أول وزير داخلية من أقلية عرقية في بريطانيا، وواحد من أبرز الشخصيات السياسية في حزب المحافظين، إنه السياسي والوزير البريطاني ساجد جاويد الذي شغل مناصب سياسية مهمة خلال مسيرته السياسية، وأصبح من أبرز الشخصيات التي تمثل الأقلية المسلمة في بريطانيا، تعرف على مسيرته وحياته.
من هو ساجد جاويد؟
هو سياسي بريطاني من أصول باكستانية، شغل منصب وزير الدولة للصحة والرعاية الاجتماعي، ووزير الخزانة سابقًا، ولد في 5 ديسمبر عام 1969 في لانكشاير في إنجلترا.
شغل ساجد العديد من المناصب الوزارية خلال مسيرته السياسية، منها وزير الداخلية، ووزير الصحة، وكان عضوًا في البرلمان عن حزب المحافظين منذ عام 2010.
يعتبر جاويد من الشخصيات المؤثرة داخل حزب المحافظين، ومن أوائل الشخصيات من خلفية مسلمة يعينون في مناصب عليا في الحكومة البريطانية.
نشأته وتعليمه
ولد ساجد جافيد في روشدايل في لانكشاير، وهو ابن بين 5 أطفال لوالدين من باكستان هاجروا إلى المملكة المتحدة في الستينات، وعائلته الباكستانية ذات خلفية متواضعة، حيث كانوا يعملوا مزارعين في البنجاب، وتحديدًا من قرية راجانا في وسط البنجاب.
عمل والده سائق حافلة في إنجلترا، ولم يكن يجيد اللغة الإنجليزية لمدة 10 سنوات، وقد انتقلت الأسرة من لانكشاير إلى شارع ستابلتون، وهناك أداره والده متجرًا، فيما عاشت الأسرة ظروفًا مادية صعبة، واضطرت العائلة المكونة من 7 أفراد أن تسكن في شقة مكونة من غرفتي نوم فقط.
لدى جافيد 4 إخوة، منهم باس جافيد، وهو قائد لقسم شرطة سولهيل، وتم ترقيته وأصبح مسؤولًا عن الشرطة في الخطوط الأمامية في سكوتلاند يارد، وقد خدم شقيقه باس في البحرية الملكية، وشارك في حرب الخليج.
أما شقيقه خالد مستشار مالي، وشقيقه باست موظف حكومي، وشقيقه عاطف مليونير يُصنف بأنه قطب عقارات.
طوّر جافيد اهتماما بالأسواق المالية في سنوات المراهقة، حيث اهتم بشكل خاص بالاقتصاد والبورصة بعد خصخصة حكومة تاتشر، وأصبح قارئًا منتظمًا لصحيفة فاينانشال تايمز، وقد أثر هذا الاهتمام على حياته المهنية فيما بعد.
التحق جافيد في مدرسة داون آند في بريستول، وقد قضى سنوات صعبة في المدرسة؛ بسبب معاناته من الإساءة العنصرية والتمييز بسبب أصوله الباكستانية. التحق جافيد بكلية فيلتون التقنية من عام 1986 إلى عام 1988، ثم التحق بعدها بجامعة إكستر حتى عام 1991، وحصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد والسياسة، وخلال الجامعة بدأت مسيرته السياسية، حيث انضم إلى حزب المحافظين.
ديانة ساجد جاويد
نشأ ساجد جاويد في عائلة مسلمة من أصول باكستانية، إلا أنه صرّح بأنه لا يمارس ديانته الإسلام، ولكنه فخور بأصوله المسلمة، كما أنه يحب أن يُعرف نفسه دائمًا بأنه سياسي مسلم، ووصف نفسه بأنه "أول وزير داخلية مسلم" تتم دعوته إلى حفل إفطار في مجلس العموم.
وقد تحدث جاويد في حملته الانتخابية عام 2010 أمام الكنيسة، وقال: "إن تراث عائلتي هو الإسلام. لقد نشأت أنا وإخوتي الأربعة على الإيمان بالله، ولكني لا أمارس الدين. زوجتي مسيحية ملتزمة والدين الوحيد الذين يمارس في منزلي هو المسيحية".
ورغم أنه لا يمارس دينه كمسلم، إلا أنه تلقى العديد من التهديدات بالقتل بسبب خلفيته الإسلامية، بل إنه صرّح عام 2021 بأنه منع من المشاركة في الانتخابات بسبب دين، حيث قال: "لم يعتقد بعض الأعضاء من قبل جمعية المحافظين أن السكان المحليين سيصوتون لمسلم ليكون نائبهم في البرلمان".
