الصحفي طلال سلمان صوت من لا صوت لهم ومؤسس أشهر جريدة عربية وهي جريدة السفير التي كانت لعقود طويلة مرجعية إعلامية للشؤون العربية واللبنانية، وأجرت حوارات ولقاءات مع السياسيين والقادة العرب، في السطور التالية تعرف على مسيرته المهنية وحياته.
من هو طلال سلمان؟
طلال إبراهيم أسعد سلمان هو صحفي لبنان ومؤسس جريدة السفير وموقع على الطريق، ولد في عام 1938 في بلدة شمسطار في محافظة بعلبك في لبنان، وقد بدأ مسيرته الصحفية في خمسينات القرن الماضي.
درس سلمان في جامعة بيروت، وقد عمل في عدة صحف وجرائد عربية منها "الشرق"، و"النضار"، و"الأحد"، و"الحوادث"، و"دنيا العروبة"، و"الصياد. أسس سلمان جريدة "السفير" في أواخر عام 1973 لتصبح واحدة من أشهر الجرائد العربية التي كان لها تأثير في الرأي العام العربي على مدار 40 عامًا من عملها.
حظي الراحل سلمان بتقدير عربي كبير من الإعلامين والسياسيين والرأي العام، وعرف سلمان بآرائه الجريئة وحديثه الصريح عن الأوضاع في لبنان والوطن العربي.
طوال مسيرته المهنية حاول السياسيون والقادة العرب، وقد عرف بتغطيته للكثير من الأحداث السياسية في لبنان والوطن العربي، كما كتب المئات من المقالات الصحفية والكثير من المؤلفات.
تزوج طلال من سيدة اسمها محمود الأسعد، وهي من بلدة الزرارية في جنوبي لبنان عام 1967، ولديه من زوجته 4 أبناء، وهم هنادي وربيعة وأحمد وعلي.
وفاة طلال سلمان
في 25 أغسطس عام 2023 توفي الصحفي اللبناني طلال سلمان عن عمر 85 عامًا بعد صراح مع المرض في أحد مستشفيات بيروت، حيث كان يتعالج فيها بعد تدهور صحته قبل وفاته بأشهر.
وبعد وفاته نعاه العديد من الإعلاميين في لبنان، ومنهم جورج قرداحي، الذي كتب عنه: "رحل الأستاذ.. علم من رجالات الإعلام الكبار في بلادي، حمل قلمه ومضى.. صوت من لا صوت لهم". ونعاه أيضًا الصحفي اللبناني بيار أبي صعب، والإعلامية اللبنانية غادة عويس وغيرهم من الإعلاميين.
وكانت صحة طلال سلمان قد تدهورت قبل أشهر من وفاته، ودخل المستشفى على إثر وعكته الصحية ليتوفى تاركًا ورائه الكثير من المقالات والمؤلفات الهامة التي غطت أحداث سياسية في لبنان والوطن العربي.
مسيرته المهنية
درس الصحفي طلال سلمان في عدة مدارس في لبنان بسبب تنقل والده في عدة مدن لبنانية، وأنهى دراسته الثانوية عام 1955، ثم بدأ مسيرته المهنية في الصحافة في جريدة النضال كمصحح، ثم عمل صحفيًا بدون راتب في جريدة "الشرق" وذلك في أواخر عام 1956.
تدرب سلمان في عدد من الصحف اليومية، وفي عام 1957 بدأ العمل كمحرر صحفي في مجلة الحوادث، وفي نفس الجريدة عمل سكرتيرًا للتحرير. بعد 3 سنوات انتقل للعمل في مجلة "الأحد" عام 1960 وتولى إدارة تحرير المجلة فيها.
في عام 1962 قرر سلمان السفر إلى الكويت، وهناك أصدر مجلة "دنيا العروبة" لعبد العزيز المساعيد، صاحب دار الرأي العام، وقد تولى سلمان رئاسة تحرير المجلة لفترة قصيرة ثم قرر العودة إلى بيروت من جديد.
في عام 1963 وبعد مغادرة الكويت تولى طلال سلمان إدارة تحرير مجلة الصياد، ثم تنقل بين مجلات الصياد والأحد والحرية بداية من عام 1963، وحتى عام 1973، وخلال عمله في هذه المجلات غطى الكثير من الأحداث العربية.
