-
معلومات شخصية
-
الاسم الكامل
-
اسم الشهرة
-
الفئة
-
اللغة
-
الوفاة
-
التعليم
-
الجنسية
-
بلد الإقامة
-
الزوجة
-
أسماء الأولاد
-
عدد الأولاد
-
سنوات النشاط
-
السيرة الذاتية
أبدع الكاتب والأديب السوري سعيد حورانية في ميدان القصة القصيرة، وقدم نموذجًا استثنائيًا للقصة حمل فيها الهموم الاجتماعية والسياسية، وعبّر عن ملامح الفترة التي عاصرها في بلده سوريا، واعتمد على الواقعية في توصيف وتجسيد الحالة الاجتماعية، واستلهم موضوعاته من تجاربه الشخصية، وواقع الحياة من حوله، وهو ما يجعله رائد الواقعية في القصة القصيرة تعرف أكثر على حياته وأعماله الأدبية في هذا المقال.
من هو سعيد حورانية؟
هو كاتب وصحفي وأديب سوري ولد عام 1929 في سوريا، واشتهر بأعماله الأدبية والصحفية التي تناولت قضايا اجتماعية وسياسية في سوريا والعالم العربي.
كتب حورانية العديد من المقالات والقصص القصيرة التي نشرت في الصحف والمجلات العربية، وله تأثير كبير في الأدب العربي الحديث، خاصة في مجال القصة القصيرة.
تميزت أعمال سعيد حورانية بالواقعية، حيث عكس من خلالها الوضع الاجتماعي بدقة ووضوح. استمد مواضيعه من حياته الشخصية وتجاربها، متنوعاً في الموضوع والأسلوب والبناء القصصي.
كمت تميزت قصصه بالعمق في السرد واستكشاف أغوار النفس البشرية، كما أنها مكثفة في مضامينها، مما يمنحها نضوجاً ووعياً أدبياً استثنائياً. كان حورانية يؤمن بأن المعايشة هي شرط أساسي لنجاح القصة، التي يجب أن تعبر في النهاية عن الهموم الشعبية، وتلتزم بقضايا الناس ومشاكلهم، مسلطاً الضوء على معاناتهم.
كان حورانية عضوًا في العديد من الجمعيات والاتحادات العربية، ومنها رابطة الكتاب السوريين، ورابطة الكتاب العرب، ولجنة القصة، وغيرها.
عمل حورانية في التدريس بين سوريا ولبنان، وبعدها سافر إلى روسيا، واطلع على الأعمال الأدبية هناك، وتعرف على تيار الواقعية الاشتراكية، وفي روسيا عمل في صحيفة أنباء موسكو، وخلال تلك الفترة تعرف على العديد من الكتاب والشعراء العرب.
تعرف حورانية على الشاعر محمود درويش، والشاعر جيلي عبد الرحمن، والمخرج المسرحي فواز الساجر، كما تعرف على العديد من المثقفين الروس والعرب، وبعد عودته إلى سوريا بدأ نشر أعماله القصصية، كما عمل في وزارة الثقافة في روسيا حتى وفاته عام 1994.
قصة حياة سعيد حورانية
ولد الكاتب السوري سعيد حورانية في العاصمة السورية دمشق، وتحديدًا في حي محمد الأشمر، وتلقى تعليمه فيها حتى المرحلة الجامعية، حيث درس الأدب العربي في جامعة دمشق، ثم حصل على دبلوم التربية.
عشق حورانية القراءة منذ صغره، وكانت لها كبير الأثر على حياته، وقد روى في أحد كتبه قصة طريفة حدثت له، حينما وجد مبلغًا كبيرًا في المنزل، فأخذه واشترى به الكتب.