زوجته وحياته الشخصية
تزوج ساجد جاويد من حبيبته لورا كينج عام 1997، وقد التقى به خلال وظيفة صيفية عمل بها، وزوجته مسيحية متدينة تذهب للكنيسة بانتظام أنجبت له 4 أطفال.
أمضى جاويد، رغم أنه مسلم، شهر العسل، في فلسطين المحتلة. يتلقى أطفاله الأربعة تعليمًا خاصًا، حيث رأى أن هذا هو الأفضل بالنسبة إليهم.
مسيرته المهنية
عمل ساجد جاويد لمدة 18 عامًا في بنك سيتي، وترقى وأصبح عضوًا في مجلس إدارة دويتشه بنك إنترناشيونال، وانضم بعدها إلى بنك تشيس مانهاتن في مدينة نيويورك بعد تخرجه، كما عمل في أمريكا اللاتينية، حيث علم على بيع سندات الحكومة المكسيكية قبل أزمة البيزو المكسيكي، وفي سن 25 عامًا أصبح نائبا للرئيس.
في عام 1997 عاد إلى لندن، وانضم إلى بنك دويتشه بنك كمدير، وفي عام 2004 أصبح مديرًا إداريَا، ثم أصبح رئيسًا عالمية لهيكلة الأسواق الناشئة، كما عمل مستشارًا لشركة لوفتهانزا في ألمانيا.
في عام 2007 انتقل إلى سنغافورة، وعمل كرئيس لقسم تداول الائتمان والأسهم القابلة للتحويل والسلع، والأسهم الخاصة، ثم تم تعيينه عضوًا في مجلس إدارة دويتشه بنك الدولي. في عام 2009 غادر البنك لمتابعة مهنته السياسية، وكان يحصل على راتب قدره 3 ملايين جنيه إسترليني سنويًا في وقت مغادرته.
حياته السياسية
انضم ساجد جاويد إلى حزب المحافظين خلال دراسته في الجامعة، وتمكن من الوصول إلى مناصب عليا داخل الحكومة البريطانية، وقد دخل البرلمان البريطاني لأول مرة في الانتخابات العام لعام 2010 ممثلًا لدائرة برومسغروف في وستمنستر.
تولى ساجد فيما بعد عدة مناصب وزارية، أولها وزير الدولة لشؤون الشركات، من عام 2012 إلى عام 2014، وذلك ضمن وزارة الأعمال والابتكار والمهارات.
في عام 2014 شغل منصب وزير الثقافة والإعلام والرياضة في حكومة ديفيد كاميرون، وقد كان مسؤولًا عن قضايا الثقافة والرياضة والإعلام. في عام 2015 شغل منصب وزير الأعمال والابتكار والمهارات، وكان له دور في تطوير سياسات الصناعة والابتكار في المملكة المتحدة.
في عام 2016، ولمدة عامين، شغل منصب وزير المجتمعات المحلية والحكومية المحلية في حكومة تيريزا ماي، وكان مسؤولًا عن قضايا الإسكان والحكومات المحلية.
أما أهم منصب وزاري شغله فهو منصب وزير الداخلية، الذي شغله لعام واحد من 2018 إلى 2019، وذلك بعد استقالة آمبر رود، وأصبح أول وزير داخلية مسلم في تاريخ بريطانيا، وتعامل مع مجموعة من القضايا الحساسة، منها مكافحة الإرهاب، وحقوق الإنسان، والهجرة.
في عام 2019 شغل منصب وزير الخزانة في حكومة بوريس جونسون، وكان مسؤولا عن السياسة الاقتصادية، ولكنه استقال من منصبه في فبراير 2020؛ بسبب خلافات حول استقلالية وزارة الخزانة.
في عام 2021 شغل ساجد جاويد منصب وزير الصحة، وذلك بعد استقالة مات هانكوك الذي استقال خلال جائحة كورونا، إلا أنه استقال من منصبه كوزي للصحة في يوليو 2022 بعد الجدل حول الاعتداء الجنسي لنائب رئيس حزب المحافظين كريس بينشر.
بعد استقالة ظل جاويش نشطًا في السياسية وداخل حزب المحافظين، ولكنه لا يشغل أي منصب وزاري حالي، وفي عام 2022 قال إنه لن يترشح في الانتخابات العامة لعام 2024.