حصلت العداءة البحرينية سلوى عيد ناصر على الميدالية الفضية في أولمبياد باريس 2024 لتحقق إنجازًا جديدًا للرياضة البحرينية، وتعد سلوى من أهم الرياضيات في البحرين، فقد حققت العديد من الإنجازات في بطولات محلية ودولية، تعرف على مسيرتها الرياضية وإنجازاتها في هذا المقال.
من هي سلوى عيد ناصر؟
اسم الولادة هو إيبيليتشوكو أغبابونو، هي عداءة مسافات متوسطة بحرينية الجنسية ونيجيرية المولد، ولدت في 23 مايو عام 1998 في مدينة أونيتشا بولاية أنامبرا في نيجريا، وقد ولدت لأب بحريني وأم نيجيرية، وانتقلت إلى البحرين في سن صغير، وحصلت على الجنسية البحرينية.
بدأت سلوى مسيرتها الرياضية في سن مبكرة، وقد فازت في أول بطولة لها عام 2015، حينما حصلت على الميدالية الذهبية في سباق 400 متر في بطولة العالم للشباب، وهو ما لفت إليها الأنظار كواحدة من أفضل المواهب الصاعدة في رياضة الجري.
واصلت سلوى تحقيق العديد من النجاحات، فقد حصلت على ذهبية في بطولة العالم لألعاب القوى عام 2019، وحققت رقمًا قياسيًا لها، حيث أنهت سباق 400 متر في زمن قدره 48.18 ثانية، وهو ثالث أسرع وقت في تاريخ السابق، وأسرع وقت منذ عام 1985.
على الرغم من النجاحات، واجهت سلوى عيد ناصر بعض التحديات ي مسيرتها، فقد تم إيقافها عام 2022 لفترة قصيرة بسبب اختبارات المنشطات، وتم رفع الإيقاف عنها عام 2021 بعد مراجعة القضية لتعود إلى تألقها من جديد.
مسيرتها الرياضية
انتقلت سلوى عيد ناصر إلى البحرين، بلد والدها الأصلي، وهناك اكتشفت موهبتها في الجري، حيث وجدت نفسها سريعة في سباقات الشوارع مع الأطفال، وفي سن الحادية عشرة من عمرها بدأت التركيز على رياضة الجري، وخاصة سباقات 400 متر.
نشأت سلوى في منطقة الرفاع في المحافطة الجنوبية في البحرين، وقد تدربت لسنوات، وتمكنت عام 2014 من حصد أول نجاح لها في البطولة العربية لألعاب القوى للشباب، حيق حصلت على الميدالية الذهبية في سباقي 200 متر، و400 متر، وبعدها واصلت مسيرته الرياضية بشكل أكثر جدية.
ففي العام نفسه تمكنت سلوى من تحطيم رقمها القياسي الشخصي، وأنهت سباق 400 متر في من قدره 45.50 ثانية في التصفيات الآسيوية لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية للشباب عام 2014.
وتحسن مستواها في دورة الألعاب الأولمبية للشباب، حيث أنهت سباق 400 متر في زمن قدره 53.95 ثانية في الجولة الأولى، حلت وصيفة خلف الأسترالية جيسيكا ثورنتون، التي أنهت السباق في زمن قدره 52,74 ثانية.
تحطيمها أرقام قياسية وطنية
بعد تألق في دورة الألعاب الأولمبية للشباب عام 2015، بدأت سلوى عيد ناصر التمرن مع المدرب البلغاري يانكو براتانوف، الذي كان يدرب مواطنتها اللاعبة كيمي أيكويا، وفي عام 2015 حطمت رقمًا قياسيًا وطنيًا للناشئين، حيث أنهت سباق 100 متر في زمن قدره 11.70 ثانية، وسباق 200 متر في زمن قدره 23.03 ثانية.