ويقول: "ذات يوم وجدت ثمانين ليرة على الكنبة، تصور ما معنى هذا في ذلك اليوم، ثروة حقيقية فأخذتها كلها، ونزلت إلى شارع النصر، وكان بولفاراً آنذاك، شارع على اليمين، وآخر على اليسار، وبين الاثنين بحرات عديدة. كان بائعو الكتب القديمة يبسطون عليها، فاشتريت بالمبلغ كله كتباً، فحرثتها حرثاً وغرقت في عوالمها الخيالية ومغامراتها المشوقة. وأنا بطبيعة الحال كنت مجنوناً بالقصص منذ صغري".
في صغره شارك حورانية في مسابقة النقاد، وقد فاز بالمركز الأول عن قصته "الصندوق النحاسي" والتي كانت أول قصة واقعية يكتبها، ولكنه شارك باسم مستعار وهو "تشيخوف" لذا حجبت لجنة المسابقة الجائزة عنه، ظنًا منهم أن القصة مسروقة.
بعد قيام الحرب العالمية الثانية، احتكرت القوات الفرنسية بيع الحبوب وشرائها، وقد تعرضت عائلة حورانية إلى أزمة كبيرة بسبب ذلك، لذا اضطر الأب دخول البورصة، ولكنها كانت سببًا في إفلاسه، لذا اضطر هو وأبناؤه العمل ككتاب لدى تجار سوق الهال.
من الانتماء للتيار الديني إلى الاشتراكية
انتمى الكاتب سعيد حورانية في البداية إلى التيارات الدينية، وتأثر بعدد من الشخصيات الدينية في بلده سوريا، ومنهم الشيخ حسن حبنكة، الذي كان يحضر دروسه في جامعة الدقاق، وقد ساعده في دراسة اللغة والغناء والألحان.
وفي أعقاب 1947، انتمى حورانية إلى جمعية إرهابية تنادي بتدمير الممتلكات العامة؛ لأن الحكام العرب سلموا فلسطين لليهود، وقد تأثر بهذه الفترة، وألف قصة "سنتان وتحترق الغابة"، وقد استمر في الانتماء إلى الجمعية الإرهابية حتى دخوله الجامعة، وبعدها تحول إلى اليسار.
خلال المرحلة الثانوية، وحينما كان ينتمي إلى التيار الديني، كان سعيد حورانية يؤلف القصص، وينشرها في جريدة الإخوان المسلمين "المنار"، كما نشر مسرحيتين في مجلة الجامعة.
وجد حورانية تناقضات عدة في التيارات الدينية، وفي الجامعة قرأ كتاب "أسس اللينيية ستالين" الذي جعله ماركسيًا، وينتمي إلى اليسار، وفي الجامعة تعرف على العديد من اليساريين منهم فؤاد أيوب ونايف بلوز، اللذان كان لهما تأثير كبير عليه.
وعن هذه الفترة يقول: "أنا قرأت كتابًا فحدث انقلاب جذري في داخلي، واسم الكتاب أسس اللينينة لستالين"، وقد ظل حورانية يساريًا حتى وفاته، وأثرت على أعماله الأدبية اللاحقة بشكل كبير.
وبسبب انتمائه إلى التيار اليساري، صار حورانية منبوذًا من عائلته، وهو ما دفعه إلى مغادرة بيت العائلة بعدما حصل على استقلال مادي نتيجة راتب الطالب الذي تقاضاها من مدرسة المعلمين. عمل الكاتب سعيد حورانية مدرسًا، وكانت بداية مدرس في السويداء عام 1953، وتنقل في عدة مدن سوريا، كما عمل بالتدريس في لبنان أيضًا.
زوجات سعيد حورانية
تزوج الكاتب السوري سعيد حورانية مرتين، المرة الأولى من سيدة روسية أنجب منها ابنته ليلى، وقد انفصل عنها عام 1974، وعاد إلى دمشق. وفي عام 1979 تزوج للمرة الثانية من السيدة نادية خضور، وأنجبت له يمان ورادا.
