلى لغات مختلفة، كما نشر كتب باللغة الإنجليزية، تعرف أكثر على مسيرته وحياته وأهم المحطات في مسيرته المهنية والدعوية.

من هو الشيخ عبد الرحمن الدمشقية؟

عبد الرحمن محمد سعيد دمشقية هو داعية وإمام مسجد ومعلم لبناني ولد في 11 يونيو عام 1957 في رأس النبع في العاصمة اللبنانية بيروت.

يعد الشيخ عبد الرحمن من أشهر شيوخ السنة في لبنان والوطن العربي، وقد اشتهر بمناظراته الدينية مع الشيعة والمسيحيين ألف العديد من الكتب الدينية التي ترد عليهم وتثبت بطلان حججهم.

درس الدمشقية في لبنان والسعودية، وقد عمل في السعودية لمدة 30 عامًا ثم انتقل إلى المملكة المتحدة وعمل إمامًا في أحد المساجد هناك، وبجانب ذلك فقد عمل في الترجمة الفورية في بعض المساجد.

نشأته ودراسته

نشأ الشيخ عبد الرحمن دمشقية في منطقة طريق الجديدة في العاصمة بيروت، وقد عُرف بنبوغه وحبه للقرآن الكريم منذ صغره.

درس الشيخ الدمشقية في كلية أصول الدين في جامعة الإمام بالعاصمة السعودية الرياض وحصل على درجة البكالوريوس في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة.

أتم دمشقية دراسته العليا وحصل على درجة الماجستير من مدارس الفواق الإسلامي في باكستان، ثم حصل على درجة الدكتوراه من الجامعة الأمريكية المفتوحة في الولايات المتحدة الأمريكية بدرجة امتياز، وذلك في عام 2006.

الدكتور دمشقية يتقن اللغة العربية والإنجليزية والفرنسية كذلك، وله عدد من المؤلفات باللغتين العربية والإنجليزية، وقد عمل مترجمًا فوريًا ومدرسًا للغة الإنجليزية لسنوات طوال.

مسيرته المهنية

بعد التخرج من الجامعة حصل الشيخ عبد الرحمن الدمشقية على إجازة في تدريس اللغة الإنجليزية من وزارة التربية بالمملكة العربية السعودية، ثم عمل مدرسًا للغة الإنجليزية لمدة 3 سنوات في مدارس رياض الصالحية ورياض نجد.

في عام 1994 عمل الدمشقية لمدة عام كامل كمحقق علمي للمخطوطات ومدخل بيانات في مركز الملك فيصل بالرياض، ثم اتقل للإمامة وعمل إمامًا لمسجد التحلية في الرياض لمدة 24 عامًا.

بجانب عمله في الإمام بالرياض عمل الشيخ دمشقية مترجمًا فوريًا للغة الإنجليزية لخطب الجمعة في مسجد الكندي في الحي الدبلوماسي في الرياض.

ومن الرياض إلى اسكتلندا حيث انتقل الشيخ للعمل إمامًا وخطيبًا في مسجد الملك فهد في مدينة أدنبرة لفترة، وبعدها انتقل للعمل في مسجد التقوى في مدينة بليموث جنوب غرب لندن ويعمل فيها الآن.

مؤلفات عبد الرحمن دمشقية

للشيخ عبد الرحمن دمشقية العديد من المؤلفات باللغتين العربية والإنجليزية، فالشيخ يتقن اللغة الإنجليزية إتقانًا شديدًا فضلًا عن معرفته القوية بالفرنسية كذلك، لكنه أقوى في اللغة الإنجليزية، وقد ترجمت عدد من مؤلفاته إلى لغات مختلفة.

تنوعت مؤلفات الشيخ دمشقية في العقيدة والفقه والحديث والمخطوطات والتحقيقات، وله أكثر من 40 مؤلفًا بالإنجليزية والعربية كتبها على مدار حياته.

ومن مؤلفاته موسوعة أهل السنة في الرد على فرقة الأحباش (مجلدين)، والعقيدة الصحيحة شرط للنجاة، والكتاب المقدس يتكلم (طبع بالإنجليزية والفرنسية والعربية والألبانية والفلبينية)، والأحباش والوهابية، وإفحام المخالفين بمن عندهم من المعتبرين، وأفضل الآيات المختارة من القرآن الكريم.

