لاعب كرة قدم سعودي سابق انتهت مسيرته الكروية مبكرا بسبب الإصابات لكنه نجح في تحقيق إنجازات خلال مسيرته التدريبية التي تميز فيها خاصة مع فرق الناشئين والشباب ومؤخرا نجح في الفوز ببطولة كأس آسيا تحت 23 عاما مع المنتخب السعودي وأصبح أيضا أول مدرب يتأهل لنهائي البطولة مرتين متتاليتين، إنه النجم سعد الشهري.
نشأة سعد الشهري وحياته
ولد سعد الشهري في يوم 9 يناير من عام 1980 في الدمام بالمملكة العربية السعودية، ونشأ في أسرة محبة للرياضة ودرس التربية الرياضية، وظهرت موهبته الكروية مبكرا وانضم لناشئي نادي الاتفاق السعودي.
مسيرته الكروية
تألق سعد الشهري في ناشئي نادي الاتفاق وتم تصعيده لصفوف شباب الفريق ثم الفريق الأول بالنادي قبل نهاية فترة التسعينات من القرن الماضي، وانضم في ذلك الوقت لمنتخب الشباب السعودي ولعب معهم في كأس العالم عام 1999، وانتقل بعدها النجم الشاب إلى صفوف نادي النصر السعودي ولعب مع الفريق لمدة 4 سنوات.
وخلال فترة احترافه في صفوف نادي النصر تعرض الشهري لإصابات في الحوض والركبة ولم يشارك بشكل مستمر مع الفريق، وبعدها انتقل إلى نادي القادسية السعودية ثم لعب في نادي الجبيل وبعدها نادي الثقبة، قبل أن يعلن اعتزاله كرة القدم.
تم تعيين الشهري في وظيفة معلم تربية بدنية بمنطقة نجران خلال عام 2004، وفي عام 2008 تولى تدريب منتخب تعليم الشرقية لمدة موسمين ثم انتقل لتدريب فريق الناشئين بنادي القادسية السعودي ونجح في الصعود بالفريق إلى الدوري الممتاز، وفي الموسم التالي حصل معهم على لقب بطولة الدوري للمرة الأولى في تاريخهم.
وبعد النجاحات التي حققها تم تعيينه مساعدا لمدرب المنتخب السعودي للشباب وحصل مع المنتخب على بطولة كأس الخليج في قطر وصعد المنتخب للمشاركة في بطولة كأس آسيا، وبعدها عاد لاستكمال مهمته في تدريب فريق الشباب بنادي القادسية.
بعد مسيرته الناجحة مع نادي القادسية تولى الشهري تدريب فريق الشباب بنادي النصر السعودي ونجح في الحصول على لقب الدوري مع الفريق، وفي عام 2015 قرر الاتحاد السعودي لكرة القدم تعيينه في منصب المدير الفني لمنتخب 20 عاما حتى عام 2017 ونجح في الصعود لنهائي بطولة كأس أمم آسيا في عام 2016 لكنه خسر النهائي أمام منتخب اليابان بركلات الترجيح.
كما نجح الشهري في قيادة المنتخب السعودي للشباب للتأهل إلى بطولة كأس العالم في كوريا الجنوبية في عام 2017 وصعد الفريق من دور المجموعات في البطولة بعد الفوز على منتخب الإكوادور والتعادل مع منتخب أمريكا والخسارة أمام السنغال، لكنه ودع المنافسة بعد الخسارة بهدف نظيف أمام منتخب أوروجواي في دور الـ16 من البطولة.
ثم تولى مسؤولية تدريب نادي الاتفاق السعودي في الفترة من عام 2017 وحتى عام 2018، وساهم في تحسين ترتيب الفريق في الدوري والنجاة من الهبوط حيث قاد الفريق في 16 مباراة حقق الفوز في 8 مباريات وتعادل في 4 مباريات وخسر 4 مباريات، وبعدها تولى قيادة المنتخب السعودي تحت 23 عاما.
