يعد الروائي والكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي واحد من أشهر الروائيين حول العالم، فقد حققت رواياته نجاحًا كبيرًا وحصلت على جوائز عالمية، ولكنه أثار الجدل في الدول الإسلامية بسبب إحدى رواياته، في السطور التالية تعرف على مسيرته الأدبية وحياته.
من هو سلمان رشدي؟
أحمد سلمان رشدي هو روائي وكاتب بريطاني من أصل هندي ولد في 19 يونيو عام 1947 في مومباي بالهند، ووالده هو المحامي أنيس أحمد رشدي محامي ورجل أعمال، أما والدته فهي نيجين بهات التي تعمل مدرسة.
تلقى سلمان تعليمه في مدرسة كاتدرائية كون كونن في مومباي، ثم انتقل مع عائلته إلى إنجلترا، ودرس في مدرسة الرجبي الداخلية، وبعدها درس في الكلية الملكية ودرس التاريخ في جامعة كمبريدج.
حصلت روايته الثانية "أطفال منتصف الليل" جائزة بوكر الأدبية في عام 1981، وأعيد اختيارها في مناسبتين مختلفتين كأفضل رواية لجميع الفائزين بالجائزة بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين والخمسين.
يستند رشدي في أعماله الأدبية القصصية إلى شبه القارة الهندية، حيث يجمع بين الواقعية السحرية والخيال التاريخي في رواياته التي تتناول العلاقات والهجرات بين الحضارات الشرقية والغربية.
وأثارت رواية "آيات شيطانية" التي نشرها رشدي في عام 1988، جدلاً واسعاً واحتجاجات المسلمين في عدة بلدان. وتعرض رشدي لتهديدات بالقتل بسبب هذه الرواية.
تم انتخاب رشدي عضوًا في الجمعية الملكية للأدب في عام 1983، وهي المنظمة الأدبية العليا في المملكة المتحدة، وقد منحته الحكومة الفرنسية وسام الفنون والآداب في عام 1999، وقد منحته الملكة إليزابيث الثانية لقب فارس في عام 2007 تقديرًا لخدماته في الأدب. وجاء رشدي في المرتبة الثالثة عشرة ضمن قائمة صحيفة "ذا تايمز" لأفضل 50 كاتبًا بريطانيًا منذ عام 1945 خلال عام 2008.
حياته الشخصية
تزوج سلمان رشدي أربع مرات، فقد تزوج للمرة الأولى عام 1976 من كلارسيا لوارد وأنجب منها ابنه زافار، ثم انفصل عنها عام 1987. تزوج للمرة الثانية من الروائية الأمريكية ماريان ويجينز عام 1988، وتم الطلاق بينهما عام 1993.
تزوج سلمان للمرة الثالثة من إليزابيث ويست عام 1997 وأنجب منها ابنًا اسمه ميلان وانفصل عنها عام 2004. وفي العام نفسه تزوج من الممثلة الهندية الأمريكية بادما لاكشمي، وانتهى زواجهما عام 2007. وقد صرحت زوجته الرابعة أن الانفصال تم بناء على رغبتها. وفي عام 2008 ظهرت أخبار عن علاقة بينه وبين الموديل الهندية ريا سين ولكن لم يتم تأكيد هذا الأمر.
أبرز أعمال سلمان رشدي
أنتج سلمان رشدي أول رواية له عام 1975 التي حملت اسمه "غريموس" وكانت قصة خيال علمي، وقد تجاهل النقاد هذه الرواية ولم تحقق نجاحًا كبيرًا. في عام 1981 أصدر سلمان روايته الثانية "أطفال منتصف الليل" والتي كانت بوابته إلى الشهرة والنجاح العالميين.
حصلت هذه الرواية على جائزة بوكر الأدبية، وجائزة أفضل الفائزين بجائزة بوكر الأدبية، وتم تصنيفها بأنها أفضل الروايات التي حصلت على جائزة البوكر بين عامي 1993 و2008 على التوالي.