من مؤلفاته الأخرى الرد على كتاب هل القرآن معصوم، وأولياء الله بين المنهج السلفي وبين العبث الصوفي، وآيات يحتج بها الشيعة، وبين أهل الفتنة وأهل السنة، وابن حزم وموقفه من الأشاعرة، والحبشي: شذوذه وأخطاؤه، والتحريفات الحبشية (تلاعب الأحباش بكتب المؤلفين)، والأخطاء الفاضحة للحبشي، والحبشي وخيانته للإسلام والمسلمين.

كتب كذلك حقائق خطيرة عن الطريقة النقشبندية، وحقائق مهمة عن الطريقة النقشبندية (رسالة ماجستير)، وحزب التحرير، والتصدع في المذهب الأشعري، والطريقة الرفاعية، وظاهرة التكفير في مذهب الشيعة الإمامية، والمقالات السنية في كشف ضلالات الحبشية وتبرئة ابن تيمية، ومناظرة ابن تيمية لطائفة الرفاعية.

من مؤلفاته الشهيرة أيضًا موسوعة أباطيل الكتاب المقدس، وموسوعة المسلم في الاحتجاج على النصارى من كتبهم، والنقد الشامل على السقاف الباطل، ونقد كتاب الكافي، والنقشبندية: عرض وتحليل.

مسيرته الدعوية

اهتم الشيخ عبد الرحمن دمشقية بقراءة كتب العقاد والطوائف والفرق الدينية المختلفة، لذا خصص مسيرته الدعوية ومؤلفاته الدينية للرد على هذه الطوائف من أجل بطلان حججهم وبراهينهم، وقد تخصص في الردود على النصرانية وخصص لها كتبًا وأشرطة مختلفة.

كانت من أهم المحطات في مسيرته الدعوية التحدث عن الكتاب المقدس وقد خصص له كتابًا بعنوان "الكتاب المقدس يتكلم" وطبع لعدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والألبانية والفرنسية والفلبينية أيضًا.

كان للشيخ دمشقة مناظرات شهيرة مع النصارى، وكانت أول مواجهة له مع الأحباش في بيروت وتحديدًا في مسجد الداعوق، كما كتب كتابًا كاملًا للرد على شيخ الأحباش بعنوان "الرد على الحبشي".

خصص الشيخ دمشقية الكثير من مؤلفاته ومناظراته الدينية للرد على الشيعة أيضًا، ومن مؤلفاته الناجحة فيها كتاب "بين أهل السنة وأهل الفتنة"، ثم أصبح الكتاب مجلدًا كاملًا بعنوان "شبهات أهل الفتنة وأجوبة أهل السنة"، وأصبح الكتاب في بعد موسوعة كبيرة.

اهتم الشيخ دمشقية بالتصوف والرد عليهم، ومن كتبه عن التصوف كتاب "أبو حامد الغزالي والتصوف"، كما كتب كتابًا بعنوان "حوار هادئ بين السنة والشيعة.

الشيخ دمشقية أيضًا مناظر للقساوسة باللغة الإنجليزية، وقد ناظر الشيعة كذلك، ومن شيوخ الشيعة الذي رد عليه هو الشيخي الكوراني، وكتب كتابًا للرد عليه أيضًا بعنوان "التوفيق الرباني في كشف ضلالات الكوراني".

موقع الشيخ عبد الرحمن الدمشقية

يملك الشيخ عبد الرحمن دمشقية موقعًا على الإنترنت ينشر فيه دروسه وخطبه ومحاضراته والمقالات التي يكتبها، كما ينشر عدد من المقالات من أجل الرد على الشبهات.

وفي موقع عبد الرحمن الدمشقية تُنشر كل كتبه التي كتبها طوال حياته بشكل مجاني تمامًا وللتحميل على الأجهزة ليستفيد منها عموم المسلمين، كما يوفر كتبه المترجمة إلى لغات مختلفة أيضًا بالمجان على موقعه.