حصل في بداية حياته على لقب فتى الشاشة الأول وفي نهاية حياته لقب عاشق القرآن الكريم، إنه أفضل ممثل في القرن العشرين، وصاحب أعلى رصيد من الأفلام ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، النجم شكري سرحان الذي اختار أن يبتعد أخر فترات حياته لينهي حياته وحيدا بصحبة القرآن فقط، مسيرته وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية...
اسمه بالكامل محمد شكري سرحان، ولد في 13 مارس عام 1925، بمحافظة الشرقية، شقيق كلا من الفنان صلاح سرحان والفنان سامي سرحان، عشق "شكري" الفن منذ الصغر.
وجاءته أول فرصة للظهور في السينما عام 1949 مع المخرج حسين فوزي من خلال فيلم لهاليبو مع الفنانة نعيمة عاكف، لفت الشاب الوسيم نظر المخرج العالمي يوسف شاهين، فاختاره عام 1951 لفيلمه الشهير ابن النيل.
حقق الفيلم شهرة كبيرة لشكري ووضعه تحت أنظار المنتجين، وبدأت تتهافت عليه الأدوار والبطولات، حتى أصبح فتى الشاشة الأول في ذلك الوقت.
وترك شكري رصيد فني بحوالي 150 فيلما، وحصل على عدة تكريمات أبرزها وسام الدولة من الرئيس جمال عبد الناصر، وعدة جوائز على عدة أفلام.
أما عن ميوله الرياضية فكان شكري متعصباً لنادي الزمالك ولا يستطيع العمل في يوم مباراة للزمالك من التوتر، ورفع شعار "محدش يبات في بيتي مش زملكاوي" من شدة حبه وتعصبه لنادي الزمالك.
حينما قرر شكري سرحان الزواج كان أصبح معشوق الفتيات، فهو فتى الشاشة الأول، الذي كان على ثقة بأنه إذا أراد الارتباط بأي فتاة فسوف توافق في الحال.
ولكن جاءت المفاجأة حينما طلب من الفنانة سميحة أيوب الزواج، ولكنها طلبت منه أن يذهب لطلب يدها من عائلتها، وحينما ذهب لمقابلة والدتها وخالها، أبلغاها بأنها لا توافق، ورغم تدخل كثيرين إلا أنها صممت على الرفض.
ولكن تزوج بعدها شكري مرتين الأولى من الراقصة الأرمينية هيرمين، التي أحبها بشدة وأحبته، ولكن حالت اختلاف الطباع بينهم لاستمرار الزواج، وبعد عامين فقط طلبت منه الطلاق وهي تبكي لحبها الشديد منه ووافق أيضا وهو يبكي، وأرسل إليها في اليوم التالي قسيمة الطلاق مصحوبة ببوكيه ورد وكلمات حب.
وبعدها تزوج شكري للمرة الثانية من نيرمين عوف وكانت من خارج الوسط الفني، وأنجب منها ابنين وهما صلاح الذي عمل في الفن لفترة كممثل ومؤلف، وشارك في مجموعة من الأدوار.
ولكنه لم يلفت الأنظار إليه مثل والده ولم يحقق شهرة كبيرة، فبدأ يعاني من الاكتئاب، وعكف في منزلة لمدة ثلاثة أشهر لا يخرج منها بعد إرساله عدداً من السيناريوهات لعدد من المنتجين ولم يتلق أي رد على أي منها.
وفي عام 2014 تعرض لأزمة صحية مفاجئة في أثناء مروره بحالة الاكتئاب، وتوفي عن عمر يناهز 49 عاما. أما شقيقه الآخر فهو يحيى الذي عين سفيرا للنوايا الحسنة.
بدأت مسيرته الفنية في عام 1949، ولم يكتف في هذا العام بالمشاركة في فيلم لهاليبو، فشارك أيضا في فيلم نادية، كرسي الاعتراف وأوعى المحفظة.
في عام 1950 شارك في ثلاثة أفلام بابا عريس، أفراح، وفيلم الأفوكاتو فاطمة، وفي عام 1951 شارك في خمسة أفلام وهي أولاد الشوارع، أنا بنت ناس، الخارج على القانون، أسرار الناس، وفيلم ابن النيل.
