يعتبر معالي الوزير سهيل المزروعي من الشخصيات القيادية البارزة في الإمارت العربية المتحدة التي لعبت دورًا حيويًا في صياغة السياسات والاستراتيجيات المتعلقة بالطاقة، ومن خلال قيادته الرشيدة، حققت دولة الإمارات إنجازات هائلة في قطاع الطاقة، وحققت توازن بين تأمين الاحتياجات المحلية والالتزام بالمعايير البيئية العالمية، ودفع عجلة التحول نحو الطاقة المستدامة والمتجددة، في السطور التالية تعرف على مسيرته وأهم إنجازاته.
من هو معالي سهيل المزروعي؟
معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، هو وزير الطاقة والبنية التحتية في الحكومة الاتحادية بالإمارات وعضو مجلس الوزراء، ولد في دبي في الأول من يوليو عام 1973.
يشغل معاليه منصب وزير الطاقة منذ عام 2013، وحققت الوزارة تحت قيادته العديد من الإنجازات، وإلى جانب عمله الوزاري، يشغل معاليه العديد من المناصب في إدارة مجالس عدد من الشركات والمؤسسات.
قاد معالي سهيل المزروعي مبادرات مبتكرة لدعم مشاريع الطاقة المتجددة والنظيفة، وعزز من مكانة دولة الإمارات كدولة محورية في استقرار أسواق النفط العالمية، كما ساهم في إطلاق مشاريع استراتيجية للطاقة المتجددة.
يمثل معاليه دولة الإمارات في العديد من المحافل والمؤتمرات الدولية، وكان صوتًا قويًا للدولة في قضايا الاستدامة والابتكار، وشارك في مبادرات لتعزيز الشراكة مع الدول المخلتلفة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
دراسته
درس معالي سهيل المزروعي الهندسة في جامعة تولسا بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث حصل على شهادة البكالوريوس في العلوم الهندسية البترولية.
مسيرته المهنية
يملك معالي سهيل المزروعي خبرة طويلة في إدارة الشركات في عدة قطاعات، منها قطاع النفط والغاز والتطوير العقاري، والدفاع وصناعة السفن، وغيرها. عمل معالية في شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" لمدة 10 سنوات، وقد سبق أن شغل منصب الرئيس التنفيذي للشركة حتى عام 2007.
كان معاليه مديرًا لشركة دولفين للطاقة، كما كان نائب رئيس مجلس إدارة شركة صروح العقارية في الفترة من عام 2009 إلى عام 2013. شغل معاليه كذلك منصب نائب الرئيس التنفيذي لشركة مبادلة للنفط والغاز، وظل يشغل منصبه فيها حتى تعيينه وزيرًا للطاقة في عام 2013.
وبجانب عمله في الوزارة، يشغل معالي سهيل المزروعي عدد من المناصب الإدارية في شركات مختلفة، ففي عام 2015، تم تعيين في منصب العضو المنتدب لشركة آسبيك، كما أنه شغل منصب رئيس مجلس إدارة شركة الإسبانية للبترول من عام 2015 إلى 2018، وشركة مبادلة للاستثمار المملوكة للدولة أكبر مساهم فيها.
في عام 2017، تم انتخاب معاليه في منصب رئيس منظمة أوبك لمدة عام واحد من يناير إلى ديسمبر عام 2018. المزروعي عضو في اللجنة التنفيذية ولجنة التدقيق المخاطر والامتثال التابعة لمجلس إدارة شركة مبادلة للاسثتمار.
يشغل المزروعي كذلك منصب رئيس مجلس إدارة شركة الإمارات للغاز المسال، كما كان رئيسًا لمجلس إشراف بوريابيس، وشركة نوفا للكيمياويات لمدة 5 سنوات، وقد تنحى عن المنصب عام 2020.
يشغل معاليه منصب نائب رئيس مجلس إدارة شركة نواة للطاقة، كما أنه رئيس مجلس إدارة شركة الإمارات العامة للبترول، وهو رئيس مجلس إدارة المشروع المشترك بين الإمارات وعمان لبناء خط سكك حديد بين الدولتين.
سهيل المزروعي وزير الطاقة
عُين معالي سهيل المزروعي وزيرًا للطاقة في الحكومة الاتحادية في مارس عام 2013، وشغل المنصب خلفًا لمعالي محمد بن ظاعن الهاملي. في عام 2017، تم تغيير اسم الوزارة لتصبح وزارة الطاقة والصناعة.
في عام 2020، توسعت الوزارة، وتم دمجها مع وزارة تطوير البنية التحتية، وأصبح يشغل منصب وزير الطاقة والبنية التحتية في الحكومة الاتحادية.
عمل المزروعي خلال توليه منصبه الوزير على تحقيق رؤية الإمارات في التحول نحو الطاقة المستدامة من خلال عدة مشاريع كبرى في الطاقة المتجددة، كما تبنت الوزارة سياسات تدعم خفض انبعاثات الكربون وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة.
ومن بين هذه المشاريع العمل على مشروع "الطاقة الخضراء" والذي هو من ضمن استراتيجية 2050 التي تهدف إلى تحويل 50% من الطاقة المستهلكة في الدولة طاقة خضراء لا ينتج عنها ثاني أكسيد الكربون.
وبالفعل في عام 2024، أعلن معاليه أن دولة الإمارات تخطط لاستثمار ما يصل إلى 200 مليار درهم لتلبية الطلب المستدام على الطاقة لإزالة الكربون والوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050.
لعب المزروعي كذلك دورًا بارزًا في المفاوضات ضمن مجموعة أوبك+، حيث عمل على تحقيق توازن بين العرض والطلب العالمي للنفط، مما ساهم في استقرار الأسواق النفطية، وقد مثل معاليه الإمارات في المحافل الدولية المتعلقة بالطاقة.
شجع على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء لتطوير أنظمة مراقبة الطاقة والبنية التحتية. أطلق مشاريع بحثية تهدف إلى تحسين تقنيات إنتاج وتوزيع الطاقة بطرق مستدامة واقتصادية.
يقود معاليه ذلك مشاريع تطوير البنية التحتية التي تسهم في دعم النمو الاقتصادي والاجتماعي في الإمارات، ومنها برنامج زايد للإسكان، والذي يهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق رفاعية المجتمع، وقاد إصدار أكثر من 90 ألف قرار دعم سكني بقيمة تقارب 60 مليار درهم.، وخلال 3 سنوات، من عام 2021 إلى عام 2024، تم إصدار ما يقارب 13 ألف قرار دعم سكني بقيمة تجاوزت 10 مليارات درهم، كما أطلقت الوزارة عدة باقات مختلفة، منها "باقة منزلي".
يقود معاليه كذك مشروع تحديث منظومة السيارات الكهربائية في الدولة من خلال إضافة محطات شحن جديدة، كما يقود مشروع سوق الكهرباء الذي يهدف إلى إنشاء سوق لتداول الكهرباء على مستوى الدولة.
وتحت قيادته، تعمل وزارة الطاقة والبنية التحتية حاليًا على تنفيذ مجموعة من المشروعات المائية في الساحل الشرقي والشمالي من الدولة، منها رفع الطاقة الاستيعابية للسدود.
أسهم المزروعي في بناء شراكات دولية مع الدول المتقدمة في مجال الطاقة والبنية التحتية، ما عزز من دور الإمارات كمركز عالمي للابتكار والاستدامة، كما أشرف على توقيع اتفاقيات تعاون مع دول ومنظمات دولية لدعم الابتكار وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.