تتحدث الرواية عن طفل مولود في منتصف الليل في اليوم الذي حصلت فيه الهند على استقلالها، وسيتمتع الطفل بقوى خارقة وعلاقة خاصة مع الأطفال المولودين في فجر عصر جديد ومضطرب في الهند، وقد قورنت الشخصية الرئيسية في الرواية بشخصيته الحقيقية وهو ما نفاه، حيث قال: " يفترض الناس بأن الشخصية المستمّدة من تجاربك الشخصية هي امتداد لك. ومن هذا المنطلق، لم أشعر بأنني قد بنيت أيّ شخصيّة بناءً على سيرتي الذاتية".
في عام 1983 أصدر سلمان رشدي روايته الثالثة "العار" التي تحدث فيها عن الاضطرابات السياسية في باكستنا واستند في بناء شخصياتها على شخصيات حقيقية في باكستان، وقد فازت هذه الرواية على جائزة أفضل كتاب أجنبي، كما كانت وصيفة لنيل جائزة بوكر الأدبي.
في عام 1978 ألف رشدي كتاب "ابتسامة جاكوار" وهو كتاب يركز أيضًا على السياسة، ويركز على تجارب رشدي المباشرة وأبحاثه في الساحة السياسية، وهو كتاب واقعي تحدث عن دولة نيكاراغوا أكبر دول أمريكا الوسطى.
نشر سلمان رشدي روايات أخرى، منها رواية "الشرق، الغرب" عام 1994، ورواية "تنهيدة المغربي الأخيرة"، و"رواية "الأرض تحت قدميها" عام 1999. في عام 2005 أصدر رواية "شاليمار المهرج" التي حظيت بإشادة واسعة من النقاد.
في عام 2010 أصدر رواية "لوكا ونار الحياة"، وفي عام 2012 أصدر كتاب "جوزيف أنطون: مذكرات" وهي عبارة عن ترجمة ذاتية له واستخدم اسمًا مستعارًا للحديث عن نفسه. في عام 2015 نشر رواية "سنتان وثمانية شهور وثمانية وعشرين يومًا وليلة"، وفي عام 2017 أصدر رواية "البيت الذهبي" وفي عام 2019 نشر رواية "كيشوت".
كتاب سلمان رشدي آيات شيطانية
في عام 1988 أصدر سلمان رشدي كتاب "آيات شيطانية" والذي يعد أكثر أعماله إثارة للجدل، إذ تلقى العديد من التهديدات بالقتل بعد إصدار هذا الكتاب، كما أنه منع من النشر في العديد من الدول الإسلامية بسبب محتواه الذي يتنافى مع الشريعة الإسلامية.
تتحدث الرواية حول شخصيتين رئيسيتين، الأولى اسمها صلاح الدين وهو شاب هندي عشان في إنجلترا وتنكر لأصول الهندي، وجبريل وهو ممثل هندي متخصص في الأفلام الدينية فقد إيمانه بالدين بعد إصابته بمرض خطير. يركب البطلين طائرة معًا ويحدث انفجار فيها فتتبدل أجسامها، ويصبح صلاح الدين مخلقو شبيه بالشيطان وجبريل يتحول إلى مخلوق شبيه بالملاك.
ورغم رودود الفعل النقدية الإيجابية عن الرواية إلا أنه أثار جدلًا واسعًا وأزمة كبيرة في العالم الإسلامي، بسبب ما اعتبره البعض إنه إسقاط على دول إسلامية خاصة إيران والهند، وفيه إساءة للإسلام بسبب التهجم على الأديان والمقدسات الدينية.
محاولة اغتيال سلمان رشدي
بعد إصدار رواية "آيات شيطانية" صدرت فتاوى عدة بجواز إعدام سلمان رشدي، منها فتوى من قائد الثورة الإيرانية آية الله الخميني، وقد تعرض لمحاولات اغتيال فاشلة أكثر من مرة، أولها عام 1989.
بسبب محاولة الاغتيال الأولى عاش سلمان متخفيًا لمدة 10 سنوات، وفي عام 2007 أصدر رجل الدين الإيراني أحمد خاتمي فتوى بهدر دمه مرة أخرى. في عام 2022 تعرض سلمان رشدي للطعن في عنقه خلال محاضرة ألقاها في نيويورك.
نقل سلمان إلى مستشفى قريب وألقي القبض على منفذ الهجوم، وقد أجرى سلمان عملية جراحية استمرت لساعات وفقد إحدى عينيه، كما قطعت أعصاب ذراعه، وتعرض الكبد للطعن والتلف.
