عاطف الطيب هو مخرج الغلابة الذي تحدث عنهم في أفلامه ودافع عن حقوقهم، وقدم مجموعة من أعظم الأفلام في تاريخ السينما المصرية والتي تظل علامات بارزة، فمن منا لم يحب ضد الحكومة، كتيبة الإعدام، سواق الأتوبيس، وكل الأعمال التي جاءت بتوقيعه، مسيرته الفنية وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية...
نشأة عاطف الطيب وحياته
ولد عاطف الطيب في مركز المراغة بمحافظة سوهاج يوم 26 ديسمبر عام 1947، وتوفي يوم 23 يونيو عام 1995، كان "الطيب" يعشق السينما منذ صغره، ليقرر الالتحاق بالمعهد العالي للسينما قسم إخراج، وحصل على البكالوريوس في عام 1970.
بدأ "الطيب" مسيرته الفنية منذ دخوله المعهد بالعمل مساعد مخرج لعدد كبير من كبار المخرجين ومنهم، يوسف شاهين، شادي عبد السلام، محمد شبل، ومدحت بكير، وفي عام 1982 قدم "الطيب" أول فيلم من إخراجه وهو الغيرة القاتلة.
تألق في تقديم العديد من الأفلام التي تعد علامات بارزة في السينما المصرية ومن أشهرها، ضد الحكومة، سواق الأتوبيس، البرئ، الهروب، ملف في الآداب، وليلة ساخنة، وتم اختيار 3 أفلام من أفلامه ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.
تعرض الطيب لهجمة شرسة في الصحافة وصلت لاتهامه بالخيانة من الكاتب الصحفي إبراهيم سعدة، بعد إخراجه فيلم ناجي العلي الذي يروي قصة رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، وطالت الهجمة كل صناع العمل سواء السيناريست بشير الديك أو الفنان نور الشريف وتدخل أسامة الباز مستشار الرئيس الأسبق حسني مبارك وأوقف الهجمة عليهم في الصحف.
أما عن زوجة عاطف الطيب، فتزوج "الطيب" بعد قصة حب كبيرة جمعته بموظفة في معهد جوته، بدأت قصة الحب بعدما طلب منها "الطيب" تذاكر لمهرجان الفيلم الألماني وكان أول لقاء بينهم في عام 1982، وفي ذلك الوقت لم يكن يمتلك أي أموال لأنه خسر كل أمواله في فيلم الغيرة القاتلة، وبعدما استطاع تدبير 2000 جنيه تقدم لخطبتها وتزوجوا بعد انتهائه من تصوير فيلم الحب فوق هضبة الهرم.
وفي لقاء للنجمة لبلبة قالت إن الشخص الوحيد في الوسط الفني الذي كانت تتمنى الزواج منه هو المخرج عاطف الطيب الذي شعر بموهبتها حتى قبل أن تتعامل معه.
وقع خلاف بين المخرج عاطف الطيب والنجم أحمد زكي حول الرؤية الإخراجية لمشهد المرافعة داخل فيلم ضد الحكومة، فكان أحمد زكي يريد تصوير المشهد بلقطات مقربه من ملامح وجهه، ولكن "الطيب" أصر على تقديمها باستعراض كامل للمحكمة كما ظهرت في الفيلم الشهير.
في مسيرته الفنية تعاون عاطف الطيب مع الكاتب القدير وحيد حامد في 5 أفلام، وتعاون في 4 أفلام مع المؤلف بشير الديك، وتعاون في 3 أفلام مع الكاتب مصطفى محرم، وتعاون في فيلمين مع الكاتب أسامة أنور عكاشة. كما خاض تجربة إخراج الفيديو كليب مرتين، مع النجمة لطيفة في أغنية كتبتلك، ومع النجمة أنغام في أغنية شنطة سفر.