بفضل مقالاته وحواراته مع الملوك والرؤساء والقادة العرب، ومعالجته للعديد من الملفات والقضايا السياسية والمجتمعية في لبنان والوطن العربية عرف الراحل طلال سلمان داخل عدد من الدول العربية.
إنجازات طلال سلمان
خلال مسيرته الصحفية التي زادت عن 60 عامًا قابل طلال سلمان الملوك والرؤساء والشخصيات السياسية الهامة، وأجرى حوارات صحفية معهم، منهم جمال عبد الناصر، وأحمد حسن البكر، وصدام حسين، وعبد الفتاح إسماعيل، وحافظ الأسد.
أجرى سلمان كذلك حوارات مع رئيس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله، وآية الله الخميني، وأبي الحسن بني صدر، كما كانت له صلات رسمية وشخصية مع عدد من رؤساء لبنان.
اشتهر الراحل بافتتاحياته المدوية ومقالاته الجريئة والقوية، ففي عام 1991 نشرت واحدة من أشهر مقالات طلال سلمان بعنوان "إلى جهنم السبب والمستفيد، لكنه دمي هذا الذي يجري"، وتحدث فيها عن العمليات الحربية ضد العراق والتواجد الأجنبي هناك، وذلك بعد قرار صدام حسين بدخول الكويت.
أجرى طلال حوارات كثيرة مع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، ولعل أهم الحوارات التي أجراها معه نشرت في جريدة السفير في شهر أبريل عام 2014، وقد كرمه حزب الله في عام 2017 وحضر التكريم عدد من الشخصيات السياسية والاجتماعية.
تأسيس مجلة السفير
في عام 1973 قرر الصحفي طلال سلمان إصدار مجلة السفير اليومية، وكتب فيها طلال مقالات على مدار 40 عامًا من عمل الصحيفة. في مارس عام 1974 أصبح شعار الجريدة " جريدة لبنان في الوطن العربي، وجريدة الوطن العربي في لبنان"، بجانب شعار آخر وهو "صوت الذين لا صوت لهم".
عُرفت جريدة السفير بتأييدها للقومية العربية، وقد غطت الجريدة الأحداث السياسية والاقتصادية في الوطن العربي، بجانب تغطية أخبار الفن والرياضة والثقافة والمجتمعات، فضلًا عن التحقيقات الميدانية والبيئية.
واجهت جريدة السفير العديد من العقبات، فمع صدور العدد الثاني منها رفعت ضدها دعوة قضائية، ووصل عدد الدعوات القضائية التي رفعت على المجلة في عامها الأول فقط 16 دعوى قضائية.
ليس هذا فحسب، فقد تعرضت الجريدة، وبالطبع طلال سلمان، للترهيب، ففي عام 1984 تعرض سلمان لمحاولة اغتيال استهدف مبنى الجريدة بالصواريخ والعبوات الناسفة خلال الحرب الأهلية اللبنانية، ولكنه نجا منها.
خلال 40 عامًا من نشر الجريدة تعرض للتوقيف 3 مرات من الحكومة اللبنانية، وفي ديسمبر 2016 صدر العدد الأخير للجريدة بعد 42 عامًا على تأسيسها بسبب مصاعب مالية وأزمات تعرض لها الإعلام في لبنان.
موقع على الطريق طلال سلمان
بعد إغلاق مجلة السفير بدأ طلال سلمان يكتب على موقع إلكتروني اسمه "على الطريق" وكان هذا نفس عنوان زاويته الأسبوعية في الجريدة، وقد كتب عن موضوعات سياسية تخص لبنان والدول العربية.
مؤلفات طلال سلمان
للصحفي الراحل العديد من المؤلفات التي تحدث فيها عن موضوعات كثيرة مثل القضية الفلسطينية والصحافة والثقافة وغيرها، ومن مؤلفات كتاب "مع فتح والفدائيين" عام 1969 وكتاب "الهزيمة ليست قدرًا"، عام 1995.
ألف كذلك كتاب "إلى أميرة اسمها بيروت"، وكتاب "كتابة على جدار الصحافة" عام 2012، وكتاب "هوامش في الثقافة والأدب والحب" عام 2001 وغيرها من الكتب.