سالي رايد.. أول امرأة أمريكية تصعد إلى الفضاء

تمكن رائدة الفضاء الأمريكية سالي رايد من كسر كل الحواجز المجتمعية والثقافية بإتمامها مهمة على متن الفضاء في عام 1983 لتصبح بذلك الإنجاز أول امرأة أمريكية تصعد إلى الفضاء، وثالث امرأة تصعد الفضاء، وأصغر رائدة فضاء أمريكية أيضًا، تعرف أكثر على مسيرتها المهنية وكيف تمكنت من تحقيق هذا الإنجاز.

من هي سالي رايد؟

سالي كريستين رايد هي رائدة فضاء وعالمة فيزياء أمريكية ولدت في 26 مايو عام 1951 في لوس أنجلوس كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، وهي أول رائدة فضاء أمريكية تصعد إلى الفضاء.

كانت لرايد مساهات كبيرة في تطوير برامج الفضاء والعلوم الفضائية، وبعد اعتزالها كرائدة فضاء عملت كأستاذة جامعية وكاتبة، وكانت لها دور مهم في تشجيع الشباب، وخاصة النساء لدراسة مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

دخلت رايد مجالًا كان حكرًا على الرجال فقط، حيث كان الكثيرون يرى أن هذا المجال صعب لا يمكن للنساء النجاح فيه، ولكنها نجحت في أن تصبح أول امرأة أمريكية تصعد إلى الفضاء لتكسر كل الحواجز والأفكار النمطية المسبقة عن عدم قدرة النساء النجاح في الفضاء.

نشأتها وتعليمها

ولدت سالي رايد في لوس أنجلوي وهي الطفلة الأكبر بين 4 أطفال، وقد نشأت في عائلة مسيحية متدينية، فقد كان كلا والديها من شيوخ الكنيسة المشيخية، وكانت والدتها تعمل كمستشارة متطوعة في إصلاحية للنساء، بينما خدم والدها في الجيش الأمريكي في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية.

بعد الحرب التحق والدها بكلية هفارفورد وحصل على لماجستير في التربية من جامعة كاليفورنيا وأصبح أستاذا للعلوم السياسية في كلية سانتا مونيكا.

نشأت رايد طفولة مميزة، وفي سن التاسعة ذهبت العائلة رحلة لمدة عام تنقلت فيها بين عدة مدن أوروبية، وقد لعبت التنس في إسبانيا وتدربت على يد أليس ماربل.

بعد عودتها إلى أمريكا استأنفت رياضة التنس بشكل احترافي، واحتلت المرتبة رقم 20 على ولاية كاليفرونيا عندما كانت تبلغ من العمر 12 عامًا. درست سالي في مدرسة برمنغهام الثانوية وفي السنة الثانية التحقت بمدرسة ويستليك للبنات في منحة التنس، وهي مدرسة خاصة في لوس أنجلوس.

التحقت رايد بجامعة كاليفورنيا والتحقت بدورات دراسية في الادب وميكانيكا الكم وحصلت على درجات جامعية في المجالين، وكانت حينها المرأة الوحيدة التي تخصصت في الفيزياء.

انتقلت بعدها للدراسة في جامعة ستانفورد وتخرجت عام 1973 بدرجة بكالوريوس في الفيزياء وبكالوريوس في الأدب الإنجليزي. في عام 1975 حصلت على درجة الماجستير في الفيزياء، ثم درجة دكتوراه في الفيزياء عام 1978، وكانت أطروحتها للدكتوراه حول "تفاعل الآشعة السينية مع الوسط النجمي".

زواجها وحياتها الشخصية

رغم أن سالي رايد تعد واحدة من المشوهرات التي انضمت إلى مجموعة المثليين ولكنها سبق لها الزواج. ففي عام 1981 تزوجت من رائد الفضاء ستيفن هاولي ولكنها لم تحصل على اسمه بعد الزواج.

تعد سالي أول رائدة فضاء معروفها بميولها الجنسية المثلية، وقد قيل أنها كانت على علاقة خاصة وطويلة مع لاعبة التنس السابقة تام أوشوغنيسي لسنوات.