تجربة الشعر قبل القصة القصيرة
لم يبدأ سعيد حورانية مسيرته الأدبية كاتبًا، بل كان شاعرًا، فقبل كتابة القصة جرّب كتابة الشعر، وتأثر بزميله شوقي بغدادي، ونشرت أعماله الأول في مجلة الأديب اللبناني، ومجلتي الدنيا والنقاد السوريتين.
إلا أنه سرعان ما توقف عن كتابة الشعر، حينما أدرك أن ما يكتبه من شعر كان رديئًا، واتجه إلى كتابة الروايات قبل كتابة القصة، إلا أنها لم تكن تجربة ناجحة أيضًا، لذا بدأ في كتابة القصة القصيرة، وفاز بجائزة "مجلة عصا الجنة"، وجائزة مجلة "النقاد" ليواصل بعدها كتابة العديد من القصص القصيرة التي نشرت في عدة مجلات عربية في ذلك الوقت، ومنها "جريدة الإنشاء".
تجربة السجن
في عام 1958، وبعد فترة قصيرة من إعلان الوحدة بين مصر وسوريا، بدأت حملة اعتقالات منظمة للشيوعيين واليساريين، وكان من بين ضحايا هذه الحملة الكاتب السوري سعيد حورانية، الذي دخل السجن لفترة، وداخله استلهم موضوعاته لقصته "المهجع الرابع"، ومسرحية "رجل اسمه فرج الله حلو".
بعد فترة من الاعتقال، خرج من السجن، ولكنه منع من السفر، لذا هرب إلى بيروت، وهناك عمل أستاذًا للغة العربية في مدرسة الفرير، وعاد إلى سوريا مجددًا بعد انهيار الوحدة بين مصر وسوريا.
وبعودته إلى سوريا جرّب مرارة السجن مرة أخرى، وبعد خروجه من السجن، عاد للعمل باسم مستعار في بيروت، حيث مكث هناك لمدة 3 سنوات، إلا أنه لم يسلم من السجن حتى في بيروت، حيث اعتقل نتيجة وشاية أحد زملائه، ومكث في السجن لمدة عام.
وكان العقاب الأشد الذي تلقاه في السجن أن حُرقت مخطوطات رواية "بنادق تحت القش"، ومجموعة من قصصه القصيرة التي كتبها داخل السجن، ونتيجة لذلك قلّ إنتاجه الأدبي بشكل ملحوظ.
بعد انتهاء فترة السجن عاد إلى دمشق، ثم سافر إلى الاتحاد السوفيتي عام 1969، وعمل كخبير لغوي في مجلة أبناء موسكو.
أعمال سعيد حورانية
نشر الكاتب السوري سعيد حورانية مجموعته القصصية الأولى عام 1954، بعنوان "وفي الناس المسرة"، ورغم نجاحها إلا أنها أحدثت جدلًا نقديًا كبيرًا. كتب بعدها مجموعته القصصية الثانية "شتاء قاس آخر"، وفيها برع في الحديث عن الألم الإنساني في ذروته، كما تنوع في أسلوبه، وكتب قصصًا واقعية بها مسحة من الحزن والرومانسية.
كتب كذلك مجموعة قصصية "ثلج على العالم"، و"سنتان وتحترق الغابة". من مؤلفاته الأخرى مسرحيات "صياح الديكة"، و"المهجع رقم 6"، كما ترجم عددا من الأعمال الأدبية منها مسرحيات "الأخوة هوراس والأخوة كورياس"، و"فلنمثل سترندبرغ"، كما ترجم الأعمال القصصية الكاملة لتشيخوف، ورواية "السفينة البيضاء".
أسلوب سعيد حورانية
تمثل سعيد حورانية في قصصه تجربة حياته في فترة الخمسينيات، وقد شهد في هذه الفترة نقلة نوعية بين التقليد الحديث، وبين القدم، وما يتطلع إليه من إعادة التشكيل الاجتماعي، والبناء.
