سونيتا ويليامز.. سيدة الفضاء التي تحدت المستحيل

تعد رائدة الفضاء الأمريكية سونيتا ويليامز واحدة من أهم رائدات الفضاء في العالم، فقد بدأت مسيرتها في البحرية الأمريكية، ثم تحولت إلى رائدة فضاء، وحملت في قلبها شغفًا لا ينضب للاستكشاف وحب العلم، وسطرت اسمها بأحرف من نور في سجلات تاريخ استكشاف الفضاء بفضل رحلاتها الفضائية المتعددة، تعرف على حياتها ومسيرتها المهنية.

من هي سونيتا ويليامز؟

سونيتا لين ويليامز هي رائدة فضاء أمريكية وضابط في البحرية الأمريكية، ولدت في 19 سبتمبر عام 1965 في أوهايو في الولايات المتحدة الأمريكية، وتعتبر واحدة من أكثر رائدات الفضاء شهرة بسبب رحلاتها الفضائية، وإنجازاتها الكبير في هذا المجال.

تحمل سونيتا الرقم القياسي السابق لأكبر عدد من عمليات السير في الفضاء، وأكبر عدد من وقت السير في الفضاء لامرأة، وقد بدأت مسيرتها مع ناسا منذ نهاية التسعينات. تعتبر سونيتا ويليامز رمزًا للإلهام والتفوق في مجال الفضاء.

نشأتها وتعليمها

ولدت سونيتا ويليامز في أوهايو في عائلة مختلطة الأعراق، والدها ديباك بانديا هو عالم تشريح أعصاب هندي ولد في غوجارات في الهند، أما والدتها أورسولين بوني بانديا فهي أمريكية من أصل سلوفيني.

كانت سونيتا الطفلة الأصغر بين 3 أطفال، فلديها شقيق أكبر اسمه توماس، وشقيقة اسمها دينا أناد. درست سونيتا في مدرسة نيدهيم الثانوية، وتخرجت في عام 1983، ثم التحقت بالأكاديمية البحرية الأمريكية، وحصلت على درجة البكالوريوس في العلوم الفيزيائية عام 1987. في عام 1995، حصلت على درجة الماجستير في إدارة الهندسة من معهد فلوريدا للتكنولوجيا.

حياتها الشخصية

تزوجت رائدة الفضاء سونيتا ويليامز من مايكل جيه ويليامز، وهو عمدة فيدرالي من ولاية تكساس، وقد استمر زواجهما لأكثر من 20 عامًا، ويعيشون حاليًا في هيوستن، ولم تنجب أطفالًا، إلا أنها عام 2012، أعربت عن رغبتها في تبني طفلة من مدينة أحمد آباد في الهند.

هل سونيتا ويليامز أعلنت إسلامها؟

لا، لم تعلن سونيتا ويليامز عن إسلامها، وقد انتشرت شائعة اعتناقها الإسلام عام 2014، حيث نشرت عدة صحف بأنها اعتنقت الإسلام بعد عودتها من الفضاء، حيث كان الأرض مظلمة باستثناء منطقتين كانتا تشعان ضوءًا وهما المدينة المنورة ومكة المكرمة.

في الحقيقة، فإن ويليامز تعتنق الديانة الهندوسية، وهي فخورة بدينها، ففي عام 2006، أخذت نسخة من كتاب بهجافاد جيتا، وهو الكتاب المقدس الهندوسي، معها إلى محطة الفضاء الدولية، وفي عام 2012، أخذت رمز "أوم"، وهو رمز مقدس لدى الهندوس، كما أخذت معها نسخة من "الأوبانيشاد"، وهي نصوص دينية باللغة السنسكريتية.

افتخارها بأصولها

عُرفت سونيتا ويليامز بافتخارها بأصولها الهندية والسلوفينية، فقد زارت موطن والدها الأصلي أكثر من مرة، كما حصلت على جائزة سردار فالابهاي باتيل، وكانت أول شخص من أصل هندي غير حاصل على الجنسية الهندية يحصل على هذه الجائزة. التقت سونيتا أيضًا برئيس وزراء الهند عام 2007.

تلقي ويليام محاضرات عدة في السفارة الهندية في أمريكا، آخرها عام 2020، حينما ألقت محاضرة أمام آلاف الطلاب الهنود والدوليين في الولايات المتحدة الأمريكية، ونظمت المحاضرة سفارة الهند في واشنطن.

زارت ويليامز كذلك بلد والدتها سلوفينا عدة مرات، كما جلبت معها إلى محطة الفضاء الدولية هدية تذكارية من سلوفينيا. في عام 2013، حصلت على ميدالية الاستحقاق من سلوفينيا، لمساهمتها في نشر العلوم والتكنولوجيا.

