سعيد عقل من شاعر ثوري وقومي مدافع عن العروبة إلى مؤيد للاحتلال ومرحب به، مواقف كثيرة مثيرة للجدل للشاعر اللبناني الراحل الذي أثرى المكتبة العربية بالكثير من القصائد والمقالات، وتميزت كتاباته بالجرأة، في السطور التالية تعرف على مسيرته الأدبية وحياته.
من هو الشاعر سعيد عقل؟
هو شاعر لبناني معاصر ولد في 4 يوليو عام 1912 في قضاء زحلة في محافظة البقاع في لبنان، ويعد عقل من أبرز الشعراء في لبنان الذي برع في الصحافة كذلك، كما كان يعتبر من أكبر دعاة القومية اللبنانية.
نشأ عقل في أسرة مارونية كاثوليكية، وقد درس في مدرسة المريميين في قضاء زحلة، ولكنه اضطر فيما بعد إلى ترك مقاعد الدراسة من أجل مساعدة أسرته ماديًا. عمل عقل في مجال التعليم والصحافة في زحلة، ثم انتقل إلى لبنان في بداية الثلاثينيات وعمل صحفيًا في عدة مجلات وجرائد لبنانية.
أجب عقل القراءة بشكل خاص في الدين والفكر والأدب، وقد درس اللاهوت المسيحي، كما درس تاريخ الإسلام والفقه الإسلامي كذلك. كتب الكثير من الأشعار التي تغنت بها فيروز منها "سائليني يا شام" ولديه الكثير من المؤلفات الأدبية والشعرية ترجم بعضها إلى لغات أجنبية.
اشتهر سعيد بمواقفه السياسية المثيرة للجدل والتي عرضته للانتقاد، ففي البداية كان مؤيدًا للقومية والعروبة، ولكنه صدم الجميع حينما أيد ورحب الهجوم على لبنان من قبل الجيش الإسرائيلي في الثمانينات.
توفي سعيد عقل يوم الجمعة الموافق 28 نوفمبر عام 2014 عن عمر 102 عامًا، وقد تم تشييع جنازته في كنيسة مار جرجس في وسط بيروت.
زوجة سعيد عقل
نشأ سعيد عقل في أسرة مكونة من 4 أبناء، فلديه شقيق اسمه عقل، وشقيقتان وهما هيفاء وإيميلي، وقد انتقل شقيقه إلى الولايات المتحدة، ولهذا السبب اضطر سعيد إلى ترك الدراسة لمساعدة أسرته بعدما تعرض والده إلى ضائقة مالية شديدة.
خطب عقل سعاد أبي صالح ابنة الصحافي اللبناني الشهير يوسف أبي صالح في عام 1952، واستمرت الخطبة عامين ولكنهما لم يتزوجا. في عام 1983 تزوج من آمال جنبلاط وهو في السبعين من عمره ولكنها انتحرت في العام نفسه، حيث دام زواجهما 50 يومًا تقريبًا ثم انتحرت.
مسيرته المهنية
درس الشاعر سعيد عقل في مدرسة المريميين في مسقط رأسه بقضاء زحلة، ثم ترك الدراسة وعمل في مجال التدريس والصحافة. في بداية الثلاثينيات انتقل إلى بيروت وعمل صحفيًا في العديد من الصحف منها الجريدة والصياد ولسان الحال والبرق والمعرض.
عاد عقل إلى الدراسة ودرس في معهد الحكمة عام 1939، كما درس في مدرسة الآداب الفرنسية عام 1943، ولكنه لم يحصل على أي شهادة جامعية.
في بيروت عمل عقل في مدرسة الآداب العليا وفي دار المعلمين وفي الجامعة اللبنانية أيضًا. وقد قام بتدريس مادة تاريخ الفكر اللبناني في جامعة الروح القدس. بالإضافة إلى ذلك قدم عقل دروسًا في مادة اللاهوت المسيحي في معهد اللاهوت في مار أنطونيوس بالأشرفية.
مسيرته الأدبية
برع الشاعر سعيد عقل في العديد من المجالات، فقد كتب الشعر وبرع في الكتابة الصحفية وألف كذلك العديد من النصوص المسرحية، كما ألف العديد من الأغاني التي حققت شهرة واسعة في الوطن العربية، وخاصة تلك التي غنتها السيدة فيروز.