وبهذا الإنجاز، أثبتت سلوى أنها أفضل عداءة في القارة الآسيوية في فئتها العمرية، وخاصة بعد حصولها على الميدالية الذهبية في بطولة آسيا لألعاب القوى للشباب عام 2015، وهو العام الذي أثبتت نفسها عالميًا كذلك، بحصدها المرتبة الأولى في بطولة العالم للشباب لألعاب القوى، حيث تمكنت من تخطي الأمريكي لينا إيربي، وأنهت السباق في زمن قدره 51.50 ثانية.
خلال هذه البطولة، لعبت سلوى بالحجاب، وأقيمت البطولة خلال شهر رمضان، وقد سمح لها بتناول الطعام في المنافسة النهائية، بعدما صامت خلال التصفيات، وبفوزها بالذهبية، أصبحت سلوى ثانية لاعبة بحرينية تفوز في بطولة عالمية بعد البحرينية مريم جمال.
لم تجذب موهبتها الرياضية، وسرعتها الاتحاد في البحرين فحسب، بل اهتم بها اللاعب العالمي أشتون جيسم إيتون، الذي أعجب بسرعتها، وقرر تحمل نفقات رحلة للتدرب معه لمدة 3 أيام.
إنجازات متتالية في سباقات الكبار
كانت أول بطولة للكبار تشارك فيها اللاعبة البحرينية سلوى عيد ناصر عام 2015، حينما شاركت في دورة الألعاب العسكرية، وتمكنت من الفوز في سباق 400 متر، وأنهت السباق في زمن قدره 51.39 ثانية، وتنافست مع البطلتين الأولمبيتين رازور وناتالا بيهيدا، وأصبحت أصغر فائزة في تاريخ البطولة.
في عام 2017 تألقت سلوى في بطولة العالم لألعاب القوى، وحققت الميدالية الفضية في سباق 400 متر، وفي عام 2018 شاركت في دورة الألعاب الآسيوية، وحصلت على ذهبية 400 متر، وذهبية 400 متر تتابع مختلط.
شاركت سلوى في بطولات العالم، وحصلت على الذهبية في بطولة العالم 2020 في الدوحة في سباق 400 متر، كما سبق أن شارت في الدوري الماسي مرتين في 2018، 2019، وحصلت على المركز الأول.
في عام 2020 تم إيقاف العداءة سلوى بصورة مؤقتة، لعدم الكشف عن مكانها من أجل الخضوع لفحص الكشف عن العقاقير والمنشطات المحظورة، ولكن تم رفع الإيقاف بعدها، وعادت للسباق مرة أخرى.
سلوى عيد في أولمبياد باريس
تألقت العداءة البحرينية سلوى عيد ناصر في أولمبياد باريس، حيث تمكنت من حصد الميدالية الفضية في سباق 400 متر عدو للسيدات، لتهدي بلادها البحرين الميدالية الثانية في أولمبياد باريس، بعد العداءة البحرينية وينفريد يافي، التي فازت بذهبية سباق 3 آلاف متر موانع للسيدات.
وقد تأهلت العداءة سلوى إلى نهائي السباق بعدما تصدرت السلسلة الأولى بزمن قدره 49.08 ثانية، فيما أنهت السباق النهائي في زمن قدره 48.53 ثانية.
وبفوزها بهذه الميدالية، رفعت سلوى، البالغة من العمر 26 عامًا، رصيد البحرين من الميداليات في الألعاب الأولمبية إلى 6 جميعها في فئة السيدات.
وبعد الفوز، قالت سلوى في تصريحات صحفية أن ما وصلت إليها إليه هو جهد سنوات من العمل الجاد والتضحيات، والعديد من لحظات الشك والتعب وأيام من التدريب المتواصل، ولكن تلاشى كل ذلك بعد رؤية العلم يرتفع عاليًا.
وأهدت سلوى الميدالية إلى بلدها البحرين، وكل من دعمها في رحلتها، وعلى رأسهم الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، كما وجهت الشكر لعائلتها والاتحاد البحريني وأصدقائها، وطاقم التدريب.