مسيرتها العسكرية

في عام 1987 شغلت سونيتا ويليامز مسيرتها العسكرية برتبة ملازم في البحرية الأمريكية، ثم تم تعيينها كضابط غوص أساسي، وفي عام 1989 تم تعيينها كطيار بحري، وتلقت تدريبًا أوليًا في سرب دعم القتال المروحي، وقامت بنشرات خارجية في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والخليج العربي.

في عام 1992، كانت ويليامز المسؤولة عن إرسال القوات لعمليات الإغاثة من إعصار أندور، وفي العام التالي بدأت التدريب في مدرسة الطيارين التجريبيين البحرية الأمريكية، وبعد تخرجها تعينت كضابط، وفي عام 1995 عادت إلى مدرسة الطيارين ولكن كمدربة في قسم الجناح الدوار، ومسؤولة السلامة في المدرسة.

خلال مسيرتها كطيار عسكري، سجلت سونيتا أكثر من 3 آلاف ساعة طيران في أكثر من 30 نوعًا من الطائرات.

مسيرتها مع وكالة ناسا

بدأت سونيتا ويليامز مسيرتها مع وكالة ناسا عام 1998، حيث تم اختيارها كمرشحة رائدة فضاء في مركز جونسون الفضائي، وكانت رحلتها الأولى إلى محطة الفضاء الدولية على متن مكوك الفضاء "ديسكفري" في 9 ديسمبر عام 2006، وانضمت إلى طاقم البعثة 14، كما انضمت إلى طاقم البعثة 15 أيضًا.

في أبريل عام 2007، أصبحت ويليامز أول شخص يركض ماراثونًا من محطة الفضاء، وقامت بأول نشاط خارج المركبة من مهمة STS-116 3 مرات في يناير وفبراير من عام 2007، وأكملت 3 جولات سير في الفضاء من محطة الفضاء الدولية مع رائد الفضاء مايكل لوبيز أليجريا.

خلال جولتها الثالثة من السير الفضاء، خرجت ويليام خارج المحطة لمدة 6 ساعات و40 دقيقة، وبحلول 2007 سجلت 29 ساعة و17 دقيقة في أربع جولات سير في الفضاء، وحققت رقمًا قياسيًا جديدًا لأطول وقت سير في الفضاء، وعادت إلى الأرض في 22 يونيو عام 2007 بعد 3 محاولات هبوط على مدار 24 ساعة، بعد إقامة لمدة 192 يومًا في الفضاء.

رحلتها الثانية إلى الفضاء

في 15 يوليو عام 2012، صعدت سونيتا ويليامز إلى الفضاء مرة أخرى مع طاقم البعثة 32، وكانت برفقة رائد الفضاء الياباني أكيهيكو هوشيدي، ورائد الفضاء الروسي يوري مالينشينكو، وعملت كقائدة لمحطة الفضاء الدولية، لتصبح ثاني امرأة تحقق هذا الإنجاز.

في هذه الرحلة، أصبحت سونيتا أول شخص يمارس رياضة الترياتلون في الفضاء، وعادت إلى الأرض في 19 نوفمبر عام 2012، وهبطت في بلدة أركاليك في كازاخستان.

سونيتا ويليامز عالقة في الفضاء!

في يوليو عام 2015، أعلنت وكالة ناسا عن اختيار سونيتا ويليامز كواحدة من رواد الفضاء في رحلات الفضاء التجارية الأمريكية، وبعدها بدأت بالعمل مع شركة بوينغ، وشركة سبيس إكس للتدريب في مركبات الطاقم التجارية الخاصة بهم.

في عام 2018، تم تعيينها في أول رحلة مهمة تشغيلية، وفي يونيو 2022 تم اختيارها مع ويل مور لرحلة CFT للفضاء، وأصبحت أول امرأة تطير في اختبار طيران لمركبة فضائية مدارية.

في 5 يونيو 2024، انطلقت مركبة ستارلاينر إلى الفضاء، في مهمة كانت من المقرر أن تستمر لمدة 8 أيام، إلا أنهما لا يزالا عالقين في الفضاء، بسبب وجود مشكلات تتعلق بدفعات التحكم في التفاعل وتسريبات الهيليوم، وتحولت إقامتهم الممتدة من 8 أيام إلى أكثر من شهرين الآن.

وتفيد التقارير أنه أقرب موعد يمكنهم المغادرة فيه هو فبراير عام 2025، وأوضحت شركة ستارلاينر أن لديهم إمدادات كافية في محطة الفضاء.