وفي عام 1952 قدم مجموعة من الأفلام وهي غضب الوالدين، حياتي أنت، جنة ونار، أموال اليتامى، الزهور الفاتنة، وفيلم الأم القاتلة، وتألق في عام 1953 في مجموعة من الأفلام حوالي 13 فيلماً.
ومن أشهرها ريا وسكينة، موعد مع الحياة، مليون جنيه، ماليش حد، قلبي على ولدي، في شرع مين، عفريت عم عبده، طريق السعادة، شريك حياتي، بين قلبين، بائعة الخبز، المستهترة، وفيلم الدنيا لم تضحك.
وفي عام 1954 تألق في 12 فيلماً وهي قلوب الناس، علشان عيونك، عزيزة، دلوني يا ناس، حسن ومرقص وكوهين، أمريكاني من طنطا، الناس مقامات، المجرم، الستات ميعرفوش يكدبوا، أسعد الأيام، وفيلم ارحم دموعي.
وفي عام 1955 قدم فيلم مملكة النساء، عرايس في المزاد، شاطئ الذكريات، رنة الخلخال، درب المهابيل، أهل الهوى، الله معنا، وفي عام 1956 تألق في مجموعة من الأفلام من أبرزها نداء الحب، شياطين الجو، وفيلم شباب امرأة.
وتألق في العام التالي في فيم رد قلبي، إغراء، الطريق المسدود، بورسعيد، رحلة غرامية، طريق الأمل، نهاية الحب وفيلم وكر الملذات، وفي عام 1958 قدم أيضا مجموعة من الأفلام المميزة.
ومن أشهرها فيلم حبيبي الأسمر، حب من نار، امرأة في الطريق، الهاربة، أحبك يا حسن، وفي العام التالي قدم قبلني في الظلام، سجن العذارى، بفكر في اللي ناسيني، أنا حرة، المرأة المجهولة، إحنا التلامذة، أحلام البنات.
وفي عام 1960 قدم فيلمه الشهير قيس وليلى، نداء العشاق، صائدة الرجال، رجل بلا قلب، جسر الخالدين، بين إيديك، الغجرية، وفي عام 1961 قدم لماذا أعيش، لا تطفئ الشمس، عودي يا أمي، طريق الأبطال، رجل في حياتي، أعز الحبايب، والسفيرة عزيزة.
واستمر شكري في التألق في الستينات، السبعينات، والثمانينيات، وقدم مجموعة من الأفلام المميزة حتى بداية التسعينات، فقدم فيلم لن أعيش في حلمك عام 1990.
وفي عام 1991 قدم فيلم الجبلاوي، وفي تألق في التلفزيون، وكانت آخر مشاركاته في عام 1994 من خلال مسلسل مصرع طائر برئ، كما كان حاضراً في المسرح والإذاعة.
بعد فيلم جدعان باب الشعرية الذي قدمه شكري في عام 1993، ومسلسل مصرع طائر برئ في عام 1994، قرر الابتعاد عن الأضواء بإرادته، وقرر أن يقضي ما بقى من حياته في الاعتكاف للصلاة وقراءة القرآن، وبالفعل ظل متعلقاً بالقرآن والمسجد حتى لقب بعاشق القرآن الكريم، وفي 19 مارس عام 1997 غيبه الموت عن عمر يناهز 72 عاما.
وحصل شكري على عدة تكريمات كان أبرزها اختياره بعد وفاته من قبل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي كأفضل ممثل في القرن العشرين، لأنه صاحب أعلى رصيد من الأفلام في قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما.
واختار النقاد 15 فيلما من أفلام شكري سرحان سواء بطولة مطلقة أو جماعية ضمن قائمة أفضل 100 فيلم، كما تم تكريمه في عام 1960 عن فيلم قيس وليلى من المهرجان الآسيوي الأفريقي.
أما جائزة أفضل ممثل فحصل عليها عدة مرات على عدة أفلام من أشهرها دوره في الفيلم الشهير رد قلبي، فيلم الزوجة الثانية، شباب امرأة، النداهة، اللص والكلاب، ليلة القبض على فاطمة.