في عام 1935 كتب عقل أول مسرحية له "بنت يفتاح"، وبعدها بعامين كتب مسرحيته الثانية "ملحمة المجدلية"، ثم كتب مسرحية "قدموس" عام 1944، وقد صدر له العديد من الدواوين الشعرية كما نشر كتبًا نثرية.
من مؤلفات سعيد عقل
في عام 1950 نشر سعيد عقل أول ديوان له "رندلي" ويعد هذا الديوان من أشهر الدواوين الشعرية التي صدرت من لبنان، وقد برع في كتابة الغل فيه. بعد ديوانه الأول بأربع سنوات نشر كتيبًا نثريًا حمل اسم "مشكلة النخبة". في عام 1960 صدر له كتاب "لبنان إن حكى" وفيه يحكي أمجاد لبنان.
ومن قصائد سعيد عقل في الغزل تلك التي صدرت عام 1960 والتي حملت عنوان "أجمل منك؟ لا"، وفي العام التالي صدر له ديوان "يارا". في عام 1971 أصدر ديوان "أجراس الياسمين"، وبعدها بعام نشر ديوانه النثري "كتاب الورد".
في عام 1973 نشر ديوان "قصائد من دفترها"، كما نشر ديوان "دزلي" وهو ديوان غزلي. وفي عام 1974 أصدر كتاب "كما الأعمدة"، كما نشر ديوان "خماسيات". في نهاية السبعينيات كتب ديوان "قصائد من دفتره"، وبعدها كتب ديوان باللغة الفرنسية حمل عنوان "الذهب قصائد".
شعر سعيد عقل باللغة اللبنانية
دعم الشاعر سعيد عقل اللهجة اللبنانية المحلية بشكل كبير، وقد دافع عن التحدث والكتابة بها في الصحف والمجلات، وقد اعتبر عقل أن الأبجدية في اللغة اللبنانية مكونة من 36 حرفًا وكان من الداعين إلى كتابة اللغة اللبنانية بالحروف اللاتينية وليست بالحروف العربية.
في الخمسينيات دافع عقل عن وجهة نظره باستبدال اللغة العربية الفصحى باللهجة اللبنانية، وقد سمّاها اللغة اللبنانية بدلًا من اللهجة وأصر على كتابتها بالحرف اللاتيني، وقد ألقى سلسلة من المحاضرات والمناظرات للدفاع عن وجهة نظره.
ولكي يؤكد أكثر على تأييده للغة اللبنانية أسس في عام 1976 دار نشر جديدة كتابتها كلها باللغة اللبنانية والحرف اللاتيني، وأطلق عليها اسم "دار أجمل الكتب"، وفيها سعى إلى الدفاع عن ما أطلق عليه "ثورة اللغة وثورة الحرف".
وقد طبق سعيد نظريته تلك في ديوان "يارا" الذي اعتمد فيه على الحرف اللبناني اللاتيني والكتابة باللغة اللبنانية، وقد واجه انتقادات عدة، ولكنها انصرف عن هذا الفعل وعاد للكتابة باللغة العربية الفصحى والحروف العربية.
سافر بعدها عقل إلى بريطانيا ثم عاد إلى لبنان وحمل بطاقة تعريفية طبع عليها حروف الأبجدية اللبنانية التي تعتمد على الحروف اللاتينية ودعا إلى اعتمادها.
آراء سياسية مثيرة للجدل
رغم أن الشاعر سعيد عقل كان من المؤيدين للقومية اللبنانية، إلا أنها فاجئ الجميع بتأييده للهجوم الإسرائيلي على لبنان في عام 1982، وقد دافع عن الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان.
ليس هذا فحسب دعا عقل اللبنانين الانضمام إلى صفوف الجيش الإسرائيلي لطرد الفلسطينيين من لبنان، وقد وصف الجيش الإسرائيلي حينها بالجيش "المخلص" وتمنى أن يقاتل مع القوات الإسرائيلية.
أشعار سعيد عقل لفيروز
كتب الشاعر سعيد عقل العديد من الأشعار التي تحولت إلى أغاني، وأشهرها تلك التي غنتها السيدة فيروز، فقد غنت له قصيدة "سائليني يا شام" عام 1960.