شهر رمضان الكريم.. فضائل وأعمال محببة وسبب تسميته

شهر رمضان سمي بهذا الاسم لأنه كان يوافق شدة الحر عند العرب قديما، والرمض هو اشتداد حرارة الشمس على الرمال والحجارة. وقد ذكر الله تعالى في القرآن أنه شهر أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.

وهو شهر مبارك فيه الكثير من الخيرات والفضائل والبركات. وفيه فرض الله على المسلمين الصوم والقيام والتراويح والزكاة والصدقات والإحسان. وفيه شهد الإسلام العديد من النصر والفتح والغزوات. وهو شهر ينتظره المسلمون بفارغ الصبر ويودعونه بالدموع والأسى. نسأل الله أن يجعلنا من صوامه وقوامه ومغفور لهم. آمين.

شهر رمضان هو الشهر التاسع في التقويم الهجري، وهو شهر الصوم والعبادة والقرآن للمسلمين. تاريخ بداية ونهاية شهر رمضان يتغير كل عام حسب ظهور الهلال، ويختلف أيضا من بلد لآخر.

الفضائل التي يحصل عليها المسلم في رمضان

• المسلم يحصل على العديد من الفضائل والثواب في شهر رمضان، منها:
• الصيام يكفر الذنوب ويزيد الإيمان والتقوى.
• القيام والتراويح يغفر الله بها ما تقدم من الذنب.
• تلاوة القرآن والاستماع إليه يجلب الهداية والبركة والشفاعة.
• العمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم.
• ليلة القدر خير من ألف شهر وفيها تنزل الملائكة والروح.
• الصدقة والزكاة والإحسان تضاعف في رمضان وتطفئ الخطايا.
• الدعاء مستجاب في رمضان وللصائم دعوة لا ترد.
• الإفطار على الصائمين وإطعام الفقراء والمساكين يجلب الأجر العظيم.
• العتق من النار والدخول إلى الجنة برحمة الله وفضله.

هذه بعض من فضائل شهر رمضان المبارك، ولكن لا تنسى أن الله يراقبك في كل وقت ومكان، وأن تجنب المعاصي والمحرمات واللغو والجدال والغيبة والنميمة والكذب والغش والحسد والبغضاء والحقد والعنف والظلم والفساد وكل ما يسخط الله. واجعل رمضان فرصة للتوبة والاستغفار والتقرب إلى الله بالطاعات والأعمال الصالحة.

واحرص على الاستفادة من هذا الشهر الفضيل قبل أن يفوتك. وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: “من لم يغفر له في رمضان ففي أي شهر يغفر له؟” . نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأن يجعلنا من أهل الجنة. آمين.

الأعمال التي يجب على المسلم فعلها في رمضان

المسلم يجب عليه فعل الأعمال التي تقربه إلى الله في شهر رمضان، وتزيد من أجره وثوابه. من هذه الأعمال:

• الصيام:

وهو ركن من أركان الإسلام، وهو الامتناع عن الطعام والشراب والجماع وكل ما يفطر من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وهو فرض على كل مسلم بالغ عاقل قادر على تحمله. وللصيام فضائل عظيمة، منها أنه يكفر الذنوب ويزيد الإيمان والتقوى والصبر والشكر والرحمة والتواضع والتخلص من الشهوات والعادات السيئة

• الصلاة:

وهي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي عمود الدين، وهي الحوار بين العبد وربه، وهي فرض على كل مسلم بالغ عاقل نقي مستتر. وللصلاة فضائل عظيمة، منها أنها تنور الوجه وتسعد القلب وتطهر النفس وتمحو الخطايا وترفع الدرجات وتدخل الجنة، ومن الصلوات التي تُؤكد في رمضان صلاة التراويح أو قيام الليل، وهي صلاة تُؤدى جماعة في المساجد بعد صلاة العشاء، وهي سنة مؤكدة على الرجال والنساء، وهي تُكفر الذنوب وتُقرب من الله وتُنعم بالسكينة والرحمة.

• قراءة القرآن:

وهو كلام الله المنزل على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم بلسان عربي مبين، وهو معجزة أبدية وهداية للناس وبيان لكل شيء، وهو شفاء ورحمة ونور وهدى وفرح وسرور. ولقراءة القرآن فضائل عظيمة، منها أنها تزيد من العلم والحكمة والفهم والبصيرة والتدبر والعمل بالآيات والسنن والأحكام والأخلاق والقصص والمواعظ . ورمضان شهر القرآن، ففيه نزل على النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه كان يراجعه مع جبريل عليه السلام، وفيه يجب على المسلم أن يكثر من قراءته وحفظه وتلاوته وتعلمه وتعليمه.