عان عاطف الطيب في صغره من حمى روماتيزمية، وكانت الرعاية الصحية سيئة في بلدته في مركز المراغة فسببت تلك الحمى له أزمة في القلب، وأصيب بالسكري أيضا، ورغم حالته الصحية كان يعمل لساعات طويلة كل تلك الأمور أثرت على حالته الصحية، ورفض "الطيب" تلقي العلاج على نفقة الدولة في ألمانيا، وقال إن "الغلابة" الذين يحدث عنه في أفلامه أحق.
توفي "لطيب" بعد إجراء جراحة في القلب ولم يستطع استكمال فيلمه الأخير جبر الخواطر، وأكمل مونتاج الفيلم كاملا المونتير أحمد متولي.
مسيرته الفنية
بعد أن انتهى عاطف الطيب من الدراسة في المعهد التحق بالخدمة العسكرية في الفترة من 1971 وحتى عام 1975، وشارك في حرب أكتوبر عام 1973، وفي أثناء وجوده في الخدمة العسكرية أخرج فيلما قصيرا من إنتاج المركز القومي للأفلام التسجيلية والقصيرة وهو جريدة الصباح في عام 1972.
وبدأ حياته مساعد مخرج مع المخرج القدير شادي عبد السلام، وفي عام 1978 أخرج فيلم "المقايضة" وهو فيلم قصير تعاون فيه مع المركز التجريبي.
وفي نفس العام كان مساعد مخرج فيلم الرغبة والثمن مع المخرج يوسف شعبان، وفي عام 1979 كان مساعد مخرج فيلم إسكندرية ليه مع المخرج يوسف شاهين، وفي عام 1981 كان مساعد مخرج فيلم "أنياب" مع المخرج محمد شبل.
وتألق أيضا كمساعد مخرج في العديد من الأفلام الأجنبية التي تم تصويرها في مصر ومنها فيلم الجاسوس الذي أحبني من بطولة جيمس بوند، فيلم جريمة على نهر النيل، وفيلم أبو الهول، وكانت بداية إخراج "الطيب" لفيلم روائي طويل هي فيلم الغيرة القاتلة في عام 1982.
في نفس العام 1982 قدم "الطيب" واحد من روائع السينما المصرية وهو فيلم سواق الأتوبيس من بطولة النجوم نور الشريف وميرفت أمين، وفي عام 1984 أخرج الفيلم الشهير التخشيبة، وفي عام 1985 تعاون مع نور الشريف مجددا في فيلم الزمار.
في عام 1986 أخرج "الطيب" فيلم ملف في الآداب من بطولة النجوم مديحة كامل، صلاح السعدني، وفريد شوقي، وفي نفس العام أخر فيلم الحب فوق هضبة الهرم من بطولة النجوم أحمد زكي وآثار الحكيم.
وفي نفس العام أيضا أخر الفيلم الشهير البرئ، وفي عام 1987 تعاون مع النجم نور الشريف في فيلم ضربة معلم، وفي نفس العام أخرج فيلم البدرون، وأيضا فيلم أبناء وقتلة من بطولة النجوم محمود عبد العزيز، نبيلة عبيد، رجاء حسين، أحمد سلامة، شريف منير، وخلود.
في عام 1988 أخرج فيلم الدنيا على جناح يمامة، وفي العام التالي 1989 أخرج فيلم كتيبة الإعدام من بطولة النجوم نور الشريف، معالي زايد وممدوح عبد العليم، وفي نفس العام تعاون مع النجم نور الشريف في فيلم قلب الليل.
في عام 1991 أخرج فيلم الهروب، وفي عام 1992 تعاون مع النجم نور الشريف والسيناريست بشير الديك في فيلم ناجي العلي والذي سبب له أزمات كبرى، وتألق في عام 1992 في فيلم ضد الحكومة من بطولة النجوم أحمد زكي وعفاف شعيب.
وفي نفس العام أخرج فيلم دماء على الأسفلت، وفي العام التالي 1993 أخرج فيلم إنذار بالطاعة، وفي عام 1994 أخرج فيلم كشف المستور، وفي عام 1995 أخرج فيلم ليلة ساخنة، وأخر أفلامه هو جبر الخواطر في عام 1998 والذي لم يكمله ورحل قبل أن يقوم بالمونتاج الخاص به.