صادرات الصين تقفز بنسبة 10.7% في ديسمبر

أظهرت بيانات من مصلحة الجمارك الصينية يوم الاثنين أن صادرات وواردات الصين في ديسمبر تجاوزت التوقعات بشكل كبير، وذلك في وقت تلوح فيه مخاطر ارتفاع التعريفات الجمركية. 

وقد عانت الصين من تراجع في الطلب المحلي؛ بسبب أزمة عقارية مستمرة، مما جعل البلاد تعتمد بشكل أكبر على الصادرات لدفع النمو الاقتصادي.

ارتفاع الصادرات والواردات يفوق التوقعات

وفقًا للبيانات، قفزت الصادرات الصينية في ديسمبر بنسبة 10.7% مقارنة بالعام الماضي، متجاوزة توقعات نمو بنسبة 7.3% وفقًا لاستطلاع أجرته رويترز.

كما ارتفعت الواردات بنسبة 1.0%، محققة انتعاشًا بعد انكماشها خلال الشهرين السابقين، وكان المحللون يتوقعون انخفاض الواردات بنسبة 1.5%.

وقال بروس بانغ، الباحث الأول في المعهد الوطني للتمويل والتنمية، إن التوقعات لنمو الصادرات على مدار العام تبدو أقل تفاؤلاً، حيث إن "زيادات التعريفات الجمركية المحتملة قد تُضعف الزخم".

وأضاف أن الواردات قد تشهد مزيدًا من الانتعاش على المدى القصير، مدعومة بزيادة الطلب على السلع الصناعية مع تسريع الإنفاق المالي.

ضعف الطلب المحلي يعيق النمو

وأشارت البيانات أيضًا إلى أن إجمالي الصادرات الصينية المقومة باليوان ارتفعت بنسبة 7.1% العام الماضي، بينما زادت الواردات بنسبة 2.3%. 

وقد عززت المكاسب في حصة السوق العالمية من الصادرات الصينية، خاصة مع ضعف قيمة اليوان.

ومع ذلك، فإن الاقتصاد الصيني لا يزال يعاني من ضعف الطلب المحلي؛ بسبب تباطؤ قطاع العقارات وتباطؤ نمو مشاريع البنية التحتية للحكومات المحلية.

صادرات قوية إلى الأسواق الرئيسية

وفي ديسمبر، ارتفعت الشحنات إلى معظم الأسواق، حيث سجلت الصادرات إلى دول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والولايات المتحدة نموًا بنسبة 18.9% و15.6% على التوالي مقارنة بالعام الماضي.

كما ارتفعت الواردات من الولايات المتحدة بنسبة 2.6%، ومن آسيا بنسبة 5.4%.

من ناحية أخرى، ارتفعت الصادرات إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 8.76%، بينما انخفضت الواردات بنسبة 4.9%، كما زادت الصادرات إلى روسيا بنسبة 5.5%، بينما تراجعت الواردات بنسبة 4.7%. 

وقد سجلت الصادرات الصينية من السيارات الكهربائية وأشباه الموصلات نموًا ملحوظًا بنسبة 13.1% و18.7% على التوالي العام الماضي.

مخاوف من ارتفاع التعريفات الجمركية

مع اقتراب تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير، تزايدت المخاوف من فرض تعريفات جمركية إضافية على الصادرات الصينية.

وقد تعهد ترامب بفرض رسوم إضافية بنسبة 10% على جميع السلع الصينية التي تدخل الولايات المتحدة.

ومنذ أواخر سبتمبر، عززت السلطات الصينية الدعم السياسي لتحفيز الاقتصاد وسط تباطؤ النمو وتصاعد التوترات الاجتماعية، ومع ذلك، لا تزال هناك حذر في التعامل مع هذه الإجراءات، حيث أشار جابرييل ويلداو، المدير العام في تينيو، إلى أن "بقايا الحذر والضبط الذاتي لا تزال قائمة".

توقعات للنمو الاقتصادي

من المقرر أن تعلن الصين عن بيانات الناتج المحلي الإجمالي للعام الكامل والربع الرابع يوم الجمعة، ومن المتوقع أن يبلغ النمو 5.1% على أساس سنوي في الربع الأخير من عام 2024.

وقد تعهدت القيادة الصينية بجعل تعزيز الاستهلاك المحلي أولوية قصوى هذا العام، مع توسيع الإنفاق المالي لتمويل سياسات استبدال السلع الاستهلاكية وتحديث المعدات.