• الزكاة:

وهي الركن الثالث من أركان الإسلام، وهي حق مالي يخرجه المسلم الغني من ماله الزائد عن حاجته الأساسية، ويوزعه على المستحقين من الفقراء والمساكين والمحتاجين وغيرهم من الأصناف الثمانية المذكورة في القرآن.

وللزكاة فضائل عظيمة، منها أنها تزكي النفس والمال وتنمي الرزق وتبركه وتطهره وتزيل البخل والحسد والشح وتنشر العدل والرحمة والتكافل والتضامن بين المسلمين. ورمضان شهر الزكاة، ففيه يجب على المسلم أن يخرج زكاة ماله إن كان موجوداً لديه، وأن يخرج زكاة الفطر عن نفسه وعما يعوله من أهله وعياله، وهي صاع من طعام البلد يوزع قبل صلاة العيد على الفقراء والمساكين.

• الصدقة:

وهي كل ما يتصدق به المسلم من مال أو عين أو كلمة أو عمل على من هو دونه من الناس، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، وسواء كان ذلك فرضاً أو نفلاً. وللصدقة فضائل عظيمة، منها أنها تطفئ الخطايا وتدفع البلاء وتشفي السقم وتزيد العمر وتدخل الجنة وترضي الله وتسعد القلب وتنشر السلام والمحبة والتعاون بين الناس. ورمضان شهر الصدقة، ففيه يجب على المسلم أن يكثر من الصدقة بكل أنواعها وأشكالها، وأن يبادر بالإحسان إلى الفقراء والمساكين والمحتاجين واليتامى والأرامل والمسنين والمرضى والمعتقلين والمهجرين واللاجئين وغيرهم من المحتاجين.

الأعمال التي يجب على المسلم تركها في رمضان

المسلم يجب عليه ترك الأعمال التي تفسد صيامه أو تنقص أجره في شهر رمضان، ومن هذه الأعمال:

1. الأكل والشرب والجماع وكل ما يفطر من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وهذه الأعمال تُبطل الصيام وتجعله باطلاً، ويجب على المفطر قضاء اليوم الذي أفطر فيه، وإذا كان الفطر عمداً فعليه الكفارة أيضاً.
2. الكذب والغيبة والنميمة والشهادة الزور والسب والشتم واللعن والخيانة والغش والحسد والبغضاء والحقد والعنف والظلم والفساد وكل ما يسخط الله، وهذه الأعمال تُنقص الأجر وتُضيع الثواب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ).
3. اللغو واللهو والمزاح والضحك والسخرية والاستهزاء والملاهي والمسرحيات والأفلام والمسلسلات والألعاب والموسيقى والغناء والرقص وكل ما يُلهي عن ذكر الله وقراءة القرآن والصلاة والدعاء والتراويح والعبادات، وهذه الأعمال تُضيع الوقت وتُفرط في الفرصة وتُقلل من الخشوع والإخلاص، وقد قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةً وَفِتْنَةُ أُمَّتِي الْمَالُ).
4. الإسراف والتبذير والترف والتنعم والإكثار من الأكل والشرب والنوم والكسل والتثاقل والتقاعس والتهاون والتسويف والتأخير وكل ما يُضعف الهمة ويُخفض العزيمة ويُقلل من النشاط والحيوية، وهذه الأعمال تُخالف الحكمة من تشريع الصيام وتُنافي الغاية منه، وقد قال الله تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ).

هذه بعض من الأعمال التي يجب على المسلم تركها في رمضان، ولكن لا تنسى أن الله يراقبك في كل وقت ومكان، وأن تجنب المعاصي والمحرمات واللغو والجدال والغيبة والنميمة والكذب والغش والحسد والبغضاء والحقد والعنف والظلم والفساد وكل ما يسخط الله. واجعل رمضان فرصة للتوبة والاستغفار والتقرب إلى الله بالطاعات والأعمال الصالحة. واحرص على الاستفادة من هذا الشهر الفضيل قبل أن يفوتك. وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من لم يغفر له في رمضان ففي أي شهر يغفر له؟) . نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال وأن يجعلنا من أهل الجنة. آمين.

