يعد الفنان الكويتي سعد الفرج واحد من الفنانين الذين ساهموا في تطوير الفن في الكويت والخليج، فقدم طوال مسيرته عدة أعمال تنوعت بين المسرح والتلفزيون والإذاعة كان لها دور هام في إثراء المكتبة الفنية في الكويت، وهو من رواد الحركة الفنية والمسرح السياسي في الكويت، وفي السطور التالية نسلط الضوء على حياته ومسيرته الفنية.
حياة سعد الفرج ونشأته
سعد مبارك الفرج هو ممثل كويتي ولد في 11 يناير عام 1938 في قرية الفنطاس في الكويت، وعاش معظم طفولته فيها.
نشأ الفرج في بيئة بسيطة، ففي الوقت الذي ولد فيه لم يكن هناك كهرباء في البيوت، وكانوا يقضون الصيف في منطقة المرقاب في بيت جده لوالدته.
وصف الفرج طفولته بالصعبة، فقد عاش التعب والحرمان، فلم يكن لديهم راديو أو تلفزيون، وكانوا يقضون معظم وقتهم في الاستماع إلى الروايات القديمة التي يقصها الرواة، وتمكن من خلال هذه الروايات من توسيع مداركه وأفكاره.
كان الفرج يحفظ القصائد التي يسمعها، وكانت تلك القصص تحكى في الصيف على شاطئ البحر، بينما في فصل الشتاء فتُحكى في الديوانيات.
ترعرع الفرج في أسرة كبيرة جدًا، وقد كان طفلًا متمردًا للغاية ويرفع صوته من أجل مساواته بأبناء عمه الأكبر منه، وكانت جرأته سبب حب عمه له، حيث حاول أن يكسبه حتى لا يثير المشكلات، ويصحبه دائمًا إلى المدينة ويشتري له الحلوى والكعك.
درس الفرج في طفولته القرآن الكريم في الملا، وخلال عامين ختم القرآن، ثم دخل المدرسة وفيها درس القراءة والكتابة والحساب.
في عام 1969 حصل الفرج على دورة في الإخراج والإنتاج التلفزيوني من معهد الإذاعة البريطاني بي بي سي بعد عدة سنوات قضاها في العمل الحكومي، وفي عام 1973 سافر إلى الولايات المتحدة وحصل على شهادة الدبلوم في الإخراج والإنتاج التلفزيوني.
حصل الفرج أيضًا على الدبلوم في الإخراج المسرحي من لوس أنجلوس سيتي كلوج عام 1974، وحصل على بكالوريوس في الإخراج والإنتاج التلفزيوني في الولايات المتحدة في العام نفسه.
زوجاته وأبنائه
تزوج الفنان سعد مرتين، المرة الأولى من سيدة من خارج الوسط الفني التي أنجب منها بدر، وفرج، ومجبل، وزوجته الثانية اسمها فايزة ابنة الإعلامي السعودي بكر يونس، وشقيقة الممثلة سناء بكر يونس، والمغنية وعد، وأنجب منها ابنه فهد.
حياته المهنية
عمل الفنان سعد الفرج في عدة وظائف حكومية قبل الانضمام إلى مجال الفن، ففي عام 1956 عمل في وزارة الأشغال العامة، وظل في الوزارة حتى عام 1960، ثم تم انتدابه إلى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وعمل فيها لمدة عام واحد.
انتقل بعدها إلى التلفزيون، ففي عام 1962 عمل رئيسًا لقسم الدراما في تلفزيون الكويت، وتولى هذا المنصب لسنوت حتى عام 1984، وكان يمثل في الوقت نفسه، ثم أصبح مستشارَا للدراما في التلفزيون.
طوال مسيرته الفنية ألف الفرج العديد من المسرحيات والمسلسلات التي شارك في بعضها، ومنها مسرحية "استارثوني وأنا حي"، و"عشت وشفت"، و"مطلوب زوج حالًا"، و"بني صامت"، و"ضحية بيت العز"، و"حرم سعادة الوزير"، و"هذا سيفوه"، وغيرها من المسرحيات.