عالمه القصصي هو عالم كفاح وتغيير، عالم صراع ينتهي غالباً بانتصار قوى الشعب. يضيف حورانية إلى عالمه القصصي رؤيته الفكرية لحركة التاريخ، مؤمناً بالمستقبل والإنسان. الواقعية عنده هي رؤية لحركة الواقع واتجاه لهذه الحركة.
تُشكّل مجموعاته القصصية الثلاث خط سير واضحاً في تطور أعماله. بدأ بتسجيل الواقع بكل تفاصيله، ناقداً المشكلة الاجتماعية كما كانت سائدة في تلك الأيام.
بعد ذلك، تحولت موضوعاته إلى مواضيع أخرى تنهل من الواقعية النقدية، مستخدماً تقنيات حديثة في القصة تشمل كل جوانب المجتمع. في قصصه، تظهر قوى أخرى مثل بقايا الاستعمار والمتنفذين الذين يكدسون الأموال، مما يعكس موقفه الأخلاقي الذي يربط الحاضر بالماضي.
اعتمد حورانية على إغناء قصصه بالرمز والبناء التعبيري والأسلوب الشاعري الشفاف، عبر صياغة جديدة للواقع، وعرض في قصصه صوراً من الاستبسال الوطني والشعبي في وجه القوى الغاشمة، متمثلة بالاستعمار والظلم الاجتماعي، لتحقيق العدالة والحرية.
المستقبل في قصصه سيكون لمن يتحدى الظروف، ويستلهم التاريخ من خلال إحياء سير أبطال الثورة السورية، ومعرفته بالسير الشعبية.
جماليات المكان في قصص سعيد حورانية
كتاب "جماليات المكان في قصص سعيد حورانية" هو كتاب من تأليف الكاتبة الإيرانية محبوبة محمدي محمد آبادي، وفيها ركزت على سمات الشخصيات التي كتبها حورانية في قصصه، وارتباط هذه الشخصيات بالمكان.
استخدم حورانية في مجموعته القصصية "وفي الناس المسرة"، و"سنتان وتحترق الغابة"، وشتاء قاس آخر" أماكن حقيقية موجودة في سوريا، وهي أحالت القارئ إلى أمكنة حقيقية.
ومن الأماكن التي استخدمها السويداء، مدينة الحسكة، سجن المزة، ومدن سورية أخرى. بالإضافة إلى ذلك استخدم حورانية ثنائيات مختلفة ومتنوعة في قصصه، فنجد مثلًا استخدامه ثنائية الثوار والمستعمرين، وثنائية الحكومية العميلة والسياسيين المناضلين، وأخذت هذه الثنائيات طابع الصراع.
وخلال تلك الشخصيات والثنائيات، وظّف حورانية المكان بشكل فني، ودمجه مع عناصر القصة، بحيث يجعل الإنسان والمكان كيانًا واحدًا، كما حرص على تقديم شخصياته في وسط اجتماعي معين، وأظهر فيها خصوصية المكان والزمان.
تتجلى علاقة الشخصيات الرئيسية بالمكان في قصص سعيد حورانية من خلال تمركز الأحداث حولها، بينما تبدو الشخصيات الهامشية غير مؤثرة إلا بما يخدم السياق العام للقصة. هذه الشخصيات الهامشية تستمد هويتها من المكان الذي تتحرك فيه، حيث يعتبر المكان أحد العناصر الأساسية التي تشكل هويتها.
يمكن ملاحظة ذلك في تقديم شخصية حامد في قصة "سريري الذي لا يئن". في العديد من قصص حورانية، تدور الأحداث في وطنه سوريا، مستعرضة مدنها، بساتينها، أحيائها، وبيوتها، وأحياناً تنتقل الأحداث إلى داخل السجن. المكان في قصصه ليس مجرد خلفية، بل هو عنصر جوهري يساهم في بناء الشخصيات والأحداث.
وفاته
توفي الكاتب والأديب السوري سعيد حورانية في العاصمة السورية دمشق في السادس من شهر يونيو عام 1994 عن عمر 65 عامًا.