تألق في المونديال واشتهر باحتفاله الرائع مع والدته بعد فوز المغرب على البرتغال، إنه اللاعب سفيان بوفال صاحب الموهبة الكروية المميزة الذي تألق منذ بداية المونديال، في السطور التالية تعرف على حياته ومسيرته الكروية.
حياة سفيان بوفال ونشأته
هو لاعب كرة قدم مغربي فرنسي يلعب كجناح أيسر أو لاعب خط وسط مهاجم مع نادي أنجيه الفرنسي والمنتخب المغربي، ولد في 17 سبتمبر عام 1993 في باريس لأسرة مغربية تعود أصولها إلى مدينة مكناس المغربية وتحديدًا من منطقة البساتين.
بوفال هو الابن الأصغر بين ثلاثة أشقاء، وهم عبده شقيقه الأكبرن وشقيقته التوأم عائشة، وانفصل والداه عندما كان في الثالثة من عمره، وربته والدته زبيدة بلمولات مع أشقائه بمفردها.
انتقل والده للعيش في المغرب في مدينة تازة وتوفي عام 2019، بينما حل خاله حكيم بلمولات محل الأب وساعد شقيقته في تربية أبنائها.
نشأ بوفال في منطقة روزيري في جنوب أنجيه، وبدأ لعب كرة القدم في الشارع، حيث قال إنه منذ صغره كان يتسلق بوابة المنزل ويلعب مع الأطفال في الشارع.
في سن السادسة وتحديدًا في عام 2005 انضم إلى أكاديمية أنجيه لكرة القدم وفي سن التاسعة لعب كرة الصالات التي أثرت بشكل كبير على موهبته حيث تعلم المراوغة ببراعة مما يجعله لاعبًا يصعب إيقافه بمجرد حصوله على الكرة.
مشواره الكروي
بدأ سفيان بوفال مشواره الكروي مع نادي أنجيه، وعندما كان في الخامسة عشرة من عمره واجه بوفال مشكلات بسبب النمو الجسدي، حيث كان الفرق بينه وبين اللاعبين من نفس سنه 20 إلى 30 سم، فقبل بلوغه 17 عامًا كان طوله 160 سم، ووزنه 50 كيلو غرامًا.
واجه بوفال صعوبات شديدة لإقناع المدرب ريتشارد جويون أن يُبقي على بوفال في الفريق، ولكنه بعدها بدأ طوله ووزنه يزداد، وفي سن الـ18 توقف عن الدراسة وكرّس نفسه لكرة القدم فقط.
في عام 2012 لعب بوفال أول مباراة له على أرضه، وفي العام التالي وقّع أول عقد مهني له لمدة 3 سنوات، وبعد التوقيع طلب من والدته التوقف عن العمل وسيقوم هو بالإنفاق عليها.
في موسم 2013- 2014 لعب بوفال 32 مباراة في جميع المسابقات، وفي الموسم التالي أصبح الاعب الأساسي في الفريق وسجل عدة أهداف، وتم اختياره لاعب منتصف الموسم بتسجيله أربعة أهداف، وتقديمه ثلاث تمريرات حاسمة.
انتقاله إلى نادي ليل
في عام 2015 وقّع بوفال عقدًا لمدة أربع سنوات ونصف مع نادي ليل الفرنسي بقيمة 4 ملايين يورو، وانتقل مع عائلته إلى مدينة ليل. ظهر بوفال لأول مرة في كأس الرابطة، ولعب أول مباراة له في الدوري الفرنسي ضد إف سي لوريان، وسجل هدفه الأول ضد إيفيان ثونون من ركلة جزاء.
خلال موسم 2015- 2016 وعلى الرغم من الأداء الكارثي للفريق، إلا أن بوفال أثار اهتمام العديد من الأندية الأوروبية الكبرى مثل باريس سان جيرمان وتوتنهام، وميلان، وفاز بجائزة أفضل لاعب في الاتحاد الوطني لكرة القدم.
أصيب بوفال بعدهاب إصابة في الغضروف المفصلي للركبة اليمنى وأجرى عملية جراحية وأنهى موسمه قبل الأوان.
انتقاله إلى ساوثهامبتون
وقّع سفيان بوفال عقدًا مدته 5 سنوات مع نادي ساوثهامبتون الإنجليزي، وأنهى موسمه الأول في المركز الثامن في جدول الدوري الممتاز، وشارك في 24 مباراة في الدوري، و3 مباريات في كأس الاتحاد الإنجليزي ومبارتين في الدوري الأوروبي.
في الموسم التالي عانى بوفال من موسم سيء، وقام بأخطاء عدة جعلته يغيب عن كأس العالم 2018، وقد صرح أن كل هذه الأخطاء جعلته يحسن من مستواه أكثر.
في 20 يوليو 2018 انتقل بوفال إلى نادي سيلتا دي فيغو الإسباني على سبيل الإعارة لمدة موسم، وبمجرد وصوله إلى النادي تعرض لإصابة في كاحله الأيسر.
لعب بوفال مباراته الأولى في الدوري الإسباني ضد جيرونا، وسجل فيه هدفه الأول، وأنهى موسمه مع النادي في المركز السابع.
بعد استراحة مع المنتخب المغربي عاد مجددًا إلى نادي ساوثهامبتون، وأنهى موسم 2019- 2020 في المركز 11 في جدول الدوري الممتاز.
العود إلى أنجيه
في 5 أكتوبر 2020 عاد بوفال إلى ناديه الأول أنجيه في صفقة انتقال مجانية. وبسبب لعبه مع المونديال تتسابق عليه عدة أندية في الدوري الإيطالي والإنجليزي والإسباني والسعودي كذلك.
مشواره مع المنتخب
على الرغم من جنسيته المغربية اختار سفيان بوفال اللعب مع المنتخب المغربي بداية من عام 2015 حيث شارك في تصفيات كأس إفريقيا 2017 في الفترة التي كان المنتخب الفرنسي يرغب في ضمه إلى صفوفه.
في 2016 اختار بوفال تمثيل المغرب تحت قيادة هيرفي رينارد الذي كان مدربه السابق في ليل، وشأول في أوب مباراة له في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2017.
غاب بوفال عن نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا بعد المنافسة مع لاعبين أقوياء مثل حكيم زياش، ونورالدين أمرابط، وبعدها شارك في تصفيات كأس العالم 2022.
في عام 2021 تم اختياره رسميًا لتشكيلة المنتخب المغربي لكأس أمم إفريقيا 2021 في الكاميرون وسجل هدف ضد غانا في الدقيقة 82 من زمن المباراة، وتم اختياره كأفضل لاعب في المباراة.
سجل بوفال هدفه الثاني ضد الجابون في الدقيقة 57 من زمن المباراة، وفي ربع النهائي ضد مصر سجل ركلة جزاء في الدقيقة السابعة، وبعد خسارة المغرب في هذه المباراة قررت الفيفا إيقافه عن اللعب بعد تورطه في مشاجرة في غرفة خلع الملابس مع لاعبين مصريين.
في سبتمبر 2022 تلقى بوفال استدعاءً من المدرب المغربي وليد الركراكي للمشاركة في المعسكر التدريبي لكأس العالم 2022 في إسبانيا، وخاض مباراة ضد تشيلي وباراغواي، ثم تم اختياره للمشاركة رسميًا في نهائيات كأس العالم.
منذ بداية المونديال قدم بوفال مستوى رائع، وقد اشتهر بشكل خاص بسبب احتفاله المميز مع والدته بعد فوز المغرب على البرتغال في ربع نهائي المونديال، وتصدرت صوره مع والدته الصحافة العربية والعالمية.