سلامة العبد الله واحد من أشهر نجوم الفن الشعبي والتراثي في المملكة العربية السعودية، استطاع أن يترك بصمة مميزة في قدم كل الألوان الغنائية على مدار أربعين عاما تقريبا، ليصبح واحد من أعلام الغناء في منطقة الخليج ككل، مسيرته الفنية وأبرز المعلومات عن حياته في السطور التالية...
نشأة سلامة العبد لله وحياته
ولد سلامة عبد الله الشمري، في منطقة حائل بالمملكة العربية السعودية، عام 1945، عان في طفولته من اليتم، حيث توفي والده وهو في الرابعة من عمره، وتزوجت والدته، وانتقل للعيش مع عمته في مدينة مكة المكرمة.
حفظ "سلامة" القرآن الكريم في المسجد الحرام، كما تعلم أجاد القراءة والكتابة، في المسجد الحرام أيضا، بعدها انتقلت عمته للعيش في مدينة الطائف فانتقل معها إلى هناك، وهو في الثالثة عشر من عمره توقف عن الذهاب إلى المدرسة، وبدأ حياته بالعمل في شركة "بن لادن".
كان أحد العاملين في إنشاء طريق الهدا، أحد أكبر المشاريع التي نفذتها شركة "بن لادن"، وكان أصغر العاملين في الشركة في ذلك الوقت، تعلق "سلامة" بالفنون موسيقى، شعر، وغناء، فبدأ في أوقات الفراغ في العمل التعلم على آلة "السمسمية"، وبعد أن أجادها تعلم على آلة العود.
بعد خمس سنوات من العمل في شركة "بن لادن" تركها، وبعد أن أتم التاسعة عشر من عمره ذهب في زيارة إلى والدته في مدينة الرياض، وألحت والدته عليه أن يبقى معاها، فانتقل للعيش معها.
في نهاية السبعينات ومرحلة السبعينات كانت انطلاقة سلامة العبد لله الفنية، والتي بدأها من منطقة حائل، وكان أول من بدأ يفكر في إنشاء أستوديوهات في مدينة الرياض لتسجل الأغاني.
وأنش شركة أطلق عليها اسم "هتاف" وكانت واحدة من أشهر الشركات الفنية بين القاهرة والرياض في ذلك الوقت، والتي قدم من خلالها مجموعة من المواهب مثل النجوم محمد السليمان، سعد جمعة، عبد الحمن النخيلان، وآخرون.
وكان سلامة العبد لله أحد نجوم مهرجان الجنادرية التراثي بتقديم مجموعة من الأوبريتات الشهيرة، وفي عام 1415 هجريا كان أجد نجوم الأوبريت الشهير "دولة ورجال".
وغنى "سلامة" إلى جانب النجوم محمد عبده، طلال مداح، راشد الماجد، وعبد المجيد عبد الله، وكان من ألحان الدكتور عبد الرب إدريس الملحن القدير، ومن كلمات الشاعر خلف بن هذال، وكان هذا أول أوبريت في الصالة المغطاة بعدما اعتادوا تقديم الأوبريت في الصالة المكشوفة.
مسيرته الفنية
بدأ سلامة العبد لله بالغناء للعديد من الشعراء، فتألق في تقديم أغاني يابو العيون الكحيلة، وأغنية أسهر الليل وأعد النجوم السواري للشاعر محمد بن هذاب الدوسري.
كما غنى "سلامة" هل دمعي على خدي نهار الوداع، وأغنية البارحة يوم العباد رقود، للشاعر أحمد الناصر الشايع، كما غنى للشعراء حمد المغيولي، وأيضا الشاعر راشد الجعيثن، والشاعر خلف بن هذال العتيبي.
ولم يتوقف "سلامة" عن الغناء، فكان يكتب الشعر ولكن حينما يشعر بالكلمات، وأبدع في مجموعة من القصائد ومنها يا مسافرين الكويت، سعيد ياهلي قلب المولع، وقصيدة مل عين جزت والنوم ما جاها، ومن أبرز القصائد التي أبدع فيها يا لطيف الروح روحي في خطر.
وكان يبدع حينما يغني قصائده، وواحدة من أشهر القصائد التي غناها هي:
ألا يا قمري يا غدار..علامك لي تنوح جهار
وحق الله وش الأخبار.. ترى المحبوب جافيني
عرف عن سلامة العبد لله اختياره وانتقاؤه للكلمات واللحن، حتى أصبح واحد من أعمدة الفن التراثي في المملكة العربية والخليج ككل.
في عام 1998 أعلن "سلامة" اعتزال الجمهور بعد أن كان نجم مهرجان غنائي أقيم في منطقة حائل تزامنا مع زيارة الأمير سلطان بن عبد العزيز لها.
وبعدها بعامين شارك في مهرجان الدوحة، واعتبر أن ذلك جزء من الوفاء للوسط الغنائي الخليجي، وكان آخر ظهور له في عام 2004، حينما شارك في الأوبريت الشهير خليج الكبرياء مع أشهر نجوم الخليج مثل عبد الله الرويشد، إبراهيم حبيب، وعبد الكريم عبد القادر، ثم انقطع عن الظهور العام.
أما عن أشهر أغاني سلامة العبد لله فهي عيني عليك، الخلاص، وأغنية ما لك عذر، وجميعهم من كلمات الشاعر سعد الخريجي، وفي عام 1420 هجريا أصدر آخر ألبوم غنائي له، في سوق الكاسيت.
أما عن أشهر الأغاني التي لحنها فهي، أغنية أهديت لك بازين للشاعر القدير فهد العلوش، كما تألق في تلحين كلمات الشاعر فيصل منصور المفقاعي وهي في بحر حبك تمزع بي شراع النجاة، ولحن أيضا آه وأشيب حالي صد عني الحبيب، كلمات الشاعر الغنائي ناجي السبيعي.
زوجة سلامة العبد لله وأولاده
تزوج الفنان سلامة العبد لله ثلاث مرات، وأنجب بنتاً وحيدة تدعى "إيمان" وولدان وهما عبد الله وعبد الرحمن، وبعد وفاة زوجته الأولى أم عبد الله، بدأ يعاني من مجموعة من الجلطات المتتالية، ولحقت به مجموعة من الأمراض فقرر أن يعيش في عزلة.
وبعد أن اعتزل الغناء وتم إحالته للتقاعد إمارة مدينة الرياض، كان يعان من مجموعة من الديون فدخل إلى سوق السيارات، ولكنه خسر خسارة فادحة، قاربت من نصف مليون ريال.
توفي سلامة العبد لله يوم 13 يناير عام 2007 في مستشفى الملك فيصل التخصصي بعد صراع مع المرض.