طريقة تحديد بداية شهر رمضان ونهايته بالرؤية الشرعية أو الحساب الفلكي

هناك آراء مختلفة بين العلماء والمجتمعات حول الطريقة الأفضل لتحديد مواعيد الشهر الفضيل. أحد الآراء السائدة هو أن يتم اتباع الرؤية المحلية للهلال، أي أن يبدأ وينتهي رمضان بناء على رؤية الهلال في منطقتك الجغرافية. هذه هي الطريقة التقليدية التي ذكرت في القرآن واتبعها النبي محمد. ومع ذلك، قد تواجه بعض التحديات والأسئلة مثل: ماذا لو لم يتمكن الناس من رؤية الهلال بسبب الطقس السيئ أو الموقع الجغرافي؟ هل يجوز لهم أن يبدأوا وينهوا الصيام في أيام مختلفة؟ هل يجب أن نتبع رؤية الهلال في السعودية (أو أي منطقة أخرى من العالم)، أم أن نراه بأنفسنا في مجتمعنا المحلي؟

الرأي الآخر السائد هو أن نستخدم المعايير الفلكية لحساب إمكانية رؤية الهلال فوق الأفق الغربي عند غروب الشمس. هذه الطريقة تستفيد من التكنولوجيا التي لدينا وتجنب الخطأ البشري. الفائدة من هذه الطريقة هي أنه يمكن قياس مراحل القمر بدقة عالية، مما يسهل التخطيط المسبق وضمان عدم وجود أخطاء. بعض العلماء يقولون إنه يمكن للمسلمين أن يأخذوا الأرض كلها كمكان صالح وموحد للرؤية لجميع المسلمين في أي مكان لبدء وإنهاء رمضان.

التفضيل لطريقة على أخرى هو في الغالب مسألة كيف تنظر إلى التقاليد. الذين يتمسكون بالممارسة التقليدية يفضلون كلام الله في القرآن وأكثر من ألف عام من التقاليد، بينما الذين لديهم موقف أكثر حداثة يميلون إلى اختيارهم على أساس الحساب العلمي.

هل يجب أن نصوم في رمضان حتى لو كنا غير مسلمين؟

الإجابة البسيطة هي لا، ليس عليك أن تصوم في رمضان إذا كنت غير مسلم. الصيام في رمضان هو فريضة على المسلمين فقط، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة. الله أمر المسلمين بالصيام في القرآن الكريم، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم أوضح أن الصيام يكفر الذنوب ويزيد من التقوى والصبر والشكر. الصيام في رمضان ليس مجرد الامتناع عن الطعام والشراب، بل هو تعبير عن الخضوع والانقياد لله والتزام بشريعته وأخلاقه.

ولكن هذا لا يعني أنك لا تستطيع أن تشارك في رمضان بطرق أخرى. بعض غير المسلمين يختارون الصيام في رمضان لأسباب شخصية، مثل تحسين صحتهم أو تعزيز انضباطهم أو تجربة تحدي جديد. بعضهم يصومون تضامنا مع أصدقائهم أو عائلاتهم المسلمين، أو للتعرف على الثقافة والدين الإسلامي. بعضهم يصومون لأنهم يعيشون في بلد ذي أغلبية مسلمة، ويجدون أن الصيام يسهل عليهم التكيف والاندماج. هذه كلها دوافع مقبولة ومحترمة، ولا يوجد شيء خاطئ فيها، ما دامت لا تنتهك حقوق الله والمسلمين.

إذا قررت أن تصوم في رمضان كغير مسلم، فهناك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك على القيام بذلك بشكل صحيح وآمن:

احترم شعائر الإسلام ولا تتصرف بطريقة تسيء إلى المسلمين أو تسخر منهم. لا تأكل أو تشرب أو تدخن أو تقبل أمام المسلمين الصائمين، ولا تقاطعهم في صلاتهم أو قراءتهم للقرآن. احرص على أن تكون لطيفا ومتعاونا ومتفهما مع المسلمين في رمضان.

اتبع قواعد الصيام بدقة ولا تغش. الصيام يبدأ من الفجر حتى المغرب، ويجب أن تمتنع عن كل ما يفطر الصائم، مثل الطعام والشراب والجماع والدم والقيء والحيض والنفاس. إذا كنت مريضا أو مسافرا أو على حالة خاصة، فيمكنك أن تفطر وتقضي الأيام المفطورة في وقت لاحق.

انضم إلى المسلمين في وجبات السحور والإفطار، وتذوق الأطعمة والمشروبات التقليدية في رمضان. هذه فرصة جيدة للتواصل والتبادل الثقافي والتعلم عن الإسلام. كما أنها ضرورية للحفاظ على صحتك وطاقتك خلال الصيام.

استفد من الجوانب الروحية والأخلاقية لرمضان. لا تقتصر على الصيام الجسدي، بل حاول أن تصوم القلب واللسان والعين والأذن واليد والرجل أيضا. امتنع عن الكذب والغيبة والنميمة والسب والشتم والغضب والحسد والبخل والظلم والعنف والفساد. اعمل الخير والصدقة والتبرع والمساعدة والتطوع والتسامح والصلح والسلام. اقرأ واستمع وتدبر وتأمل في القرآن والحديث والسيرة والتاريخ والعلوم والفنون والحكمة. ابحث عن الله والحق والجمال والمعرفة والسعادة.