أبرز الإنجازات في مسيرته
وحقق سعد الشهري إنجازا جديدا في عام 2020 بعدما نجح في قيادة الأخضر السعودي للتأهل إلى أولمبياد طوكيو بعد الصعود إلى نهائي بطولة كأس آسيا في تايلاند تحت 23 عاما، حيث يتأهل أول 3 منتخبات إلى دورة الألعاب الأولمبية، ولكن المنتخب السعودي خسر المباراة النهائية أمام منتخب كوريا الجنوبية بهدف نظيف.
وبعد عامين عاد الشهري ليفوز بالبطولة حيث حقق بطولته القارية الأولى في عام 2022 بالفوز ببطولة كأس آسيا تحت 23 عاما بعد التغلب على منتخب أوزبكستان في المباراة النهائية بهدفين نظيفين، لينضم الشهري إلى قائمة المدربين أصحاب البطولات مع المنتخب السعودي بمختلف مراحله السنية.
كما يعتبر أول سعودي يحصل على رخصة التدريب الآسيوية من مستوى "B"، كما حصل على عدد من الدورات التدريبية، وأصبح أول مدرب يقود منتخب بلاده إلى نهائيين قاريين على التوالي، حيث لم يسبق لأي مدرب التأهل لنهائي بطولة كأس آسيا تحت 23 عاماً مرتين على التوالي.
وبعد الفوز بالبطولة الآسيوية قال الشهري إن الهدف هو فرحة الشعب السعودي بالبطولات، كما أن سوء التوفيق حرمنا من الفوز بالبطولة في النسخة السابقة أمام منتخب كوريا الجنوبية، لكن المنتخب السعودي عاد ليفوز باللقب عن استحقاق.
وأضاف الشهري أنه يريد العودة للتدريب في الأندية عقب نهاية عقده مع المنتخب السعودي الأولمبي عقب انتهاء عقده بنهاية أولمبياد باريس 2024، وحول تعامله مع التعصب الجماهيري خاصة مع لعبه سابقا في نادي النصر السعودي، أوضح الشهري أنه لا يمكن إرضاء الجميع، ولكنه يعمل من أجل مصلحة الكرة السعودية دون أن يكون له أي أهداف أو مصالح أخرى، وتابع: "التعصب الجماهيري أمر واقع ويجب التعامل معه".
وقال الشهري إنه تم وضع خطة لتجهيز منتخب من مواليد عام 2001 للحصول على بطولة قارية والتأهل إلى أولمبياد باريس 2024، مع الاستعانة بعدد من اللاعبين أصحاب الخبرات للمساهمة في تحقيق البطولات القارية رغم أنهم لن يستكملوا المشوار حتى الأولمبياد.
وأضاف سعد الشهري أن عدداً كبيراً من اللاعبين تأقلموا على طريقة لعب المنتخب مع توفير فترة مناسبة للاستعداد الذهني للبطولات والاهتمام باللياقة البدنية بجانب العوامل النفسية، وكان هناك استجابة كبيرة من اللاعبين ورغبة في الحصول على البطولات".
وأوضح الشهري أنه يفضل عدم الاعتماد على تشكيل ثابت لتجنب إرهاق اللاعبين خاصة أن عملية التدوير بين اللاعبين تساهم في تجديد نشاط الفريق والحفاظ على معدلات اللياقة البدنية والذهنية، كما أن البطولات المجمعة تتضمن مباريات متلاحقة دون فترات راحة كافية".
وقال سعد الشهري إن المنتخب الأولمبي السعودي يستعد للمشاركة في دورة الألعاب الإسلامية وبطولة اتحاد غرب آسيا، وتابع: "سنجهز المنتخب استعدادا للتصفيات المؤهلة إلى أولمبياد باريس 2024 مع الاستعانة بثلاثة لاعبين فوق 23 عاما للمشاركة مع المنتخب في دورة الألعاب الإسلامية والتي ستقام خلال الفترة من 8 إلى 16 أغسطس في تركيا".