عاصفة تاريخية تجمد أمريكا: درجات حرارة غير مسبوقة منذ 2011

تواجه الولايات المتحدة الأمريكية أقسى عاصفة شتوية منذ عقد من الزمن، حيث يستعد ملايين الأمريكيين لمواجهة موجة من الثلوج الكثيفة ودرجات الحرارة المنخفضة بشكل غير مسبوق. 

وقد أكدت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية أن العاصفة التي بدأت في وسط البلاد ستتحرك نحو الشرق خلال اليومين المقبلين.

حالة الطوارئ في خمس ولايات

في خطوة استباقية لمواجهة الظروف الجوية القاسية، أعلنت خمس ولايات أمريكية حالة الطوارئ وهي: كنتاكي، فرجينيا، كانساس، أركنساس وميزوري. 

وقد صرحت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية أن المناطق الوسطى من البلاد ستشهد "اضطرابات كبيرة في الحياة اليومية" مع "ظروف قيادة خطيرة أو مستحيلة" وإغلاقات واسعة النطاق حتى يوم الأحد.

درجات حرارة قياسية 

يشير المتخصصون في الأرصاد الجوية إلى أن شهر يناير الحالي قد يكون الأبرد منذ عام 2011، حيث سجلت درجات الحرارة آنذاك 30 درجة فهرنهايت (-1 درجة مئوية)، وهو ما يقل بمقدار 0.8 درجة فهرنهايت (0.4 درجة مئوية) عن المتوسط المسجل بين عامي 1901 و2000. 

وقد شهد يناير 2011 عدة عواصف شتوية أثرت على شمال شرق الولايات المتحدة، مما أدى إلى تحطيم الأرقام القياسية لتساقط الثلوج في مدينة نيويورك وهارتفورد، كونيتيكت.

رياح قطبية قاسية تضرب كانساس

تتوقع هيئة الأرصاد الجوية في مدينة ويتشيتا - إحدى المدن الرئيسية في جنوب وسط كانساس - أن تصل درجات حرارة الرياح إلى -20 درجة فهرنهايت (-29 درجة مئوية) أو أقل. وستشهد مدينتا راسل وسالينا أشد الرياح برودة صباح يوم الاثنين. 

وقد سجل مكتب هيئة الأرصاد الجوية في واشنطن بالفعل درجات حرارة منخفضة وصلت إلى 13.7 درجة فهرنهايت (-10 درجات مئوية) بالقرب من مطار دالاس الدولي.

تأثيرات العاصفة على حركة النقل والطيران

استجابة للظروف الجوية القاسية، أصدرت شركة American Airlines تنبيهات سفر لـ 46 مطاراً في عدة ولايات، من كانساس وميزوري إلى بنسلفانيا ونيوجيرسي. 

وقد عرضت الشركة إمكانية التنازل عن رسوم تغيير التذاكر للمسافرين المتأثرين بالاضطرابات المحتملة للرحلات. 

كما قدمت شركات Delta وSouthwest وUnited خدمات مماثلة لعملائها.

الدوامة القطبية: السبب العلمي وراء العاصفة

يفسر خبراء الأرصاد الجوية أن الطقس القاسي ناتج عن ظاهرة الدوامة القطبية - وهي منطقة من الهواء البارد تدور حول القطب الشمالي. 

وفي الظروف العادية، تبقى هذه الدوامة في محيط القطب الشمالي، لكنها قد تتحرك وتتوسع، مما يؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة في المناطق الجنوبية بشكل غير معتاد. 

وقد بدأت الدوامة القطبية في التوسع فوق الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة قبل أن تبدأ العاصفة الشتوية في الضرب مساء يوم السبت.

توقعات وتحذيرات مستمرة حتى الثلاثاء

تتوقع هيئة الأرصاد الجوية الوطنية تساقط ما لا يقل عن 15 بوصة (38.1 سم) من الثلوج - وهو الأثقل منذ عقد - مما سيؤدي إلى انخفاض كبير في مستوى الرؤية، ويجعل السفر "خطراً للغاية". 

بالإضافة إلى ذلك، ستصاحب العاصفة رياح قوية تصل سرعتها إلى 40 ميلاً في الساعة (64 كم/ساعة) مع احتمال حدوث عواصف ثلجية.
 ومن المتوقع أن تكتسح العاصفة شرقاً من وسط الولايات المتحدة والغرب الأوسط طوال يوم الأحد، لتصل إلى منطقة وسط المحيط الأطلسي بحلول المساء.

إجراءات احترازية على مستوى الدولة

تم وضع 30 ولاية تحت تنبيه الطقس مع توقع انتقال العاصفة شرقاً عبر البلاد، وتستعد مدن رئيسية مثل واشنطن العاصمة وبالتيمور وفيلادلفيا لظروف ثلجية وجليدية من يوم الأحد حتى الاثنين. 

وقد حذرت هيئة الأرصاد الجوية من أن "ظروف انعدام الرؤية ستجعل السفر خطراً للغاية، مع احتمال عدم إمكانية المرور على الطرق وخطر كبير من تعطل السيارات".

ومن المتوقع أن تستمر الاضطرابات حتى يوم الاثنين، قبل أن تبدأ العاصفة في الهدوء صباح يوم الثلاثاء.