ألف كذلك عدة مسلسلات، ومنها مسلسل "لمن تشرق الشمس"، و"العقاب"، و"ما يبقى غير الحب"، و"البيت الجديد"، و"لعبة الكبار"، وغيرها.
عمله في مجال الفن
بدأ الفنان سعد الفرج عمله في الفن ببيع تذاكر في المسرح الشعبي، ووقتها كان المخرج المصري زكي طليمات مخرجًا للمسرح الكويتي الذي اكتشف موهبته، واختاره مع مجموعة من الشباب لتقديم مسرحية "صقر قريش" والتي كانت بداية انطلاقه عام 1961.
في عام 1962 بدأ الفرج في كتابة النصوص المسرحية، وكانت أولها مسرحية كوميدية بعنوان "ماني سهل"، وفي عام 1965 سافر إلى مصر، وتلقى أول دوراته في الإخراج، وعمل كمساعد مخرج مع المخرج الراحل نور الدمرداش.
في مصر كتب أولى مسرحياته السياسية بعنوان "الكويت سنة 2000" ومثل فيها بجانب مجموعة من الفنانين الكويتيين، منهم خالد النفسي، عبد الحسين عبد الرضا.
في عام 1967 شارك في العديد من الأعمال منها فيلمي "محكمة الفريج"، و"اللي ما يطيع يضيع"، ومسرحية "24 ساعة"، وفي عام 1968 شارك في سهرة تلفزيونية بعنوان "نهاية ظلم".
في عام 1971 شارك الفرج في فيلم "بس يا بحر" مع الفنانة حياة الفهد، ومحمد المنصور، كما كتب مسرحية "مطلوب زوج حالًا"، وابتعد بعدها عن الفن لعدة سنوات ليعود عام 1975 من خلال مسرحية "بني صمات"، و"ضحية بيت العز" التي ألفها مع صديقه عبد الحسين عبد الرضا.
في عام 1977 شارك في تأليف المسلسل الكوميدي "درب الزلق" مع عبد الأمير التركي من إخراج حمدي فريد، وحتى نهاية السبيعينات شارك في عدة أعمال، منها "الأقدار"، ومسرحية "حرم سعادة الوزير" التي حقق فيها نجاحًا كبيرًا.
أشهر أعماله في فترة الثمانينات والتسعينات
في هذه الفترة قدم الفنان سعد الفرج العديد من المسرحيات السياسية والاجتماعية، ومنها مسرحية "دقت الساعة"، و"حامي الديار" وهي المسرحية التي رفضت وزارة الإعلام تحولها على فيلم فاضطر الفنان إلى عرضها كوثائقي.
في عام 1988 قدم مسرحية "هذا سيفوه" التي هزت الشارع الكويتي، حيث تم إيقافها ومحاكمة كل من شارك في التمثيل فيها، والسبب في ذلك انتقادها لبادية بعض التجار في مرحلة ما قبل النفط التابعين للتيار الإسلامي المتشدد.
شارك أيضًا في أفلام ومسلسلات متنوعة، منها مسلسل "إلى الشباب مع التحية"، و"ملاضي وخريف العمر"، و"العقاب"، و"ما يبقى غير الحب"، و"لمن تشرق الشمس"، وغيرها.
تعاون الفنان سعد مع نجوم الكويت ومنهم حياة الفهد، وخالد النفيسي، وعلي المفيدي، وغانم الصالح، وخالد العبيد، وغيرهم.
أعماله في الألفينات
واصل الفنان سعد تقديم أعمال فنية رائعة، منها مسلسل "لعبة الكبار"، و"أحلام طواش"، و"بلا قيود"، و"الدروازة"، و"عيال الفقر"، و"رحلة شقى" ،و"ِر النفوس"، و"العضيد"، و"بو كريم برقبته سبع حري"، و"الناس أجناس"، و"توالي الليل".
شارك أيضًا في مسلسلات "لمحات"، و"باب الريح"، و"لقيت روحي"، أبو بهلول"، و"راعي النصيفة"، و"السدرة"، و"سبع أبواب"، و"محمد علي رود"، و"مطر صيف"، و"الزقوم"، و"بتوقيت مكة".