الانضمام إلى ناسا

في عام 1977 قرأت العالمة سالي رايد في صحيفة ستانفورد ديلي عن رغبة وكالة ناسا في تجنيد مجموعة جديدة من رواد الفضاء لبرنامج مكوك الفضاء وعن رغبتها في توظيف النساء.

في هذا الوقت لم يكن هناك أي امرأة كانت رائدة فضاء في وكالة ناسا، لذا قررت رايد التقدم مع أكثر من 8 آلاف طالب، ثم أصبحت متأهلة من بين 208 في التصفيات النهائية، ثم أصبحت المراة الوحيدة من بين عشرين متقدمًا في المجموعة السادسة.

أجرت سالي العديد من المقابلات والفحوصات الطبية والامتحانات، وقد ساعدتها رياضة التنس التي كانت تمارسها في إظهار لياقة بدينة جيدة التي أثارت إعجاب الأطباء.

من بين الاختبارات التي أجرتها وضعها في حاوية إنقاذ شخصية لمعرفة إذا كانت تعاني من رهاب الأمكان المغلقة، كما طلب منها أن تكتب مقالة عن سبب رغبتها في أن تصبح رائدة فضاء، وفي النهاية وقع عليها الاختيار لتصبح جزءًا من مجموعة رواد الفضاء رقم 8 التابعة لناسا.

رحلاتها في الفضاء

كانت رائدة الفضاء سالي رايد ضمن طاقم رحلة STS-7 في مهمة لتطوير نظام مناولة المكوك عن بعد أو الذراع الآلية. باعتبارها أول سيدة تصعد إلى الفضاء كانت موضع اهتمام من الإعلام والصحافة وتلقت أكثر من 500 عرضًا لإجراء مقابلات صحفية معها.

عندما صعد المكوك أصبت رايد أول أمريكية تصعد إلى الفضاء وثالث أمرأة في العالم وأصغر رائدة فضاء أمريكية في الفضاء.

خلال رحلتها الفضائية، قامت كريستن بمهام متعددة، بما في ذلك تشغيل أجهزة الرصد والقيام بتجارب علمية. كما كانت مهمتها الرئيسية هي دعم إطلاق الأقمار الصناعية والقيام بتجارب على متن المكوك.

قامت برحلتها الثانية في الفضاء في مهمة STS-41-G في عام 1984 لتصبح أول رائدة فضاء تطير مرتين إلى الفضاء. كان من المخطط لها أن تصعد للمرة الثالثة في الفضاء ولكن تم إلغاء الرحلة بعد انفجار مكوك الفضاء تشالنجر عام 1986 ومات كل من كان فيه.

مهنتها بعد ناسا

بعد مغادرة ناسا عملت سالي رايد لمدة عامين في مركز جامعة ستانفورد للأمن الدولي والحد من الأسلحة. في عام 1989 أصبحت أستاذة للفيزياء في جامعة كاليفورنيا.

منذ التسعينيات وحتى وفاتها قادت برامج للتوعية العامة لناسا، ومن أهم إنجازات سالي رايد أنها بعد اعتزالها أسس منظمة غير ربحية باسمها تهدف إلى تعزيز التعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضية للشباب وخاصة الفتيات.

سبب وفاة سالي رايد

توفيت سالي رايد في 23 يوليو عام 2012 عن عمر 61 عامًا في منزلها في لا جولا، وموت سالي رايد كان بسبب معاناتها مع سرطان البنكرياس

عانت سالي من ورم بحكم كرة الجولف في بطنها، وأجرت عملية جراحية، ثم خضعت للعلاج الكيميائي والإشعاعي لتقليل الورم، ولكنها توفيت بسبب هذا المرض.

بعد وفاتها تم حرق جقتها ودفن رمادها بجوار رماد والدها في مقبر وودلون التذكارية في سانتا مونيكا، وقد كتبت في وصيتها أن حبيبتها أوشو غنيسي سترث ممتلكاتها.